#طريقتي_في_تربية_أولادي
كلمة "تربية" دي كلمة كبيرة، ومش معناها بس اللي الأهل بيعملوه مع ولادهم، لأ دي طريقة حياة، وأسلوب تعامل مع الدنيا والناس. ومن أكتر الحاجات اللي ممكن نتعلّمها في التربية هي إننا ما ننتقدش الناس اللي ممكن نكون زيّهم يوم من الأيام.
تخيل إنك شاب صغير، كلّ اللي في دماغك إنك "مش عايز تبقى زي أهلك". بتحس إنهم مش فاهمينك، بتحس إنهم غلطانين في كل حاجة. بتكبر والانتقاد هو محور حياتك: "ليه أبويا بيعمل كده؟"، "ليه أمي بتفكّر بالطريقة دي؟".
بس بعد كام سنة، لما الزمن يدور والعُمر يجري، تلاقي نفسك بتقول نفس الكلام اللي هما قالوه، وبتعمل نفس التصرفات اللي كنت بتنتقدهم عليها. هنا تحس بحاجة غريبة: "أنا بقيت زيّهم!"
التربية بتقولك: مش معنى إنك شايف حد بيغلط دلوقتي، إنك أحسن منه. يمكن تجربته وظروفه هم اللي شكّلوه كده. وأهو الزمن ماشي، والدنيا بتعلّمنا إننا كلنا بنغلط، وكلنا بنتأثر باللي حوالينا.
قبل ما تنتقد حد، فكّر إنك في يوم ممكن تكون مكانه. الأب اللي بيتعصب على ولاده كان في يوم من الأيام زيك، شايف إن العصبية دي "مالهاش لازمة". الأم اللي بتحس إنها "مخنوقة" من بيتها كانت زمان بتحلم بالجواز والحب والبيت الدافي.
لما تبدأ تحس إنك عايز تنتقد حد، حاول الأول تفهم وجهة نظره. اسأله ليه بيعمل كده؟ إيه اللي وصله للمرحلة دي؟ يمكن تلاقي نفسك متعاطف معاه بدل ما تحكم عليه.
الحياة زي دائرة، وكلنا ماشيين فيها. ممكن النهارده تبقى برا الدائرة دي، بس بُكرة الزمن يخليك جوّاها. وعشان كده، خليك رحيم بالناس، زي ما تحب إنهم يكونوا رحماء بيك يوم ما تضعف أو تغلط.
كلامي مش مجرد نصيحة، دي فلسفة حياة. التواضع في حكمنا على الناس والتعاطف مع تجاربهم هما اللي بيخلونا نعيش في سلام أكتر. لأننا ببساطة.. بشر زيهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق