الأحد، 10 سبتمبر 2023

صراع بين الإقدام و الإحجام فإما الغذاء أو الصعق بالكهرباء


نحن نزرع داخل أطفالنا مفهومين نفسسين طوال فترة تربيتنا لهم و طوال وقت نموهم و بناء خبراتهم، هما مفهوم الإقدام و مفهوم الإحجام

الإقدام مفهوم بمعني الشجاعة و يرتبط بالسعاده و باللذه إنما الإحجام فمفهوم بمعنى التوقف و يرتبط بالخوف و القلق و الألم

في تجربة نفسية مثيرة تم عملها على الفئران لبيان هذا الصراع. في البداية جرى تعليم الفئران أن الأرض الملونه بالأبيض تعني الغذاء و الأرض التي بالأسود تعني الصعق بالكهرباء. فإذا مشيت الفئران على الأرض البيضاء ففي النهاية ستأكل و إذا مشيت على الأرض السوداء ففي النهاية ستتكهرب و تتألم

هنا تعلمت الفئران المفهومين و أصبح لديها صراع يسهل إستثارته و تجربته. فنضع أكلا له رائحة تحبها الفئران في نهاية الخط و لكنها لتصل إليه عليها أن تمشي على أرض سوداء مكهربة. فأيهما ستختار، هل تتألم و تأكل أم لا تتألم و لا تأكل

و عند إجراء التجربة وجدت مجموعه كبيره خائفه و محجمه تماما بمجرد ملاحظاتها للون الأسود و إمتنعت عن الأكل، و مجموعه قليلة مشيت على اللون الأسود و لكنها توقفت قبل النهاية لتفكر و تختار أن تتقهقر و مجموعه قليلة جدا منهم إستطاعوا أن يسيطروا على خوفهم و مواجهة ألامهم و وصلوا لخط النهاية فأكلوا و تلذذو

و هذا ما يحدث عند إتخاذ الطفل أي قرار لنفسه فإنه سيقف للحظة ليختار بين الشعورين المتصارعين داخله. هل ينتصر شعور السعادة و اللذه مع الألم فيختار الإقدام، أم سينتصر إحساس الخوف فيمتنع الطفل عن طلب لذته و سعادته فيختار التقهقر و الإحجام

و بناء عليه، دورك كمربي أن تكون موجه لأفعال و تصرفات أولادك أكثر من كونك مصدر مرعب لإلقاء الأوامر و النواهي و تكون مصدرا للألم الأسري. فتتخيل أنهم ينفذون أوامرك و يطيعوك كبرهان للبر و لكنك في الحقيقة خلقت بداخلهم صراع مؤلم فيختاروا الإبتعاد عن سعادتهم حتى لا يتألمو

السبت، 9 سبتمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (2) قابيل و هابيل


بعد ما سيدنا أدم و أمنا حواء نزلوا على الأرض علشان مسمعوش كلام ربنا و أكلوا من الشجرة الممنوعه ، نزل كمان معاهم إبليس الشيطان . كان أدم و حواء لوحدهم على الارض ، مفيش بني أدمين معاهم . بس كان موجود معاهم الحيوانات و الزرع

بعد سنين ، أدم و حواء بقى عندهم ولدين ، قابيل و هابيل . قابيل هو الكبير . و الولدين بقوا بيشتغلوا مع أبوهم أدم . كان قابيل بيشتغل في الزراعه و هابيل في رعاية الحيوانات زي البقر و الغنم . قابيل كان شديد و قاسي بس هابيل كان طيب و هادئ

و لما كبروا ، أبوهم أدم قالهم عاوزين نشكر ربنا على الرزق الي بيبعته لنا و كمان نشكره على الصحه الي بيديمها علينا ، و أمر كل واحد فيهم يحط من المحصول بتاعه على الجبل علشان الحيوانات و الطيور تأكل منه . هابيل الطيب راح و جاب أحسن خرفان و جهزهم و راح حطهم على الجبل للحيوانات و الطيور يأكلوا منهم . و كمان قابيل القاسي عمل كدا ، بس قابيل إختار أسوء زرع و أردئه ، و راح حطه على الجبل . كدا هابيل الطيب قدم لربنا أحسن هدية و قابيل القاسي قدم أسوء هدية

و بعدها راح أدم الأب مع أولاده ، قابيل و هابيل ، علشان يشوفوا و يطمنوا على الهدايا بتاعتهم إلي قدموها لربنا . هدية هابيل إتأكلت كلها و بقاش منها حاجه ، لكن هدية قابيل مفيش حيوان و لا طير أكل منها و فضلت زي ما هي علشان رديئه . و هنا هابيل فرح و شكر ربنا ، و قابيل غضب جدا و إتغاظ من أخوه وقاله ربنا قبل منك الهدية و مقبلهاش مني علشان إنت أحسن مني . فقاله أبوه أدم ، ربنا قبل هدية هابيل علشان هي هدية طيبه و لكن هديتك كانت سيئه و رديئه

وهنا الشيطان راح وسوس لقابيل و قاله روح إقتل أخوك علشان تبقى إنت الكويس و يبقى مفيش حد أحسن منك و قرر قابيل القاسي ينتقم من هابيل الطيب و يقتله . و لما قابيل مسك أخوه هايبل و رفع إيده علشان يقتله ، هابيل الطيب قال له أنا مش هرفع إيدي عليك و أقتلك ، أنا بخاف من ربنا

و كدا قابيل القاسي قدر يقتل أخوه هابيل الطيب و بقى مش عارف يعمل إيه في الجثه بتاعته و بقى حيران . يعني يسيبه و الحيوانات و الطيور تأكله ، ولا يعمل معاها ايه . و بعد كدا شاف غراب بيحفر في الأرض و بيدفن غراب ميت ، فعمل زيه . و بدأ قابيل القاسي يحس بالندم و الحزن على نفسه و على أخوه الي موته . و عاش قابيل حياته كلها ندمان و حزين لحد ما مات


الخميس، 7 سبتمبر 2023

السعي للحكم ... العبرة على جثمان ميت


دراسة و قراءة التاريخ لا تكون أبدا للعظة و العبرة فالتاريخ خادع . و كم قرأنا عن ملوك كانوا يدرسون التاريخ كل ليلة ليتعظوا بالسابقين فوقعوا في أخطائهم نفسها

فهل ما زالوا يرون أن منطق الحكم و البيعة واجبا فأين إبن يزيد الآن و قد كانت بيعته وبالا على بيته و على بني سفيان جميعا و على كل المسلمين بعد إنتقام بيت بنو العباس منهم . إذا فيم نفع التاريخ للأب السفياني الكبير و هو يقرأه كل يوم

و كم مرة في التاريخ يتولى رجل فاسد الحكم فيستبد بالناس و يسوقهم بالعصا و السياط لتحقيق مجد شخصي لإشباع غروره و جنونه العظيم ثم ينتهي أمره بميتة السوء و ضياع الأهل و إنهيار السيرة

لا يزال جنون الإستبداد بالناس و إذلالهم و الإنفراد بالسلطان يراود الكل من أهل الحكم و يدفعون النفيث و الغالي لإعادة إحياء نفس التاريخ الميت في محاولة للتشبه بجثته

هذا من قبل الحكام فكيف يكون الوضع للمحكومين أو المحكوم عليهم بالقبول و بالطاعة فهم يتنافسون بينهم ليس لمكسب إلا للتقرب للحكام و التفاخر بإكمال دائرة القتل فهل تذكر هؤلاء كيف نُبشت قبور رؤوس الأمويين كمعاوية و يزيد و عبد الملك و الوليد و سليمان و أخرجت جثثهم و رفاتهم و مُثِّل بها و ضربت بالسياط و أحرقت ليس لجبروتهم و لكن للتقرب للسفاحين العباسين اللاحقين لهم

و هل تذكروا كيف أن الحاكم الأموي الناجي الوحيد من هذه المجازر و القتل و التشنيع هو و أحفاده كان عمر إبن عبد العزيز الذي كان له مكانه خاصه عند كل الناس حتى السفاحين القتلة أنفسهم نتيجة عدله و حكمته

و هل تذكر المحكومين أن الدائرة دارت عليهم و على أحفادهم من بعدهم و رأوا جحيم الموت بأعينهم على أيدي جنود من المغول لا ترحم الرجال و لا النساء و لا حتى الأطفال

التاريخ خادع و لكن دائما النهاية واحده فالعبر لا تأتي إلا على جثامين الموتى

الاثنين، 4 سبتمبر 2023

عقود زوجية

في الأساس تتوقف العقود الزوجية على طبيعة العلاقة بين الشريكين و إلى أي مدى تتوافر بينهم روح المودة و الرحمة و إلى أي درجة هما متقاربان

هل هما بعيدين مع بعض و يعيشان كالغرباء بحيث يكون العطاء مساويا تماما للأخذ فإذا حدث أي خلل في الميزان يكون معه شعور بالأسى و الظلم و يبدأ التفكير الجدي في الإنفصال . أم هما قريبين من بعضهما إلى درجة العطاء بدون مقابل و التفاني في الإرضاء بدون طلب كأنهم يعيشون كأب و أم لبعض

كثيرا ما يوجد عقود زواج تعتبر مشروطة و أهم شروطها مدى قدرة كل منهما على الإستمرار في العطاء ، فإذا تعطلت هذه القدرة كانت مبررا كافيا للإنفصال . و في المقابل يوجد عقود أبدية و خالية من أي شروط و لا يكون فيها أي مقابل سواء ماديا أو معنويا

و لكن النقطة الأهم على الإطلاق هي مدى اليقين داخل كل منهما عن عمر العقد الزوجي بينهما مهما واجهتهم التحديات و الصعوبات




