السبت، 9 ديسمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (15) موسى و الألواح

نجى الله بني إسرائيل على يدي موسى و أخيه هارون من عذاب فرعون و جنوده و أخرجهم من مصر و سار بهم في الصحراء ناحية الجبل الذي كلمه الله فيه أول مرة . و عند وصوله الجبل أمره الله أن يصعد وحده فقال لأخيه هارون أخلفني في قومي و أصلح أمرهم و أرشدهم ولا تتبع معهم سبيل المفسدين

صعد نبي الله موسى للجبل و كلمه الله و علمه الوصايا في أربعين يوما . و قد أراد موسى أن يرى الله الذي يكلمه فقال رب أرني أنظر إليك . فقال الله له لن تراني و لكن إنظر إلى الجبل فإن إستقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربنا للجبل إهتز بشده و إنهار ففزع موسى من هول الموقف و سجد لله و قال سبحانك تبت إليك و أنا أول المؤمنين

قال الله موسى و قال له إني إخترتك و إصطفيتك على الناس برسالاتي و بكلامي في الألواح فخذهم و كن من الشاكرين . فأخذ موسى الألواح كلها و وجد مكتوب فيها أوامر من الله و إرشادات و مواعظ لكل شيئ بطريقة مفصلة . و أمره الله أن ينزل بها من الجبل و يذهب إلى قومه ليعلمهم و يرشدهم

و عندما نزل من الجبل وجد قومه يعبدون عجلا صنعوه من ذهبهم و يسمع له صوت خوار . فغضب موسى غضبا شديدا و ألقى الألواح على الأرض و أمسك برأس أخيه هارون و جذبه و جره فقال له يا أخي إن القوم إستضعفوني و كادوا يقتلونني فلا تشمت بيا الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين . فسكت موسى و دعا الله أن يغفر له و لأخيه و أن يدخلهم في رحمته . ودعا على من إتخذوا العجل بأن الله يغضب عليهم و يذلهم و يجازيهم . و بعد أن هدأ موسى و ذهب عنه الغضب أخذ الألواح و قرأها على قومه و بدأ في تعليمهم الأوامر و النواهي من الله تعالى

السبت، 2 ديسمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (14) موسى و نهاية فرعون


عزم فرعون على قتل السحرة و على تعذيب قوم إسرائيل و قال لقومه سنقتل أبنائهم و نستحي نساءهم و إنا لهم لقاهرون . وكان موسى يكلم قومه و يصبرهم على أذى فرعون و جنوده و يحثهم على الإستعانة بالله و يبين لهم أن الأرض ملك لله يعطي حكمها لمن أراد من عباده . و كان قوم إسرائيل يشتكون لموسى عذاب فرعون لهم من قبل أن يظهر و من بعد أن ظهر و موسى يزيدهم صبرا و يهدئهم و ييبين لهم أن الله سيعطيهم فرصة ليكونوا حكاما على الأرض و سينظر ماذا يفعلون

و بدأ وعد الله , فأرسل الله على فرعون و قومه أنواع مختلفه من العذاب و بدأ العذاب بالطوفان فأغرق الأرض الزراعية و أغرق بيوت الناس ثم أرسل الله عليهم الجراد يأكل الزرع الأخضر ثم أرسل عليهم القمل و الضفادع و الدم

و بعد أن رأى قوم فرعون العذاب من الله طلبوا من موسى أن يدعوا الله ليرفع عنهم العذاب و إن إستجاب لهم سيؤمنوا بالله و يحرروا بني إسرائيل من الذل . و لكن لما إستجاب الله لطلبهم و طلب موسى ، نكث قوم فرعون وعدهم مع الله

و في السر إجتمع بنو إسرائيل مع موسى و قرروا الخروج من مصر و الهروب ناحية الشرق . و لما إكتشف الناس هروب بني إسرائيل أرسلوا لفرعون فأخذ جنوده بسرعة شديدة ليلحق بهم . و إستطاع فرعون أن يصل لبني إسرائيل عند البحر و وجدوا أنفسهم أمام الغرق في البحر أو القتل من جنود فرعون . و لكن الله أوحى لموسى بأن يضرب بعصاه البحر فإنفلق ناحيتين و مشى بنو إسرائيل بين جبلين من الماء و هم خائفون

و لما رأى ذلك فرعون و جنوده ذهبوا بسرعة ناحية البحر و عند عبورهم من نفس المكان كان بنو إسرائيل قد خرجوا من البحر فأغلق الله البحر عليهم و أغرقهم كلهم . و عند موت فرعون قال لقد آمنت برب موسى و هارون . و لكن الله لم يستجب له توبته و مات فرعون و كل جنوده غرقا

السبت، 25 نوفمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (13) موسى و فرعون

بعد أن رأى موسى معجزة العصا التي تحولت إلى حية و معجزة يده التي تحولت إلى اللون الأبيض . قال له الله إذهب إلى فرعون و قل له قولا لينا لعله يتذكر الله و يترك القوة و الظلم . و أظهر له المعجزات لعله يصدقك

خاف موسى من أن يعود إلى مصر فيقبض عيه فرعون ويقتله نتيجة فعلته و كان لسان موسى محبوسا و لسانه متعسرا ، فخاف ألا ينطق أمام فرعون . فطلب من الله أن يكون أخوه هارون معه يساعده و يتكلم إلى فرعون معه فيصدقه القول . فقال له سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكم سلطانا فأنتم في أمان و أنتم الغالبيون

جاء موسى و أخيه هارون إلى فرعون و قال له موسى أنا رسول رب العالمين و قد أرسلني إليك لأخذ بني إسرائيل . فقال له فرعون ألست ذلك الطفل الذي ربيناه صغيرا و بعد ذلك قتلت الرجل و هربت . قال موسى بلى و لكن الله تاب علي و علمني و جعلني رسولا . فقال فرعون من هو الله الذي تتحدث عنه و تقول أنه أرسلك فأنا لا أعلم لكم إلاه غيري فيا هامان إبني لي صرحا عاليا لأطلع على إلاه موسى و إني لأظنه من الكاذبين

قال موسى الله رب العالمين ، ربكم و رب آبائكم الأولين . قال فرعون و ما دليلك على هذا الكلام فإن كنت جئت بآية فإت بها إن كنت من الصادقين . فألقى موسى عصاه على الأرض فتحولت لثعبان كبير يتحرك و يسعى . و أخرج يده فإذا هي بيضاء للناظرين . فقال الجالسون حول فرعون من الأمراء و الحكام و القاده و الجنود إن هذا لساحر عليم يريد أن يسقط حكمكم و يخرجكم من

أرضكم . فقال فرعون ماذا نفعل . فقالوا أرسل في كل البلدان و المدائن و أجمع كل السحرة و إجعلهم يغلبون بسحرهم و إجعل يوم الزينه هو يوم اللقاء

فجمع فرعون كل السحرة و قال لهم لكم أجر كبير إذا كنتم من الغالبين و أيضا أنتم من المقربين . و في اليوم المحدد تلاقى السحرة مع موسى و أخيه . فقالوا له أتلقي يا موسى أم نلقي نحن أولا . فقال موسي ألقوا أنتم أولا . فألقوا عصيانهم و حبالهم فخيل للناس أنها تحولت إلى ثعابين تتحرك فخاف الناس من السحر العظيم . و أوحى الله إلى موسى بأن يلقي عصاه فتحولت لثعبان كبير يأكل كل العصيان و الثعابين المسحوره

فخاف السحرة و عرفوا أن موسى ليس ساحرا و أنه رسول من الله و أن عصاه هي معجزته . فسجدوا و قالوا آمنا برب موسى و هارون . فغضب جدا فرعون و قال لهم أمنتم له قبل أن أذن لكم ، لقد إتفقتم عليا من قبل و إنه لكبيركم الذي علمك السحر و هذا مكركم لتخرجوا أهل المدينة من دينهم . فسوف أعاقبكم و أقطع أيديكم و أرجلكم من خلاف و لأصلبنكم في جذوع النخل . فقال السحرة إننا لا نخاف منك ، إنا إلى ربنا لمنقلبون . إنك لا تنقم منا إلا أن آمنا برب العالمين . ربنا أفرغ علينا صبرا و توفنا مسلمين

السبت، 18 نوفمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (12) موسى و العصى


أصبح بني إسرائيل و هم إخوة يوسف و أقاربه الذين جاءوا إلى مصر عندما كان وزيرا أغنياء و أصبح عددهم كبير جدا و صاروا يملكون أراضي واسعه ، مما جعل ملك مصر في هذا الوقت يشعر بتهديدهم له و لملكه فأمر بأخذ أراضيهم و أمر بقتل كل مولود ذكر يولد لهم و لا يبقى لهم سوى البنات

وفي هذا الوقت ولد النبي موسى ، فخافت عليه أمه كثيرا من القتل و أرادت أن تخبئه حتى لا يأخذه رجال فرعون فيقتلوه . فألهمها الله أن تصنع له صندوق من الخشب و تضعه فيه و تلقيه في نهر النيل لعل الله ينجيه من الموت . فأصبح قلبها حزين جدا على فراقه و أصبح قلبها فارغا و قالت لأخته الكبيه راقبي الصندوق و هو في الماء و إعرفي أين يذهب به التيار

و كان لفرعون فصر كبير على النيل فوصل الصندوق إلى القصر . و رأته زوجة فرعون ، و كانت زوجة فرهون مصر سيدة طيبة و رقيقة القلب و تحب الأطفال و لكنها لم يكن لها ولد ، ففرحت به كثيرا و قالت لفرعون نحن لا أولاد لنا فلنجعل هذا الطفل إبننا لنا فوافق على رأيها . و أمرت الملكه أن يأتوا بمرضعه لترضعه و لكن موسى الطفل كان يرفض المرضعات فقد حرم الله عليه المراضع

و كانت أخته الكبيره تعمل في القصر ، فقالت للملكه و لم تكن تعلم أنها أخته ، هل أدلكم على من يرضعه و يكفلونه لكم و هم له ناصحون . فوافقت الملكه . فأخذته أخته إلى أمه ففرحت به كثيرا و تقر عينها بالنظر إليه و لتعلم أن وعد الله حق

و لما كبر موسى ، أتاه الله الجسم القوي و الحكمة و التفكير السليم . و كان الناس تعامله على أنه إبن الملك و لكنه كان يعرف أنه من بني إسرائيل و كان بنوا إسرائيل يعرفونه و يعرفون قصته . و في يوم خرج موسى فوجد رجلين يتشاجران ، أحدهما من قوم فرعون و أخر من قموه بني إسرائيل . فإستغاذ به قريبه من بني إسرائيل ، فتقد موسى إلى الرجل من قوم فرعون فوكزه فمات . فندم موسى على فعلته و طلب المغفره من الله و قال يا رب لقد أنعمت عليا بقوة فلن أكون ظهيرا و لن أساعد للمجرمين

و لكنه ظل خائفا و يترقب من أن يعرف الناس أنه قاتل الرجل فيقبض عليه الفرعون و يقتله . فلم يرجع للقصر و إختفى في المدينة . و في يوم رأى قريبه الذي حماه في السابق يتشاجر مع رجل آخر ، فإستغاذ بموسى . و لما ذهب موسى لنجدته قال له الرجل أتريد أن تقتلني كما قتل من قبل ، أتريد أن تكون جبارا في الأرض و لا تكون من المصلحين

و عندئذ عرف الناس بما فعله موسى فإشتد خوفه فجاءه رجل من مكان بعيد و قال له : يا موسى إن الناس أجمعوا أن يقتلوم فإخرج من المدينة و إسمع نصيحتي و لا تبق هنا . خرج موسى هاربا من مصر إلى الصحراء حتى وصل لمدينة مدين فجلس بجانب البئر ليستريح . فوجد الناس يشربون و يسقون أغنامهم و وجد فتاتين ترعيان الغنم و قد وقفتا بعيدا عن الماء و الرجال يتزاحمون على الماء . فقال لهم لماذا لا تسقيان أغنامكم ، فقالوا لا نسقى وسط الزحام و أبونا شيخا كبير . فسقا لهم الأغنام و ذهب ليستريح في الظل و دعا الله أن يرزقه الخير

وبعد فتره جاءته إحدر الفتاتين تمشي بإستحياء و قالت له إن أباها يدعوه ليجزيك أجر ما سقيت .فذهب معها إلى والدها فسأله عن قصته و عن سبب مجيئه لأرض مدين ، فأخبره موسى بقصته . فقال له الرجل لا تخف لقد نجوت من القوم الظالمين . و قالت بنت منهما إنه شاب قوي و أمين فيا أبت إستأجره ، غن خير من إستأجرت القوي الأمين . و قال له الشيخ الكبير إني أريد أن أزوجك إحدى إبنتيفي مقابل أن تعمل عندي مدة ثماني سنوات فإن أتممتهم عشر سنوات فهذا فضل منك . و لن أتعبك في العمل و لن أشق عليك و ستجدني من الصالحين . فوافق موسى على المدتين و قال للشيخ الله على ما نقول وكيل

و بعد مرور عشر سنوات أخذ زوجته و سار عائدا إلى مصر و في طريقه وصل إلى جبل الطور في سيناء فرأى نارا فقال لزوجته إمكثي هنا فسأذهب إلى النار لأعرف الأخبار و أحضر قطعة منها لنتدفأ . فلما وصل للنار سمع صوتا ينادي عليه من الجانب الأيمن في البقعة المباركه من الشجره و يقول يا موسى إني أنا ربك فإخلع نعليك إنك بالوادي المقدس و أنا إخترتك فإستمع لما يوحى إليك إنني أنا الله لا إله إلا أنا فأعبدني و أقم الصاتة لذكري . و يا موسى ما تلك التي في يمينك ، فقال هذه عصاي أتوكأ عليها و أهش بها على غنمي و لي فيها مآرب أخرى . فقال ألقها يا موسى ، فألقاها فإهتزت بقوة و شعر موسى بخوف شديد و تركها و جرى و رأها فتحولت ليحة تسعى . و قال خذها يا موسى و لا تخف فإنك من الأمنين فتحولت الحية إلى عصا مرة أخرى . و سمع الصوت يقول له أدخل يدك في جيبك فتخرج بيضاء تلمع في الظلام

السبت، 11 نوفمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (11) مدين و شعيب


قبيلة مدين كانوا يسكنون أراضي واسعه جدا و كانوا يزرعون شجر ضخم يسمى شجر الأيكة و يعبدونه من دون الله فيماهم الله أصحاب الأيكة . و كانوا يعملون في التجاره فيغشون في المكيال و الميزان أما إذا إشتروا فكانوا يزيدون في المكيال و الميزان لأنفسهم . و يعطوا للناس أقل من حقهم . و كانوا يغيرون على المسافرين في الطرق و يسلبوهم و يسرقوه

فأرسل لهم الله نبي إسمه شعيب و كان يدعوهم إلى عبادة الله وحده و ألا ينقصوا من المكيال و الميزان شيئا و ألا يبخسوا للناس أشياءهم و ألا يعثوا في الأرض مفسدين . و كان أهل مدين لا يحترمون الأنبياء و كانوا يقولون لشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك عبادة آلهتنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء . فقال لهم إنني أريد الإصلاح و ليس غرضي أن أخالفكم أو أنازعكم لأن الله لا يقبل أن تبيعوا للناس أقل من حقوقهم و لا يرضى بأن تسرقوهم . قالوا يا شعيب إذهب بعيدا عنا فأنت عندنا ضعيفا و لولا أقاربك لقتلناك . فحذرهم شعيبا من الهلاك فقالوا إذهب فقل لربك أن يأتينا بالهلاك

آمن مع شعيبا عدد قليل من الناس و كان أهل مدين يؤذوهم و يسرقوهم حتى دعا شعيبا الله أن يحكم بينه و بينهم و يعطيهم الجزاء الذي يستحقوه . فأنزل الله عليهم ثلاثة أنواع من العذاب . الأول عذاب يوم الظله ، حيث أمر الله أن تزداد حرارة الجو حتى أحس الناس أن الحراره تشوي وجوههم و جلودهم و تخنق أنفاسهم فلا يستطيعون التنفس . و ظلت الحراره تشتد و الناس يتعذبون و يستغيثون بآلهتهم حتى أرسل الله لهم سحابا تحجب الشمس عنهم ففرحوا و قالوا لقد إستجابت الآلهه لصلواتنا و لكن السحاب كان يحمل صواعق أحرقت الناس و أهلكتهم . و العذاب الثاني سمع الناس صيحة عاليه جدا و مخيفه جعلت الناس تموت في بيوتها من شدتها و من شدة خوفهم . و العذاب الثالث أمر الله الأرض من تحتهم أن تهتز و يحدث زلزال شديد فتهدمت بيوتهم عليهم و قتلتهم

السبت، 4 نوفمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (10) إخوة يوسف

أصبح يوسف وزيرا لملك مصر و أصبح أمينا على خزائن الدوله ، و مرت سنوات الرخاء و الزراعه و جاءت سنوات الشده و الجفاف فبدأ الناس يأتون لمصر لتبادل الحبوب و الطعام مع بقية البضاعه
و في يوم دخل إخوة يوسف عليه و هو وزيرا ، فعرفهم من أشكالهم و لكنهم لم يعرفوه لتغير شكله لما رموه في البئر و لم يصدقوا أن أخوهم أصبح وزيرا لمصر . فقالوا له إننا ليس عندنا طعام فسألهم كم عددكم ، فقالوا نحن أحد عشر رجلا ، و أن لنا أخا صغيرا مع أبونا . فأكرمهم يوسف و جهز لهم المتاع و الطعام و قال لهم ، إني أريد أن أرى أخوكم فإذهبوا و هاتوه عندي وإلا ليس لكم من الطعام شيئ . فقالوا سوف نستأذن أبانا

فأمر يوسف الخدم بإرجاع بضاعتهم معهم بدلا من الطعام . و لما عادوا إلى أبيهم ىقالوا له ، أن الوزير لن يعطينا الطعام و الحبوب إلا عند إرسال أخينا معنا . فقال لهم أبوهم إنني لا آمن عليه معكم فلقد آمنت على يوسف و فرطتم فيه . فقالوا يا أبانا إن ما نقوله صحيح و هذه بضاعتنا ردت إلينا نحن نريد أن نحافظ على أهلنا و نحافظ على أخانا و نأخذ طعاما زياده

فقال أبوهم لن أرسله معكم حتى تحلفوا أن تحافظوا عليه إلا أن يحدث شيئ خارج عنكم . فحلفوا و أتوا المواثيق أن يحافظوا على أخيهم و إستعدوا للذهاب لمصر . فقال لهم أبوهم لا تدخلوا المدينه من باب واحد و لكن إدخلوا من أبواب متفرقه لأنه كان يخشى أن يصابوا بشر

فلما دخلوا على وزير مصر ، أخد يوسف أخيه وقال له إنني أنا يوسف أخيك ، لا تخف و لا تقول لهم . فإنني سأخذك منهم . قال يوسف لخدمه ، ضعوا هذه السقايه في متاع أخي . فلما حزم إخوة يوسف متعهم و حملوها على الجمال و خرجوا ، نادى عليهم الجنود و الحراس و قالوا إنكم لسارقون . إننا لا نجد صواع الملك و من يجده فله طعام زياده . فقالوا تالله لم نسرق و لم نأتي للفساد في الأرض . فقال الحراس فما جزاء من وجدت السقاية في متاعه. فقالوا يؤخذ أسيرا

وجاء يوسف و فتش أمتعة إخوته قبل متاع أخيه الصغير ثم فتش متاع أخيه و وجد السقاية فيها . فقالوا له إنه سرق كما سرق أخوه . فعرف يوسف أنهم يقصدونه فأسرها في نفسه و لم يستطع أن يرد عليهم حتى لا تنكشف حيلته و قال في نفسه ، أنتم شرا مكانا و الله أعلم بما تصفون . فقالوا له يا أيها العزيز ، هذا أخانا الصغير و أن أبانا شيخ كبير فخذ أحدنا مكانه فإنك من المحسنين . فقال لهم يوسف ، معاذ الله أن أخذ أحد إلا السارق . فلما يئسوا من أن يأخوا أخاهم ، إجتمعوا يتشاورون . فقال كبيرهم لقد حلفنا أن نحافظ عليه و لا أستطيع أن أقابل أبي و أخي ليس معي .فإني سأبقى هنا حتى أخذ أخي أو يحكم الله في أمري . إرجعوا إلى أبيكم و قولوا له أن إبنه سرق و أننا لم نعرف أنه سارق و إذا لم يصدقكم فليسأل الناس الذين كانوا معنا . فلما علم أبوهم بالأمر قال لهم لقد فعلتم شيئا في أخيكم و إني أرجو الله أن يأتيني بهم جميعا

حزن يعقوب الأب على فراق إبنه و تذكر يوسف و أخذ يبكي حتى فقد بصره فقالوا له ستظل تذكر يوسف حتى تضعف أو تموت . فقال لهم إنني لا أشتكي إليكم و لكني أشكوا إلى الله و أعلم أنه سيرحمني . إذهبوا فإبحثوا عن يوسف و أخيه ولا تيئسوا من رحمة الله فإنه لا ييئس من رحمة الله إلا الكافرون

عاد إخوة يوسف إلى مصر ، ولما دخلوا علي يوسف قالوا له : يا أيها العزيز أصبحنا في فقر شديد و ليس معنا إلا بضاعة رديئة فتصدق علينا و إعفوا عن أخينا . فقال لهم يوسف : هل علمتم ما فعلتم بيوسف و أخيه . فنظروا إليه و قالوا : أئنك لأنت يوسف . فقال نعم أنا يوسف و هذا أخي ، قد من الله علينا فإنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . فقالوا له إن الله كرمك علينا و فضلك فسامجنا على ما فعلناه معك . فسامحهم و يوسف و دعا لهم الله أن يغفر لهم ذنوبهم

و أعطى يوسف قميصه لإخوته و أمرهم أن يذهبوا لأبيهم و يعطيه القميص فيستعيد بصره وقال لهم أتوني بأهلكم أجمعين ليعيشوا في مصر و في رخاء و نعيم . و لما وصل إخوة يوسف بالقميص قال لهم أبوهم إنني لأجد ريح يوسف و أعلم أن الله سيجمعني به و أخوه .فقالوا له يا أبانا إستغفر لنا الله ، فقال سوف أستغفر لكم أنه هو الغفور الرحيم . و لما وصلوا قال لهم يوسف إدخلوا مصر إن شاء الله أمنين . و رفع أبويه على العرش فخروا له سجدا و قال لأبيه ، يا أبي هذا تأويل رؤياي من قبل