الجمعة، 24 يناير 2025

زميل شغل أصبح صديقي الأقرب


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الزملاء_والعلاقات_في_العمل #الصداقة_في_العمل

في البداية، كنت فاكر إن زملاء الشغل هم مجرد ناس بنقضي معاهم وقت العمل، وكل واحد يروح لحياته الشخصية بعد كده. لكن اللي حصل معايا غيّر المفهوم ده تمامًا.

كان فيه زميل دايمًا بيبقى جنب المكتب بتاعي. في الأول، علاقتنا كانت سطحية جدًا، مجرد صباح الخير أو تبادل شوية كلام عن الشغل. بس مع الوقت، بدأنا نتكلم أكتر، ولقينا إن بيننا حاجات مشتركة كتير.

أكتر موقف خلاني أحس إنه ممكن يكون أكتر من زميل، كان يوم ما حصلت مشكلة في الشغل، وأنا كنت حاسس بضغوط شديدة. لقيته بيقرب مني وبيقول: "لو محتاج أي حاجة أنا موجود." الكلمة البسيطة دي فرقت معايا جدًا، وخلتني أفتح معاه كلام عن اللي مضايقني.

من بعدها، بقينا قريبين جدًا. مش بس نتكلم عن الشغل، لكن كمان عن حياتنا الشخصية، أهدافنا، وحتى مخاوفنا. بقينا نخرج سوا بعد الشغل، وندعم بعض في الأوقات الصعبة.

الجميل في الصداقة اللي بدأت في الشغل إنها بتبقى مبنية على أساس قوي. إحنا شفنا بعض تحت ضغط، وشفنا طريقة كل واحد في حل المشاكل، وده خلق نوع من الثقة اللي نادرًا ما تلاقيها.

النهارده، الزميل ده مش بس صديق، لكنه شخص بأعتبره جزء من حياتي الأساسية. وده بيأكد لي إن الشغل مش بس مكان لإنجاز المهام، لكنه كمان ممكن يكون بداية لعلاقات إنسانية قوية ومستدامة.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الخميس، 23 يناير 2025

المحاولة هي اللي بتفرق


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

في مجتمعنا، ساعات الواحد لما يجي يتكلم عن التزامه أو استقامته، الناس ترد عليه بنظرة استغراب أو يمكن حتى نقد، يقولوا: "إيه، أنت شيخ علينا؟" أو "استر على نفسك!" بس الحقيقة، مش عيب خالص إنك تتكلم عن استقامتك، خصوصًا لو كنت ماشي في الطريق وبتحاول.

الاستقامة مش معناها الكمال. دي رحلة، وكل واحد فينا ماشي فيها على قد ما يقدر. ممكن تكون بتغلط، وممكن تكون مش مثالي، لكن طول ما أنت بتحاول تصلح وتعدّل، ده لوحده شرف ليك.

أوقات الواحد لما يشارك تجربته، بيبقى قصده إنه يشجع نفسه واللي حواليه. لما تحكي عن خطواتك الصغيرة اللي خدتَها عشان تقرب من ربنا أو عشان تعيش حياة أفضل، ده مش غرور ولا رياء. بالعكس، ده ممكن يبقى مصدر إلهام لناس تانية بتدور على أمل أو خطوة تبدأ بيها.

الناس ساعات بتفتكر إن الكلام عن الحاجات دي بيقلل من وضعك أو ممكن يخليك في موضع نقد لو وقعت. لكن الحقيقة إننا كلنا بشر، وكلنا بنقع ونقوم. ولو حد نقدك على غلطاتك، مش معناه إنك ما كنتش صادق، بل معناه إنك بتحاول تكون أفضل.

المهم في الموضوع هو النية. لو نيتك من الكلام تشجيع نفسك أو غيرك، يبقى أنت كده بتعمل حاجة كويسة. ولو فيه حد فهمك غلط أو شاف في كلامك حاجة تانية، مش لازم تخلي ده يوقفك. لأن الناس مهما عملت، دايمًا فيه اللي هيفهمك صح وفيه اللي مش هيفهمك خالص.

في الآخر، خلينا نفتكر إن الرحلة دي ما تنفعش تتعمل في صمت لوحدك. كل واحد فينا محتاج دعم ومشاركة. ولو كلامك عن استقامتك هيكون سبب في مساعدة حد أو حتى تقوية نفسك، يبقى أكيد مش عيب. المهم إنك تفضل تحاول، لأن المحاولة هي اللي بتفرق.


حاولت أوازن بين حياتي الشخصية والمهنية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية

في بداية حياتي المهنية، كنت فاكر إن الشغل هو كل حاجة، وإن النجاح فيه بيجي لما تدي كل وقتك ومجهودك ليه. لكن مع الوقت اكتشفت إن مفيش نجاح حقيقي من غير توازن بين الشغل والحياة الشخصية.

كنت دايمًا بحس بالتعب من يوم طويل في الشغل، وده كان بيأثر على علاقتي بعيلتي وصحابي. بقيت ألاحظ إني مش حاضر معاهم زي الأول، سواء جسديًا أو نفسيًا. وقتها قررت أحاول أخلق توازن عشان حياتي تكون أكتر استقرار وسعادة.

أول خطوة عملتها كانت إني تعلمت أقول "لأ". مش لازم أكون موجود في كل حاجة، ومش لازم أوافق على شغل إضافي مش مطلوب مني بشكل مباشر. بدأت أدي أولوياتي وقتها المناسب.

كمان، حاولت أفصل بين الشغل والبيت. لما أروح البيت، قررت إن اللاب توب والشغل يفضلوا على جنب. بدأت أخصص وقت أقضيه مع عائلتي و أولادي، أو أعمل حاجة بحبها زي الكتبة و مشاهدة السيما و الأفلام.

اكتشفت كمان إن تنظيم الوقت بيساعد كتير. عملت خطة واضحة لليوم، بحيث أقدر أخلّص شغلي في مواعيد معينة وأسيب مساحة للحاجات التانية.

التجربة دي علمتني إن التوازن مش رفاهية، ده احتياج حقيقي عشان نقدر نكمل وننجح. النجاح مش بس إنجازات مهنية، لكنه كمان حياة شخصية مليانة راحة وسعادة.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الأربعاء، 22 يناير 2025

هل أنا شجرة



#إدارة_نباتية 

لو كنت شجرة، مكنتش هتحرك من مكاني. فكرة التغيير عمرها ما ريّحتني، بالعكس، كانت دايمًا بتخليني أحس بعدم استقرار، زي ما الشجرة واقفة في مكانها، أنا كمان بحب أثبت في نفس النقطة اللي بعرف تفاصيلها كويس. مش بقدر أفهم الناس اللي بيحبوا المغامرة والتغيير المستمر. أنا، من يومي، بحب الاستقرار. لو كنت شجرة، جذوري كانت هتكون مغروسة في الأرض بعمق، مش هتتحرك أبدًا، زي ما أنا مش بحب أخرج برا الراحة اللي بعرفها.

يمكن العالم كله حواليا بيتغير، زي الفصول اللي بتيجي وتروح، زي الناس اللي بيدخلوا حياتي ويخرجوا منها، لكن أنا؟ لأ. أفضل ثابت، زي الشجرة اللي بتعيش سنين طويلة في نفس المكان. مش حابب أغيّر، ومش شايف في التغيير ده حاجة ضرورية. على العكس، الشجرة بتكبر في مكانها، بتطلع فروعها وثمارها، وأنا كمان شايف إني ممكن أكون مفيد، ممكن أنجح، من غير ما أتحرك أو أغير.

الفروع هتفضل تكبر، والثمار هتطلع، كل حاجة بتحصل ببطء وبثبات، وده بيريحني. الشجرة مش بتجري ورا الشمس، الشمس هي اللي بتيجي لها. المطر بينزل عليها من غير ما تحتاج تتحرك. وأنا زيها، مش محتاج أخرج برا اللي بعرفه علشان أحس بالنمو أو الإنجاز.

أوقات بحس إن الثبات هو القوة الحقيقية. العالم بيتغير بسرعة، لكن أنا بحب أبقى في مكاني، أتفرج على التغيير من بعيد من غير ما أشارك فيه. لو كنت شجرة، كنت هعيش طول حياتي في نفس البقعة، وكنت هفضل راضي، مش محتاج أتحرك علشان أطلع ثمار، يكفيني إن كل حاجة حواليا بتيجي وأنا ثابت.

بس الحقيقة أنا مش شجرة ...

نصيحتي لأي حد بيفكر ياخد قرار مهني كبير


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية

لما تكون أمامك لحظة اتخاذ قرار كبير في حياتك المهنية، الموضوع دايمًا بيبقى مش سهل. الخوف من التغيير والمجهول طبيعي جدًا، بس الخطوة دي ممكن تكون مفتاح لتحسين مستقبلك المهني. لو هديك نصيحتي من تجربتي الشخصية، هقولك:

فكر بوضوح في أهدافك: قبل ما تاخد أي قرار، اسأل نفسك: "إيه اللي عايز أحققه؟" هل القرار ده هيساعدك تقرب من حلمك أو هدفك الطويل المدى؟ لو الإجابة "أيوة"، فده مؤشر قوي إنك ماشي في الاتجاه الصح.

جمع معلومات كفاية: متاخدش قرار على أساس إحساس لحظي. اقرأ، اسأل ناس مروا بنفس الموقف، وحلل كل الخيارات المتاحة أمامك. دايمًا ما يكون القرار الواعي أفضل من اللي بيتاخد بشكل عشوائي.

قيم الإيجابيات والسلبيات: خد ورقة وقلم، واكتب كل ميزة وكل عيب في القرار اللي قدامك. شوف لو المزايا تستاهل إنك تواجه العيوب أو لا.

استشر حد تثق فيه: حد من عيلتك أو صديق عنده خبرة مهنية، رأيه ممكن يفتح عينيك على تفاصيل أنت مش واخد بالك منها.

اتبع إحساسك: لو جمعت كل المعلومات واستشرت، ولسه فيه إحساس داخلي بيقولك "جرب"، غالبًا الإحساس ده نابع من شغفك الداخلي.

استعد للتحديات: أي قرار كبير هيجيب معاه تحديات، فتأكد إنك مستعد تواجهها، سواء كانت مالية، اجتماعية، أو نفسية.

في النهاية، القرارات المهنية الكبيرة بتبقى محطات مهمة في حياتنا. هي اللي بتشكّل مسارنا وبتعلمنا دروس جديدة. لو عندك إيمان بنفسك وبقدرتك على النجاح، أي قرار هتتخده هيكون خطوة للأمام.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الثلاثاء، 21 يناير 2025

خلايا الدمار الشامل

في أعماق جسد الإنسان، توجد بعض الخلايا التي تعمل بتنسيق مثالي للحفاظ على صحة وسلامة الكائن الحي. هذه الخلايا تحمل رسالة نبيلةو هي تجديد الأنسجة التالفة و ضمان استمرار الحياة. ولكن داخل هذا النظام المستقر، بدأت بعض الخلايا تشعر بالاستياء من الأوامر المعتادة و المتكررة.
تجمعت هذه الخلايا وقررت التمرد على النظام وبدأت في التكاثر بشكل عشوائي (مدروس). و سرعان ما تحولت هذه الخلايا إلى خلايا متمردة. هاجمت الأنسجة السليمة ونشرت الفوضى داخل أنسجة الجسد. في المقابل، كانت هناك خلايا أخرى مدافعة عن النظام و استقراره تُعرف بـ"الخلايا الحارسة" رفضت الانصياع للتمرد وقررت محاربة التمرد بكل ما أوتيت من قوة.
اندلعت حرب شرسة بين الخلايا الحارسة والخلايا المتمردة. كانت المعارك قاسية، حيث استخدمت كل مجموعة جميع أسلحتها البيولوجية لانتاج طفرات للتفوق على الأخرى. في خضم هذه الفوضى، ظهرت مجموعة جديدة من الخلايا الفائقة نتيجة للطفرات الجينية الناجمة عن القتال الدائر.
كانت هذه الطفرات تحمل خصائص جديدة لم تظهر من قبل، وبدت الخلايا الجديدة و المتسرطنة أكثر شراسة وقوة. تميزت بقدرتها على التكيف بسرعة والتعامل مع التهديدات بفعالية مذهلة. في نهاية المطاف، أدت هذه الطفرات إلى القضاء على كل من الخلايا الحارسة والخلايا المتمردة معا، وفرضت نفسها كالسلالة المهيمنة داخل الجسد.
مع مرور الوقت، بدأت هذه الخلايا في مهاجمة الأنسجة السليمة أيضًا، غير قادرة على التمييز بين العدو والصديق. بدأت صحة الجسد تتدهور بسرعة، وفقد الإنسان قدرته على مقاومة هذا العدو الداخلي. لم تكن هناك خلايا حارسة متبقية للدفاع عن الجسد، وتحولت الخلايا الجديدة إلى خطر قاتل.
بدأ الجسد يضعف، وأصبحت الأعضاء غير قادرة على أداء وظائفها بشكل صحيح. ومع مرور الأيام، بدأ الإنسان يفقد وعيه تدريجيًا، قلت قدرة قلبه عن النبض. في النهاية، انتهت حياة الإنسان، وقد خسر المعركة أمام التمرد الداخلي لخلاياه.
كانت النهاية مأساوية، درسًا قاسيًا عن التوازن الدقيق بين التجدد والتدمير. فقد أظهر أن القوة المفرطة، حتى لو كانت من أجل الحماية، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الدمار الشامل.