في عموم التربية يكون مطلوب من الأب و الأم وضع ثمانية مبادئ في إعتبارهم أثناء مراحل تربية أولادهم. و لهذه المبادئ وجه إيجابي و آخر سلبي على حسب طباع الطفل و رؤية الأبوان لتغيرها.
ففي عمر الطفولة تعتبر الثقة هي مفتاح باب الترابط مع الأطفال لينشأ بداخلهم شعور بجودة شخصياتهم و أهميتهم و لمساعدتهم على بناء الثقة في التعامل مع الآخرين، ثم يأتي تعليم الإستقلال فينشأ بداخلهم الإرادة للفعل بشكل فردي و يتعلم ضبط نفسه، ثم يتعلم مبدأ المبادأة فيشعر معه بتحقيق الأهداف و الإنجاز فيُنشئ لنفسه أهداف للمستقبل و يوجه نفسه ناحية تحقيقها.
و في عمر الصبا و المراهقة يأتي ثلاث مبادئ، أولها مبدأ الإجتهاد، بمعنى كونه مستغرق في عمله أو مذاكرته و يحاول إكماله بفخر و جودة. ثم تأتي الهوية أي فكرته عن نفسه و صورته في عيون أبائه و جيرانه و أصدقائه، فتتولد بداخله ثقة بنفسه و ثقة في طريقته في التعامل، ثم يظهر مبدأ الود عن طريق حبه لمساعدة أصحابه و رضاه على تبادل أفكاره و مشاركة أعماله معهم.
و عند الرشد و البلوغ العقلي يكون أمام الأب و الأم مبدأين أخيرين و هما التوازن في حياته اي حث الإبن على إحداث التوازن بين علاقاته و أعماله فلا ينسى نفسه في أعماله دون علاقاته، ثم مبدأ التكامل ليشعر بكونه إنسان منظم و راضي عن نفسه.
كل ما سبق هو الوجه الإجابي للمبادئ الثمانيه، أما الوجه السلبي فيكون في فقد الثقه بين الأب و إبنه و بين البنت و أمها فينشأون على الإحساس بأنهم أطفال سوء فيفقدون ثقتهم في أنفسهم و في قدراتهم. ثم يأتي الخزي فتتصلب مشاعرهم و يتحول الطفل ليصبح شكاك و حساس. ثم يأتي شعور الذنب فلا لذة و لا نشاط و لا هدف.
أما الإجتهاد فيتبدل بالدونية و تتبدل الهوية بالإصطناع و الود بالعزلة و تجنب الظهور.
و عند رشدهم يغرقون في أعمالهم لدرجة ضياع العلاقات و يظهر عندهم خوف شديد من الموت و يشعرون معه بمرارة ما تم تحصيله من الحياة و بما فقدوه من إنجازاتهم.
دور الاب و الام ليس فقط إنجاب الأولاد و لكن الإهتمام بالأساس النفسي و الإجتماعي لأولادهم، و محاولة الإرتقاء بشخصياتهم لتشمل جميع مناحي الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق