الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

العلاج الكيماوي

 

العلاج الكيماوي هو نوع من العلاجات الأساسية في مواجهة السرطان، وأول خطوة بتخطر في بال أي مريض أو طبيب لما نفكر في خطة العلاج. العلاج الكيماوي مش مجرد مركب واحد، ده مجموعة كبيرة ومتنوعة من المركبات اللي جايه من مصادر مختلفة زي النباتات، البكتيريا، والفيروسات، وكل نوع له تأثير خاص على الخلايا السرطانية، وده اللي بيخلي دور العلاج الكيماوي مهم ومعقد في نفس الوقت.

بعض الأدوية الكيماوية بتستخرج من النباتات، زي الفنكريستين والباكليتاكسيل اللي بتيجي من أنواع معينة من الورود، ودي أدوية بقت جزء من أساسيات العلاج لمرضى السرطان ومشهورة جداً. كمان فيه مركبات كيماوية بتيجي من مضادات حيوية زي الدوكسيروبيسين والميتومايسين، وفيه أدوية زي السيتارابين اللي أساسها من مضادات الفيروسات. المثير إن الأدوية دي في الأصل كانت بتُستخدم لأمراض غير السرطان، لكن مع الوقت اكتشف العلماء قدرتها في مكافحة الخلايا السرطانية، فبقى ليها استخدام جديد وفعال.

العلماء حالياً شغالين بشكل مكثف على تجريب مركبات جديدة مستخرجة من الطبيعة. كل يوم فيه تجارب بتتم على مستخلصات نباتية وبكتيرية، بهدف إيجاد علاجات مبتكرة وأكتر فعالية. وفعلاً، فيه حالات بيتم فيها تحقيق نسب شفاء عالية، وفيه حالات تانية بتكون النتائج فيها أقل من المتوقع، لكن الأمل ما زال موجود والتطورات مستمرة.

العمل على العلاج الكيماوي مش سهل، لأنه بيحتاج دراسة وفحص دقيقين لأثر كل مركب على الجسم، وده بيشمل تحليل الآثار الجانبية ومحاولة تقليلها. ومع الوقت، فيه أبحاث بتتوجه نحو تطوير أدوية كيماوية تستهدف الخلايا السرطانية بشكل أدق لتقليل الضرر على الخلايا السليمة.

باختصار، العلاج الكيماوي رحلة طويلة من الأبحاث والتجارب، وأمل للمرضى في طريق العلاج، وبينما فيه تحديات بتواجهنا، إلا إن السعي لتطوير أدوية جديدة وأفضل دايماً مستمر، وده بيخلق نافذة من الأمل لكتير من الناس اللي بيحاربوا السرطان.

و يبقى الأمل ...

الاثنين، 28 أكتوبر 2024

سر واحد و ثلاثة أوجه

 

البيوت أسرار، فعلا مقولة صادقة جدا. كل الناس عندها أسرار و كل البيوت يحدث فيها أسرار. أسرار نفسية و إجتماعية و دينية و أخلاقية و تربوية. و يبقى السر سرا حتى يذاع. و حماية السر من حماية البيت و الأسرة.

جوهر إستمرار البيوت النظيفة هو المحافظة على سريتها و عدم البوح بها حتى في أكثر الخلافات إحتداما. و دا يعتبر تحدي كبير أمام شريكين الحياة و بسهولة ينتقل التحدي للأطفال. و هنا تظهر للسطح ثلاثة أوجه أو شخصيات في تعاملها مع الأسرار. 

شخصية بتقدر تكتم السر و تخفيه و كأنه لم يحدث، و شخصية تكتم السر و تلوح به عند كل منعطف لغرض الإطاحة بالمشكله و قلب الطاولة، و شخصية ثالثة تكتم السر و لكنها تستفيد من وراءه بخبث. 

طبعا غرض الشخصية الأولى هو المحافظة على البيت و هي الأنظف و الثانية غرضها الكسر و التذليل و هي الأخبث و الثالثة هو الطمع و الإستغلال و هي الأنجس.

الحياة بين الزوجين تتسم بالصراحة و الوضوح و الثقة و نتيجة الأحداث اليومية بنكتشف خبايا وراء أوجهنا الكثيرة و نتيجة إختيارنا لإكمال الرحلة مع بعضنا بنتجاوز و نكتم و لا نبوح أبدا. البيوت النظيفه يجب أن تظل نظيفه في عيون الزوجين و الأطفال و الجيران و الأصدقاء و للمعارف و الأقارب و جميع الناس.

الأحد، 27 أكتوبر 2024

حب إبنك و دلعه

 

حب ابنك و دلعه.. الجملة دي مش مجرد كلام، دي فلسفة في التربية لازم كلنا ناخد بالنا منها. ساعات كتير، الآباء بيبقى عندهم إحساس إن الدلع هيضيع الطفل، وإن لازم يكون فيه شدة طول الوقت عشان يتعلم الأدب والاحترام. لكن في الحقيقة، الحب والدلع هما اللي بيبنوا علاقة صحية بينك وبين ابنك، وبيخلقوا شخصية واثقة ومحبوبة.

لما تدلع ابنك، إنت بتوصله إحساس بالأمان. الإحساس ده بيخليه يقدر يتعلم من غير خوف، ويجرب من غير ما يكون قلقات. الولاد اللي بيتربوا في بيئة كلها حب واهتمام بيكبروا وهمّ عندهم ثقة في نفسهم، وبيبقى عندهم استعداد يتعلموا ويجربوا حاجات جديدة.

كمان، لما تتواصل مع ابنك بحب وتديله اهتمامك، بتفتح بينكم جسر من الصداقة والثقة. هيعرف إنك جنبه في كل خطوة، وإنه يقدر يلجأ لك وقت الشدة. بالعكس، الشدة والتقيد الزايد ممكن تخليه يخاف منك، ويبدأ يخبي عنك حاجات كتير.

الدلع كمان بيعلم ابنك إنه يستمتع بالحياة ويقدر اللحظات الحلوة. لما تشتري له حاجة صغيرة من غير مناسبة، أو تاخده خروجة مفاجئة، أو حتى تدي له حضن من غير سبب، بيبدأ يشوف إن الحياة مش بس واجبات وطلبات، فيها كمان لحظات بسيطة ومليانة حب.

لكن طبعا، لازم يكون فيه توازن. الدلع مش معناه إنك تلبي كل طلباته حتى لو كانت مش منطقية أو مش في صالحه. يعني، لو طلب حاجة وإنت شايف إنها مش مناسبة، وضح له الأسباب وافهمه إنك بتحبه وبتفكر في مصلحته.

حب ابنك و دلعه و خليه يعرف إنك جنبه، وإنه أهم حاجة في حياتك. العلاقة دي هتفضل معاه طول حياته، وهتفضل ذكرى جميلة محفورة في قلبه.

السبت، 26 أكتوبر 2024

عضة تلفون

 

في ليلة هادئة، كنت جالسًا في غرفتي، مستغرقًا في تصفح هاتفي المحمول ومتابعة الأخبار على الإنترنت. كنت منهمكًا تمامًا بالشاشة الصغيرة، لم أشعر بالوقت يمر سريعًا. فجأة، شعرت بظهري يشتد من كثرة الجلوس في وضعية غير مريحة، لكنني استمريت في التصفح غير مبالٍ بالألم.

في تلك اللحظة، شعرت بشيء غريب. الهاتف الذي كنت أمسك به بدأ يهتز بطريقة غير عادية، وكأن هناك قوة خفية تحركه. حاولت تجاهل الأمر وأكملت التصفح. وفجأة، وبلا سابق إنذار، قفز الهاتف نحوي وعضني في أنفي!

شعرت بألم حاد وتفاجأت تمامًا. كان الأمر غير معقول، كيف يمكن لجهاز إلكتروني أن يتحول إلى شيء حي ويعضني؟ حاولت انتزاع الهاتف من أنفي بصعوبة، وكنت في حالة صدمة وذهول. عندما تمكنت أخيرًا من إبعاده، نظرت إليه بدهشة. الهاتف عاد إلى حالته الطبيعية، مجرد جهاز إلكتروني.

وضعت الهاتف بعيدًا عني، ومسحت أنفي بحذر. كان هناك علامة صغيرة مكان العض، تذكير دائم بما حدث. في تلك الليلة، تعلمت درسًا قاسيًا. لا يمكن أن أدع التكنولوجيا تأخذ كل وقتي وتؤثر على صحتي و خاصة صحتي النفسية.

الخميس، 24 أكتوبر 2024

عصور ممزقة ... دائرة لا تنتهي

 


لما أي جماعة توصل لهدفها في مستوى اقتصادي أو اجتماعي معين، القيادات بتتحول من ناس بتسعى للتجديد لناس بتحافظ على الوضع اللي حققته. كل همهم بيبقى إنهم يثبتوا مكاسبهم وما يخسروش اللي وصلوا له.


لكن الوضع ده عمره ما بيدوم. بتظهر مجموعات تانية طموحة بتحاول تاخد مكانها، وبيتحول التنافس لصراع عنيف. الطرف الأقوى بيحاول يمحي أي حد يقف في طريقه، وما بيبقيش فيه مجال لحد غير اللي يخضع ويطيع.


القيادات بتركز كل طاقتها على محاربة المنافسين، وكل اللي بيدفعهم هو إنهم يقضوا على أي حد يعارضهم. في اللحظة دي، بيبنوا طبقة جديدة جوه الجماعة بتكون تحت سيطرتهم الكاملة، وبتشتغل لحسابهم وتنفذ كل أوامرهم.


الطبقة الجديدة دي دورها إنها تموت أي فكرة للتغيير. علشان يضمنوا ولاءهم، بيغرقوهم بالفلوس والغنايم، وبيتحولوا لطبقة من الأشراف بالنسبة لبقية الناس.


الناس بتخضع للأشراف خوفًا، مش احترامًا أو حبًا. الأمل بيتلاشى، والطموح بيختفي. الكل بيدور بس على لقمة العيش، من غير أي رغبة في تغيير أو تطور. ومع الوقت، بتطلع مجموعة أقوى وأعنف، تبدأ في تخريب البلد، تستنزف طاقة الجنود وفلوسهم، وتضعف قوتهم، وتسرق الأمان من الناس. الظلم بيسود، الفقر بينتشر، والجهل بيعمّ. وبيخلص عصر ممزق ويبدأ عصر جديد.


والدورة دي بتفضل تلف: من طموح وتجديد لركود وخضوع، ثم لصراع عنيف وعدوان، وترجع تاني مع ظهور قوى جديدة عايزة تحقق مكاسبها على حساب الكل.


و تدور الدائرة من جديد ...

الأربعاء، 23 أكتوبر 2024

الماغنسيوم... درس في إدارة الموارد والتوازن

 

في إدارة أي مشروع، سواء زراعي أو تجاري، فهم التوازن بين الموارد هو الأساس. الماغنسيوم في النباتات يعتبر عنصر حيوي، مش بس لأنه مهم في تكوين الكلوروفيل، لكن كمان لأنه بيحفز الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج البروتينات والسكريات. يعني باختصار، وجوده ضروري لنمو أي نبات، زي ما وجود موارد معينة ضروري لنجاح أي مشروع.

لكن زي ما وجود عناصر أخرى زي البوتاسيوم والكالسيوم بتركيز عالي في التربة بيمنع الماغنسيوم من أداء وظيفته، كمان في الإدارة، التركيز الزائد على موارد معينة زي الميزانية أو الأفراد ممكن يؤثر على بقية الموارد ويخل بتوازن المشروع. لو زودت عنصر معين بشكل مبالغ فيه، ممكن تلاقي موارد تانية بتتأثر سلباً، مما يضعف الأداء العام.

التوازن هنا هو الحل. زي ما الفلاح لازم يراقب ويضبط تركيز الماغنسيوم في التربة علشان يضمن نمو صحي للنباتات، المدير كمان لازم يوازن بين موارد مشروعه. لو لقيت ضغط زايد على فريق العمل رغم توفر ميزانية كبيرة، ممكن تحتاج تقلل شوية من الحمل على الفريق علشان ترجع الأمور لطبيعتها.

النقطة الرئيسية هي إن التوازن في توزيع الموارد هو مفتاح النجاح، سواء في الزراعة أو في الإدارة. زي ما الماغنسيوم ضروري للنبات، التوزيع المتوازن للموارد هو اللي بيضمن استمرار النمو والنجاح في أي مشروع.