الوسيط الحسابي رقم و ليس رسالة , حكاية جاي غولد مع سرطانه

في عالم إسمه ستيفن جاي غولد و دا عالم في البيولوجيا التطورية إتشخص و هو في سن الأربعينات بسرطان نادر مرتبط بالتعرض لمادة الأسبستوس . في العادة السرطان بيجي في الأنسجة المحيطة بالرئة بس هو جاله في الأنسجة المحيطة بالبطن و دا يعتبر أكثر ندرة

و طبعا أول ما عرف بدأ يدور عن الأبحاث إلي إتعملت و عالجت مرضه النادر جدا . و بعد صدمته و معرفته بالأرقام و النتائج أخذ باله من إن تقريبا كل الأبحاث بتقول إن متوسط الفترة بين التشخيص و الوفاة هي ثمانية أشهر فقط . ودا معناه ظاهريا أنه سيموت في خلال سنة واحده

و لكن حسه البحثي قاده إلى تفريغ كل الإحصاءات إلي إتعملت و وجد أن تقريبا كل الأبحاث إستخدمت طريقة عد تعتمد على الوسيط الحسابي median بدلا من الوسط الحسابي mean طب ودا معناه إيه

الفرق بينهم كبير جدا ، يعني الوسيط بيعتمد في حساباته على تحديد منتصف الفترة الزمنية فقط بينما الوسط بيعتمد على إيجاد علاقه بين أقل فترة و أكبر فترة

و هنا بدأ غولد في طمأنت نفسه ، فمن المرجح أن تكون الفترة الزمنيه لعمره تطول عما هو مكتوب في الأبحاث . و طبعا وجد أن بالفعل أشخاص عاشوا فترة إمتدت لسنوات و بدأ في علاج تجريبي جديد و عاش فترة إستمرت لعشرين سنة

و يبقى الأمل

مع بعض

من أفضل الطرق إلي بتخلي زوجين قريبين من بعض هو قراءة كتاب مع بعض . مناقشة محتوى الكتاب بيدعم الروابط الي بينهم ، بيزود فهم كل واحد لشخصية التاني ، بيقرب تفكيرهم من بعض . المناقشه بتخلق جو من إحترام طريقة تفكير كل واحد فيهم و بتشيل المفهوم الخاطئ للتصرف في المواقف الحياتية اليومية

طبعا بيبقى في إختلاف في الشخصية ، في التفكير ، في العادات و التقاليد الي إتربوا عليها ، بس المناقشة بتخلي الطريقتين يتحللوا في بعض و يتخلطوا مع بعض و يطلع طريق مشترك يمشوا عليه

أنا بتكلم عن الكتب التاريخية ، الكتب الدينية ، الكتب الفلسفية ، الإجتماعيه ، التربوية مش الروايات الرومانسيه او البوليسية . الروايات بقى ممكن تعمل العكس تماما ، تفرق الطرق ، تزيد المشاكل ، تقلل التفاهم لأن كاتب الرواية هو إلي إختار طريق الرواية و إختار حبكتها و إختار تصرف الأبطال و كمان إختار نهايتها

المكافآت هل للنجاح أم للأخلاق

بطبيعة الحال نظام المكافآت بيكون علشان ننمي ملكات ثقافية و عقلية عند الأطفال و قليل جدا لننمي الملكات الأخلاقية . دائما تلاقي إللي بياخد مكافأة بيكون وصل لمرحله عالية من النجاح و النباهه مش لأنه وصل لمرحله عالية من الإستقامة و الضمير و دثامة الخلق

المكافآت بتنمي روح التنافس في الميدان العقلي عند الأطفال ، ودا ممكن يدخلهم في دائرة من الإستهتار الأخلاقي و إستباحة الخيانه و قلة الضمير للوصول للنجاح و خط النهاية

نظام المكافآت الأخلاقية محتاج يتوازن مع المكافآت العلمية داخل البيوت و المدارس لأن التكوين الأخلاقي للأطفال يأتي قبل التكوين العقلي

الحياة المشتركه ... المباح و المتاح

مفيش حاجه تقدر تخرج إنسان من وحدته و عزلته أكثر من إحساسه بأن له قيمه ترتبط بقيمة الناس في المجتمع المحيط به . يعني أفعاله لها أسباب و نتائج تتعدى نطاق شخصيته الفرديه و تدخل في الشخصيه الجماعيه . معنى كدا أنه يعمل من أجل الجميع و في نفس الوقت الجميع يعملون من أجله

وده أحسن وسيله علشان الفرد يشعر بأنه لا يكتفي بذاته و إنما هو جزء من كل المحيط به و بالتالي المجتمع يقدر يعتمد عليه و يحسب حساب وجوده و تفاعله

ولكن التشارك في الحياه بيكون له حدود سواء عرفيه يعني عادات و تقاليد أو دينيه أو حتى إجتماعيه . يعني نتعاون و نتداخل و نتشارك في المسؤولية المباحه مش في كل حاجه متاحه

قِرب من قرابين القرفه

القرفة، نوع من البهارات و مكسبات الطعم الطبيعية و تنتج من شجرة مخصوصة لها. هذه الشجرة تزرع في المناطق الحارة و تمتاز بإنتاج وفير من الزيت، زيت القرفة

يتوزع الزيت في جميع أنحاء الشجرة من خارجها لداخلها و من أعلاها لأسفلها فيقوم المزارعين بقطع الشجرة و تجميع خشبها و لحائها و أورقاها و ثمارها و جزء من جذورها و بذورها و يتم تجفيفهم و طحنهم للحصول على كميات عالية من الزيت. و أعلى نسبة توجد في الخشب و اللحاء و بالتالي جودة المنتج النهائي تعتمد على نسب المزج بين الأجزاء المختلفة مع الخشب و اللحاء فكلما قل المزج زاد الطعم و زاد السعر

يتكون زيت القرفه في خلايا خاصة جدا داخل الزرعة، خلايا تتشكل على هيئة قِرب لها عدة طبقات من الخلايا و لها مدخل واحد لتحافظ عليه من تغيرات درجة الحرارة و إختلالات الرطوبة و تمنع دخول أي إنزيمات أو حتى خلطه بأي مكون من المكونات. يتكون الزيت في مناطق مختلفة عن مناطق تخزينه و يرسل في أنابيب زيتية خاصة لقِرب التجميع و التخزين

هذه القرب يزداد عددها جدا في الجزء الداخلي من خشب الشجرة و لحائها و لهذا فلكي تحافظ الشجرة على حياتها و تمنع موتها و قطعها عليها أن تدفع ثمنا باهظا و هو تقديم هذه القرب كقرابين من الزيت لقاتليها

و لكن الشجرة تضحي بجزء كبير من خشبها و لحائها للحفاظ على حياتها و لكنها تقوم بتعويض نفسها بإنتاج طبقة أخرى من الخشب بطريقة سريعه جدا و في وقت قصير و لكنها ستحتاج لبعض الوقت حتى تخزن كمية كبيرة من الزيت في الخشب الجديد

هذا الوقت قد يصل لعام كامل

علاقة الصناعة بالسرطان

طول عمرنا و الناس إلي حوالينا بتقول إن السبب الرئيسي للسرطان بيكون عامل من العوامل البيئية المختلفة يعني مثلا التدخين و الأكل و التلوث و نسبة التعرض للشمس وقت الظهر و الغازات الكيماوية و مبيدات الحشرات و حاجات تانية كثيرة . و الغريب و المثير للدهشة في نفس الوقت أنك تلاقي شركات تصنيع المواد الكيماوية هي نفسها من تمتلك شركات لتصنيع أدوية السرطان

في برنامج في أمريكا إسمه '' برنامج علم السموم الوطني بشأن المواد المسرطنه " بيطلع تقرير بالمواد المسرطنه و تركيزاتها المسرطنة و نتيجة التقارير ده بدأ الناس يهاجموا شركات التصنيع و يقاضوهم بسبب إحداث التلوث و إحداث السرطانات

وعلشان كدا في السبعينات أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون برنامج الحرب على السرطان و بدأ برنامج حكومي أسماه برنامج SEER أو برنامج المراقبة و الوبائيات و النتائج النهائية . البرنامج ده مسؤول عن تجميع البيانات من كل سجلات الولايات الأمريكية بشأن معدل الإصابة بالسرطان و معدل الوفيات الناتجة عنه . و مع مرور السنين و تراكم البيانات بدأت سلسلة من النتائج بالظهور

و إتعمل تقرير من أشهر باحثين في وقتها هما ريتشارد دول و ريتشارد بيتو - مشهور بتقرير دول و بيتو - و قالوا فيه إن معظم حالات السرطان إلى حد كبير يمكن تجنبها أي أنها ناجمه عن عوامل تقع في متناول تحكم البشر . زي مثلا إن 30% من الوفيات الناجمه عن السرطان كانت السجائر أحد أسبابها . و نسبة 35% تعود للنظم الغذائية و شرب الكحوليات . و أن 10% كانت بسبب العدوى . و الغريب أن النسبة كانت أقل من 1% فقط بسبب المنتجات الصناعية

و في نهاية البحث خلص العالمان دول و بيتو إلى أنه بإستثناء سرطان الرئه فإن معظم أنواع السرطان الموجودة حاليا ترجع لعوامل إنسانية و سلوكيه و لكن الموضوع يحتاج إلى أبحاث متخصصه و تجارب عديدة لتفسير العلاقة السببية بين الملوثات و السرطانات و لكنها تحتاج إلى وقت طويل جدا و تكاليف عالية جدا

طبعا لا يخلو بحث دول و بيتو من النقد و من المشككين في مصداقية الأدوات المستخدمه في تحديد العلاقة بين الملوثات و السرطانات و لكن على الأقل تم إنتاج دليل مادي على وجود دور لكل من السجائر و الكحوليات و التغذية المصنعة و العدوي التي لم تعالج في ظهور مرض السرطان

و يبقى الأمل