الثلاثاء، 27 يونيو 2023

الجواسيس ... رسائل بروتينية مشفره و خلايا فوق طبيعية


تفاعلات الحياة الداخلية في أجسام أي كائن حي عباره عن كلمات بتتنقل على شكل رسائل بروتينية. جينات تتكلم مع جينات داخل الخلية الواحده و بين خلية و أخرى في نفس المكان أو في أماكن بعيدة

الجميل أن جيناتنا تستطيع أن تتكلم لغة جينات الميكروبات الموجوده بداخل أجسامنا. لأنه في دور تعايشي متوازن مع البكتريا النافعة كالتي توجد في جهازنا الهضمي و التي تفرز مواد و إنزيمات تساعدنا على الهضم و إنتاج الفيتامينات

و نتيجة هذه التفاعلات تستطيع أن تجد جينات ميكروبية الأصل موجوده داخل جيناتنا و أصبح من الطبيعي إستخدامها في الرسائل اليومية بين الخلايا. و طبعا في علم قائم بذاته إسمه الميكروبيوم البشري من خلاله تستطيع التفريق بين الجينات الميكروبيه من البشرية

من ناحية أخرى تستطيع الخلية العادية أن تفسر الرسائل و الإستثارات سواء الداخلية فيها أو الخارجية عنها و تستطيع أن تنتج ردود بروتينية كنوع من الإستجابه للرسائل. و لكن في بعض الأحيان تصل رسائل مشفرة بها كلمات لا تعرفها الخلية و لا تعرف كيف تفسرها

و لكنها مجبرة من قوى أكبر منها أن ترد علي كل الرسائل التي تصلها و عليها أن تنتج البروتينات الخاصة بكل رسالة حتى لو كانت غير مفهومة لها. هذه القوى تأتي من سيطرة الخلايا الفوق طبيعية عليها

لا أحد يعلم حتى الآن من أين تأتي هذه الخلايا التي تعتبر نفسها فوق طبيعية، ولا كيف تعمل، و كيف طوعت جيناتها لإنتاج رسائل مشفرة. و لكن توجد عدة نظريات تقول أن جينات بعض الميكروبات الجاسوسة و المتطفلة علينا عندما تتشابك مع الجينات الطبيعية فإنها تعطي الخلايا العادية مقدرة على أن تكون فوق طبيعية. و لكن السؤال المحير هل لو إستطعت قتل هذه الجواسيس سترجع الخلية إلى خلية عادية مرة أخرى؟ أم أنها تذوقت طعم الحكم الفوق طبيعي و خضعت لسيطرة الجاسوس فتحولت لسرطانية

توجد نظريات أخرى تعتقد أن الديدان التي تحتل جهازنا الهضمي هي من ترسل هذه الرسائل و الإشارات، نتيجة عدم مقدرتها على إنتاج البروتينات البشرية اللازمة لحياتها.و لكن تثبت هذه النظريات صحتها في بعض الأنواع السرطانية و تفشل في البعض الآخر

في النهاية مازال السرطان يُعتبر مرض متعلق بالمعلومات الوراثية و كتابة الشفرات الجينية. و لكن من أين بدأ؟ و من أين جاء؟ و كيف تحولت الخلية العادية لفوق عادية ثم لسرطانية؟ تظل أسئلة غير مجابة. و علينا أن نتعرف على الجواسيس و نحدد أماكنها لكيلا تُقنِع خلايانا بالإنقلاب علينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق