الخميس، 23 مايو 2024

نسبية فردية


كل واحد فينا بيحاول على قدر جهده أن يحسن من ظروف حياته ماديا و معنويا و يرى ثمرة مجهوده أمامه لحياته و حياة أولاده و كمان أحفاده. 

في بعض الناس بتقدم التحسن المعنوي على المادي فتكون أمالهم الشعور بالأمان على النفس و المال و الأهل، و الكفاية التي تشعرك بالراحة و الطمأنينة و تعيش في تفاهم و تعاون و محبة مع أهلهم و جيرانهم و أصحابهم بعيدا عن أخطار التعطل و الحاجه و المرض.

و في ناس تانية تطلب التحسن المالي و لكنها لا تصبر فتطلبه بالقوة و التحايل و الأنانية، و القانون الذي تنفذه القوة الغالبة. فلا حدود لكفايتها و لا لمطامعها و مطامحها. فيلهثون وراء أموالهم للحفاظ عليها و يلهثون لإكثارها و حمايتها. فيختلطون بالفجار و الطامعين و يتناسبون مع اللصوص و الشياطين و يعيشون بين الحقاد و اللئام.

و يبقى السؤال المهم هنا من منهم المتمتع بحريته؟ من منهم واف بإحتياجاته؟ من منهم يعيش في أمن مكتفيا بما لديه؟ مكتمل الشخصية، و يشعر بمقدار نفسه، لا يخضع لسلطة تقهره و تتعدى عليه و تستغله و تسخره لحاجاتها. من منهم المذلول و المقهور و الخائف؟ من منهم يمتلك قيمة و يعيش في راحة؟

إنها نسبية الأفكار و الإختيارات و الفرديات ...

الأربعاء، 22 مايو 2024

تعديل جيني لزاوية إنتاج الخشب


الشجر إللي بيُستخدم لإنتاج الخشب بيكون له مواصفات خاصة حسب نوع صناعته و بالتالي يتم تحديد جودته، مثلا نحتاج خشب رقيق و قابل للإنضغاط في صناعات الورق، و خشب ثقيل و سميك في صناعات الأثاث. و بالتالي الخشب الرقيق ستكون جودته أقل لو إستخدم في صناعة الأثاث و العكس صحيح فالخشب الثقيل لا ينتج ورق جيد.

و لأن عملية دراسة الجينات إللي بتؤثر على إنتاج الخشب بتكون صعبة نسبيا لطول المدة و علو التكلفة لأنك علشان تحكم على نوع و جودة الخشب هتحتاج توصل لمرحلة التصنيع النهائي و دا يعتبر صعب جدا.

و عموما حصل إتفاق ضمني بين العلماء و المصنعين و الزرع على أساس موازنة حجم خلية الخشب و كثافته و كمية الليجنين بداخلها مع الجوده المرتبطة بصناعته. فالخلية الطويله و الممتلئه باللجنين يكون لها كثافة عالية و بالتالي تكون قوية و سميكة فتتحمل العمل عليها بمكن صناعي ثقيل و العكس طبعا صحيح.

الجميل في الموضوع دا هو إكتشاف من نوع آخر و هو زاوية نمو خلية الخشب بالنسبة للشجرة نفسها. الإكتشاف دا أصبح هو الأول في إختيار نوع الشجرة إللي هتستخدم لإنتاج الخشب. فكل ما كانت زاوية النمو موازية لزاوية الجاذبية الأرضية كان نوع الخشب الناتج أقوي و أطول و أسمك. و من هنا العلماء إستطاعوا توجيه في هذه الزاوية جينيا فينتجون الخشب حسب قوته المطلوبه و بكل بدقة.



الثلاثاء، 21 مايو 2024

السرطان ... فكرة داروينية

 

لو إستطاعنا ركوب آلة الزمن و رجعنا مئات و آلاف و ملايين السنين للخلف، فسنرى حتما في الكائنات الحية القديمة كتل من الخلايا الشبيهة بالأورام السرطانية المعاصرة و لكنها لم تكن سرطانية وقتها ( حسب الفكرة الداروينية طبعا ) و لكنها تحاول التطور و التغير نتيجة الضغوطات و الظروف المحيطة بها.

لو رجعنا للخلف - هل - سنرى دجاج بكتل سرطانية تتطور و تحاول أن تتشكل كأسنان مثلا و - هل - سنرى خيول بكتل متطورة تحاول أن تتشبه بالأصابع أو طيور بكتل كالذيول. أعتقد مستحيل، لأن السرطان يظل مرض غرضه السيطره و الموت و ليس التغير.

في نظرية ( تعتمد على الفكر الدارويني ) إسمها نظرية الإرتداد الوراثي أو ال atavism بتقول أن الخلايا السرطانية تحاول تشغيل الجينات البدائية جدا الكامنه فيها - من بداية الخليقة - الموجوده من الأسلاف المبكره للحياة . هذه الجينات ما هي إلا ذكريات لضغوطات مرت على أسلافنا - من الكائنات وحيدة الخلية - التي تكون الإنسان منها. و أن السرطان ما هو إلا محاولة لإستعادة ذكريات الماضي و محاولة نسجه من جديد.

طبعا الفكر الدارويني هو مجرد نظرية خيالية لا تمت للواقع بصلة و لا يمكن - من وجهة نظري - الإعتماد عليها من الأساس في العالم الطبيعي فما بالك في عالم السرطان.

و يبقى الأمل ...

الاثنين، 20 مايو 2024

الموهومة برجل غير حقيقي ... بداية النهاية



من الأسباب التي تدفع المرأة عمدا إلى أن تثير شكوك زوجها هو كونها إمرأة سيئة، خبيثه، و عدوانيه أو إنها إمرأة مقهورة من زوجها فيهينها و يعتدي عليها و هي تشعر بالعجز أمامه ولا حول لها ولا قوة ولا تدري كيف ترد عليه عدوانه فهي ضحية رجل سيئ و خبيث.

ولكنها تعرف ... تعرف أن أخطر ما يجرح كبرياءه و يكسره هو التلويح ( مجرد التلويح ) بوجود رجل آخر. هي إمرأة نظيفه ليس لها تجارب ولا ماض ولكنها تعرف أن إستخدام لعبة الشك لعقابه أو لتهذيبه و تعليمه هي قنبلة ستنفجر. وهي من تقرر نزع فتيلها، وهي من تقرر وقت و مكان الإنفجار. فهي تمتلك سلاح فتاك، سلاح قادر على إنهاء العجز في أي وقت.

و لكنها يجب أن تحسب مدى الإنفجار و عمقه. لأنها ستواجه تبعاته و عليها أن تتأكد أنها لن تسترجعه وهو لن يغفر لها أبدا مهما فعلت بعدها. فهو لن يغفر دخول رجل آخر. و الأمر سيان سواء كان رجل فعلي أو حتى التلويح برجل غير حقيقي.

الأحد، 19 مايو 2024

وجهين لثمانية مبادئ التربية

 

في عموم التربية يكون مطلوب من الأب و الأم وضع ثمانية مبادئ في إعتبارهم أثناء مراحل تربية أولادهم. و لهذه المبادئ وجه إيجابي و آخر سلبي على حسب طباع الطفل و رؤية الأبوان لتغيرها.

ففي عمر الطفولة تعتبر الثقة هي مفتاح باب الترابط مع الأطفال لينشأ بداخلهم شعور بجودة شخصياتهم و أهميتهم و لمساعدتهم على بناء الثقة في التعامل مع الآخرين، ثم يأتي تعليم الإستقلال فينشأ بداخلهم الإرادة للفعل بشكل فردي و يتعلم ضبط نفسه، ثم يتعلم مبدأ المبادأة فيشعر معه بتحقيق الأهداف و الإنجاز فيُنشئ لنفسه أهداف للمستقبل و يوجه نفسه ناحية تحقيقها.

و في عمر الصبا و المراهقة يأتي ثلاث مبادئ، أولها مبدأ الإجتهاد، بمعنى كونه مستغرق في عمله أو مذاكرته و يحاول إكماله بفخر و جودة. ثم تأتي الهوية أي فكرته عن نفسه و صورته في عيون أبائه و جيرانه و أصدقائه، فتتولد بداخله ثقة بنفسه و ثقة في طريقته في التعامل، ثم يظهر مبدأ الود عن طريق حبه لمساعدة أصحابه و رضاه على تبادل أفكاره و مشاركة أعماله معهم.

و عند الرشد و البلوغ العقلي يكون أمام الأب و الأم مبدأين أخيرين و هما التوازن في حياته اي حث الإبن على إحداث التوازن بين علاقاته و أعماله فلا ينسى نفسه في أعماله دون علاقاته، ثم مبدأ التكامل ليشعر بكونه إنسان منظم و راضي عن نفسه.

كل ما سبق هو الوجه الإجابي للمبادئ الثمانيه، أما الوجه السلبي فيكون في فقد الثقه بين الأب و إبنه و بين البنت و أمها فينشأون على الإحساس بأنهم أطفال سوء فيفقدون ثقتهم في أنفسهم و في قدراتهم. ثم يأتي الخزي فتتصلب مشاعرهم و يتحول الطفل ليصبح شكاك و حساس. ثم يأتي شعور الذنب فلا لذة و لا نشاط و لا هدف.

أما الإجتهاد فيتبدل بالدونية و تتبدل الهوية بالإصطناع و الود بالعزلة و تجنب الظهور.

و عند رشدهم يغرقون في أعمالهم لدرجة ضياع العلاقات و يظهر عندهم خوف شديد من الموت و يشعرون معه بمرارة ما تم تحصيله من الحياة و بما فقدوه من إنجازاتهم.

دور الاب و الام ليس فقط إنجاب الأولاد و لكن الإهتمام بالأساس النفسي و الإجتماعي لأولادهم، و محاولة الإرتقاء بشخصياتهم لتشمل جميع مناحي الحياة.

السبت، 18 مايو 2024

البديلة البدينة


هي كانت بيضاء، جميلة، عفية، ملامحها جريئة، تتدفق منها الحيوية و النشاط، و لكنها رفيعة. تعمل في النهار و زوجة و أم في الليل. راضيه بحالها و فرحة بحياتها الهادئة و الهانئة.

هو كان طويلا، عريضا، خشن الملامح، مربع الوجه، فكه السفلي عريض، يأكل كثيرا و يشرب كل عصير البيت. يتشجأ و يتثاءب بصوت عالي.

يحبها و تحبه، عندهم طفلين جميلين، سعداء في البيت جميعا. يوميا قبل ميعاد النوم تجلس العائلة الأربعة مع بعضهم و يجمعهم حضن جماعي دافئ و يتبادلوا القبلات و يتمنون لبعضهم الأحلام السعيدة.

يدخل الأطفال ليناموا و يجلس الزوجين مع بعضهما بعض الوقت في هدوء و ينسجموا في فيلم أو موسيقى أو قراءة. يحدث هذا كل يوم ثم يناموا. و في الصباح تستيقظ الأم و تحضر الفطور و يستيقظ الأب و يساعد أولاده.

و في إحدى الأيام إنتظرت الزوجة و الأولاد أباهم ليأتي و يأكلون عشاءهم، و لكنه إتصل ليخبرهم بأنه سيتأخر قليلا، فإجتماع طارئ في العمل لوجود عطل يجب إصلاحه قبل الصباح. تفهمت زوجته و لكن حزن أولاده و أنكروا الحضن المسائي و تبادلوا قبلات النوم ببرود.

كانت هذه المره الأولى التي لا يكون معهم و لم تكن الأخيره. فالرجل أصبح يغيب عن البيت مرتين أو ثلاثة أسبوعيا، و ظلت زوجته تواسي أولاده و تحاول أن تجد العذر لغيابه. حتى حدث في يوم حادث ...

رن هاتفها ليلا من رقم غريب، فزوجها في المستشفى، لم تصدق نفسها و إرتعبت. وضعت الأولاد عند جارتها و إنطلقت للمستشفى و عند وصولها لغرفته رأته متكسرا، متهشم الرأس و الصدر. ذهلت لحال زوجها و بكت بشدة حتى هدأتها الممرضه بأنه حي يرزق و لكنه يجب أن يبتعد عن البقر و الجاموس فترة من الوقت.

نظرت لها بتعجب و إشمئزاز، كيف تقول هذا عن زوجها و أبو أولادها و حبيبها و مصدر دفئها. و لكنها تركتها لتجلس بجانب حبيبها.

نام الرجل المتهشم، فأخذت الزوجه هاتفه و فتحت ملف الصور فيه لترى أولادها، فنيتها طيبة. و لكنها وجدت مجموعة من الصور يظهر فيها زوجها و هو مع جاموسه. صور كثيره مع نفس الجاموسه.

جاموسه حقيقية، بيضاء، جميلة، عفية، ملامحها جريئة، تتدفق منها الحيوية و النشاط و لكنها بدينة.