السبت، 3 أغسطس 2024

عروق الألم


المقدمة 

في زمن بعيد، في مدينة غارقة في التناقضات، حيث الترف والبؤس يتجاوران، كان الفقر يسلب الأرواح ويغمرها في الظلمات. في تلك المدينة، عاش أغنياء مستمتعون بكل نعم الدنيا، لا يشغلهم شيء سوى البحث عن الخلود وسبل إطالة حياتهم المرفهة.


وفي يومٍ مشؤوم، اكتشف عالمٌ غني جهازًا غريبًا، يمكنه أن يربط شرايين الأغنياء بأعضاء الفقراء، بحيث يستأجر الأغنياء أعضاء الفقراء لتجديد حياتهم المنهكة. كان هذا الجهاز المعقد يمتد كشبكة من الأنابيب والشرايين، يربط دم الغني بقلب الفقير، وكليته و رئتيه، بكلية و رئة الفقير، فيستخدم الغني قوة و حيوية أعضاء الفقيرو يصبح الفقير عالقًا بالجهاز، رهينة لحياة الغني. هذا الجهاز لم يكن مجرد وسيلة للاستئجار، بل كان يجعل جسد الفقير يلتصق فعليًا بجسد الغني، بحيث يصبح الاثنان كيانًا واحدًا. كان الغني يحصل على الطاقة والحياة من أعضاء الفقير، بينما يبقى الفقير عالقًا بالجهاز، لا يستطيع الفكاك منه.

بألمٍ وخضوع، وافق الفقراء على هذا الاستئجار القاسي، مضطرين لقبول الفتات الذي يدفعه الأغنياء لقاء حياة مهدورة. أصبحوا مرتبطين بالجهاز، غير قادرين على الفكاك منه، حياتهم متوقفة على استمرار الجهاز في العمل دون خلل. إذا تعطّل الجهاز، فإن الفقير يموت، ويخسر الأغنياء وسيلتهم لتمديد حياتهم. مع مرور الزمن، أصبح هذا الواقع المظلم جزءًا لا يتجزأ من المدينة، حيث يعيش الأغنياء أعمارًا مديدة بصحة ونشاط، بينما يتلاشى الفقراء ببطء، يعانون من الألم والعجز بسبب أعضائهم المستأجرة و المستهلكة. الفجوة بين الأغنياء والفقراء اتسعت بشكل مرعب، والمدينة أصبحت مسرحًا للمعاناة والتناقضات.

مراد

كان هناك رجلٌ غني يُدعى السيد مراد. مراد كان يعيش حياة ترف لا حدود لها، لكنه كان يسعى دائمًا وراء الشباب الدائم والصحة المتجددة. امتلك مراد جهاز الاستئجار الذي اخترعه العالم الغني، والذي يربط شرايينه وأوردته بأعضاء الفقراء. ولكنه كان يسعى لأكثر من ذلك.

كان مراد يستخدم مواد كيميائية منشطة. و كان ..........


بقية القصة هتلاقيها في صفحة عروق الألم

الخميس، 1 أغسطس 2024

خُلق الإنسان لصناعة التاريخ

 

هل للتاريخ حركة واتجاه، وهل يمكن معرفتها؟ بمعنى آخر، هل التاريخ يعيد نفسه في حلقة دائرية مفرغة إلى ما لا نهاية، أم أنه متغير؟

في البداية، كلنا نؤمن بوحدانية الخالق وقدرته ومشيئته، فكل شيء خُلق بقدر، وكل مخلوق مُيسر لما خُلق له، فالبداية عند الخالق والنهاية أيضًا عنده. وكل شيء يسير وفقًا لمشيئته وإرادته. وبما أن التاريخ يتجه إلى الإله الخالق في النهاية، فهذا يدل على أنه يفضي بالإنسان إلى سعادته. ولكن العالم يسير من سيئ إلى أسوأ، ولولا تدخل الخالق لإنقاذ البشر لحدثت الفوضى ولتغير المسار المكتوب، كما في شق البحر لموسى وتبريد النار لإبراهيم وخروج ماء زمزم، التي ستكون المآل الأخير للإنسانية.

هناك وجهتان نظر للإجابة عن هذا السؤال: الأولى هي نظرة رجال الدين والمفكرين المعتمدين على العقائد في التفسير، مثل الطبري. إنهم يقولون أن للتاريخ مسارًا محددًا واتجاهًا واحدًا مُقررًا منذ الأزل قبل بداية الخلق أجمعين، لأنه ليس من العقل أن الخالق يخلق هذا كله ويتركه يسير نحو الفوضى بدون ضوابط.

طبعًا هذا تفسير ديني مريح ولكنه لا يعطي الإجابة الكاملة على السؤال، فهم أخذوا التفكير السهل بدون عناء وساروا نحو التسليم خوفًا من الدخول في شبهات التفكير.

