الاثنين، 19 مايو 2025

الحدوتة مش هتتحل بالحب والكُره



#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 


في ناس كتير بتفتكر إن الحب هو الحل السحري لكل مشاكل الحياة الزوجية. يعني لو فيه حب، خلاص كل حاجة هتبقى تمام. ولو الحب قل أو راح، يبقى كده الدنيا خربت. بس الحقيقة، الحياة الزوجية أعقد من كده بكتير، والحدوتة مش هتتحل لا بالحب ولا بالكُره لوحدهم.


الحب جميل وبيخلي العلاقة لها طعم، بس لو الحب موجود من غير تفاهم، احترام، وصبر، العلاقة هتفضل متوترة. زي مثلاً لو واحد بيحب زوجته بس مش قادر يسمعها أو يفهم احتياجاتها، هتحس إنها عايشة لوحدها حتى وهو معاها. والعكس صحيح، لو الزوجة بتحب جوزها بس ما عندهاش استعداد تدعمه أو تتفهم ضغوطه، هيحصل نفس الإحساس بالوحدة.


الكره أحياناً بيجي بعد مواقف كبيرة، زي خيانة، إهمال، أو حتى عدم التقدير. بس الكره لوحده مش معناه إن العلاقة لازم تنتهي. في ناس بتكره بعض لفترة بسبب تراكمات، بس لما يقعدوا ويتكلموا بجدية ويحاولوا يفهموا بعض، بيكتشفوا إن الكره ده كان مجرد غُضب عشان احتياجاتهم النفسية ما كانتش متحققه.


العقل هو اللي بيحدد طريقة التعامل مع المشاكل. لما يبقى فيه مشكلة، مهم كل طرف يسأل نفسه: "إيه اللي ممكن أعمله عشان أحسّن الموقف؟" مش "إيه اللي الطرف التاني غلط فيه؟" ولو كل واحد عمل شوية مجهود عشان يلاقي حل، هتلاقي المشاكل بتقل.


التضحية كمان عنصر أساسي. مش كل حاجة لازم تكون زي ما إحنا عايزين. ساعات كتير لازم نتنازل عشان الحياة تمشي، ومش عيب إننا نعمل كده لو ده هيحافظ على البيت والأسرة.


الحب والكره مش ثابتين، بيتغيروا على حسب الظروف والمواقف. لكن التفاهم هو اللي بيخلّي العلاقة تستمر. لما كل واحد يحاول يفهم التاني بجد، مش بس يحكم عليه، ساعتها أي حدوتة ممكن تتحل.


الحياة الزوجية رحلة طويلة، مليانة لحظات حلوة ومواقف صعبة. المهم إننا نعرف إن مشاعرنا، سواء حب أو كره، مش هي اللي بتحدد مصيرنا. اللي بيحدد المصير هو قراراتنا، وازاي بنواجه المشاكل مع بعض، بعقل وهدوء.


أكتر مرة شعرت إني صنعت فرقًا في حياة شخص


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


فاكر يوم كأنه إمبارح… كنت لسه موظف في قسم بيشتغل تحت ضغط كبير، وكل واحد فينا بيجري عشان ينجز، بس دايمًا في وسط الزحمة دي، كنت ببص حواليّ وأشوف مين محتاج دعم أو كلمة تشجيع.


فيه زميل جديد، شاب صغير، أول شغل ليه بعد التخرج. كنت شايف عليه التوتر والرهبة من كل حاجة، بيغلط كتير وبيعتذر أكتر، ووشه دايمًا مشحون بالقلق. الناس كانت بتتضايق من غلطاته، وهو كان حاسس إنه عبء.


في مرة، دخلت عليه وهو بيحاول يصلّح حاجة باين فيها إنه تايه، فقلتله بهدوء: "بص يا ابني، كلنا بدأنا كده… الغلط مش عيب، العيب إنك تخاف تتعلم." وقعدت معاه، شرحتله الحاجات خطوة بخطوة، وسّبت له مساحة يغلط ويجرب، وكنت دائمًا أقول له "أنت قدها".


الجميل بقى، إنه بعد شهور، بدأ يلمع. بقى بيعتمد عليه، وابتدى يطور في الشغل ويقترح أفكار، ولما اتكلمنا بعدها، قاللي: "أنا كنت ناوي أسيب الشغل… لولا كلمتك يومها، مكنتش كملت."


ساعتها حسيت إني فعلًا عملت فرق. مش بس في شغله، في نظرته لنفسه. ويمكن الموقف بسيط، بس اللي اتغير جواه كان كبير… وأنا كمان اتعلمت وقتها إنك ممكن تكون سبب إن حد يعيد اكتشاف نفسه، بكلمة صادقة ودعم حقيقي.


ده يوم خلاني أفهم إن القيمة الحقيقية مش بس في الشغل اللي بتنجزه، لكن في الإنسان اللي بتساعده يكبر جنبك.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأحد، 18 مايو 2025

أنا عارف إنك عارف إني عارف، بس عامل نفسي مش عارف...


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

تربية الأولاد عمرها ما كانت وصفة جاهزة، ولا مشوار مرسوم بخط مستقيم. هي رحلة طويلة، فيها أيام بنحس إننا بننجح، وأيام تانية بنشك في كل حاجة عملناها. وكل ما الولد يكبر، بنكتشف إننا مش بس بنعلمه، لأ، إحنا كمان بنتعلم. بنتعلم إزاي نصبر، ونتفاهم، ونسيب له مساحة يغلط ويتعلم، من غير ما نسيبه لوحده. 

أنا مش بربي ابني عشان بس يبقى مؤدب أو ينجح في المدرسة، لأ، أنا بربيه عشان يعرف يبص في عين الناس من غير خوف، وعشان يعرف يحس بنفسه من غير ما يتكبر، وعشان يعرف يحب من غير ما يخسر، و الأهم يعتذر من غير ما يتكسر.

أنا مش بقول له "ما تغلطش"، بالعكس أنا بسيبه يغلط وأنا شايفه، أو بمعنى تاني بعمل نفسي مش شايف، عشان يتعلم من غلطه وهو مطمئن إني في ضهره، مش واقف له على الواحدة. بسيبه يدوّر، يسأل، ويجرب. يمكن يقع، بس لما يقوم يبقى أقوى.

أنا عارف إنه ساعات بيخبّي، وساعات بيكدب، وساعات بيتهور. بس كمان أنا عارف إنه بيجرب يعرف هو مين، وعايز يحجز مكانه في الدنيا. وأنا دوري مش إني أحكم عليه، دوري أكون قدوته، يشوف فيا نفسه وهو بيكبر، ويطمن إنه حتى في لحظة ضعفه، لسه محبوب.

أنا كمان بسيبه يشوفني وأنا بغلط، وأنا بعتذر، وأنا بتعب، عشان يعرف إن الرجولة مش صوت عالي ولا قرارات حاسمة. الرجولة مواقف و تجارب، وكرامة بتترد في الوقت الصح.

أنا بربي إبني وهو كمان بيربيني. بيعلمني الصبر، والشجاعة، وبيخليني أرجع أشوف الدنيا من أول وجديد.

و في يوم لما يقولي "بابا، أنا عارف إنك كنت عارف"، هبتسم، وهقوله: "أنا عارف إنك عارف إني كنت عارف، بس عملت نفسي مش عارف." و هطبطب عليه و أقول له "أنا بحبك، أنا فخور بك".

موقف مضحك حصل مع زملائي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


في يوم من الأيام، كنا بنجهز لاجتماع مع الإدارة العليا، وكل واحد فينا كان مشدود على الآخر. اللبس كان رسمي، الورق مترتب، والبروجكتور متوصل ومستني العرض. وأنا كنت اللي هبدأ أول عرض تقديمي.


وقبل الاجتماع بـ10 دقايق، زميلي اللي دايمًا بيحب يهزر دخل المكتب وهو لابس بالطو المعمل بالمقلوب، وماسك كوباية قهوة ومش واخد باله خالص.


لما كلنا شفناه، حاولنا نكتم الضحك، بس مفيش فايدة. المكتب كله انفجر ضحك، وهو واقف بيقول: "إيه؟ هو في إيه؟" لحد ما بص في المراية وشاف الكارثة اللي هو فيها!


المضحك أكتر إن المدير دخل علينا في اللحظة دي، وشافنا بنضحك بالشكل ده، وبدل ما يضايق، ضحك معانا وقال: "واضح إن الجو عندكم ممتع، يلا بينا نبدأ الاجتماع بنفس الروح دي."


الموقف ده، رغم بساطته، فضل عايش في الذاكرة. حسّسنا إننا مش بس زمايل شغل، إحنا كمان بشر، بنضحك ونغلط ونتعلم ونكمل. الضحكة دي كسرت التوتر وخليت الاجتماع يمشي بسلاسة وروح إيجابية.


أوقات الشغل مش دايمًا لازم تبقى جد وضغط، المواقف دي هي اللي بتفضل محفورة في القلب، وهي اللي بتخلق فرق حقيقي بين شغل بنستحمله، وشغل بنحبه.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


السبت، 17 مايو 2025

عمى ألوان أم عمى معرفة



#شغل_صيدلي_جدا

كان يوم عادي في الصيدلية، والناس داخلة خارجة، لحد ما دخل دكتور شيك، بس باين عليه متوتر شوية. قرب منّي وسألني عن دواء معين، فلما جبتهوله، مسك العلبة وبص فيها باستغراب وقاللي:
"هو ده؟ لون العلبة إتغيّر!"

أنا استغربت وسألته: "إنت متأكد؟ هو نفس الاسم ونفس التركيز و نفس الشركة." رد عليّا وهو بيحاول يركّز في شكل العلبة: "أنا عندي عمى ألوان، فبفتكر العلبة من شكلها مش من لونها، بس دلوقتي حاسس إن فيه حاجة مختلفة!"

اللي لفت نظري بجد إنه رغم إنه عنده عمى ألوان، ومش قادر يفرّق بين الأحمر والأخضر و الأزرق و بيشوفهم كلهم رمادي، لكنه بيعتمد على تفاصيل تانية زي شكل الخط أو ترتيب الكلام أو حتى المربعات اللي على العلبة. وده خلاني أفكر قد إيه الناس دي بتتعامل مع تفاصيل إحنا ممكن ما ناخدش بالنا منها خالص.

لكن الصدمة الكبرى مش هنا...
الصدمة كانت لما خلّص وطلع من الصيدلية، لقيته راكن عربيته صف تاني، وعامل زحمة، والناس مش عارفة تعدي!

ساعتها بس وقفت وسألت نفسي:
"إزاي واحد عنده عمى ألوان بيسوق عربية؟!" يعني الإشارة بالنسباله شبه بعض، الأحمر أوالأخضر أو الأصفر كلهم درجات هو مش شايفها، طيب بيتصرف إزاي؟ وإزاي بيحكم على اللي قدامه وهو سايق لو أخذ فرملة؟ وإزاي ياخد قرار في لحظة على الطريق؟

الموقف ده فضل في دماغي طول اليوم، مش عشان خطره على الناس بس، لأ، عشان فكرة إن فيه ناس مش بتعترف إن عندها مشكلة، أو بتطنّش لأنها متعودة تتأقلم، لكن التأقلم مش معناه نعرّض نفسنا واللي حوالينا للخطر.

الوعي مش بس في إنك تعرف حالتك، الوعي الحقيقي إنك تفهم حدودك وتتصرّف على أساسها.

ومش لازم كل حاجة نعدّيها بـ"أنا كويس كده". فيه فرق كبير بين إنك تبقى شاطر في التكيّف، وإنك تكون خطر من غير ما تحس.

كيف كنت بتخطى إحساس الإرهاق اليومي؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #التحديات_اليومية


الإرهاق اليومي كان زي ضيف تقيل بييجي كل يوم من غير عزومة. ضغط الشغل، والمشاوير، والتفاصيل الصغيرة اللي ما بتخلصش، كلها كانت كفيلة تخليني أوصل آخر اليوم وأنا مش قادر أتنفس. بس الحقيقة، ما استسلمتش للإرهاق، لأن كنت مؤمن إن العطاء المستمر لازم يكون وراه عقل واعي وجسم سليم.


كنت ببدأ يومي بحاجة بسيطة بس فرقت معايا كتير: لحظة هدوء قبل الدوشة. كوباية قهوة على البلكونة أو وأنا سايق في طريقي، أراجع أولوياتي، وأفكر: "إيه أهم ٣ حاجات لازم أخلصهم النهاردة؟" الترتيب ده كان بيخليني أبدأ اليوم وأنا ماسك زمامه مش هو اللي سايقني.


ولما الإرهاق كان يوصل للذروة، كنت بقف. حرفيًا. أقوم من مكاني، أتمشى شوية، أغير جو، أسمع مزيكا، أكلم زميل بحبه، أو أفتح فيديو ظريف. الحاجات الصغيرة دي كانت بتعمل Reset للعقل وتفصلني ولو دقايق، بس كانت كافية تخليني أرجع أكمل بطاقة.


وبصراحة، كنت دايمًا بحط حدود واضحة بين الشغل وحياتي الشخصية. كنت باخد بريك آخر اليوم، أخرج، أتمشى، أروح السيما. كنت شايف إن راحتي مش رفاهية، دي وسيلة استمراري.


اللي كنت مؤمن بيه دايمًا إن الإرهاق مش علامة ضعف، لكن علامة إنك محتاج تبص على نفسك وتديها حقها. واللي يقدر يهتم بنفسه، يقدر يدّي أكتر في شغله من غير ما يتحرق.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/