أول يوم شغل لي كان زي بداية فيلم مليان أحداث وشخصيات جديدة، وكل مشهد فيه مخليني على أعصابي. قبل اليوم ده، كنت محضر كل حاجة بحرص شديد: اللبس، الكلام اللي ممكن أقوله، وحتى الابتسامة اللي لازم أظهر بيها. كنت عايز أسيب انطباع قوي من أول لحظة.
وصلت الشغل بدري جدًا، يمكن قبل معظم الموظفين، وقعدت في الاستقبال أستنى. الجو كان هادي جدًا، بس جوايا كان في عاصفة. كل حاجة حواليا كانت بتقول إني في مرحلة جديدة: ناس مختلفة، مكان مهيب بشكله الرسمي، ومكاتب مفيهاش مكان للتسيب.
لما المدير جالي وقال لي: "أهلا بيك، نتمنى تكون إضافة قوية للفريق"، حسيت بمزيج من الحماس والخوف. الكلمات بسيطة، بس وقعها كان تقيل عليّ. دي كانت لحظة الحقيقة.
أول مهمة استلمتها كانت تبدو سهلة: مراجعة بيانات في جدول وتسليمها. قلت لنفسي: "دي بداية لطيفة، أهو نبدأ بحاجة مش معقدة." بس وأنا شغال، التوتر لعب لعبته، ووقعت في غلطة بسيطة. نسيت أحفظ التعديلات اللي عملتها، ودي حاجة خلتني أعرق و أحس إن الأرض بتتهز تحت رجلي.
زميلي اللي كان قاعد جنبي لاحظ إني مرتبك، وجالي بابتسامة لطيفة وقال: "ما تقلقش، دا أول يوم، عادي جدًا تغلط. المهم إنك تاخد بالك المرة الجاية." الكلمة دي كانت كأنها حبل إنقاذ في بحر من التوتر. شكرته وكملت شغلي بحماس أكبر، مع وعد لنفسي إني أتعلم من كل تفصيلة.
في نهاية اليوم، وأنا ماشي، كان إحساسي مختلف. كنت فخور إن أول خطوة في مشواري المهني اتحققت، حتى لو كان فيها شوية تعثر. البدايات عمرها ما بتكون مثالية، لكنها بتكون مليانة دروس وأمل.
أول يوم شغل بيكون بداية الحلم، الخطوة الأولى على طريق طويل مليان تحديات ونجاحات. أول يوم شغل متخلهوش يعدي من غير إحتفال.
هتلاقي كل المقالات في صفحتي في لينكدان
و في صفحتي في الفيسبوك
و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق