نظرة غريبة جدا

لما حصلت كارثة المفاعل النووي في مدينة تشيرنوبل الأكرانية أدى الإنفجار لإطلاق جرعة من الإشعاعات تقدر بنحو ١٠٠ مليون كوري . و دي تعتبر طاقة إشعاعية عالية جدا جدا و مميته . و كان من المتوقع يحصل موجه ضخمه من حالات الإصابة بالسرطان بين الناس إللي نجوا من الإنفجار .

العدد اللي مات كان حوالي ٤ آلاف حالة من بين ٦٠٠ ألف تعرضوا للتسمم الإشعاعي . و يقدر عدد إللي حصلهم سرطان نتيجة الكارثة الإشعاعيه قليل جدا .

و لما حصلت كارثة هيروشيما و ناغازاكي اليابانية قُتل حوالي ١٥٠ ألف شخص بصورة مباشرة نتيجة الانفجار نفسه أو بسبب التسمم الإشعاعي . بس العدد إللي مات نتيجة السرطان يقدر بحوالي ٦٥٠ حالة فقط .

فهل إللى حصل دا ممكن يأخذنا إلى فكرة أن الإشعاعات النووية ليست مسؤولة عن إحداث طفرات و بالتالي ليست مسؤولة عن مرض السرطان، و إلا لكان نصف الأرض في هذا الزمن متسرطن.

نظرة غريبة ...

و يبقى الأمل ...

وسامة كرشك في عيون زوجتك

الرجل من غير كرش ميسواش قرش، المثل ده حقيقي جدا، فالرجل يحب كرشه و يعتني به و يفرح بوجوده. إنما في عالم النساء فالموضوع مختلف

قرأت دراسة بطريق الصدفة فيها قامت الدارسات بعمل إستطلاع لرأى النساء في كرش أزواجهن و كيفية وضعه في إعتبارهن عند إختياره كزوج من البداية

الغريب و المثير أن تقريبا ثلثي النساء في الإستطلاع أحببن كروش أزواجهن، هل تصدقوا هذا. نعم إنه يعتبر علامة من علامات الرجولة في عيون الزوجات. طبعا المعايير مختلفه من إمرأة لأخرى، و لكن سيظل كرشك مصدر لوسامتك و صحتك

كرشه معناه أن أكلك جميل و أنك طباخة ماهرة، كرشه معناه أنه مرح فمن يحب الأكل سهل عليه أن يحب أي شئ، كرشه هو سر حنانه فأحضان الرجل الممتلئ دائما دافئه. الرجل صاحب الكرش صاحب ضحكه، الرجل المكرش بيكون ملو هدومه، الرجل المكرش بيكون معاه فلوس كثيره

و لكن بعض النساء قالت أن جاذبية الرجل ليس لها علاقة بكرشه، و لكن حالة الطمأنينة النابعه من الرجل نفسه هي سر جاذبيته

فكرشك معناه أنك لن تكون أجمل منها فلن ترى عيوب شكلها أو تهتم بوجود علامات و ترهلات فتزعجها. لن تكون محط إعجاب صديقاتها من غير المتزوجات نظرا لشكلك الغريب. ثقل وزنك معناه أنك لن تستطيع الخروج كثيرا فتتعرف على أصدقاء السوء. وزنك دليلا على كسلك فلن تهتم كثيرا لنظافة البيت. حبك للأكل يجعلك ترضى بجميع الهدايا فكلها أكل

و ختمت واحده برأي مثير و أن الماضي يثبت بأن الرجل صاحب الكرش هو صاحب السلطة و الرجل صاحب العضلات هو مجرد عامل في بلاط صاحب السلطة و أنها تحب أن تعيش ملكة متوجه داخل قصر زوجها المكرش عن أن تعيش عامله في بيت زوجها مشدود البطن

خصال و هوية و مسؤولية

هل مقولة "الأحمق هو الذي يقوم بالتنبؤ بالمستقبل" تعتبر صحيحة؟ سنأخذ هذه المقوله و نضعها في مسار التربية