أما المنظور الآخر فيرى أن التاريخ دائمًا في صراع مع الحضارة، وأن المصارعين هم طلاب العلم والعلماء. وعند النظر عميقًا لشمولية التعليم نجد أن أعمال كل من فرانسيس بيكون المنطقي وديكارت المفكر الرياضي والميكانيكي البارع، ومؤلفاتهم عن تحويل أعمال الصناعة والتجارة إلى أعمال تُدرَس وتأسيس ما يسمى بالإسكولاريين أو المدرسين الذين ينقلون العلم إلى الأجيال، أدت لجعل الكثير من الناس يدرسون الكيمياء والفيزياء والنبات والحيوان والطب والهندسة والجيولوجيا، وأصبحت العلوم لها مكانة توازي الصناعة والتجارة. وتحول تفكير الناس من الحدس والظن والاستسلام إلى التجربة والدقة والضبط.

وهذا لا يمنع من التفكير ومحاولة الإجابة على السؤال، وإلا سنكون كمن يرى أن الخالق يمنح الصحة والمرض، ولكنه يمنع الناس من دراسة الطب والتداوي. ولولا كوبرنيكوس وجاليليو لما زلنا نعتقد أن الأرض مركز الكون والشمس تدور حولها. فكل تفكير سيؤدي إلى تعميق الإيمان بالخالق العظيم.

وعلى هذا الأساس ظهر مسار مختلف من التاريخ، مسار الاكتشافات والاختراعات التي تطورت وتداخلت في جميع المجالات فأنتجت حضارات في الدول التي دعمت العلم والعلماء، واندثرت الأخرى التي قاومت دخول التعليم وأيدت الجهل والتسليم. وهذا يدل على أن التاريخ يأخذ مسارًا مختلفًا حسب مقدار العلوم المعمول بها في كل دولة.

هذا يأخذنا إلى أن مسار التاريخ ليس دائريًا، ولا يعيد نفسه، وأنه في تغير مستمر. لأن للتاريخ صانع ومغير، وهو الإنسان.

الأربعاء، 31 يوليو 2024

البوتاسيوم ... الوظيفة الأعظم والأطعم

 


البوتاسيوم هو المركب ذو أعلى تركيز داخل الخلية النباتية، وعلى الرغم من أنه لا يشكل جزءًا من تركيب الخلية، إلا أن دوره الرئيسي يتمثل في تسهيل وتسريع العمليات الحيوية داخلها.


وظيفته الأساسية هي تعديل البيئة الفراغية للإنزيمات داخل الخلية، مما يعزز من كفاءتها وانسيابيتها. كما يسهم البوتاسيوم في تنظيم درجة الحموضة داخل الخلية النباتية والثمرة، وكلما زاد تركيزه داخل الثمرة زادت لذتها وطعمها الجيد.


الوظيفة الأعظم للبوتاسيوم تكمن في قدرته على تنظيم نسبة الملوحة في الماء الممتص داخل النبات (من خلال استبدال الصوديوم بالبوتاسيوم)، وزيادة قدرة الأوراق على تحمل الحرارة الشديدة والإشعاع المباشر للشمس (من خلال رش الأوراق بمحلول نترات البوتاسيوم).


أما الوظيفة الأطعم للبوتاسيوم فتتمثل في دوره في حركة السكريات وتكوين المواد النشوية داخل الجذور والثمار، مما يجعلها أكثر نضارة و أحلى طعما.

الثلاثاء، 30 يوليو 2024

جاذبية كاذبة ... العلاجات السرطانية الطبيعية

 

تتمتع دائما العلاجات العشبية الطبيعية بحالة من الجاذبية لدى العامة من الناس. وهذه الجاذبية تنبع من منطلق كونها أكثر طبيعة و لطفا من المنتجات الدوائية القاسية و المخلقة كيميائيا. طبعا هذا كلام معيب فلا يوجد شئ في الطبيعة يعتبر لطيف فالحياة الطبيعية أو البرية قاسية و لكن الإنسان إستطاع تطويعها لحمايته و لمصلحته.

لو نظرت مثلا لعدوى البتيوليزم ستجدها عدوى طبيعية و لكنها شديدة السمية و الخطورة و الإنسان إستطاع تطويع سم البوتيولينيوم في عمليات شد الجلد و التجميل. و بالتالي فهو أكثر أمنا كمنتج دوائي من مصدره الطبيعي فليس من المنطق حقن الناس ببكتريا البوتيوليزم لتجميلهم فما يفيد الجمال عند التسمم. 

قديما كانت الأعشاب تنقع و يشرب مائها للعلاج ثم تطورت العلوم و إستخرج الإنسان المواد الفعالة من وسط مئات المواد و أصبحت أدوية فعالة في تأثيرها و من أشهر الأدوية المستخدمة و المستخرجه من الطبيعة هو مسكن الإسبرين من شجر الصفصاف و مخدر المورفين من زهرة الخشخاش و دواء القلب الديجوكسين من زهرة الداتورا. 

أما عن السرطان فالكثير من العلاجات الكيماوية قد تم إستخراجها من الطبيعة. تخيل أنه يوجد في الطبيعة نباتات تستطيع القتل ، قتل الكائنات الحية كيميائيا و منها تم إستخراج الأدوية المعالجة للسرطان. فدواء الفنكريستين المعالج لمعظم سرطانات الدم و الغدد الليمفاوية يستخرج من الزهور و التاكسانات المعالجة لسرطان الثدي تستخرج من لحاء الأشجار و يوجد بعض الأدوية الكيماوية تستخرج من الميكروبات كالبكتريا و الفطريات. 

و هنا تكمن هذه المعضلة و الجاذبية الكاذبة فعلاج مرض كالسرطان لن ينفعه عشبة و بها مئات من المواد الكيميائية التي توجد بتركيزات قليلة و صعب إستخراجها فأكل النباتات أو غليها و شرب مائها قد يقتل الإنسان نفسه و لن تتأثر خلايا السرطان بها. علاج مرض السرطان يحتاج لمزيج من المواد القاتلة مع مواد للحفاظ على الحياة. 

و يبقى الأمل ...

الاثنين، 29 يوليو 2024

الهدم بالإستغناء و الإعتزال


الإستغناء والاعتزال هما أفعال نفسية تعبر عن انسحاب شخصي من موقف أو علاقة بسبب الإرهاق أو عدم القدرة على التعامل مع الضغوطات الموجودة. في السياق الاجتماعي، قد يشجع المجتمع أحيانًا على الاستغناء عن ما يزعج أو يؤذي، لكن عندما يتم تطبيق هذا المفهوم على العلاقات الزوجية أو الأسرية بشكل مفرط، فإنه قد يؤدي إلى تفكك الأسرة أو انهيار العلاقات المهمة.

الاستغناء والاعتزال يمكن أن يكونا استراتيجية للحفاظ على الصحة النفسية والاستقرار العاطفي في حالات معينة، ولكن يجب أن يتم بحكمة وتوازن. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الاستغناء عن بعض الراحة الشخصية أو التضحية ببعض الوقت لصالح الأسرة بمثابة تعبير عن الرغبة في الحفاظ على الوحدة الأسرية والسلام.

من الضروري التفكير بعناية في مدى تأثير الاستغناء والاعتزال على العلاقات القريبة والأسرية قبل اتخاذ أي قرار. يجب أن يكون الحل النهائي للتعامل مع الخلافات الهبلة أو الضغوطات داخل البيت مبنيًا على الحوار والتواصل الفعال بين الأفراد، مع محاولة فهم الأسباب الحقيقية والعمل على حلها بشكل بناء.

الاستغناء والاعتزال يمكن أن يكونا حلاً مؤقتًا، ولكن الحفاظ على العلاقات الأسرية القوية يتطلب التفكير العميق والمسؤول في كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه كل فرد داخل الأسرة.

الأحد، 28 يوليو 2024

أحبكم بكل ما في قلبي ... حب الأم

 

حب الأم لأبنائها هو شعور نقي وعميق يتجاوز كل الحدود والمعايير. إنه حب يولد مع الطفل ويكبر معه، يملأ قلب الأم بالدفء والعطاء. منذ اللحظة الأولى التي تشعر فيها الأم بحركة طفلها داخلها، تبدأ رحلة من الرعاية والتفاني لا نهاية لها.

يرتبط حب الأم بإفراز هرمونات معينة مثل الأوكسيتوسين،  والذي يعزز الروابط العاطفية ويمنحها شعورًا بالراحة والطمأنينة. هذا الحب يظهر في كل لمسة حانية وكل كلمة دافئة، ويعكس استعداد الأم الدائم لتقديم كل ما لديها من أجل سعادة أطفالها.

حب الأم ليس مجرد شعور، بل هو عمل دائم ومستمر يتجلى في كل تفاصيل الحياة اليومية. إنها تتابع نمو أطفالها بعناية، توفر لهم الدعم العاطفي والنفسي، وتعمل على تلبية احتياجاتهم بكل حب وتفانٍ. حبها يظهر في تضحياتها الكبيرة وجهودها التي لا تنضب، في سهرها على راحتهم وسعيها لتأمين مستقبل مشرق لهم.

يتساءل البعض كيف يمكن للأم أن تحب بهذا العمق والإخلاص؟ الجواب يكمن في طبيعتها الفطرية التي تدفعها إلى العطاء بلا حدود. حب الأم هو قوة لا تقهر، ينبع من أعماق قلبها ويمنحها القوة لمواجهة كل الصعاب من أجل أطفالها.

يبقى حب الأم لأبنائها هو النور الذي يضيء حياتهم، يوجههم، ويحميهم في كل خطوة يخطونها. إنه الحب الذي يقول بكل صدق: "أحبكم بكل ما في قلبي"، حب لا يتغير ولا ينتهي، حب يمنحهم القوة والثقة والسعادة في كل يوم من حياتهم.