تتمتع دائما العلاجات العشبية الطبيعية بحالة من الجاذبية لدى العامة من الناس. وهذه الجاذبية تنبع من منطلق كونها أكثر طبيعة و لطفا من المنتجات الدوائية القاسية و المخلقة كيميائيا. طبعا هذا كلام معيب فلا يوجد شئ في الطبيعة يعتبر لطيف فالحياة الطبيعية أو البرية قاسية و لكن الإنسان إستطاع تطويعها لحمايته و لمصلحته.
لو نظرت مثلا لعدوى البتيوليزم ستجدها عدوى طبيعية و لكنها شديدة السمية و الخطورة و الإنسان إستطاع تطويع سم البوتيولينيوم في عمليات شد الجلد و التجميل. و بالتالي فهو أكثر أمنا كمنتج دوائي من مصدره الطبيعي فليس من المنطق حقن الناس ببكتريا البوتيوليزم لتجميلهم فما يفيد الجمال عند التسمم.
قديما كانت الأعشاب تنقع و يشرب مائها للعلاج ثم تطورت العلوم و إستخرج الإنسان المواد الفعالة من وسط مئات المواد و أصبحت أدوية فعالة في تأثيرها و من أشهر الأدوية المستخدمة و المستخرجه من الطبيعة هو مسكن الإسبرين من شجر الصفصاف و مخدر المورفين من زهرة الخشخاش و دواء القلب الديجوكسين من زهرة الداتورا.
أما عن السرطان فالكثير من العلاجات الكيماوية قد تم إستخراجها من الطبيعة. تخيل أنه يوجد في الطبيعة نباتات تستطيع القتل ، قتل الكائنات الحية كيميائيا و منها تم إستخراج الأدوية المعالجة للسرطان. فدواء الفنكريستين المعالج لمعظم سرطانات الدم و الغدد الليمفاوية يستخرج من الزهور و التاكسانات المعالجة لسرطان الثدي تستخرج من لحاء الأشجار و يوجد بعض الأدوية الكيماوية تستخرج من الميكروبات كالبكتريا و الفطريات.
و هنا تكمن هذه المعضلة و الجاذبية الكاذبة فعلاج مرض كالسرطان لن ينفعه عشبة و بها مئات من المواد الكيميائية التي توجد بتركيزات قليلة و صعب إستخراجها فأكل النباتات أو غليها و شرب مائها قد يقتل الإنسان نفسه و لن تتأثر خلايا السرطان بها. علاج مرض السرطان يحتاج لمزيج من المواد القاتلة مع مواد للحفاظ على الحياة.
و يبقى الأمل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق