الأشجار لا تتكلم و لكنها تستطيع أن تحكي لك قصصا حقيقية، تحكي عما وقع و عما حدث، و ستعرف كيف تصرفت و كيف قاومت، و لكن إذا أردت أن تسمعها بنفسك، فعليك أن تتعلم كيف تتكلم معها و تتعلم لغة الأشجار
تستطيع الأشجار أن تخزن ذاكرتها جيدا و ستحكي لك الحدث بتسلسله الزمني بدقة. ستحكي لك قصصا عن الحرائق و الأمطار و ضربات الصواعق، ستحكي عن الأمراض و هجوم الحشرات و القوارض، ستحكي عن تقلبات الأرض و الزلازل و الأعاصير، عن الحيوانات المفترسه و دماء من قتلوا، و كيف ساعدت الإنسان و الحيوان و حتى الحشرات، و كيف إتفقت مع النحل و النمل و العناكب، و كيف تم خيانتها و كيف ردت حقها
ستحكي قصصا دراميه و قصصا غامضة و قصصا بوليسية، ستحكي عن وقت سؤالها في قضية تحقيق و كيف كانت هي مفتاح اللغز، و ستحكي عن الحب و المحبين و كيف تلاقوا تحتها. ستحكي قصصا مشوقة و مثيرة و في بعض الأحيان مخيفة
ستتكلم معك ثمارها و أوراقها و أغصانها و ستخرج الجذور و لتنضم و تتكلم، كيف إتفقوا و كيف اختلفوا و كيف تصالحوا، كيف واجهوا و إنتظروا، و كيف حاربوا و تماسكوا، و كيف جاعوا و كيف شبعوا
إنها لغة لم تتغير من أقدم الأزمان و إذا إستطعت أن تتعلمها فستأخذ منها الحكمة بكل صدق. فقصص الأشجار تحمل الحكمة من أصل الحياة و من أصل الموت