قام عالم من العلماء المهتمين بالتطور و النضج النفسي و الاجتماعي في مراحل العمر المختلفه، و اسمه (ماجنسون) بعمل دراسة لمتابعة الأطفال من عمر ال ٨ سنوات حتى رشدهم عند عمر ال ٤٠ سنة. تابع فيها عملية النضج البيولوجي و علاقته بإرتقاء الشخصية و تغير الإنفعالات و تحديد الإختيارات في الحياة العامة و العائلية.
قام في الدراسة بالتركيز على تأثير معاد النضج البيولوجي (المبكر أو المتأخر) على معدل ظهور المشكلات السلوكية للمراهق في البيت و المدرسة.
أظهرت نتائج دراسته فروق جوهرية عند بداية سن المراهقة، للبنات و الأولاد. فالبنات في عمر ال ١٥ سنة تقريبا اللائي يظهر عليهن النضج المبكر، يكون عندهن تزايد ملحوظ في مشاكلهم العائلية و المدرسية، و تنخفض مع النضج المتأخر (في عمر ال١٧ تقريبا).
و وجد ان حوالي ثلث البنات مبكرات النضج يدخلن في صراعات أكثر مع الراشدين، و يكن أقل إهتماما بتحصيل العلم و لا يهتمن بالتفكير في المستقبل. و كان إهتمامهن الأكثر يتمحور حول نظرة الذكور لهن.
و عند متابعتهن لأعوام، وجد أنهن تزوجن مبكرا و أنجبن مبكرا بالمقارنة مع البنات متأخرات النضج، مع وضع في الإعتبار عدم وجود فروق في معدلات الذكاء و الخلفيات الإجتماعيه.
أما عند الأولاد، فكان الأولاد الناضجين مبكرا عندهم مستوى عالي من العدوانية و ضعف التركيز مع فرط للحركة و بعضهم بدأ في شرب السجائر. و في المقابل كانت نسبة العدوانية و ضعف التركيز و فرط الحركة و السجائر أقل بكثير عند الاولاد المتأخرين في النضج.
و عند متابعة الاولاد بعد سن المراهقة، وجد أن الناضجين سريعا قد واجهوا مشاكل لها علاقة بالإجرام و الإدمان.