الأربعاء، 18 يونيو 2025

الجذور اللي بتثبتنا


#إدارة_نباتية 

كلنا بنتشد للضوء. بندور على اللي فوق، على الحلم، على الحاجة اللي تبان. بس الحقيقة؟ مفيش فرع يقدر يطول من غير جذر ثابت.

الجذور مش منظر. محدش بيشوفها، ومحدش بيصوّرها. لكن هي اللي شايلة، وهي اللي مكمّلة، وهي اللي بتغذّي وبتحمي.

في حياة الإنسان، الجذور دي ممكن تبقى حاجات كتير زي أهلك، تربيتك، ذكريات الطفولة، أول حضن، أول خوف، أول فرحة.

ممكن تبقى القيم اللي كبرت عليها، أو الجدعنة اللي إتعلمتها من أمك، أو السكوت الحكيم اللي اتعلمته من أبوك.

اللي ملوش جذور، أقل ريح تشيله. و أكتر حاجة بتوجع، إنك تفتكر نفسك ثابت، وفجأة تكتشف إنك أصلك مش ثابت.

الجذر مش ضعف، ده أمان. م ش عبء، ده أصل. و كل ما كنت أصدق مع نفسك، كل ما عرفت جذورك فين، هتعرف تروح لفين من غير ما تضيع.

لكن خلى بالك، الجذور مش لازم تفضل هيّ هيّ. فيه جذور بتوجع، جذور مسمّمة، و ساعات الحكمة إنك تعرفها مش علشان تعيش بيها، و لكن علشان تختار تكسر السلسلة، وتزرع لنفسك جذر جديد.

الفرق بين شجرة بتطرح خير، وشجرة ناشفة، هو نوع الجذر. و الفرق بين إنسان بيعدّي في الدنيا، و إنسان بيسيب أثر. هو كمان الجذر.

أكتر حاجة افتقدتها في مكاني القديمة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#ترك_الوظيفة


في وقت كان في حاجة صغيره لكن تأثيرها كان في قلبي أكبر من أي شي. الشيء ده هو اللمة، القاعدة مع الزمايل في البريك، الهزار على الأوضاع في الشغل، والضحك على الموقف العجيب اللي حصل في الاجتماع ولا في الأوراق المبعثرة على المكتب.


يمكن المكان كان فيه ضغط شغل، كان فيه مدير صعب في التعامل، لكن وسط الدوشة دي كان فيه روح وعِشرة بتسند. كان عندِي صحاب في المكان، مش مجرد (كوليج) في إيميلات رسمية. كنا عارفين ظروف بعض، واقفين في ظهر بعض في الأزمات الصغيرة قبل الكبيرة.


سيبت المكان لكن الذكريات دي فضلت في قلبي. برغم التغيير والانتقال، لكن الشيء الأهم في أي شغل هو الناس. اللمة والنفوس الطيبة هي اللي بتخلي المكان له طعم، حتى لو كان ضغط الشغل صعب.


يمكن أبقى في شغلانه أخرى أفضل مادياً، لكن أبداً مش هنسى الأجواء الإنسانية التي عشتها في المكان القديم. في الآخر، الشغل مش بس ورق وأرقام… الشغل علاقات، ذكريات، ومشاركة في النجاح والخسارة.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

هل السرطان المجرد ... فقير تمرد و لا غني تحرض


#شغل_سرطان 

سؤال في بالي كده: هو الطبقة الإجتماعية للسرطان إيه في الأصل؟ ولا إيه حكايته؟

تخيل معايا كده. في جسم الإنسان خلية صغيرة، ليس لها حول ولا قوة، لكن شافت بعينها الخلايا التانية عايشه في نعمة و رغد، بتاخد الأوضَع والأحسَن في التغذية والنمو. لكن الخلية دي، يا عيني، محرومة، عايشه على الهامش.

فالقصة إيه بقى؟ الخليه الفقيره دي إما بتقع في اليأس والضعف. يا إما بتتمرد على حالها، وتقول: وأنا إيه الفرق بيني وبينكم؟! انا كدا برضه عندي قدرات، هتكاثر، هكبر، و هاخد حقي بالعافيه.

فيبقى عندك سرطان متمرد بسبب الفقر والنقص، خلية صغيرة لكن عندها إصرار على الخروج على القوانين والنظام.

وتخيل برضه في صورة ثانية، سرطان غني، عنده كل شيئ، و لكنه محَرّض. خلية عندها القوة والنفوذ والنعمات لكن بدل ما تساعد الخلايا الأضعف، تستقطب الخلايا حواليها على طريق الفساد. فيقول لها: هاتِي إيدك معايا، نعلي على حساب الكل.

ساعتها الخلايا تتبع الخلية القائدة دي، ويعم الخلل في الأنسجة بسبب التحريض والنفوذ.

القضية في الآخر مش في الخلية صغيرة ولا كبيرة. لكن في طريقة تفكيرها. في التمرد على الأوضاع والنفوس المريضة التي تستقطب غيرها إلى طريق الهلاك.

لما قررت أترك الشغل بسبب عدم توافق القيم


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#ترك_الوظيفة 


في بداية حياتي المهنية، لما كنت موظف، في الأول كان عندِي حماس الدنيا. داخل المكان بحب شغلي، بعافرعشان أثبت نفسي، بحاول أبني إسم ومكانة. لكن مع مرور وقت، إكتشفت الحقيقة المرَّة: القيم في المكان مختلفة عن القِيم اللي أنا مؤمن بيها.


الشغل بقى عبارة عن ضغط على الفاضي، علاقات غير عادلة، ومصالح شبه معقدة بتحكم في الكبير قبل الصغير. الحقيقة إني وصلت لنقطة أصبحت فيها مش قادر أكمل ولا عاد عندِي شغف ولا ارتياح داخلي. كان لازم آخذ القرارالأقوى: إني أنسحب، لكن أنسحب واقف على رجلي، مش هارب ولا خائف. مكنتش محتاج غير إني أدوس على الزرار.


ساعتها قلت لنفسي: إيه قيمة إني أفضل في مكان بخسر فيه نفسي ومصداقيتي؟ إيه معنى النجاح على حساب القيم؟ لازم أبني طريقي على أسس قوية تشبهني أنا، على القِيم التي آمنت بيها وعشت لها.


نعم… كان القرار صعب، لكن كان بداية قوية للجديد في حياتي. سيبت المكان لكن كسبت نفسي. رجعت أبص في المراية وأقول: أنا حر… عندي كرامة ومصداقية، وكده أفضل عندي بكتير.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الاثنين، 16 يونيو 2025

الغيرة ... مزيج من حب و الكراهية



#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

في يوم مشمس و صافي و جميل و الهواء بيخبطك بنسماته العليله. قاعد بمزمز ليمون بالنعناع، مراتي سألتني سؤال لولبي، قالت: عمرو إنت بتغير عليا؟

رديت عليها: بصِي، الغيرة عندِي مش ضعف ولا نقص فيّ، ولا معناها إني بخاف على حاجة في إيدي تطير. لكن غيرتي مختلفة شوية. أنا بحافظ على اللي بحبُه، بخاف عليه، لكن عمري ما بخنق ولا بحبس ولا بخلي العلاقة تتسجن في الخوف.

يمكن المشكلة في الغيرة هي الخوف، الخوف على اللي عندك، على علاقاتك ومكانك في قلب اللي بتحبّهم. لكن الخوف ده لازم يتمّ التعامل معاه بعقل، عشان مينفعش يسيطر علينا ويخنق علاقاتنا. 

الشعراء والفنانين والفلاسفة و الدكاترة حاولوا يجيبوا لها تفسير، لكن في الآخر وصلوا لإن الغيرة عبارة عن خوف على الشخص الأقرب لقلبك.

والغيرة بتحصل لما يجي شخص تاني يهدد الوجود ده، وكأن في حرامي داخل يسرق جزء من شعورك ومكانك عند الشخص التاني. 

لكن يا ترى إيه المميز في الحرامي الجديد؟ عنده حب أكتر أو كراهية أقل؟ الحقيقة فيّ و فيكِ خليط بين الحب والكره، لكن المشكلة في مين يقدر يسيطر على غضبه ويخلي علاقاته تمشي في طريق آمن.

أنا مش بليد ولا عندي برود في مشاعري، ولا بحب التملك ولا المنافسات على مين أفضل ومين أجمد. لكن بحافظ على علاقتي، بزعل لما بخيب ظن شخص فيّ، عندي طموح لكن عمري ما كان عندي هوس أبقى الأول ولا آخذ الكاس ولا أكون أفضل من الكل. أنا مش عاجز ولا صغير.

القوة الحقيقة عندي في الطمأنينة. أنا هادئ ومطمئن لإني كريم في مشاعري، في وقتي، و في جهدي. عشان كده معايا بتحسي بجمال الحياة، حتى لو اخترت غيرِي في الآخر، هتفضلي فاكراني في قلبك، وهتلاقي عندك تفسي الأمان والإحتواء.

فالقضية عندي مش غيرة الخوف و النقص. لكن غيرة حب وعزَّة. و عاوز أقولك، حتى يا حلاوة لو اخترتي غيري، فدائما ما هتلاقي ذكرايا في قلبك مزيجا من الحب والكراهية.

تأثير ترك أصحابي في العمل على حالتي النفسية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#ترك_الوظيفة 


كان عندي صحاب في الشغل بعزّهم جداً. كنا عِشرة على المكتب، في الهزار والجد، في ضغط الشغل والنجاحات الصغيرة. كنا واقفين في ضهر بعض في الأزمات، عارفين ظروف بعض، آه… كان المكان مليان ذكريات ومواقف عمر واحد مينسيهاش أبداً.


لكن في يوم، واحد ورا التاني بدأ يسيب المكان ويطور في حياته. واحد يروح على شغلانه أفضل، التاني يسافر برا، التالت يغير الكارير خالص. في الأول كان الموضوع صدمة صغيرة، لكن لما بقى يتكرر كتير، بقيت بحس إني واقف في وسط المكان لوحدي. المكان كان مليان بحكاياتهم، لكن دلوقتي بقى فيه كراسي فاضية أكثر من المليانة.


ساعتها رجعت أبص على نفسي: إيه دوري في القصة دي؟ هل أفضل واقف في مكاني ولا آخذ خطوتي أنا كمان؟ لكن الحقيقة، تأثير رحيل الأصحاب على نفسيتي كان قوي جداً. كان فيه إحساس بالوحدة، كأن جزء من المكان أصبح فاضي. لكن القوة الحقيقة في الموقف إني إتعلمت إني لازم أبقى أقوى وأجهّز نفسي للتغيير في أي وقت.


القضية مش في الأفراد اللي بيمشوا، لكن في تأثيرهم على شخصيتك إنت. إنت إيه الدرس اللي هتطلّعه؟ إيه القوة اللي هتجيبها من تجربة زي ده؟ في الأخر، التغيير سنة الحياة، و الأقوي هو اللي يقدر يتأقلم ويكمل في طريقه. 


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/