إستخراج الإستقلال و دمجه بين العيال

يوجد عند نوع من الأطفال قدرة كبيرة على إدراك مجال واسع من حاسة محدده من حواسهم، و إستخراج طرق فردية جدا في إدراكها، و إستخلاص الفروق بين الأطياف المختلفه و بعضها، و عزلها على نحو مستقل تماما عن بقيتها

هذا النوع من الأطفال يمتلك القدرة على إدراك الفروق الوظيفية لأجسامهم و التحكم في نفسياتهم، فيتميزون بشخصيات مستقله و قدرة على السيطرة على إندفاعاتهم و أقل تبرما من المشاعر الدونية

هؤلاء الأطفال ينجحون دائما مع المهارات التحليلية كالعلوم و الرياضيات و الهندسة، فيستطيعوا إستخراج الغموض و إستخلاص المعلومات و إستنباط القوانين

و لكنهم يفشلون فشلا ذريعا ناحية العلوم النفسية و الإجتماعية للصعوبة الشديدة في إنتاج قوانين أو حدود تفصل و تحد بدقة الفوارق و الإختلافات بين الناس و بعضها و خاصة بين الأطفال لتذبذب شخصياتهم مع كل موقف

تجده هؤلاء المستقلين يتميزون عن غيرهم كطلبة في المدارس و الجامعات و ينتجون أبحاث و طرق علاج و قوانين رياضية ليس لها مثيل، و لكنهم يفشلون كأفراد في المجتمع و الأسرة و دائما يعيشون في نفور و وحده، لأنهم لا يستطيعوا أن يجدوا طرقا تجعلهم يتعاملون بإنفتاح يتخطى الحدود و خاصة عند إدخالهم لشريك في حياتهم

دورك كأب و كأم هنا هو تعديل سلوكيات الإستقلال المتفرده و محاولة تغير مفهومها بالإندماج و إظهار الإختلافات بين الشخصيات، و إعطائهم القدرة على الإنفتاح للتعامل مع المتغيرات الغير محسوبة. دورك كأب و كأم هو مساعدة طفلك على الإندماج وسط أقرانه و مجتمعه و تعديل سلوكياته ليعيش حياة صحية و سعيدة

تاريخ و أساطير و دين

هل فعلا التاريخ هو علم الماضي ، يعني هل قراءة التاريخ و التعلم منه يفيد فعلا أم انه مجرد سرد للأحداث . هل من الطبيعي أن أقرأ مجرد قراءة عن أحداث حصلت من مئات و ألاف السنين . و هل من يكتب التاريخ كتبه لمجرد الكتابه و سرد للأحداث

هل قراءة أحداث حرب ما أو قيام دولة و إنهيار دولة و حدوث هجرات و إتفاقات سلام تفيد فعلا و يكون لها أثر محسوس في حياة الناس. و هل هي معلومات لابد من قراءتها و لا سبيل إلى إهمالها. و ما وجه الإستفاده الحقه من قراءة كتاب يتكلم عن تسلسل الأسر الحاكمه و إقامة جوامع و مدارس و أحداث كسوف و خسوف. و هل قراءة كتاب في التاريخ أفضل أم قراءة كتاب عن الحرف اليدوية مثلا

مذهب غريب جدا يتبعه أهل كتابة التاريخ و تمسكهم بالقيمة المهملة من العلم بالماضي و بما مضى من الأحداث و الرجال و الدول و نسوا أن من كتبه كان يكتبه لغرض في نفسه. و السئ في الموضوع أنهم لم يدققوا و لم يحققوا في ما يرونه و ينقلونه. فهل يعتبرونه لونا من ألوان القصص و الحكايات. و هل يجوز أن نطلق على كتاب التاريخ ، كتاب الأساطير

قليلا جدا من كتاب التاريخ يضع رأيه الشخصي في كتابته و قليلا أكثر من ينقدها بالتفريق بين طوابع الزمن لأن الناس تتغير و الأفكار تتغير و الدول تتغير ، فذكر التاريخ بدون تفسير هو درب من دروب الشعوذة

طبعا أنا مش بتكلم عن علم الحديث و علم التفسير في الإسلام لأنهم علوم تمتاز بالدقة و الضبط و الأمانه و الصدق و لا أتكلم عن السيرة النبوية لأنها في ذاتها أحاديث نبوية لأن كل ما صدر عن رسول الله صل الله عليه و سلم من قول أو فعل أو إقرار أو إستحسان أو إستهجان هو حديث

أنا بتكلم عن كتاب التاريخ المهملين أصحاب كتب الأساطير و الإسر.ائليات و كانوا سببا في ترديدها و إنتشارها و خاصة عند صبغها بالطابع الإسلامي

و حقيقي المدمر في الموضوع هو قيام ناقلي الدين - علمائه - و معلمينه للناس بإستخدام هذه المواضيع - الأسطورية و الكاذبة و الغير حقيقية- لتحديد القيم و الأخلاق و لتقريبهم من خالقهم . و للأسف دائما يحدث العكس فيبتعد الناس أكثر و تقل ثقتهم فيهم أكثر

مكتبة شجرية

الشجرة مش مجرد نمو صامت بيحصل لوحده من غير تفاصيل، بالعكس تماما نمو الشجر بيعطي معلومات غزيرة عن الظروف البيئية و الكوارث اللي بتحصل حولها

الشجر بيقدر يخزن معلومات عن كمية الماء و نوعها و نسبة سطوع الشمس و كمية إشعاعها وتركيز الأكسجين و ثاني أكسيد الكربون في الهواء و كمية النيتروجين في التربة و كمان المعادن و الأملاح بتاعتها

و كل المعلومات ده إستخدمها المتخصصين في معرفة التغيرات المناخية لإثبات أو نفي نظرية الإحتباس الحراري و تأثيره على الأرض

واحد من المتخصصين أخذ قطعة خشب من ثاني أطول شجرة معمرة على الأرض، يصل عمرها الى ٣٦٠٠ سنة و إسمها fitzroya cupressoides في أمريكا الجنوبية. تعتبر هذه الشجرة مكتبة متنقلة بها معلومات مكتوبة في ٣٦١٣ حلقة نمو

و عندما جمع المعلومات المطلوبة و قارنها بالموجوده حاليا، وجد أن الأرض مر عليها فترات بين البروده و الدفء عدة مرات و لكن لا يوجد أي معلومة عن حدوث أي إحتباس حراري حصل على مر تاريخها، حتى في فترة الثورة الصناعية

إستحقاق سرطاني

المفروض أن نظام الجسم و نظام أي كائن حي هو التجديد و التدوير. خلايا تموت و خلايا تأخذ مكانها ، لأنه كدا بيموت الخلايا القديمة أو المعيوبة و بيجيب مكانها خلايا جديدة و قوية و نشيطة

لو محصلش التغير دا ولا حصلت الدورة الطبيعية ده هتتكون مجموعة من الخلايا هتكون مسنة خامله و كسلانه و مع الوقت تلاقيها بدأت تتوقف عن العمل و تتخيل نفسها مالكة للنسيج إللي فيها و يكون لها إستحقاق مكتسب فيه نتيجة خبرتها الطويله في العمل و تشعر أن لها حق على الجسم و أنه لا يستطيع العمل بدونها و بدون خبراتها

هنا الخلية ده تحولت لخلية سرطانية بفكر قديم. فكر أناني يرفض التغير و يرفض التجديد، بس مش أي تغير و تجديد، لازم يكون على هواها و مزاجها. لأن الجديد ممكن يأخذ مكانها و يستولي على تاريخها البطولي الطويل

الفكره هنا تفرض سؤال محير، هل ممكن أن إن تكون الخلية السرطانية هي في الأصل خلية خبيره - شالت الطين كله - و إعتقدت أنها إستحقت مكانها و بالتالي لها الحق في أخذ جزء من الجسم يكون لها و أن الأمل في العلاج هو تنشيط الجسم على إعادة تدوير

و يبقى الأمل

بيزنس بدون حياء

بنت في منتصف العشرينات بعد ما خلصت جامعة فكرت تفتح بيزنس. فكرت كتير تعمل إيه و بعد مناقشات و أسئلة و إجابات و بعد سؤال الخبيرات إتفقت مع أبوها و أمها على بيزنس

البزنس عبارة عن جوازة، توقع شاب من عائلة مقتدرة بعيونها المتكحلة و رشاقتها الملفوفه. و لما يدخل البيت من بابه يوافقوا على شروطه بس يزودوا المؤخر شوية و يتقوا الدهب شويتين. أصل هو دا المهم. ما هو دا رأس مال المشروع

إتخطبوا و طبعا شوقت و أوقات قليلة جدا دوقت. وكله تحت عيون و أسماع بابا حبيبي و ماما حبيبتي. ما هو بيزنس و البزنس مفيهوش حياء

و راحوا إشتروا العفش حبة عليه و حبة عليها ما هو دا الإتفاق. و فرشوا الشقه و علوا الكتاب و عملوا الفرح

الأسبوع الأول أصلي مكسوفه و التاني أصلي تعبانه و الثالث أصلي مخنوقه و الرابع عملت خناقه و كبرت الموضوع و عملت فضيحه و راحت لبيت أبوها، أو شريكها في البزنس

و رفعت قضية تمكين و تبديد و طلاق للضرر و خدت العفش و المؤخر و خدت كمان معاها المتعة. عملت فلوس حلوه تبدأ بيها من تاني. بس المره ده من شاب تاني و بيزنس من جديد. اصلها غلبانه و الراجل طلع مش راجل

الإنجاز و العجز ...التنشئة لخلق دافع إحتياج أم إكتساب خوف

الإنجاز عبارة عن تعبير يطلق على مدى إستجابة الفرد للمؤثرات و قدرته على المثابرة و السعي لتحقيق مطلبه. و علشان أي واحد يقدر ينجز في عمله و في حياته محتاج يكون عنده الدافع و مؤسس من صغره و متربي في بيئة إجتماعية و أسرية تسهم في تكوين دوافعه

إنما العجز فهو إختفاء القدرة على الإنجاز أو القدرة على إيجاد الدافع. و العجز شعور مكتسب و متولد نتيجة قهر أو خوف و أحيانا يكون إراديا و إختياريا نتيجة عدم رغبة أو حتى فقد شغف

طبعا الكلام هنا عام و يحيد مختلف المتغيرات الإجتماعية و الثقافية و الدينية و السياسية لأي مجتمع لأن الأفراد المنجزين أو العاجزين هم نتاج تداخل و تصارع بين هذه المتغيرات

فمثلا لو وضعت مجموعة من الناس في موقف شديد، يولد عندهم صدمة شديدة و غير قابل للتحكم فيه أو لتغيره ستجد أنهم إنقسموا لنوعين، نوع إستطاع مواجهة الخوف و تحمل الأعباء و أوجد لنفسه دافع للخروج من الأزمة، و النوع الثاني إتخذ قرارا بالتعايش و التحمل و السكوت و إعتبره غير مؤثر و غير موجود و حول دوافعه لموضوع آخر قابل للتغير

و هنا تظهر الفروق الجوهرية في عملية التربية و التنشئة فتجد أن الشباب المؤسسين على تحمل المسؤولية لهم قدرة عالية على إيجاد الدافع و ثبات داخلي يتحكم في أدائهم و إنفعالاتهم و رغبتهم في الإنجاز . بينما الشباب العجزه بيكونوا قليلي الهمة و منكسرين و يعتقدوا أن الطالع و الحظ من يسيرهم و يتحكم في مسار حياتهم