توم كوران و الفيسموجديب

توم كوران هو أستاذ باثولوجي يعمل في إحدى المستشفيات التي تعالج الأورام السرطانية وكانت إهتماماته تنحصر في تتبع الجينات المسؤولة عن نمو الدماغ الطبيعية بشكل صحيح . ثم إنتقل للعمل في مستشفى سرطان للأطفال و أصبح يهتم بسرطان المخ عند الأطفال

و مع الوقت بدأ يتابع الحالة الصحية للأطفال مع العلاجات الكيمائية و الإشعاعية و كانت النتائج تأتي مبشرة فنسبة الشفاء تقترب من ال 80%. و لكن النسبة تقل جدا جدا عند إرتداد المرض و وقتها تكون المحاولات كلها تبوء بالفشل

فبدأ كوران بالبحث عن دواء يمكنه ضرب السرطان في قلبه . و قد وجد أمامه بحث يتحدث عن عيون السايكلوبامين - و هو ماده عندما أكلتها الخرفان و هي حامل ولدت خرفان بعين واحده و دماغ غير منفصلة - و لمعت في عيونه تجربة الماده الجديده

و نظرا لأن مادة السايكلوبامين تعتبر سامة و مكلفة لتصنيعها ، فقد أعاد النظر فيها و لكنه إستطاع بعد بحث مضني إستمر لسنوات عن شركة أدوية تصنع مادة تستطيع إعطاء نفس التأثير

و بالفعل تمكن من إيجادها و إجراء عدة أبحاث على فئران مصابة بسرطان المخ و نتيجة إستخدام الماده الجديده ، تقلص حجم الورم بدرجة كبيرة جدا في وقت قصير و لكن كان لها عرض جانبي شديد و هي منع العظام من النمو . و كان السؤال الصعب بالنسبة إليه هل ممكن أن يعالج السرطان الفعلي عند الأطفال و لكن نمنع نمو عظامهم

و بالفعل إستطاع إدخالها لمرحلة التجارب السريرية و لكن مع الأطفال الذين يعانون من إرتداد المرض فهم يواجهون خطر الموت المبكر فلن تكون مشكلة نمو العظام عائقا أمام قبول ذويهم الدخول في التجربة

و بحلول الوقت و إنتهاء التجربة ظهر الدواء الجديد لجميع الأطفال المصابة بسرطان المخ من نوع ال medulloblastoma و أصبح إسمه الفيسموجديب . وكمان بقى يستخدم لعلاج أنواع تانيه زي سرطان القولون و البنكرياس و الرئة

و يبقى الأمل

لما تيجي تختاري راجل

لما تيجي تختاري راجل علشان يكون لك زوج و لأطفالك أب، إختاري الراجل إلي بيهتم بالقيم الأخلاقية زي الصدق و الأمانة و الشرف و كمان بيهتم بالقيم الإنسانية زي الرحمة و الإيثار و التعاون

الراجل من النوع ده بيعيش الحياة الزوجية بكل معانيها و إحساساتها و كمان يهب حياته لأسرته و يخلص تماما لزوجته. الراجل ده لا يرى السعادة الحقيقية إلا من خلال حياة الأسرة و البيت. هو يرى الحب في معناه الأسمى و الأعمق من المودة و الرحمه

الراجل ده مش هيكتمل إلا مع زوجة عندها طاقة من الأمل و الإقبال على الحياة و مليانه نشاط و حيوية و مشاعر. و دائما خليكي ذكية في التعامل معاه و في كل الأوقات أكديله على إكتمال رجولته و إمنحيه الطمأنينة و الثقه

العفة ... صفة تحت ظلال الرحمن

هي حالة في النفس لمنع الوقوع في مالا يرضى به الله و هي الإجتنات و الصد عن تتبع الحرمات و الدنائه و السير وراء الأطماع . قال قائل (من أحب المكارم إجتنب المحارم)

وكما يقال فالعفه لا تكون إلا إذا وجد الدافع إلى ما ينافيها ، فلو لم يوجد ما يثير الدافع لم يكن لصفة العفة وجود . فلا عفة لمعتزل لم يتعرض لمثير أو لإمتحان . فالعفيف هو الذي يحفظ نفسه من الوقوع في الرذائل

و قد ضرب الله لنا مثلا ليوسف الصديق في عفته فهي مستوفية و كاملة. و في قصة أصحاب الصخره كانت العفه مخرجهم. و العفاف عملا صالحا يثاب عليه صاحبه لما كانت لوجه الله . وقد وضع الله العفيف في ظلاله يوم القيامه من السبعة الذين يظلهم الله

التربية على خلق العفه محتاج تأسيس من الطفوله فتزرع داخلهم أولا الخوف من الله و حب رضاه و البعد عن معصيته ، و تعليمهم التفكير الموزون لتقدير المواقف و معرفة العواقب ، و إعطائهم العاطفة بكل معانيها من حب و تسامح و عطف و رحمة و إحترام

الطفل العفيف هو بذرة لبيت عفيف . و البيت العفيف هو بيت في ظلال الرحمن

الإنسان المنهوك ... عظام يكسوها جلود

من الطبيعي أن يخاطر الإنسان بحياته لحماية أفكاره التي تجعله يحيى بكرامه و بشرف، و سيحاول أن يعلم أبناءه و أحفاده حمايتها لينالون هم أيضا حقوقهم

و لكن سيقف أمام هذا الذي يخاطر بنفسه حاجزين عظيمين، هما الوطن و الدين. سأسأل سؤال مهم و هو ماذا لو سلب الوطن حق من حقوقك أو حقوق أولادك أو إبتدع أحد كبار علماء الدين فكرة تجعلك أسيرا في لعبة التدين؟ هل ستتحرك ضد وطنك أو ضد دينك لتأخذ حقا من حقوقك كإنسان لا تقبل الأسر؟

همين عظيمين سيرميهم عليك كل منتفع أو مدعي أو جاهل، هما حماية الوطن و نصرة الدين في طاعة ولي الأمر. فعليك أن تسكت لتحميهم و تتقبل الإهانات لنصرتهم و تتوقف عن الأسئلة ليظلوا في الأعلى و تكن إرادتك أنت هي الدنيا. فأنت إنسان غير مهم، أنت المنهوك

حريتك و أفكارك و حقوقك و رغباتك، ثم أمنك و صحتكم أكلك، ثم شربك و راحتك، يجب أن تتنازل عليهم جميعا من أجلهم، من أجل وجودهم. يجب أن تُنهك في حياتك من أجل بقائهم

الغريب أنك ستجد من يبرر الإنتهاكات بأنها خدعه أوجدها أعداء وطنك للنيل منه و من دينك. و الأكثر غرابة أن من ينتهكك و يمتص دمائك و يُنهكك هو من يروج لهذه الخدع. فالعدو معروف من القدم و لو أراد أن يفترسنا فليفعل، و إذا فعل فلن يجد غير عظام يكسوها جلود

ألوان تشد و ألوان تسد

ليه الزرع بيكون ملون و معظمه لونه أخضر ، طب ليه الخشب لونه بني أو برتقالي أو أصفر. طب ليه الفاكهة لها ألوان و كمان ممكن تكون ألوان متدرجه

يوجد في النباتات خلايا مسؤولة عن تكوين و تخزين هذه الألوان. الخلايا ده إسمها الكلوروبلاست chloroplasts و بتتكون فيها الصبغات و بتخزنها في البلاستيدات و في منها ألوان زي الأخضر و الأصفر و البرتقالي و الأحمر بس الأخضر هو اللون الغالب

طبعا كل لون و له تركيبه الخاص و مفيش لون بيتحول إلى لون تاني إلا لو حصل تدخل خارجي أو تغيرت الأحوال الداخلية للزرعة و قررت تغير من لونها زي مثلا وقت النضج فتتحول الثمار من اللون الأخضر إلى الأحمر أو الأصفر أو أن الخلايا ستتحول من نوع إلى نوع آخر

الجميل في الألوان إنها مرئية كلها للإنسان بس للحشرات الموضوع مختلف لأن في ألوان معينة بس هي المهمة لها و هي إللي بتشدها و على حسب مكان اللون هيكون هدفها، يا إما الإقتراب منها للمساعدة في تلقيح الزهرة أو إنذارها بالإبتعاد عنها. و طبعا الحشرات قد تستغل الألوان في معرفة درجة نضج الثمرة فتزرع بيوضها بداخلها لتسد جوع جيل كامل من الحشرات الصغيرة

الجواسيس ... رسائل بروتينية مشفره و خلايا فوق طبيعية

تفاعلات الحياة الداخلية في أجسام أي كائن حي عباره عن كلمات بتتنقل على شكل رسائل بروتينية. جينات تتكلم مع جينات داخل الخلية الواحده و بين خلية و أخرى في نفس المكان أو في أماكن بعيدة

الجميل أن جيناتنا تستطيع أن تتكلم لغة جينات الميكروبات الموجوده بداخل أجسامنا. لأنه في دور تعايشي متوازن مع البكتريا النافعة كالتي توجد في جهازنا الهضمي و التي تفرز مواد و إنزيمات تساعدنا على الهضم و إنتاج الفيتامينات

و نتيجة هذه التفاعلات تستطيع أن تجد جينات ميكروبية الأصل موجوده داخل جيناتنا و أصبح من الطبيعي إستخدامها في الرسائل اليومية بين الخلايا. و طبعا في علم قائم بذاته إسمه الميكروبيوم البشري من خلاله تستطيع التفريق بين الجينات الميكروبيه من البشرية

من ناحية أخرى تستطيع الخلية العادية أن تفسر الرسائل و الإستثارات سواء الداخلية فيها أو الخارجية عنها و تستطيع أن تنتج ردود بروتينية كنوع من الإستجابه للرسائل. و لكن في بعض الأحيان تصل رسائل مشفرة بها كلمات لا تعرفها الخلية و لا تعرف كيف تفسرها

و لكنها مجبرة من قوى أكبر منها أن ترد علي كل الرسائل التي تصلها و عليها أن تنتج البروتينات الخاصة بكل رسالة حتى لو كانت غير مفهومة لها. هذه القوى تأتي من سيطرة الخلايا الفوق طبيعية عليها

لا أحد يعلم حتى الآن من أين تأتي هذه الخلايا التي تعتبر نفسها فوق طبيعية، ولا كيف تعمل، و كيف طوعت جيناتها لإنتاج رسائل مشفرة. و لكن توجد عدة نظريات تقول أن جينات بعض الميكروبات الجاسوسة و المتطفلة علينا عندما تتشابك مع الجينات الطبيعية فإنها تعطي الخلايا العادية مقدرة على أن تكون فوق طبيعية. و لكن السؤال المحير هل لو إستطعت قتل هذه الجواسيس سترجع الخلية إلى خلية عادية مرة أخرى؟ أم أنها تذوقت طعم الحكم الفوق طبيعي و خضعت لسيطرة الجاسوس فتحولت لسرطانية

توجد نظريات أخرى تعتقد أن الديدان التي تحتل جهازنا الهضمي هي من ترسل هذه الرسائل و الإشارات، نتيجة عدم مقدرتها على إنتاج البروتينات البشرية اللازمة لحياتها.و لكن تثبت هذه النظريات صحتها في بعض الأنواع السرطانية و تفشل في البعض الآخر

في النهاية مازال السرطان يُعتبر مرض متعلق بالمعلومات الوراثية و كتابة الشفرات الجينية. و لكن من أين بدأ؟ و من أين جاء؟ و كيف تحولت الخلية العادية لفوق عادية ثم لسرطانية؟ تظل أسئلة غير مجابة. و علينا أن نتعرف على الجواسيس و نحدد أماكنها لكيلا تُقنِع خلايانا بالإنقلاب علينا