السبت، 6 أبريل 2024

خضراء بأرجل رفيعه


إنظر إليها، قالها ضفدع لصديقه و هما يتنزهان على شاطئ بحيره راكده، تفوح منها رائحة كريهة و محببة لأنفهم. شاور أحدهم إلى ضفدعة و هي تقفز بسرعة على الأوراق السابحة و تتسابق مع نفسها لبلوغ الجهة الأخرى من البحيره

صباح الخير يا جميلة. رمقته بنظرة حادة تكاد تذبحه و لم تردت ثم قفزت مسرعه و شعرها يتطاير من ورائها في كل إتجاه و قالت في نفسها إنه ليس يومك، إنه يوم مهم جدا

من بداية اليوم، إستيقظت ضفدعتنا الجميلة متأخره على غير العاده، تكحلت و لبست قميصا أبيض مع بنطلون أزرق و وضعت منوكير وردي في أرجلها ثم لبست حذاء أحمر مفتوح بكعب عالي. لبست جاكت و وضعت عطرا و روجا أحمر فاقع

دخلت مسرعة إلى مبنى وزارة الدفاع لتقابل كبير السفراء و الكل ينظر لها في تعجب، فتأخذ نظراتهم الغريبة و تحولها بداخلها لنبضات من الثقة فتزداد بهجة و حبا لعملها و لدورها، و تقول في نفسها إنه يومي، يوم ترقيتي لأكون مساعدة سفير

تفتح باب مكتبها و تدخل على مديرها فينظر لها نظرة إشمئزاز ولكنها تبادله بنظرة مبتسمه فيقول لها ماهذا؟ ماذا ترتدين اليوم؟ إستغربت من سؤاله و قالت ألبس بدلة زرقاء إنتظارا لحفلة كبير السفراء. نظر لها متعجبا بشدة و أردف بقول يا لك من مغرورة، هل تأتي لحفلة ترقيتك بشورت

رفعت حواجبها و لم تصدق ما قاله، فإنه لا يريد لها الترقيه، و لكنها وضعت نظرها على سيقانها فوجدت سيقانا رفيعة ظاهرة و صوابعها و حذائها ينضحان بالألوان وحدهما بدون غطاء. إرتجت حوائط الغرفه بصرخة ضفدعية عالية و إنهارت على الكرسي و بكت بشدة أسالت بسببها الكحل الكثيف حول عينيها

دخل عليها أصدقائها و صديقاتها من وقع الصوت و حاولوا أن يساعدوها و لكن تأخرها جعلهم يرتبكون و خاصة بعد وصول كبير السفراء إلى المبنى و سؤاله عن الحفلة و عنها بالخصوص

نظرت الضفدعه في أعين من حولها فرأت نظرات الشماته تتساقط عليها كالحجارة و لكنها جمعت شمل نفسها و غسلت ووجها و وضعت الكحل الكثيف بهدوء ثم خلعت الجاكت و شمرت عن يديها و ربطت شعرها و قالت لنذهب للكبير

وسط نظرات العجب و الغرابة وقفت الضفدعة بشموخ و قفزت بخفة و بكل ثقة فتحت باب كبير السفراء و قالت له، إنه يوم سعيد ، يوم جديد، يوم أكون مساعدتك أيها السفير

نظر إليها و أخرج قهقهة عالية و قال أيتها الضفدعة الشقية، يا لك من حمقاء خضراء بأرجل رفيعه



الخميس، 4 أبريل 2024

كل الحقيقة ... الحرب بين الناس و التاريخ


يقال أنه لا يوجد فائدة من الوعظ و إلقاء المواعظ على الناس فهم لا يتربون إلا بالتجربة و الواقع. أعتقد أن هذا الكلام صحيح و واقعي و يمثل البشر جدا. حتى الطفل الصغير إذا وعظته و خوفته من النار فلن يستمع و لن يبتعد حتى تلسعه و يحترق

لو أن الناس يتعظون بما حدث في التاريخ لوصلت الإنسانية اليوم إلى سلام و رخاء و لو أن ويلات الحرب و الخراب تعظ الناس لإنتهى زمن الحروب من فجر التاريخ. و لكن صناعة الحروب و مصانع السلاح تعتبر من أنشط المصانع و أوفرها مكسب

نحن الآن نرى مأساة الحرب تتكرر في كل مكان عاما بعد عام نرى و نسمع مآسي و أوجاع الناس من ويلات غباء و طمع رغبات البشر في إذلال بعضهم و سرقت الأملاك و الخيرات بالقوة. و يا ليتها تنتهي سريعا و لكنها تستمر لعشرات السنوات

و الأكثر حزنا أنك تجد من العلماء ما يفني عمره في بناء سلاح يدمر و يفتك بالأمم في ثوان. فكأن هذا المفكر إستخدم عبقريته في قتل و سرقة الناس و بلادهم. و إذا تكلمت معه وجدته دائم القراءة في كتب التاريخ كما فعل من قبله عباقرة السفاحين

من يكتوي بنار الحروب ليس الحكام و الساسة و ليس القادة و لكن الخاسر فيها هي الأمم نفسها فالناس تموت و الأمهات تخسر و يعرف الأباء مرارة الفقد و تخرب الديار و تموت الأرض و تنتشر الأوبئة و الخاسر الأعظم هم جنود الحروب ذاتهم فهم من يكتوون بالنار و ينزفون دماءهم و تتفتت عظامهم و تتقطع أوصالهم و تفنى حياتهم و يتساقطون صرعى من أجل هدف زائف أو مجد فان. فكيف لا يعرفون

إننا لا نقرأ الشعر لنصير شعراء و لا نقرأ التاريخ لنحكي القصص ولا نصور الموت و الخراب لأخذ الجوائز و لكن الإنسان على نفسه بصيره و لو ألقى معاذيره

لا تبنى الأوطان و لا تنتج حضارة إلا بالسلم. و يعلم قادة الأوطان و ساساتهم أن الحضارة لا تبنى على أكتاف الجنود الموتى و لكنها تبنى على أكتاف مزارع و صانع و تاجر و طبيب و مهندس و معلم و قاض وصلوا مع بعضهم لمعنى الحرية و التعاون و المساواة و الصداقة و العدالة

تلك هي الفائدة و تلك هى النتيجة و تلك هي كل الحقيقة

الأربعاء، 3 أبريل 2024

طبقة داخليه كلها للدماغ


في طبقه موجوده في النباتات مكونه من خلايا خاصه جدا. خلايا عندها قدرة هائلة على الإستطالة . يعني تقدر تتشد لأطوال عجيبه بالنسبة لحجم النبات الأصلي

الخلايا ده بتبقى مليانه بمواد معينة و غير قابلة للذوبان و تقريبا لونها بيكون أبيض لون اللبن . الطبقه ده وظيفتها دعم النبات و حمايته من الحشرات الماصه و القوارض . لأن طعمها بيكون مر جدا

بس المهم مش في مرارتها ، المهم في حاجة تانيه فأوقات كثيره تلاقي المزارعين بيعملوا خدوش في النبات و يجمعوا المواد ده علشان يتعاطوها لأنها بتعملهم دماغ

الاثنين، 1 أبريل 2024

أنتم أحرار أولا و أخيرا


في أربع طرق للتعامل و الإستجابة لأي مشكله تحدث بين شريكين الحياة الزوجيه

١- التدمير الكامل للحياة الزوجيه ، يعني خلاص الطلاق و فك البيت و تدميره

٢- إحداث إضطراب و صراعات و خلافات و مشاحنات و تعاسه و قلق و عصبية و إكتئاب

٣- إنكار كامل للمشكله من الشريكين أو من طرف واحد و محاولة إسقاط المشكله من الوعي و إكمال مسيرة الحياة وكأن شيئا لم يحدث

٤- نتناقش بموضوعيه و نفرغ لبعض مساحات من الحرية و نعطي لبعض حلول وسطية بدون تدخل خارجي

السبت، 23 مارس 2024

أحلام اليقظة ... كم تمنيت أن أكون


جلست وحيدا أناشد ذكرياتي، أتأمل فيما مضى و اتنفس الحاضر و أفكر في المستقبل. كم تمنيت أن أتغير، كم تمنيت أن أرجع بالزمن لأعيش حياة أخرى غير التي أعيشها. نظرت للورود في حديقتي ثم غصت في أخلام يقظتي

دخلت في حلم عجيب و كأني أمتلك سحرا عجيبا، سحرا يجعلني أكون ما أريد. فكرت كثيرا قبل أن أقرر. كم تمنيت ان اكون وردة حمراء يأخذني العاشق و يهديني لحبيبته، فتشم عطري و تعتني بي داخل حجرتها. كم تمنيت أن أكون بداخل إبريق شفاف و حولي ضوء الشموع، أسمع تنهدات العشاق و أرى دموع المشتاق

فتحولت لوردة كما تمنيت. و لكني لم أجدني في يد مشتاق و لا بداخل إبريق شفاف. وجدتني داخل حديقة صغيره في شارع مزدحم بالعربات القديمة، يمشي فيه ناس كثيرون و حيوانات في كل مكان. الهواء ملوث و الأرض ملوثه و الماء ملوث

و لكني وردة و سأظل وردة، مهما عشت في أي مكان. هل تعرف ما هي الوردة، إنها رمز الحب و الحياة، رمز الكمال، رمز الأناقة. فهل ستختلف الوردة حسب مكانها سواء اكانت في حديقة أو في قمامة

أشرقت عليا شمس الصباح الجميل و جاءتني نسمات الهواء العليل. تفتحت و فردت أوراقي الحمراء اللامعه، أنادي بها على أصدقائي من النحل، عندي رحيق عذب و لذيذ، تعالوا لنتعانق، فأخذ حبكم و تأخذوا رحيقي

إنتظرت طويلا، فلم أجد غير الذباب يحوم حولي يحاول سرقتي. رأيت كلبا يمشي حولي و يشمني، إرتحت، فعطري أخاذ و قلت في نفسي لا ضرر لأكون صديقة للكلب

نظرت في عينيه فوجدتها حمراء كأنه لا ينام، شعره كثيفا و رائحته منتنه، تخرج من جلده براغيث و قرادات كالديناصورات. ثم جاء الفرج، نزلت عليا ماء كثيره، فقلت لنفسي إنها تمطر الآن، فسيبتعد هذا الكلب الجرب. نظرت للسماء فوجدتها زرقاء لامعه. فتعجبت ما هذه الماء، أرجوك لا تقلها. ثم رأيت الكلب يدوس ماءه حولي ثم نفض شعره و إنصرف

شعرت بحرقة و قرف، كم تمنيت ألا أكون وردة، كم تمنيت أن أكون سمكة. تسبح تحت الماء، تعيش بحرية. تتحرك بسرعه فلا تعيش في شارع و لا تصاحب كلبا به براغيث. تخرج من جحرها فتتمتع بألوان الأصدقاء و تلعب و تلهوا بين الصدف و المرجان

فتحولت لسمكة، نظرت حولي بتخوف لعلني أجدني في وعاء ماء. لا لا يوجد وعاء، هذا ما كنت أتمناه. إنه عالم واسع مليئ بالألوان، ألوان أشياء رأيتها من قبل. و لكن كيف يكون في الماء عربات و أناس و حيوانات. أين الأسماك، أين المرجان و أين تمايل الأمواج

أخذت أترنح ذهابا و إيابا لفترة طويله، اترنح بعنف شديد و لا أعلم أين أنا، أسبح بسرعه في مائي و لكني اصطدم دائما بغلاف شفاف لا أعرف ملمسه. سوف أتمزق من خوفي، هل هي أمواج عاتيه. لا ، لا، إنها هذه الطفلة، صاحبة الأسنان العجيبة. إنها تحاول أن تدخل يدها و تمسكني، تحاول أن تمضغني. لا أريد أن اكون سمكة، يا ليتني كنت عصفورة على شجرة. يا ليتني كنت أطير في سماء الحرية

أطير في الصباح الجميل، أبحث عن طعامي، ألهو و أغرد وسط أصدقائي. أنزل على غصون الأشجار و أرتاح تحت ظلال الأوراق. و في غمضة عين و جدتني مع مجموعة من العصافير في الأقفاص محبوسه. لا تغرد و لا تلهو و لكنها تصدر أصواتا عاليه و كأنها خائفة تصيح. ترفرف بأجنحتها بشدة لعلها تكسر القفص و تطير. و لكنها صدمتني و سقط على الأرض فإنكسر جناحي

أخذتني إمرأة جميلة، لطيفه، و حنونه. و ضعتني في غرفتها فرأيت وردة حمراء في إبريق شفاف و حولها شموع مضاءة و لكنها ممزقة الأوراق. و رأيت سمكة جميلة، و لكنها تسبح وحيدة في وعاء ماء صغير. ثم رأيت نفسي، و أنا بجناح مكسور، في قفص معلق على الحائط. لا أريد أن اكون عصفورة، كم تمنيت أن أكون إنسانا

السبت، 16 مارس 2024

أحلام رجل مسن


إستيقظ صباحا على غير عادته، إرتدى ملابسه و نزل و ركب الأتوبيس، لا يدري إلى أين سيذهب و لكنه يريد أن يكون وسط الناس. لا يتكلم مع أحد و لا ينظر إليه أحد. كل مشغول في حياته و في طريقه

