نحن نزرع داخل أطفالنا مفهومين نفسسين طوال فترة تربيتنا لهم و طوال وقت نموهم و بناء خبراتهم، هما مفهوم الإقدام و مفهوم الإحجام
الإقدام مفهوم بمعني الشجاعة و يرتبط بالسعاده و باللذه إنما الإحجام فمفهوم بمعنى التوقف و يرتبط بالخوف و القلق و الألم
في تجربة نفسية مثيرة تم عملها على الفئران لبيان هذا الصراع. في البداية جرى تعليم الفئران أن الأرض الملونه بالأبيض تعني الغذاء و الأرض التي بالأسود تعني الصعق بالكهرباء. فإذا مشيت الفئران على الأرض البيضاء ففي النهاية ستأكل و إذا مشيت على الأرض السوداء ففي النهاية ستتكهرب و تتألم
هنا تعلمت الفئران المفهومين و أصبح لديها صراع يسهل إستثارته و تجربته. فنضع أكلا له رائحة تحبها الفئران في نهاية الخط و لكنها لتصل إليه عليها أن تمشي على أرض سوداء مكهربة. فأيهما ستختار، هل تتألم و تأكل أم لا تتألم و لا تأكل
و عند إجراء التجربة وجدت مجموعه كبيره خائفه و محجمه تماما بمجرد ملاحظاتها للون الأسود و إمتنعت عن الأكل، و مجموعه قليلة مشيت على اللون الأسود و لكنها توقفت قبل النهاية لتفكر و تختار أن تتقهقر و مجموعه قليلة جدا منهم إستطاعوا أن يسيطروا على خوفهم و مواجهة ألامهم و وصلوا لخط النهاية فأكلوا و تلذذو
و هذا ما يحدث عند إتخاذ الطفل أي قرار لنفسه فإنه سيقف للحظة ليختار بين الشعورين المتصارعين داخله. هل ينتصر شعور السعادة و اللذه مع الألم فيختار الإقدام، أم سينتصر إحساس الخوف فيمتنع الطفل عن طلب لذته و سعادته فيختار التقهقر و الإحجام
و بناء عليه، دورك كمربي أن تكون موجه لأفعال و تصرفات أولادك أكثر من كونك مصدر مرعب لإلقاء الأوامر و النواهي و تكون مصدرا للألم الأسري. فتتخيل أنهم ينفذون أوامرك و يطيعوك كبرهان للبر و لكنك في الحقيقة خلقت بداخلهم صراع مؤلم فيختاروا الإبتعاد عن سعادتهم حتى لا يتألمو