قطرات حقد تتراكم في الكؤوس

أوقات كثيره تلاقي الأصحاب لما بيقعدوا مع بعض ممكن في كلام خبيث يتقال بقصد أو بدون قصد

زي مثلا

أنت أفضل منها بكثير أو أنت أفضل منه بكثير

أنت تملك/ ي مواهب ضاعت في عالم الأسره

الزواج يحرمك/ ي من فرص النجاح و تحقيق المستقبل

الرجال غير مخلصين و النساء بئر عميق

حياة العزوبية حياه جميله و مريحه

أنت تستطيع/ ي العيش بدون شريك

العند بالعند و البادئ أظلم

إستقل/ ي ماديا حتى لا يتم إستغلالك

الكلمات ده بتعمل إستنفاذ للطاقه و بتبقى على هيئة قطرات حقد غير مرئيه تصب في الكؤوس و تتراكم بإستمرار لتعطي تأثير خبيث على نفسية المستقبل سواء رجل او إمرأة

على قدر رفضك لهذه الكلمات ، على قدر ما تدوم معها محبتك لبيتك و أسرتك . و على قدر هروبك منها ، على قدر إستقرارك

حياة كاملة بمفرده ... شخصية محبوسه

من أكثر الطرق الي بعض الأسر بتلجألها لحماية الأطفال هي عزلهم عن مجتمعهم و حبسهم ، خوفهم من الناس بيخليهم يقفلوا على أولادهم جدا . يعني يكون للطفل صاحب واحد بس و ينشأ و يلعب و يتربى في محيط الأسره فقط و مش كل العائلة كمان . و يزداد الوضع سوء و يكون له مدرس واحد بس مسؤول عن تعليمه و تلقينه

كدا إقتصرت نظرة الطفل على أفراد معينة و شخصيات ثابتة . دائما بيتعرض لنفس الثقافه و بيتحرك في نفس القناعات و بيسمع نفس الكلام . و النتيجه طبعا هيقل إدراك الطفل للمتغيرات و للحوادث و شخصيته لا تتكون ولا تتطور و تتحول لصفات منقوله بحركاتها و بعيوبها

و التأثير الأشد و الأدوم هو خوفه من التغير و رفضه للتأقلم و مقاومته لوجود شخصيات جديده في حياته و أوقات رفضه الخروج من البيت للدراسة أو للعمل

الطفل هيفقد قدرته على التواصل مع غيره من الأطفال و المدرسين و بعد كدا زملاؤه في العمل و جيرانه و طبعا و أكيد شريك حياته . و هيكون لا يمتلك المقدرة على التفريق بين الصح و الغلط و بين الطيب من الخبيث ، معندهوش تجارب يتعلم منها و لا سقطات تغير من تفكيره و لا نجاحات تشجعه ، شخص محبوس طول عمره

الشخصية المحبوسه ده هتكون شخصية مجهده في حياتها ، هتعاني في التعامل مع كل الناس إلي هتحتك بها في حياتها . هتكون شخصية غير سوية ، مغلقة العقل ، غير مرحبة بالصداقات ، مكتئبة . و علاجها صعب جدا

الفكره هنا إن دورنا الأبوي هو أننا نحاوط أولادنا علشان نحميهم ، بس برضه من غير ما نحبسهم و لا نخنقهم . إحنا دورنا نجهزهم نفسيا و عقليا للسير في حياة كامله بمفردهم و لمواجهة صعابها و ليس الإختباء منها

أحاطت به خطيئته

ربنا بيقول [ بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَیِّئَةࣰ وَأَحَـٰطَتۡ بِهِ خَطِیۤـَٔتُهُۥ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ]

الحقيقة أني مكنتش أعرف يعني إيه أحاطت به خطيئته لحد ما ربنا حطني في مكان شفت فيه إزاي ممكن الأب يكذب و يخون و يفتري و يشهد زور و يحرض و يأكل حرام و يدفع فلوس بالغش و التدليس و كل دا ليه علشان حاسس إن أطفاله إتظلموا ولازم يجيب حقهم

يجيب حقهم بطريقة الخديعة و كل دا و كمان بيقول حسبي الله و نعم الوكيل . أمال لو مكنتش فاكر أنه في رب هيحاسب الكل كان عمل إيه و أن في يوم إسمه يوم القيامه هتترد فيه الحقوق . قناعته بيقولها بطريقته ، إن أخذ الحق حرفه و الناس هتاكل وشي و تستضعفني لو معملتش كدا و حلني بقى على ما يجي يوم القيامه أبقى أتبرع و أتوب

بس ربنا قالها بطريقة تانيه [وَأَحَـٰطَتۡ بِهِ خَطِیۤـَٔتُهُ] . و أنا هقوله رنا قال برضه و حذر [إِنَّ مِنۡ أَزۡوَ ٰ⁠جِكُمۡ وَأَوۡلَـٰدِكُمۡ عَدُوࣰّا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ ]

ساند نفسه

أول حاجه لما تيجي تتكلم عن الزرع و النباتات هيجي في دماغك شكل شجرة كبيره مليانة أفرع و سيقان متفرعة و شايلة ورق كثير

و تتعجب و تسأل نفسك هو إزاي ساق النبات بيقدر ينمو للأعلى بدون دعامات و بيشيل معاه وزن الأغصان و الأوراق و الثمار من غير ما يتكسر و لا حتى ينثني . طول حياته واقف صامد في وجه الرياح و المتغيرات بدون كلل و لا تعب

علشان نجاوب على السؤال ده هنبقى محتاجين نفهم الطبيعة التكوينية للزرع و إيه المكونات إللي بيستخدمها علشان تساعده على النمو و إنه يسند نفسه

البناء النباتي بناء متكامل و بيتميز بقوته و مرونته و قدرته على مواجهة التحديات إللي بيواجهها من العوامل الخارجية زي الرياح و الحرارة و الجفاف و الحشرات و الفطريات و الطفيليات

النبات بيكون عامل حسابه على معظم الأحوال و المتغيرات فتلاقي خلاياه أول لما بتتكون و قبل ما تتخصص و تعمل بطريقة كامله بتحيط نفسها بجدار - جدار خلوي - سميك و متين يحميها من الأخطار من ناحية و مرن في نفس الوقت فيساعده على النمو من غير مشاكل و تعقيدات من ناحية ثانية

الجدار الخلوي هو أساس الدعامة الذاتية للزرع كله ، مفيش خلية ملهاش جدار تتسند عليه و يحميها و علشان توصل الخلية لازم تخترق هذا الجدار . طبعا كل نوع خلية بيكون لها جدار مختلف تتسند عليه و لكن في النهاية التكوين يعتبر شبه متماثل

مبدأ حد هايفليك Hayflick limit و النزعة السرطانية

المبدأ بيقول إن الخلية الطبيعية بتقدر تنقسم بعدد محدد من المرات حوالي ٥٠ إلى ٦٠ مرة في حياة الإنسان . و المتحكم في العدد دا مجموعه من المركبات بتكون موجوده في نهاية الكروموسومات جوا نواة الخلية. المركبات ده إسمها تيلوميرات telomeres

و عند حدوث كل إنقسام يقصر طول التيلوميرات قليلا . و بمجرد أن يصل لطول معين تتوقف الخلية عن الإنقسام و تشيخ و بالتالي يتم التخلص منها و إستبدالها بخلية جديدة

ولكن الجسم بيقدر ينتج تيلوميرات جديدة في الخلايا إلي ملهاش عدد معين من الانقسامات زي خلايا المناعه مثلا . لأنها لو توقفت الميكروبات هتغزو الجسم . و مش هينفع الخلايا تتوقف عن الإنقسامات فبتنتج الخلايا لنفسها تيلوميرات عن طريق إنزيم إسمه تيلوميريز telomerase

وهنا نزعة السرطان مخلياه عارف السر ده و بيستخدمه علشان يعمل عدد كبير جدا و لا نهائي من الإنقسامات و بيقدر ينتج تيلوميرات لنفسه . فكل إنقسام بيحصل تلاقي التيلومير يقصر ثم يتكون من جديد وبالتالي محدش عارف يوقفه . طبعا في أدوية جديده وظيفتها الحد من عمل إنزيم التلوميريز بس لسه تحت التجربه

و يبقى الأمل

حب مش متوزع

الأم هي الحب الأول و الزواج هو الحب الأساسي . و الأول و الأساسي مفيش بينهم تنافس ولا حتى كفة ميزان . هي رابطة تربط الأجزاء مع بعضها و تكملها

الحب جوا البيوت مش كمية ، ولا درجات . لا ، بيكون مسؤوليه . محتاج دعم و إهتمام و تأييد و مسانده . الحب الأول مستمر و الحب الأساسي لازم يستمر . حب البيوت هو رسالة حياة . و بكرا الحب الأساسي يبقى الحب الأول و الدائره هتلف