طول عمرنا و الناس إلي حوالينا بتقول إن السبب الرئيسي للسرطان بيكون عامل من العوامل البيئية المختلفة يعني مثلا التدخين و الأكل و التلوث و نسبة التعرض للشمس وقت الظهر و الغازات الكيماوية و مبيدات الحشرات و حاجات تانية كثيرة . و الغريب و المثير للدهشة في نفس الوقت أنك تلاقي شركات تصنيع المواد الكيماوية هي نفسها من تمتلك شركات لتصنيع أدوية السرطان
في برنامج في أمريكا إسمه '' برنامج علم السموم الوطني بشأن المواد المسرطنه " بيطلع تقرير بالمواد المسرطنه و تركيزاتها المسرطنة و نتيجة التقارير ده بدأ الناس يهاجموا شركات التصنيع و يقاضوهم بسبب إحداث التلوث و إحداث السرطانات
وعلشان كدا في السبعينات أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون برنامج الحرب على السرطان و بدأ برنامج حكومي أسماه برنامج SEER أو برنامج المراقبة و الوبائيات و النتائج النهائية . البرنامج ده مسؤول عن تجميع البيانات من كل سجلات الولايات الأمريكية بشأن معدل الإصابة بالسرطان و معدل الوفيات الناتجة عنه . و مع مرور السنين و تراكم البيانات بدأت سلسلة من النتائج بالظهور
و إتعمل تقرير من أشهر باحثين في وقتها هما ريتشارد دول و ريتشارد بيتو - مشهور بتقرير دول و بيتو - و قالوا فيه إن معظم حالات السرطان إلى حد كبير يمكن تجنبها أي أنها ناجمه عن عوامل تقع في متناول تحكم البشر . زي مثلا إن 30% من الوفيات الناجمه عن السرطان كانت السجائر أحد أسبابها . و نسبة 35% تعود للنظم الغذائية و شرب الكحوليات . و أن 10% كانت بسبب العدوى . و الغريب أن النسبة كانت أقل من 1% فقط بسبب المنتجات الصناعية
و في نهاية البحث خلص العالمان دول و بيتو إلى أنه بإستثناء سرطان الرئه فإن معظم أنواع السرطان الموجودة حاليا ترجع لعوامل إنسانية و سلوكيه و لكن الموضوع يحتاج إلى أبحاث متخصصه و تجارب عديدة لتفسير العلاقة السببية بين الملوثات و السرطانات و لكنها تحتاج إلى وقت طويل جدا و تكاليف عالية جدا
طبعا لا يخلو بحث دول و بيتو من النقد و من المشككين في مصداقية الأدوات المستخدمه في تحديد العلاقة بين الملوثات و السرطانات و لكن على الأقل تم إنتاج دليل مادي على وجود دور لكل من السجائر و الكحوليات و التغذية المصنعة و العدوي التي لم تعالج في ظهور مرض السرطان
و يبقى الأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق