الوزير إبن كلس للخليفة العزيز بالله، كان يهوديا ثم أسلم و تدرج في الوظائف حتى أصبح وزيرا في الدولة الفاطمية. وكان وزيرا في مصر و كانت سلطته قوية لدرجة تغير معها نظام المال المصري.
قام إبن كلس بفرض ضرائب على كل صانع و عامل و مزارع و تاجر لدرجة جعلت الناس تبتعد عن الزراعة و الصناعة و التجارة حتى لا تكون تحت طائلة الضرائب. فهجر المزارع الأرض و أقفلت المصانع و تحول التجار إلى التخزين أو تجارة السراديب بدلا من البيع، فإندثرت و إحتضرت معه الصناعات المصرية المشهورة كصناعة النسيج.
ولما أصبح الناس عاطلين عن العمل تحولوا إلى لصوص و شطار و حرافيش، و تراجعت الحياة الاقتصادية والاجتماعية و تدهورت الحياة المعنوية و الثقافية و الدينية جدا لدرجة ساد معها الجهل و الغباء و الشر و زاد معها التصديق في الجن و العفاريت و إشتهر المصريون في الدولة الفاطمية بالسحر و الشعوذة و التصديق في التمائم و عبادة أولياء الله الصالحين.
و كانت الدولة في حالة من الفقر و الوهن لدرجة تسليم الأرض بكل بساطة للطولونين لتكتب زوال عهد غاب فيه العدل ليكتب عهد جديد يسود فيه الظلم بدرجة أعلى و بصورة أكثر فجاجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق