دراسة و قراءة التاريخ لا تكون أبدا للعظة و العبرة فالتاريخ خادع . و كم قرأنا عن ملوك كانوا يدرسون التاريخ كل ليلة ليتعظوا بالسابقين فوقعوا في أخطائهم نفسها
فهل ما زالوا يرون أن منطق الحكم و البيعة واجبا فأين إبن يزيد الآن و قد كانت بيعته وبالا على بيته و على بني سفيان جميعا و على كل المسلمين بعد إنتقام بيت بنو العباس منهم . إذا فيم نفع التاريخ للأب السفياني الكبير و هو يقرأه كل يوم
و كم مرة في التاريخ يتولى رجل فاسد الحكم فيستبد بالناس و يسوقهم بالعصا و السياط لتحقيق مجد شخصي لإشباع غروره و جنونه العظيم ثم ينتهي أمره بميتة السوء و ضياع الأهل و إنهيار السيرة
لا يزال جنون الإستبداد بالناس و إذلالهم و الإنفراد بالسلطان يراود الكل من أهل الحكم و يدفعون النفيث و الغالي لإعادة إحياء نفس التاريخ الميت في محاولة للتشبه بجثته
هذا من قبل الحكام فكيف يكون الوضع للمحكومين أو المحكوم عليهم بالقبول و بالطاعة فهم يتنافسون بينهم ليس لمكسب إلا للتقرب للحكام و التفاخر بإكمال دائرة القتل فهل تذكر هؤلاء كيف نُبشت قبور رؤوس الأمويين كمعاوية و يزيد و عبد الملك و الوليد و سليمان و أخرجت جثثهم و رفاتهم و مُثِّل بها و ضربت بالسياط و أحرقت ليس لجبروتهم و لكن للتقرب للسفاحين العباسين اللاحقين لهم
و هل تذكروا كيف أن الحاكم الأموي الناجي الوحيد من هذه المجازر و القتل و التشنيع هو و أحفاده كان عمر إبن عبد العزيز الذي كان له مكانه خاصه عند كل الناس حتى السفاحين القتلة أنفسهم نتيجة عدله و حكمته
و هل تذكر المحكومين أن الدائرة دارت عليهم و على أحفادهم من بعدهم و رأوا جحيم الموت بأعينهم على أيدي جنود من المغول لا ترحم الرجال و لا النساء و لا حتى الأطفال
التاريخ خادع و لكن دائما النهاية واحده فالعبر لا تأتي إلا على جثامين الموتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق