لما أي جماعة توصل لهدفها في مستوى اقتصادي أو اجتماعي معين، القيادات بتتحول من ناس بتسعى للتجديد لناس بتحافظ على الوضع اللي حققته. كل همهم بيبقى إنهم يثبتوا مكاسبهم وما يخسروش اللي وصلوا له.
لكن الوضع ده عمره ما بيدوم. بتظهر مجموعات تانية طموحة بتحاول تاخد مكانها، وبيتحول التنافس لصراع عنيف. الطرف الأقوى بيحاول يمحي أي حد يقف في طريقه، وما بيبقيش فيه مجال لحد غير اللي يخضع ويطيع.
القيادات بتركز كل طاقتها على محاربة المنافسين، وكل اللي بيدفعهم هو إنهم يقضوا على أي حد يعارضهم. في اللحظة دي، بيبنوا طبقة جديدة جوه الجماعة بتكون تحت سيطرتهم الكاملة، وبتشتغل لحسابهم وتنفذ كل أوامرهم.
الطبقة الجديدة دي دورها إنها تموت أي فكرة للتغيير. علشان يضمنوا ولاءهم، بيغرقوهم بالفلوس والغنايم، وبيتحولوا لطبقة من الأشراف بالنسبة لبقية الناس.
الناس بتخضع للأشراف خوفًا، مش احترامًا أو حبًا. الأمل بيتلاشى، والطموح بيختفي. الكل بيدور بس على لقمة العيش، من غير أي رغبة في تغيير أو تطور. ومع الوقت، بتطلع مجموعة أقوى وأعنف، تبدأ في تخريب البلد، تستنزف طاقة الجنود وفلوسهم، وتضعف قوتهم، وتسرق الأمان من الناس. الظلم بيسود، الفقر بينتشر، والجهل بيعمّ. وبيخلص عصر ممزق ويبدأ عصر جديد.
والدورة دي بتفضل تلف: من طموح وتجديد لركود وخضوع، ثم لصراع عنيف وعدوان، وترجع تاني مع ظهور قوى جديدة عايزة تحقق مكاسبها على حساب الكل.
و تدور الدائرة من جديد ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق