السبت، 20 أبريل 2024

تيتة و الملوخية بالفراخ المحمرة


في وقت سابق، خرجت مع أولادي للتسوق و التسكع وسط المحلات فرأينا عددا كبيرا من الناس تتجمهر في مدخل المول، ذهبت زوجتي مسرعة يتبعها أولادي لترى لعلها تخرج بهدية أو كارت تخفيضات. النساء دائما يشغلون بالهم بالهدايا و العينات المجانية

الموضوع ظهر بأن الأسره عليها أن تتصور و هم بداخل حلة كبيرة من الأكل مكتوب عليها إسم المحل، محل تيتة، يقدم أشهى الطعام و يكون فيه الأب يمسك بملعقة كبيرة و يقلب أولاده النائمين داخل الحلة كأنهم طعام و تمسك الأم سكينا كبيرا و جذرة و بصلة و تقطعها على أولادها

المنظر شكله من الداخل كأن الأب و الأم يطبخون أولادهم داخل الحلة و لكن من الخارج ترى بقية المشهد، فتجد ماكتا خلف الحلة مكتوب عليه ستتذكر عندنا ما فاتك من الطعام و ستكون تجربتك لا تنسى

و للحصول على التجربة مجانا و تكسب عزومة للأسرة، على الأم أن ترفع الصورة على صفحة هذا المحل، ليقوم المحل بعمل قرعة فتكسب الأسرة التي جمعت أكثر اللايكات و الكومنتات

و بعد عدة أيام وقع الإختيار علينا، و يا للهنا سنأكل في مطعم، و سيكون الأكل على حساب المطعم. فجهزنا أنفسنا و خرجت زوجتي قبل الميعاد المنتظر بحوالي ساعتين و قالت أنها ستحضر لنا مفاجأة. لم تجهز زوجتي الإفطار في هذا اليوم حتى نشعر بالجوع الشديد فنستطيع أن نأكل ما لذ و ما طاب من المحل و خاصة أنه سيكون تحت التصوير لإذاعته لايف على الصفحة، فنكون فرجة و نحن نأكل كدليل على مصداقية المحل و على جمال الأكل المجاني

جلسنا على طاولة كبيرة، ذهبية و فاخرة و مبطنة بقماش أحمر فاقع اللون و عليها رخاما أسود مطعم بالذهبي. كأنك تاكل على طاولة لملك و ليس لعائلة تمنت أن تكسب وجبة مجانية

أنزلوا قائمة الطعام و مالت سيدة جميلة على أذن زوجتي و قالت شيئا لم أسمعه ثم أخذوا إختياراتنا و كتبوا كل ما قالته لهم زوجتي و أولادي و نظروا لي و قالوا ماذا ستطلب فإخترت ما حلا في عيني و شممته بأنفي و تخيلته في عقلي

و بعد ساعة تقريبا جاء طابور من الرجال يحملون الأكل في صواني من الذهب و الفضة، و مغطاة كأن بها جِمالا مُبَهّرة و جاهزة للإلتهام. ثم وُضِعت على الطاولة و صورتنا الكاميرات و نحن ننظر للصواني في إنبهار و نحن نتلذذ بما سنراه و لا نستطيع تجميع الكلام من شدة اللهفة

ثم أزيح كل الأكل، فنظرنا لبعضنا و قالت لي زوجتي، لا تقلق هذا الأكل للشو و كل ما حدث أنا أعرفه مسبقا، و لكن لا تخف سنأكل و نشبع. فلم أفهم ما تعنيه بكلامها و لكن الطابور الأخر جاء مسرعا بالأكل و لكنه في أطباق من الفخار و بدأوا بتوزيعه علينا حسب الطلب

فوضعوا أمام أولادي طبقا كبيرا من الأرز الأبيض بالشعرية و طبقين من الملوخية و قطعتين من الفراخ المحمره و وضع أمامي و أمام زوجتي نفس الطلب و لكن بزيادة طبقا من المخلل المشكل ثم وضعوا في وسط الطاولة طبقا مسطحا من الكفتة به أربع قطع و طبقا واحدا من الشوربة

تعجبت لما هو موجود على الطاولة و نظرت لزوجتي و أعطتني غمزة بعينها و قالت، كل يا حبيبي، فهذا الأكل من صنع يدي. نظرت لها بذهول، و قلت هل طبختي في البيت، فردت بأن المحل عزمها لتطبخ في مطبخه الخاص و تصورت لايف و هي بالداخل لتجهز لنا ما سنأكله و عندما سألوها عما نحب أن نأكله فقالت إنهم يعشقوا الملوخية و الفراخ المحمرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق