الأربعاء، 7 مايو 2025

رسالة وداع وجهتها لزملائي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #نهاية_المسيرة_المهنية #الإستقالة_والوداع

فاكر آخر يوم ليّا في الشغل كأنه كان امبارح. دخلت المكتب وأنا حاسس بمشاعر كتير متلخبطة… شوية حزن وشوية امتنان وشوية فخر. كنت ماشي في الطرقات اللي حفظتها، ببص على الوشوش اللي اشتغلت معاها سنين، وكل لحظة بتعدي كان ليها طعم خاص.

قررت أكتب رسالة وداع أبعتها لكل زمايلي. ماكنتش عايز أمشي كده وخلاص. الرسالة كانت بسيطة، بس طالعة من القلب. شكرت فيها كل واحد ساعدني، وكل موقف اتعلمت منه، وكل نقاش خلاني أطوّر من نفسي. قلتلهم إني فخور إني كنت جزء من الفريق ده، وإن الذكريات اللي بينا هتفضل معايا في أي مكان هروحه.

قلت كمان إن النجاح عمره ما بيكون مجهود فردي، وإن اللي حققناه سوا هو نتيجة دعمهم ووقفتهم جنب بعض. ختمت الرسالة بدعوة إننا نفضل على تواصل، وإن الباب يفضل مفتوح للود والاحترام حتى بعد ما كل واحد يكمل طريقه.

اللي فرّحني فعلًا إن الردود على الرسالة كانت مليانة حب. ناس كتير بعتولي كلام رجع لي ذكريات جميلة، وفيه ناس قالولي إنهم اتعلموا مني حاجات أنا شخصيًا ماكنتش واخد بالي منها.

المشهد ده فضل محفور في قلبي… لأن الوداع مش دايمًا فُراق، ساعات بيكون بداية لعلاقات إنسانية أقوى من أي وظيفة.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الثلاثاء، 6 مايو 2025

السرطان كائن لا يعترف بالمرونة


#شغل_سرطان 

عارف يعني إيه كائن غير مرن؟ يعني كائن عنيد، مش بيسمع الكلام، ومش بيعرف يتأقلم أو يتفاهم. وده بالظبط اللي بيعمله السرطان.

الخلية السرطانية، أول ما تبدأ تظهر، بتفقد القدرة إنها تسمع التعليمات اللي الجسم بيبعتها لباقي الخلايا. يعني لو الجسم قال: "بطّل تتقسم"، الخلية العادية هتسمع وتوقف. إنما الخلية السرطانية؟ لأ، بتكمل و تتقسم وخلاص. وكإنها بتقول: "أنا حرّة، أعمل اللي أنا عايزاه".

المشكلة كمان إن السرطان مش بيعرف يتعايش. الخلايا الطبيعية في الجسم متعودة تعيش مع بعض، كل واحدة ليها دور، وليها حدود. لكن الخلية السرطانية بتدخل في أي نسيج، وتكبر فيه، وتزقه، وتخنقه، وتموّت اللي حواليها. هي مش بس مش مرنة، دي كمان أنانية. يعني مش بتعرف تعيش مع حد، ولا تحترم نظام المكان اللي دخلت فيه.

كمان، لما تيجي تعالج السرطان، تلاقيه عنيد جداً. لو دواء اشتغل معاه في الأول، فجأة تلاقيه غير جلده، وبدأ يقاوم. كأنك بتحارب وحش مش عايز يفهم إن فيه حياه أحسن، وأهدئ، لو بس ساب اللي حواليه في حالهم.

السرطان في الآخر بيموت الجسم اللي عاش فيه، ويموت معاه. لأنه مش مرن، مش قابل للتفاهم، ومش قادر يشوف إن البقاء الحقيقي مش في السيطرة، لكن في التعايش.

تأثير الإستقالة على حياتي اليومية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #نهاية_المسيرة_المهنية #الإستقالة_والوداع

أول يوم بعد ما قدمت استقالتي كان غريب جدًا. صحيت من النوم من غير منبّه، وماكانش عندي ميعاد أو إيميل مستني رد، أو تقرير لازم أخلصه. حسيت إني فاضي، بس مش مرتاح. كنت متعود طول الوقت يكون في هدف يومي، حتى لو فيه ضغط، بس كان فيه نظام.

بس مع الوقت، بدأت ألاحظ حاجات ماكنتش باخد بالي منها وأنا وسط دوشة الشغل. بقيت أصحى على رواقه، أعمل فطاري، وأقعد أشرب القهوة من غير ما أكون بسرح في حاجة تخص الشغل. بقي عندي وقت أقضيه مع أهلي، أزور أصحابي من غير ما أكون بفكر في مكالمة مستنياني.

لكن التغيير الحقيقي كان في نفسيتي. الأول حسيت إني فقدت هويتي، لإن جزء كبير من شخصيتي كان مرتبط بالشغل. بس بعد شوية، بدأت أكتشف حاجات تانية بحبها، وبدأت أشتغل على نفسي بطرق جديدة. أخدت كورسات، قريت كتب، رجعت لهوايات نسيتها من سنين.

الاستقالة كانت بداية لحياة يومية مختلفة. فيها حرية أكتر، ومسؤولية مختلفة، وفرصة أعيش الحياة بشكل أهدى وأكتر وعي. ويمكن أهم درس اتعلمته، إن الشغل مهم، بس ماينفعش يكون هو كل حاجة.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الاثنين، 5 مايو 2025

الجواز مش حلم.. الجواز بيت


#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

الناس كتير بتدخل الجواز وهي شايفة إنه نهاية سعيدة لفيلم طويل. بس الحقيقة؟ الجواز مش نهاية، الجواز بداية... وبداية مش سهلة.

الجواز مش مجرد حب ولا شغف، ومش "أمل كبير" بيتحط على شخص واحد. لأن لما كل الأمل يتحط في مكان واحد، سهل جدًا يتحول لـخيبة كبيرة.

في ناس بتبني بيتها على فكرة، مش على شريك. بتتجوز عشان تهرب من وحدة، أو عشان تحقّق صورة معينة، أو عشان تملى فراغ داخلي. بس لما الحياة تبدأ و تدعك، بيكتشفوا إنهم كانوا بيطاردوا سراب، وإن البيت اللي اتبنى على الحلم، وقع أول ما قابل الحقيقة.

البيت الحقيقي مش اللي كله سعادة، البيت الحقيقي هو اللي فيه رحمة بعد الزعل، و فيه سكون بعد الصوت العالي، وفيه احترام حتى لما القلوب تتعب.

الشريك الحقيقي مش اللي بيقول كلام حلو، هو اللي لما الدنيا تسوّد، يفتح لك شباك نور. هو اللي لما توقع، يسندك مش يلومك.

الأسرة مش حضن دايم و دافي، لكنها كمان مش سكينه.
هي مساحة نعدي فيها التعب من غير ما نخاف، و نرجع نرتاح فيها من وجع الدنيا، مش نزيده.

الزواج مش للناس اللي بتدوّر على لحظة حلوة، الزواج للناس اللي عندها استعداد تمشي مشوار طويل، و تعدّي مع بعض على الحلو والمر، من غير ما تبيع أو تتنازل عن نفسها.

الجواز مش حلم، الجواز بيت. و لو ماكنتش هتبنيه على فهم، نضج، وراحة متبادلة، يبقى بلاش تحوّله لمقبرة للأمل.

أكتر حاجة افتقدتها بعد مغادرتي العمل


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #نهاية_المسيرة_المهنية #الإستقالة_والوداع

بعد ما مشيت من الشغل، اكتشفت إن أكتر حاجة افتقدتها كانت الإيقاع اليومي للشغل نفسه. صحيت الصبح من غير خطة، من غير مهام واضحة، حسيت بفراغ غريب. الشغل كان بالنسبالي أكتر من مجرد مصدر دخل، كان نظام وهدف بيخليني أحس إن ليّا دور كل يوم.

افتقدت إحساس الإنجاز لما أخلص مهمة معقدة أو أقدّم تقرير محترم، أو حتى لما أظبط جدول صعب. كنت بحب التحديات، وبحب أكتر لما ألاقي ليها حلول. ده كان بيخليني أحس إن دماغي دايمًا شغالة وإن عندي قيمة مهنية ملموسة.

كمان افتقدت الحِركة اللي في الشغل، الاجتماعيات، التنسيق، الجدولة، والمتابعة. الشغل اليومي كان بيخليني دايمًا في حالة تركيز وتفكير مستمر، حتى الضغط كان أحيانًا بيبقى محفز. بعد ما سيبت، حسيت كأني خرجت من سباق وواقف على جنب بتفرّج.

وبرغم إن الراحة ليها طعمها، بس الشغل كان ليه طعم تاني… طعم التعب اللي وراه نتيجة، والتنظيم اللي بيخلّي يومك ليه شكل ومعنى. و لكن بفضل علاقتي الكويسة بزمايلي القدامى، وحرصي دايمًا إني أتعامل باحترام وتعاون، جاتلي فرصة جديدة بسرعة. واحد من زمايلي بلغني عن شغل كان محتاج حد بخبرتي، ورشحني من غير ما أطلب. ومن هنا بدأت فصل جديد في حياتي المهنية.

ساعتها عرفت إن العلاقات الطيبة مش بس بتسهّل يومك، لكنها كمان بتفتحلك أبواب لما تفتكر إنك خلاص قفلت باب. وده علّمني درس مهم: حسن المعاملة مش رفاهية، ده استثمار بيرجعلك وقت ما تحتاجه.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأحد، 4 مايو 2025

لا تمر بأمل مر


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

يا إبني يا حبيبي، عايز أقولك حاجة من قلبي، حاجة أنا مريت بها واتعلمت منها بطريقة قاسية. أنا كنت من فترة متعلق بأمل كبير في حاجة معينة، كنت شايف إنها كل حياتي، وإن لو حصلت، هتبقى الدنيا كلها وردية. 

كنت عايش على الأمل ده كل يوم، وحاطط أحلام كبيرة عليه. بس اللي حصل، إن الأمل ده لما وصلتله طلع مر و تحطم في لحظة، وحسيت بخيبة كانت أكبر من أي حاجة ممكن أتخيلها.

محدش نصحني وقتها إن الأمل ده ممكن يكون زي السكينة، هتمشي على سنها و بعدها هتمشي هيا عليك. وكنت فاكر إن كل حاجة هتتحقق طالما عندي الأمل، لكن الحقيقة إن الحياة مش دائمًا بتديك اللي تتمنى. لما أملي خاب، حسيت إن الدنيا دخلت في اللون الرمادي، واللي تعبت علشانه بيروح.

لو كنت أعرف وقتها إن الأمل مش هيكون حلو زي ما كنت متخيله، كنت هكون أكثر حذر. وكنت هبني حياتي على حاجة أصدق فيها أكتر من الأمل لوحده. يا إبني، الأمل لازم يبقى دايمًا على قد حلمك، بس مش كل حاجة هتحصل زي ما بتتمنى. الحياة ساعات بتحطك في مواقف بتخذلك، وتكتشف إنك كنت عايش مع السراب.

يا ابني، مش عايزك تقع في نفس الفخ اللي أنا وقعت فيه. لازم تتعلم توازن بين الأمل و الواقع. لو حاجة ما حصلتش، خلي عندك القدرة على تقبل مرارتها، ومتخليش الأمل يكون كل حاجة لك. لو تعلق قلبك بحاجة، خد بالك، لما ما تحصلش هتلاقي نفسك حزين.

إحنا لازم نعيش حياتنا بحذر، لأن الأمل ساعات بيكون أقوى مننا، ولما يتحقق، ساعات بيكون طعمه مر، زي ما حصل معايا. خلي عندك أمل، بس خلي الأمل ده مش مشكلتك كلها. خلي قلبك قوي، ومستعد لكل حاجة، حتى لو الدنيا كانت معاكسة.