الثلاثاء، 21 مايو 2024

السرطان ... فكرة داروينية

 

لو إستطاعنا ركوب آلة الزمن و رجعنا مئات و آلاف و ملايين السنين للخلف، فسنرى حتما في الكائنات الحية القديمة كتل من الخلايا الشبيهة بالأورام السرطانية المعاصرة و لكنها لم تكن سرطانية وقتها ( حسب الفكرة الداروينية طبعا ) و لكنها تحاول التطور و التغير نتيجة الضغوطات و الظروف المحيطة بها.

لو رجعنا للخلف - هل - سنرى دجاج بكتل سرطانية تتطور و تحاول أن تتشكل كأسنان مثلا و - هل - سنرى خيول بكتل متطورة تحاول أن تتشبه بالأصابع أو طيور بكتل كالذيول. أعتقد مستحيل، لأن السرطان يظل مرض غرضه السيطره و الموت و ليس التغير.

في نظرية ( تعتمد على الفكر الدارويني ) إسمها نظرية الإرتداد الوراثي أو ال atavism بتقول أن الخلايا السرطانية تحاول تشغيل الجينات البدائية جدا الكامنه فيها - من بداية الخليقة - الموجوده من الأسلاف المبكره للحياة . هذه الجينات ما هي إلا ذكريات لضغوطات مرت على أسلافنا - من الكائنات وحيدة الخلية - التي تكون الإنسان منها. و أن السرطان ما هو إلا محاولة لإستعادة ذكريات الماضي و محاولة نسجه من جديد.

طبعا الفكر الدارويني هو مجرد نظرية خيالية لا تمت للواقع بصلة و لا يمكن - من وجهة نظري - الإعتماد عليها من الأساس في العالم الطبيعي فما بالك في عالم السرطان.

و يبقى الأمل ...

الاثنين، 20 مايو 2024

الموهومة برجل غير حقيقي ... بداية النهاية



من الأسباب التي تدفع المرأة عمدا إلى أن تثير شكوك زوجها هو كونها إمرأة سيئة، خبيثه، و عدوانيه أو إنها إمرأة مقهورة من زوجها فيهينها و يعتدي عليها و هي تشعر بالعجز أمامه ولا حول لها ولا قوة ولا تدري كيف ترد عليه عدوانه فهي ضحية رجل سيئ و خبيث.

ولكنها تعرف ... تعرف أن أخطر ما يجرح كبرياءه و يكسره هو التلويح ( مجرد التلويح ) بوجود رجل آخر. هي إمرأة نظيفه ليس لها تجارب ولا ماض ولكنها تعرف أن إستخدام لعبة الشك لعقابه أو لتهذيبه و تعليمه هي قنبلة ستنفجر. وهي من تقرر نزع فتيلها، وهي من تقرر وقت و مكان الإنفجار. فهي تمتلك سلاح فتاك، سلاح قادر على إنهاء العجز في أي وقت.

و لكنها يجب أن تحسب مدى الإنفجار و عمقه. لأنها ستواجه تبعاته و عليها أن تتأكد أنها لن تسترجعه وهو لن يغفر لها أبدا مهما فعلت بعدها. فهو لن يغفر دخول رجل آخر. و الأمر سيان سواء كان رجل فعلي أو حتى التلويح برجل غير حقيقي.

الأحد، 19 مايو 2024

وجهين لثمانية مبادئ التربية

 

في عموم التربية يكون مطلوب من الأب و الأم وضع ثمانية مبادئ في إعتبارهم أثناء مراحل تربية أولادهم. و لهذه المبادئ وجه إيجابي و آخر سلبي على حسب طباع الطفل و رؤية الأبوان لتغيرها.

ففي عمر الطفولة تعتبر الثقة هي مفتاح باب الترابط مع الأطفال لينشأ بداخلهم شعور بجودة شخصياتهم و أهميتهم و لمساعدتهم على بناء الثقة في التعامل مع الآخرين، ثم يأتي تعليم الإستقلال فينشأ بداخلهم الإرادة للفعل بشكل فردي و يتعلم ضبط نفسه، ثم يتعلم مبدأ المبادأة فيشعر معه بتحقيق الأهداف و الإنجاز فيُنشئ لنفسه أهداف للمستقبل و يوجه نفسه ناحية تحقيقها.

و في عمر الصبا و المراهقة يأتي ثلاث مبادئ، أولها مبدأ الإجتهاد، بمعنى كونه مستغرق في عمله أو مذاكرته و يحاول إكماله بفخر و جودة. ثم تأتي الهوية أي فكرته عن نفسه و صورته في عيون أبائه و جيرانه و أصدقائه، فتتولد بداخله ثقة بنفسه و ثقة في طريقته في التعامل، ثم يظهر مبدأ الود عن طريق حبه لمساعدة أصحابه و رضاه على تبادل أفكاره و مشاركة أعماله معهم.

و عند الرشد و البلوغ العقلي يكون أمام الأب و الأم مبدأين أخيرين و هما التوازن في حياته اي حث الإبن على إحداث التوازن بين علاقاته و أعماله فلا ينسى نفسه في أعماله دون علاقاته، ثم مبدأ التكامل ليشعر بكونه إنسان منظم و راضي عن نفسه.

كل ما سبق هو الوجه الإجابي للمبادئ الثمانيه، أما الوجه السلبي فيكون في فقد الثقه بين الأب و إبنه و بين البنت و أمها فينشأون على الإحساس بأنهم أطفال سوء فيفقدون ثقتهم في أنفسهم و في قدراتهم. ثم يأتي الخزي فتتصلب مشاعرهم و يتحول الطفل ليصبح شكاك و حساس. ثم يأتي شعور الذنب فلا لذة و لا نشاط و لا هدف.

أما الإجتهاد فيتبدل بالدونية و تتبدل الهوية بالإصطناع و الود بالعزلة و تجنب الظهور.

و عند رشدهم يغرقون في أعمالهم لدرجة ضياع العلاقات و يظهر عندهم خوف شديد من الموت و يشعرون معه بمرارة ما تم تحصيله من الحياة و بما فقدوه من إنجازاتهم.

دور الاب و الام ليس فقط إنجاب الأولاد و لكن الإهتمام بالأساس النفسي و الإجتماعي لأولادهم، و محاولة الإرتقاء بشخصياتهم لتشمل جميع مناحي الحياة.

السبت، 18 مايو 2024

البديلة البدينة


هي كانت بيضاء، جميلة، عفية، ملامحها جريئة، تتدفق منها الحيوية و النشاط، و لكنها رفيعة. تعمل في النهار و زوجة و أم في الليل. راضيه بحالها و فرحة بحياتها الهادئة و الهانئة.

هو كان طويلا، عريضا، خشن الملامح، مربع الوجه، فكه السفلي عريض، يأكل كثيرا و يشرب كل عصير البيت. يتشجأ و يتثاءب بصوت عالي.

يحبها و تحبه، عندهم طفلين جميلين، سعداء في البيت جميعا. يوميا قبل ميعاد النوم تجلس العائلة الأربعة مع بعضهم و يجمعهم حضن جماعي دافئ و يتبادلوا القبلات و يتمنون لبعضهم الأحلام السعيدة.

يدخل الأطفال ليناموا و يجلس الزوجين مع بعضهما بعض الوقت في هدوء و ينسجموا في فيلم أو موسيقى أو قراءة. يحدث هذا كل يوم ثم يناموا. و في الصباح تستيقظ الأم و تحضر الفطور و يستيقظ الأب و يساعد أولاده.

و في إحدى الأيام إنتظرت الزوجة و الأولاد أباهم ليأتي و يأكلون عشاءهم، و لكنه إتصل ليخبرهم بأنه سيتأخر قليلا، فإجتماع طارئ في العمل لوجود عطل يجب إصلاحه قبل الصباح. تفهمت زوجته و لكن حزن أولاده و أنكروا الحضن المسائي و تبادلوا قبلات النوم ببرود.

كانت هذه المره الأولى التي لا يكون معهم و لم تكن الأخيره. فالرجل أصبح يغيب عن البيت مرتين أو ثلاثة أسبوعيا، و ظلت زوجته تواسي أولاده و تحاول أن تجد العذر لغيابه. حتى حدث في يوم حادث ...

رن هاتفها ليلا من رقم غريب، فزوجها في المستشفى، لم تصدق نفسها و إرتعبت. وضعت الأولاد عند جارتها و إنطلقت للمستشفى و عند وصولها لغرفته رأته متكسرا، متهشم الرأس و الصدر. ذهلت لحال زوجها و بكت بشدة حتى هدأتها الممرضه بأنه حي يرزق و لكنه يجب أن يبتعد عن البقر و الجاموس فترة من الوقت.

نظرت لها بتعجب و إشمئزاز، كيف تقول هذا عن زوجها و أبو أولادها و حبيبها و مصدر دفئها. و لكنها تركتها لتجلس بجانب حبيبها.

نام الرجل المتهشم، فأخذت الزوجه هاتفه و فتحت ملف الصور فيه لترى أولادها، فنيتها طيبة. و لكنها وجدت مجموعة من الصور يظهر فيها زوجها و هو مع جاموسه. صور كثيره مع نفس الجاموسه.

جاموسه حقيقية، بيضاء، جميلة، عفية، ملامحها جريئة، تتدفق منها الحيوية و النشاط و لكنها بدينة.

الخميس، 16 مايو 2024

إبن كلس

 

الوزير إبن كلس للخليفة العزيز بالله، كان يهوديا ثم أسلم و تدرج في الوظائف حتى أصبح وزيرا في الدولة الفاطمية. وكان وزيرا في مصر و كانت سلطته قوية لدرجة تغير معها نظام المال المصري. 

قام إبن كلس بفرض ضرائب على كل صانع و عامل و مزارع و تاجر لدرجة جعلت الناس تبتعد عن الزراعة و الصناعة و التجارة حتى لا تكون تحت طائلة الضرائب. فهجر المزارع الأرض و أقفلت المصانع و تحول التجار إلى التخزين أو تجارة السراديب بدلا من البيع، فإندثرت و إحتضرت معه الصناعات المصرية المشهورة كصناعة النسيج.

ولما أصبح الناس عاطلين عن العمل تحولوا إلى لصوص و شطار و حرافيش، و تراجعت الحياة الاقتصادية والاجتماعية و تدهورت الحياة المعنوية و الثقافية و الدينية جدا لدرجة ساد معها الجهل و الغباء و الشر و زاد معها التصديق في الجن و العفاريت و إشتهر المصريون في الدولة الفاطمية بالسحر و الشعوذة و التصديق في التمائم و عبادة أولياء الله الصالحين. 

و كانت الدولة في حالة من الفقر و الوهن لدرجة تسليم الأرض بكل بساطة للطولونين لتكتب زوال عهد غاب فيه العدل ليكتب عهد جديد يسود فيه الظلم بدرجة أعلى و بصورة أكثر فجاجه.

الثلاثاء، 14 مايو 2024

الشيطان المعدي

 
رسم بصورة وحش خيالي ، عبارة عن وجه إنسان بجسد حيوان مغطى بالحراشف الشائكة و بأطراف كبيرة و له منقار مقوص حاد و جناحان طويلان في آخرهم أصابع بها مخالب طويلة و لونه شديد السواد . الوحش يصفر و يرقص بجنون في الليل و له ضحكه قاتمة مخيفة تظر معها أسنانه الناتئة و تلمع عيونه فتظهر نظراته القاتلة . دي نظرة سريالية للوحش القادم ، وحش لن يقدر عليه أحد ، وحش يستطيع إمتصاص الحياة بمجرد النظر .

الوحش دا مجرد تصور للسرطان إذا تمكن و إستطاع بطريقة ما الخروج و الإنتقال من جسم المريض لجسم آخر ، هيكون عبارة عن وحش قاتل ، متطور جدا و متأقلم مع جميع الظروف و له ذاكره رهيبة يعرف منها كل الماضي و يستطيع التحكم في كل المستقبل . 

إكتشف العلماء النوع دا من السرطان في عالم الحيوان ، بيقدر ينتقل بين الحيوانات بس عن طريق العض . و بذكاء السرطان يظهر الورم في منطقة الوجه و تنتقل الخلايا إلى فم الحيوان الآخر بعد العض .

و لكن يظل هذا النوع المكتشف لا يستطيع العيش داخل الإنسان و لكن رحلته مازالت تأخذ خطوات محسوبة لإكتساب طفرات تجعله يتأقلم مع الإنسان . وقتها ستتفتح أجنحته و ستظهر مخالبه و سيقفز السرطان من شخص لآخر و سيمتص الأرواح و سينتشر بجنون .