يرى بعض الناس انهم لا يستطيعون ان يتنبؤا بمسار حياتهم و لا بمسار حياة أشخاص هم مسؤولين عنهم، و البعض الآخر يؤكد أنهم يستطيعون إذا عرفوا قدراتهم و ذكاءاتهم و طباعهم. طبعا ممكن أن ينتهي طريق الحياة لأناس كثيرين بكوارث رغم مزاياهم الشخصية و آخرين تكمن قدرتهم على مقاومة المعوقات و الضغوطات فيصبحون ناجحين مع خبراتهم في النهاية

الغريب ان علماء النفس يصعب عليهم فعلا ان يجاوبوا على هذا السؤال، فبعضهم يؤكد أن الأنماط الشخصية تتصل ببعضها حتى لو كانت في حالة تضاد و انهم بعدة مقاييس يستطيعون ان يترجموا أداء الشخص في مقابل التغيرات التي يواجهها و بالتالي فيستطيعون التنبؤ بما سيكون، و البعض الآخر و هو الأكثر يعبر عن مدى صعوبة ربط الأنماط و الخصال و خاصة الإجتماعية منها و مقارنتها بإستقرارها و تطورها و يؤكدون ان الدراسات الطولية للشخصية تعتبر من أصعب الدراسات و أطولها

الفكره هنا ان الخصال الشخصية و أنماطها تتحدد من البداية و من الصغر، ففي السنوات الخمس الأولى تعتبر هي المحدده للخصال الأساسية في بناء شخصية الطفل، و عند وقت المراهقة فإنه يؤسس لنفسه هوية يستمد منها ثقته بنفسه من خلال موافقة من حوله من أبويه و أصدقائه. و عندما يصل لرشده تصبح أفكاره و عاداته و مساره المهني و الإجتماعي واضحين

الفكرة الأولى هنا ان الأفراد الذين ينشؤن على معرفة شخصياتهم و يدركون هويتهم مبكرا و يرون قدراتهم بشكل حقيقي - نتيجة رعاية أبوية - يسهل عليهم التفكير في المستقبل و التنبؤ بمآلهم و بالطريق الذي سيسلكوه في حياتهم. أما من ينشؤن وسط رفض من آبائهم و على المعاناة في فهم أنفسهم فلن يستطيعوا ان يحددوا أي وجهة أو هوية

و الفكرة الثانية تتمثل في إستمرار الأزمة بدون حل طوتل سنوات العمر، فيستمر معها محاولة إستكشاف الشخص لنفسه فينشأ لديه قدر كبير من الهم و القلق لإكمال أي إختيار، فيفقد قدرته على الإلتزام و يصبح لديه خوف من التجربة لتكرار الفشل

في العموم إعادة هيكلة الشخصية تأخذ وقتا طويلا عندما يصل صاحبها لمرحلة رشده و العلاج سيكون اطول من حياة الفرد نفسه إذا حاول، فإرتقاء الخصال ذات النتائج السلبية و تحويلها لإيجابية يحتاج كل العمر

أسئلة أبوية جدا

مع كل صفة بعلمها لأولادي ببدأ أنا كمان أطبقها على نفسي و في حياتي و شغلي . طبعا الموضوع صعب و محتاح وقت لأن الطبع بيغلب التطبع . بس طبعا كتر المحاولة بتعلمنا نخطي و نتحرك

في أسئلة كثيره جدا مش بلاقيلها إجابات و مش عارف تأثيرها هيكون إيه مع الأولاد . زي مثلا إلى أي حد ستستقر شخصيتهم مع الوقت و مع المواقف و هل هيتصرفوا زي ما إتعلموا ولا البيئة هتفرض عليهم سلوك معين ؟ و إزاي نعمل حسابنا على الإستقرار أو التغير إللي هيحصل معاهم ؟ و إيه هي البيئة المناسبة إللي هيعيشوا فيها حياتهم الأسرية للحفاظ على شخصيتهم و كمان يسهل عليهم توريثها لأولادهم ؟

و هل طبعهم إللي إتربوا عليه هيقاوموه و يغيروه نتيجة إنفعالاتهم و الضغوطات اليومية عليهم ؟ و هل هيجي يوم و تكون أخلاقهم محط إختيار ؟ و لو حصل كدا هيختاروا إيه ؟

تيتة و الملوخية بالفراخ المحمرة

في وقت سابق، خرجت مع أولادي للتسوق و التسكع وسط المحلات فرأينا عددا كبيرا من الناس تتجمهر في مدخل المول، ذهبت زوجتي مسرعة يتبعها أولادي لترى لعلها تخرج بهدية أو كارت تخفيضات. النساء دائما يشغلون بالهم بالهدايا و العينات المجانية

الموضوع ظهر بأن الأسره عليها أن تتصور و هم بداخل حلة كبيرة من الأكل مكتوب عليها إسم المحل، محل تيتة، يقدم أشهى الطعام و يكون فيه الأب يمسك بملعقة كبيرة و يقلب أولاده النائمين داخل الحلة كأنهم طعام و تمسك الأم سكينا كبيرا و جذرة و بصلة و تقطعها على أولادها

المنظر شكله من الداخل كأن الأب و الأم يطبخون أولادهم داخل الحلة و لكن من الخارج ترى بقية المشهد، فتجد ماكتا خلف الحلة مكتوب عليه ستتذكر عندنا ما فاتك من الطعام و ستكون تجربتك لا تنسى

و للحصول على التجربة مجانا و تكسب عزومة للأسرة، على الأم أن ترفع الصورة على صفحة هذا المحل، ليقوم المحل بعمل قرعة فتكسب الأسرة التي جمعت أكثر اللايكات و الكومنتات

و بعد عدة أيام وقع الإختيار علينا، و يا للهنا سنأكل في مطعم، و سيكون الأكل على حساب المطعم. فجهزنا أنفسنا و خرجت زوجتي قبل الميعاد المنتظر بحوالي ساعتين و قالت أنها ستحضر لنا مفاجأة. لم تجهز زوجتي الإفطار في هذا اليوم حتى نشعر بالجوع الشديد فنستطيع أن نأكل ما لذ و ما طاب من المحل و خاصة أنه سيكون تحت التصوير لإذاعته لايف على الصفحة، فنكون فرجة و نحن نأكل كدليل على مصداقية المحل و على جمال الأكل المجاني

جلسنا على طاولة كبيرة، ذهبية و فاخرة و مبطنة بقماش أحمر فاقع اللون و عليها رخاما أسود مطعم بالذهبي. كأنك تاكل على طاولة لملك و ليس لعائلة تمنت أن تكسب وجبة مجانية

أنزلوا قائمة الطعام و مالت سيدة جميلة على أذن زوجتي و قالت شيئا لم أسمعه ثم أخذوا إختياراتنا و كتبوا كل ما قالته لهم زوجتي و أولادي و نظروا لي و قالوا ماذا ستطلب فإخترت ما حلا في عيني و شممته بأنفي و تخيلته في عقلي

و بعد ساعة تقريبا جاء طابور من الرجال يحملون الأكل في صواني من الذهب و الفضة، و مغطاة كأن بها جِمالا مُبَهّرة و جاهزة للإلتهام. ثم وُضِعت على الطاولة و صورتنا الكاميرات و نحن ننظر للصواني في إنبهار و نحن نتلذذ بما سنراه و لا نستطيع تجميع الكلام من شدة اللهفة

ثم أزيح كل الأكل، فنظرنا لبعضنا و قالت لي زوجتي، لا تقلق هذا الأكل للشو و كل ما حدث أنا أعرفه مسبقا، و لكن لا تخف سنأكل و نشبع. فلم أفهم ما تعنيه بكلامها و لكن الطابور الأخر جاء مسرعا بالأكل و لكنه في أطباق من الفخار و بدأوا بتوزيعه علينا حسب الطلب

فوضعوا أمام أولادي طبقا كبيرا من الأرز الأبيض بالشعرية و طبقين من الملوخية و قطعتين من الفراخ المحمره و وضع أمامي و أمام زوجتي نفس الطلب و لكن بزيادة طبقا من المخلل المشكل ثم وضعوا في وسط الطاولة طبقا مسطحا من الكفتة به أربع قطع و طبقا واحدا من الشوربة

تعجبت لما هو موجود على الطاولة و نظرت لزوجتي و أعطتني غمزة بعينها و قالت، كل يا حبيبي، فهذا الأكل من صنع يدي. نظرت لها بذهول، و قلت هل طبختي في البيت، فردت بأن المحل عزمها لتطبخ في مطبخه الخاص و تصورت لايف و هي بالداخل لتجهز لنا ما سنأكله و عندما سألوها عما نحب أن نأكله فقالت إنهم يعشقوا الملوخية و الفراخ المحمرة

نظرة فنظرية فمنظور

* النظرة

إن الطريقة التي نقضي بها حياتنا تعتمد دائما على ما نظنه أننا نمتلكه

فأيام الشباب و نحن نمتلك الوقت و الصحه، نفترض أننا سنعيش للأبد و لا نشعر بالقلق بشأن فقدان قدراتنا التي نبنيها في سنين. نحن نستغل الفرص و نصل بطموحاتنا للسماء و نحارب من أجل ثمرات المجهود. فنسعى للإنضمام لمعارف جديدة و نكتسب خبرات كثيرة و نوسع دائرة معارفنا و أصدقائنا. و نسعى لتوسيع دائرة تحقيق ذاتنا

و عندما يأتي وقت الإنكماش و يصبح الوقت محدودا و المستقبل غامضا ننتقل من الإهتمام بتحقيق الذات إلى الإهتمام بالتمتع بحب الموجود

* النظرية

قامت إحدى الدارسات بعمل تجربة إجتماعيه لمعرفة صحة و خطأ أن القرارات الشخصية تعتمد على منظور الفرد لما يمتلكه

الدراسه قامت على ثلاث مراحل لإثبات ثلاث وجهات نظر

المرحلة الأولى

قامت على أشخاص بالغين تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و ٧٠، بعضهم بصحة جيدة و البعض الأخر عندهم أمراض علاجها صعب و مكلف و مؤلم

و قامت التجربة على سؤال واحد فقط و هو إذا كنت تمتلك ساعة واحده متبقية في حياتك فمع من ستقضيها؟

أظهرت النتيجة أنه كلما كان الفرد أصغر عمرا و أكثر صحة كلما قلت رغبته في قضاء الوقت مع أشخاص أقرب إليه عاطفيا و تزداد رغبته في قضاء الوقت مع من يعتقد أنهم مصدرا لمعلومة أو صداقه جديدة. و لكن عند دخول المرض أو الإقتراب للشيخوخه تختفي الفروق العمرية فالمريض أو المسن يفضل أن يقضي وقته مع من يحب

المرحلة الثانية

قامت على أفراد من عمر ١٠ إلى ٦٠ عاما، و كلهم يتمتعون بصحة جيدة. و كان السؤال هو إذا إنتقلت لمكان بعيد و غريب فمن تحب أن تقضي معه ساعه من يومك؟

هنا إختفت الفوارق العمرية في الإجابة فصغار السن فضلوا قضاء وقتهم مع من يحبون كما إختار كبار السن نفس الإختيار

المرحلة الثالثة

كان السؤال إذا تم إكتشاف طريقة لإضافة عشرين سنة زيادة تتمتع فيها بصحه جيده فمع من ستقضي ساعة من وقتك؟

و كانت الإجابة بأن كبار السن إختاروا قضاء وقتهم مع من يعلمهم و يزيدهم خبرة أكثر ممن أحبوهم كما إختار صغار السن نفس الإجابة

* المنظور

حينما تبرز هشاشة الحياة على السطح فإن أهداف الناس و دوافعهم تتحول بشكل جذري، فأكثر ما يخافه المريض أو كبير السن هو العزلة. فتجده لا يطلب مالا و لا قوة، و يطلب فقط ان يُسمح له بالإحتفاظ بحياته و بإختياراته كما يريد. و بالتالي فمنظور الناس لحياتهم هو العامل الحاسم الذي يتخطى أعمارهم و خبراتهم