الأحد، 3 سبتمبر 2023

رغبات الأنامل ...صراع و قلق و حيل


الأطفال مثلهم كمثل أي إنسان تتولد بداخلهم مجموعة من الدوافع و القوى المحركة لتلبية أهوائهم و لإشباع رغباتهم. و في أوقات النمو الأولى، من عمر سنتين تقريبا، تكون هذه الدوافع ملحة لدرجة تجعلهم يتباكون في سبيل الحصول عليها

و كأباء و أمهات لا ننظر لهم من ناحية محاولة فهم لدوافعهم و إحتياجاتهم، حتى لو كانت سطحية و طفولية، و ننظر لهم من ناحية خبراتنا الطويلة و كأننا نفهمهم. و طبعا يقابل الصراخ بصراخ و العنف بالعنف و يتحول الإحتياج لصراع نهايته كبت لرغبة الطفل و بالتالي تتولد بداخلهم ذكريات تتصارع فيها رغباتهم مع رغبات والديهم

ينشأ الأطفال و في شخصياتهم هذا الصراع بين الرغبة في التعبير عن إحتياجاتهم و الخوف من الأذى، سواء أذى نفسي نتيجة خصام الأباء أو أذى بدني نتيجة ضرب أو عقاب، و يتمثل الصراع في شكل مشاعر من الخزي و النقد و الرفض و الخجل و الخوف

و عندما تتبلور القيم و تتحكم الأخلاق في ردود أفعال أولادنا، تتحول الذكريات بداخلهم إلى حالة من القلق و تصبح شخصياتهم ضعيفةو هشة. و كمحاولة للتعايش مع دوافعهم و إحتياجاتهم بدون الدخول في صراع آخر، يلجأون لحيل دفاعية لحماية أنفسهم من الشعور بالخزي و الألم

فيلجأون لإنكار و جود هذا الإحتياج أساسا و يقنعون أنفسهم بأن هذا الإحساس خطأ و أنه فكرة شيطانية غرضها التذليل، أو يلجأون لإسقاط الرغبة الملحة على رغبة أخرى و لكنها لم تكتمل فتنشأ سلسلة من الرغبات الغير مكتملة و المنكر وجودها، ثم تأتي الحالة الأخيره و الخطيره فيزيلون الرغبة أصلا من وعيهم و تتحول فكرة وجودها كأنها رغبة غير إنسانية

طبعا هذه الرغبات تتغير مع كل تحول في الشخصية و الصعود في سلم النضج إلى إحساس شديد بالنقص يقابله كره للذات و للمجتمع، أو يتحول إلى شخصية شرهه لا تشبع أبدا

السبت، 2 سبتمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (1) أدم و حواء


في قديم الزمان ، مكنش حد عايش على الأرض ، نفس الأرض إلي عايشين عليها دلوقتي , مكنش في حد بيزرع و لاحد بيصنع و لا أي حاجه . فأراد ربنا إنه يخلق فيها الإنسان علشان يعبده و يعمر الأرض ، يعني يزرعها و يبنيها و يعيش فيها

و بدأت الحكاية بأن ربنا قال للملائكه (إني جاعل في الأرض خليفه) ، يعني ربنا يخلق فيها إنسان يخلُف بعضه بعضا ، يخلُف يعني يبقى في تناسل و أنساب . ربنا بدأ خلق الإنسان من الطين و نفخ فيه الروح و علمه الأسماء كلها و أمر الملائكه يسجدوا له ، مش سجدة عباده ، يعني الملائكه مش بتعبد الإنسان ، لا ، دي سجدة تحية .الملائكه كلهم سجدوا و سمعوا كلام ربنا إلا إبليس ، معجبوش الكلام و رفض يسجد للإنسان ، لأنه كان شايف إنه أقوى و أحسن من الإنسان إلي إتخلق من الطين و هوا إتخلق من النار . علشان كدا ربنا غضب على إبليس و طرده من الجنه و قاله مفيش مكان للمتكبرين

فلما نزل إبليس الشيطان من الجنه ، بقى يوسوس للإنسان بعمل الشرور و الخبث و بقى يخليهم يعملوا المنكرات و الفساد . فربنا قاله هتكون أخرتك في النار و هتكون أخرة كل إلي هيسمع كلامك كمان في النار

ربنا لما خلق أدم و حواء قال لهم إسكنوا الجنه ده و كلوا منها من كل حاجه تحبوها ، من كل الأشجار و الثمار ، إلا شجره واحده بس منعهم منها . وهنا إبليس الشيطان وسوس لهم و قالهم كلوا من الشجره الممنوعه علشان هتبقى أحسن و أحلى . و كمان حلف بربنا إنه بينصحهم بالخير ، و دا كان حلف بالكذب . و هما صدقوه

و لما أدم و حواء سمعوا كلام إبليس الشيطان و كلوا من الشجره الممنوعه ، و مسمعوش كلام ربنا ، ربنا غضب عليهم و عاقبهم و نزلهم من الجنه للأرض . و بعد كدا أدم و حواء إستغفروا ربنا كثير و ربنا سامحهم و تاب عليهم . بس فضلوا على الأرض