ركب الأتوبيس الذي يمر من تحت بيتها، إنه في الخمسين من عمره و أثناء نومه حلم بها و كأنها تستغيث به، فقرر الذهاب للمرور عليها ليراها. إزدحم الأتوبيس بشدة و إمتلئت الشوارع و تأخر الوقت في الإنتظار، فقرر أن ينزل و يكمل طريقة مشيا على قدميه

وصل لبيتها أو لبيت والدها و طلع السلالم و وقف أمام الباب مترددا و يخشى أن يطرقه، و لكنه إستجمع قواه و طرقه برفق و حياء. طرقه مره و إنثين و في الثالثة طرق بقوة أكثر ففتح الباب بدون قصد

توتر جدا و أصابع الفزع كأنه لص أو شخص طبعه الإقتحام. فكر في التراجع و لكن قلبه مربوط بصورتها و عقله بعيونها و أذنه بصوتها. هنا رآها منذ ثلاثون عاما و لكن أباها كان قاسيا عليه

دخل البيت فوجده خاليا، ليس به أحد. أخبره أحد الجيران أن الرجل الكبير قد مات و إنتقلت العائلة إلى مكان جديد. دخل الحزن عليه و ظهر في عيونه و أحس به الجار، فقال له إنهم لا يبعدون عن هنا كثيرا فهم في الشارع الخلفي

ظهرت إبتسامه على وجهه ثم أغلق الباب و نزل مسرعا و قلبه يدق، أحلام حبيبتي، سأراك أخيرا و قد مضى علينا زمنا بعيدا على أخر لقائنا

مشى في الشارع مسرعا بل طائرا، وصل لبيتهم الجديد و رفع رأسه لينظر إليه و يتأمله. قال في نفسه، هل سأراها، هل ستتذكرني. إستجمع قوته و ضغط على أسنانه و دخل البيت. إستوقفه البواب و سأله من أنت، فقال أنه صديق و أريد أن أعزي أهل البيت في فقيدهم

نظر إليه البواب في عجب و قال أتعزي الناس في السابعة صباحا. نظر الرجل لساعته بدهشة و إستعجب و قال، نعم إنها السابعة صباحا، حسنا سأنتظر حتى يستيقذوا و أعزيهم

جلس الرجل في الشارع أمام البيت يحملق فيه و لا ينزل عينه من عليه، إنه منتظر، منتظر بشدة، متلهف، يكلم نفسه و يتمنى أن تفتح نافذتها و تطل منها بشعرها الأصفر الناعم و وجهها الأبيض الجميل

و يا لجمال يومه، فعلا فتحت النافذه سيدة شعرها أصفر و وجهها أبيض و لكن كإن شكلها تغير و ملامحها تبدلت و يظهر عليها التعب و الإرهاق، فلبس نظارته ليراها بوضوح و يرى ملامحها. ثم تقابلت عيونه بعيونها، فنظرت له لثانيتين و إبتسمت و لوحت له بيدها

لم يفهم الرجل المعنى فهل تقصد أن تقول إذهب من هنا لا أريد أن أراك، أم تقصد تعالى و إصعد لتكون معي. جلس الرجل يفكر ماذا سيفعل، هل يذهب أم يصعد. فقد رآها و رأى أنها بخير و إطمئن قلبه، و لكنه رأى أن ملامحها تغيرت و أنها تشعر بالتعب فقرر في نفسه أن يصعد و يسلم عليها

مشى الرجل بهدوء حتى لا يوقظ البواب، و صعد السلم لبيتها، فوجد باب البيت مفتوحا و هي تطل منه و تنتظره. نظر لها و تخيل أنها تلبس الأبيض و شعرها يرفف فوقها و تمد يدها لتمسك بيده و تدخله للبيت، ثم تراجع عندما رأى في يدها سكينا كبيرا خلف ظهرها فتوجس بالخوف و رأها تبكي و قالت له، لماذا تركتني، لماذا لم تتمسك بي، لماذا لم تواجه أبي، ثلاثين سنة حتى أراك

لم تترك له فرصة للرد، و أنطلقت عليه رافعة السكين في وجهه. فزع الرجل و لف ظهره ليهرب فإنزلقت رجله على السلم فسقط كأنه حجر عملاق. و إرتطم رأسه بالسلم و نتيجة الصدمة إستيقظ من نومه مفزوعا فقال أعوذ بالله لقد كان حلما عجيبا. فتح عيونه و أيقن أنه نائما على سريره فهدأت أنفاسه و نظر بجانبه فوجد حبيبته تقف بجانبه و ترفع السكين و تهوي بها عليه ففزع بشدة و صرخ ثم أفاق بعد أن سقط من سريره