الخميس، 22 مايو 2025

هل خُلقت لأنقذ نفسي؟



#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

أوقات كثيره بقف قدام المرايه وأسأل نفسي: هو أنا فعلاً اتخلقت علشان أنقذ نفسي؟ السؤال ده بيجيلي في لحظات الهدوء، لما الدنيا تهدئ وكل الأصوات تسكت. بحس وقتها إن السؤال مش مجرد فكرة، دا شعور بيمس أعمق نقطة في روحي.

لو فكرت فيها، هتلاقي إننا بنتولد في وسط معركة، بس المعركة دي مش مع حد بره، دي معركة جوانا، مع ضعفنا، مع خوفنا، و مع الشكوك اللي بتفضل تزن في دماغنا.

دائماً بحس إن حياتي شبه مركب صغير في بحر هايج، وكل موجة بتيجي عايزه تقلبه. بس هنا السؤال اللي بيجيلي: هل المركب ده اتعمل علشان أوصل لبر الأمان، ولا علشان أثبت إني أقدر أصمد مهما كان البحر؟

أنا شايف إننا بنتخلق وفي جوانا القدرة على النجاة، بس كمان في جوانا حاجة أكبر: إحساس إننا مش لوحدنا. يمكن فعلاً كل خطوة بناخدها عشان ننقذ نفسنا، بس برضه عشان نحمي اللي حوالينا. كل قرار صعب بنعدي فيه، كل لحظة بنقول فيها "أنا هكمل"، هي مش بس لنا، دي كمان رسالة لكل اللي حوالينا إنهم يقدروا يكملوا هما كمان.

ومع الوقت، بتلاقي نفسك بتتغير. بتفهم إن إنقاذ النفس مش مجرد صراع، لكنه رحلة مليانة لحظات صغيرة، زي لما تمد إيدك لطفل صغير بيقع، أو لما تضحي بحاجة محتاجها علشان حد محتاجها أكتر. بتحس وقتها إن إنقاذ نفسك كان البداية، لكن الرحلة نفسها أكبر من كده بكتير.

فلو سألت نفسي من تاني: هل خلقت علشان أنقذ نفسي؟ يمكن الإجابة تبقى: آه، بس مش علشاني أنا وبس، علشان أخلق من نجاتي نور ممكن حد يهتدي به لو اختار يمشي في نفس الطريق.

لما حضرت اجتماع وكان مليان مفاجآت


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


في يوم من الأيام، كان عندنا اجتماع دوري مع الإدارة العليا، وأنا كنت محضّر نفسي عادي، متوقع مناقشات روتينية زي كل مرة. بس أول ما الاجتماع بدأ، حسّيت إن الجو مش طبيعي، نظرات الناس، نبرات الكلام… فيه حاجة كبيرة جاية.


أول مفاجأة، إن المدير العام بدأ بكلمة شكر… ليا! وقال قدّام الكل إن الشغل اللي عملته في آخر مشروع كان فارق فعلًا، وإنه كان تحت الملاحظة من الإدارة من غير ما أعرف. حسيت بفخر كبير، بس ده كان لسه البداية.


المفاجأة التانية إنهم عرضوا عليا أكون مسؤول عن فريق صغير في مشروع جديد. طبعًا فرحت، بس في نفس الوقت حسيت بمسؤولية تقيلة، وبدأ دماغي يلف في التحديات اللي جاية.


والمفاجأة التالتة… إن حد من الزملاء، اللي مكنتش متخيله يفتح كلام، طلب يتكلم وقال رأيه فيا بكل وضوح: "اللي يشتغل معاه يتعلم التنظيم والالتزام." الكلمة دي فضلت ترن في وداني طول اليوم.


الاجتماع ده علّمني إنك عمرك ما تعرف مين بيراقب مجهودك، وإنك ممكن تلاقى تقديرك فجأة وانت مش متوقع. علّمني كمان إن المفاجآت مش دايمًا سلبية… ساعات بتكون دفعة للأمام، لو كنت جاهز ليها.


ومن وقتها، بقيت أحضر أي اجتماع كأني داخل ساحة معركة فيها فرص ومفاجآت… 


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأربعاء، 21 مايو 2025

قصة عن موقف محرج اتعلمت منه


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


في يوم من الأيام، كنت لسه موظف في أول طريقي، وعندي حماس كبير جدًا أحقق إنجازات بسرعة وأثبت نفسي. جالي تكليف من المدير أراجع تقرير مهم قبل ما يتبعت لإدارة تانية، وكنت شايف إنها فرصتي أبان فيها إني دقيق وملتزم.


راجعت التقرير، وعدّلت حاجات بسيطة، لكن بسبب استعجالي وثقتي الزيادة في نفسي، نسيت أراجع فقرة فيها أرقام كانت المفروض تتحدث. طبعًا التقرير اتبعت زي ما هو، ولما وصل للإدارة التانية، اكتشفوا الغلطة، والموضوع رجع تاني للإدارة عندنا.


المدير ناداني، وقاللي بهدوء: "أنا كنت واثق إنك هتراجع كل حاجة كويس… بس الاستعجال ساعات بيفسد الشطارة."


وقتها تضايقت من الإحراج، وحسيت إني خذلت نفسي قبل ما أكون خذلت حد تاني. بس بدل ما أنكمش وأتهرب، قررت أواجه الموقف برجولة. اعترفت بغلطتي، وطلبت أعيد المراجعة بنفسي، وفعلاً رجعت راجعت التقرير من أوله لآخره، وعدلته، واتبعت النسخة الجديدة بنفس اليوم.


اتعلمت ساعتها إن الحماس لو ما اتوازنش بالحذر، بيبقى خطر. وإن الاعتراف بالغلط مش ضعف… دي قوة. واللي يغلط ويتعلم، أقوى بكتير من اللي بيخاف يغلط فيقعد مكانه.


ومن ساعتها، بقيت دايمًا آخد وقتي في المراجعة، وأراجع الشغل كأني هقدمه باسمي أملم الناس كلها. الموقف ده علمني درس عمره ما اتنسى، وكان من أكتر اللحظات اللي شكلت شخصيتي المهنية بعد كده.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الثلاثاء، 20 مايو 2025

الأخلاق رفاهية لا يمتلكها السرطان


#شغل_سرطان  

السرطان مش مجرد مرض، ده كائن غريب بييجي من جوا الجسم نفسه، وبيبقى شايف إنه له الحق يأخذ ويستهلك ويتمدّد من غير لا إستئذان ولا إحترام لأي نظام حواليه. السرطان مش بيفرقش بين كبير وصغير، غني أو فقير، بيجي فجأة كده ويقرر إنه يعيش بأي تمن، حتى لو التمن ده حياة الجسم كله.

السرطان ماعندوش أخلاق. مايعرفش يعني إيه "كفاية كده"، مايتكسفش يأخذ أكتر من حقه، مايعرفش يضحي علشان غيره، و مايعرفش يحب.

جسم البني آدم الطبيعي، حتى لما بيكون فيه خلايا بتموت، بيموتها بنظام. يعني الخلايا اللي بتكمل دورها، بتعرف إمتى تمشي في هدوء علشان غيرها يكمّل. علشان كدا الجسم بيشتغل كفريق، كل خلية فيه لها دور، لها توقيت، و لها حدود. إنما السرطان؟ ده مش من الفريق. ده دخيل، أناني، بيعيش لنفسه وبس.

السرطان بيمدّ جذوره زي نبات طفيلي، يأكل من غير ما يزرع، يأخذ من غير ما يدي، ويموّت علشان يعيش. وده بالضبط الفرق بين الحياة اللي فيها أخلاق، والتكاثر اللي بلا ضمير.

فيه ناس تقولك "الدنيا غابة"، بس الحقيقة؟ الغابة نفسها فيها قوانين، فيها توازن، و فيها نظام. اللي مافيهوش قوانين هو السرطان.

علشان كده، لما نقول بقصد إن الأخلاق مش بس كلام حلو، الأخلاق هي اللي بتحافظ على الحياة، على النظام، و على الجمال.

الأخلاق مش رفاهية للبني آدمين، دي ضرورة عشان نعيش في أمان وسلام. لأن البديل؟ الفوضى، زي السرطان، اللي عايش لنفسه لحد ما يموّت الكل… بما فيهم هو.

فخلّي بالك، كل مرة تختار تكون إنسان محترم، متوازن، بتحس بغيرك، وبتعرف إمتى تقول "أنا كده كفاية"، إنت كده بتعيش زي خلية سليمة في مجتمع متوازن… مش زي السرطان.

دور المواقف اليومية في بناء شخصيتي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


وأنا موظف، مكنتش باخد كل يوم كأنه مجرد تكرار. بالعكس، كنت مؤمن إن كل يوم في الشغل بيحط طوبة جديدة في شخصيتي. مواقف بسيطة، بس تأثيرها كان كبير، ويمكن مكنتش بحس بده غير بعد ما عدّى وقت.


فاكر مثلًا أول مرة اتأخرت في تسليم مهمة، واتنبهت بشكل حازم أمام الفريق. ساعتها زعلت، بس قررت أتعلم بدل ما ألوم. الموقف ده علّمني الالتزام، والفرق بين الأعذار والحلول. ومن ساعتها، بقيت دايمًا أجهز قبل معادي، وبقيت من الناس اللي يُعتمد عليهم.


وفي مرة تانية، دخلت نقاش مع زميل اختلفنا فيه على طريقة شغل. كان ممكن نسيب الموضوع بخلاف، بس أنا قررت أكمل النقاش بهدوء واحترام، وطلعنا بأفكار أحسن. اتعلمت ساعتها إن المرونة مش ضعف، وإنك لما تسمع لغيرك بجد، ممكن نتطور سوا.


حتى الضغوط اليومية، الزحمة، الشكاوي، المهام المفاجئة… كانت بتصقل صبري، وبتختبر طاقتي. كل موقف كان بيدربني على التحكم في رد فعلي، وعلى إن دائمًا في مساحة للتصرف بحكمة، حتى لو الموقف صعب.


الجميل في المواقف اليومية إنها مش دايمًا محتاجة قرار كبير أو لحظة بطولية، ساعات مجرد تصرف بسيط بوعي بيغير نظرتك لنفسك. ولما بتكرر ده كل يوم، تلاقي نفسك بعد فترة بنيت شخصية قوية، مرنة، وعندها قدرة تشوف الفرص جوه التحديات.


اللي عرفته من الشغل… إن النجاح مش وليد الصدف، لكنه ناتج عن تفاصيل صغيرة بنتك كل يوم، من غير ما تحس.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الاثنين، 19 مايو 2025

الحدوتة مش هتتحل بالحب والكُره



#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 


في ناس كتير بتفتكر إن الحب هو الحل السحري لكل مشاكل الحياة الزوجية. يعني لو فيه حب، خلاص كل حاجة هتبقى تمام. ولو الحب قل أو راح، يبقى كده الدنيا خربت. بس الحقيقة، الحياة الزوجية أعقد من كده بكتير، والحدوتة مش هتتحل لا بالحب ولا بالكُره لوحدهم.


الحب جميل وبيخلي العلاقة لها طعم، بس لو الحب موجود من غير تفاهم، احترام، وصبر، العلاقة هتفضل متوترة. زي مثلاً لو واحد بيحب زوجته بس مش قادر يسمعها أو يفهم احتياجاتها، هتحس إنها عايشة لوحدها حتى وهو معاها. والعكس صحيح، لو الزوجة بتحب جوزها بس ما عندهاش استعداد تدعمه أو تتفهم ضغوطه، هيحصل نفس الإحساس بالوحدة.


الكره أحياناً بيجي بعد مواقف كبيرة، زي خيانة، إهمال، أو حتى عدم التقدير. بس الكره لوحده مش معناه إن العلاقة لازم تنتهي. في ناس بتكره بعض لفترة بسبب تراكمات، بس لما يقعدوا ويتكلموا بجدية ويحاولوا يفهموا بعض، بيكتشفوا إن الكره ده كان مجرد غُضب عشان احتياجاتهم النفسية ما كانتش متحققه.


العقل هو اللي بيحدد طريقة التعامل مع المشاكل. لما يبقى فيه مشكلة، مهم كل طرف يسأل نفسه: "إيه اللي ممكن أعمله عشان أحسّن الموقف؟" مش "إيه اللي الطرف التاني غلط فيه؟" ولو كل واحد عمل شوية مجهود عشان يلاقي حل، هتلاقي المشاكل بتقل.


التضحية كمان عنصر أساسي. مش كل حاجة لازم تكون زي ما إحنا عايزين. ساعات كتير لازم نتنازل عشان الحياة تمشي، ومش عيب إننا نعمل كده لو ده هيحافظ على البيت والأسرة.


الحب والكره مش ثابتين، بيتغيروا على حسب الظروف والمواقف. لكن التفاهم هو اللي بيخلّي العلاقة تستمر. لما كل واحد يحاول يفهم التاني بجد، مش بس يحكم عليه، ساعتها أي حدوتة ممكن تتحل.


الحياة الزوجية رحلة طويلة، مليانة لحظات حلوة ومواقف صعبة. المهم إننا نعرف إن مشاعرنا، سواء حب أو كره، مش هي اللي بتحدد مصيرنا. اللي بيحدد المصير هو قراراتنا، وازاي بنواجه المشاكل مع بعض، بعقل وهدوء.