من الطبيعي أن يخاطر الإنسان بحياته لحماية أفكاره التي تجعله يحيى بكرامه و بشرف، و سيحاول أن يعلم أبناءه و أحفاده حمايتها لينالون هم أيضا حقوقهم
و لكن سيقف أمام هذا الذي يخاطر بنفسه حاجزين عظيمين، هما الوطن و الدين. سأسأل سؤال مهم و هو ماذا لو سلب الوطن حق من حقوقك أو حقوق أولادك أو إبتدع أحد كبار علماء الدين فكرة تجعلك أسيرا في لعبة التدين؟ هل ستتحرك ضد وطنك أو ضد دينك لتأخذ حقا من حقوقك كإنسان لا تقبل الأسر؟
همين عظيمين سيرميهم عليك كل منتفع أو مدعي أو جاهل، هما حماية الوطن و نصرة الدين في طاعة ولي الأمر. فعليك أن تسكت لتحميهم و تتقبل الإهانات لنصرتهم و تتوقف عن الأسئلة ليظلوا في الأعلى و تكن إرادتك أنت هي الدنيا. فأنت إنسان غير مهم، أنت المنهوك
حريتك و أفكارك و حقوقك و رغباتك، ثم أمنك و صحتكم أكلك، ثم شربك و راحتك، يجب أن تتنازل عليهم جميعا من أجلهم، من أجل وجودهم. يجب أن تُنهك في حياتك من أجل بقائهم
الغريب أنك ستجد من يبرر الإنتهاكات بأنها خدعه أوجدها أعداء وطنك للنيل منه و من دينك. و الأكثر غرابة أن من ينتهكك و يمتص دمائك و يُنهكك هو من يروج لهذه الخدع. فالعدو معروف من القدم و لو أراد أن يفترسنا فليفعل، و إذا فعل فلن يجد غير عظام يكسوها جلود