السبت، 10 مايو 2025

لا تكن فرخة عمياء تعيش على ماء الإنتماء


#بقايا_أفكاري 

فيه نوع من المديرين شفته و اتعاملت معاه، ما بيزعقش، ما بيتعصبش، و ما بيفصلش... بس بينفخك، علشان لما يأكلك، يشبع.

المدير ده مش محتاج يسيطر عليك. هو أذكى من كده. هو بيأخذك و ينور بك المكان كله. بيعتبرك رمز للقوة، للتغير، بينور اي مخ ضلمة عنده. بس في نفس الوقت ، هيحبسك، هيقفل عليك الشبابيك و هيتربس الأبواب، و هيشيل الساعات المتعلقة على الحوائط، وكأن مفيش حاجة اسمها وقت لنفسك.

الناس اللي حواليه تشتغل وتاكل، و تاكل وتشتغل، كأنهم فراخ في عشة، عينهم متغطّية أو مفقوعة، ففاكرين إن الليل طويل، وإنهم لازم يأكلوا، يخزنوا، يكبروا، و يتجهزوا للنقلة الكبيرة، اللي هتحصل في الصبح (لما يجي).

بس الحقيقة؟، مفيش نقلة. و مفيش صبح بيجي. فيه سِمنة بس، كروش كبيرة، و رقاب مدهننه، و الهدف واحد: استعداد للإستعباد أو للذبح.

المدير يحطلك لك شوية ماء و لكن مليان ملح (وهم يعني)، على شكل: عزومات، مكافآت، تصفيق، و شوية public appreciation ويقولك: انت المهم، انت البطل، الشغل من غيرك ما يمشيش. انت كنت فين من زمان! دا أنا هعملك بك اللي متعملش قبل كدا! انت جيتلي من السما!

وانت تصدّق. و تأكل اكتر، و تجوع أكتر. و تشتغل أكتر. و ترجع تاكل أكثر. و تنسى نفسك أكتر. بتكبر؟ لأ. أنت بتسمن بس. بتزيد وزن حقيقي (بس في الوهم). كل ده عشان إيه، علشان لما يجي وقتك تتاكل بسهولة، و يبقى طعمك مسكر.

هو مش مدير، هو صيّاد. و انت مش موظف، انت فرخة.

والمصيبة مش في استغلاله، المصيبة في غباءك، في إنك تسمي الإستغلال ده نجاح، وفي إنك تقول: أنا بصنع مستقبلي. مستقبلك إيه! و أنت بتبني سور في بيت مش بيتك، وانت كمان بيتك من غير أبواب تحميه.

افتح عينيك. حاسب قبل ما تبص في المراية وتلاقي نفسك تضخمت... مش من النضج، لكن من التخمة. و انك اتاكلت، قطعة قطعة، وأنت مازلت بتغني لماء الإنتماء.

لما اكتشفت إن تجاربي أصبحت مصدر إلهام لغيري


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #نهاية_المسيرة_المهنية #الخبرة_والمعرفة


لما كنت موظف، كنت دايمًا بشتغل بقناعة إن كل موقف، كل قرار، وكل تحدي، هو خطوة بتبنيني وبتقويني. مكنتش بستنى حد يقولّي برافو ولا كنت بعمل حاجة عشان أبان. كنت بشتغل عشان أسيب أثر. ويمكن في وقتها ماكنتش واخد بالي، لكن مع الوقت، بدأت أسمع جُمل زي: إنت علّمتني كتير أو أنا كنت براقبك وأتعلم منك.


الكلام ده مكنش بيجي من ناس صغيرة بس، ده كان بيجي من زمايل في نفس سني، أو حتى أكبر. وقتها بس، فهمت إن الشغل مش أرقام وتقارير وخلاص، الشغل كمان سلوك وتوجه وروح. وبدأت أبص لتجاربي على إنها مش حكايات ماضية، دي بقت أدوات بيستخدمها غيري عشان يواجهوا تحدياتهم.


أنا مكنتش بعمل دروس، لكن كل مرة كنت باخد موقف بوضوح، أو أعتذر لما أغلط، أو أدافع عن الحق قدام مدير صعب، كنت من غير ما أحس بأرسم خط ممكن غيري يمشي عليه.


في مرة زميل قالّي: أنا لما شفتك بتتصرّف كدا في موقف معين، اتعلمت إزاي أكون شجاع من غير ما أكون عنيف. الكلمة دي فضلت ترنّ في ودني فترة طويلة، لأن الشجاعة من غير تهورهي أهم ميزة.


تجاربي بقت مصدر إلهام مش لأني مثالي، لكن لأني كنت واقعي، وكنت دايمًا حريص أتعلم من كل حاجة تحصللي. وده اللي خلى خبرتي تبقى مع الورق والتقارير والمهام، و كمان قصص حقيقية فيها قوة وصدق، يقدرغيري يتعلم منها ويكمل طريقه بيها.


الإلهام مش لازم ييجي من حاجة ضخمة، ساعات بييجي من موقف بسيط... بس معمول بإتقان وشخصية.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الجمعة، 9 مايو 2025

مشاركة دروس حياتي المهنية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #نهاية_المسيرة_المهنية #الخبرة_والمعرفة

لما كنت موظف، كنت دايمًا بحاول استفيد من كل لحظة وكل تحدي قابلني. في بداية شغلي، كنت حاسس إن فيه حاجات كتير ماعرفهاش، ولما بشتغل مع الناس الأكبر مني في السن والخبرة، كنت دايمًا متحفز إني أتعلم منهم وأستفيد من نصايحهم.

من أكتر الدروس اللي اتعلمتها كانت أهمية التواصل الجيد مع الزملاء. في كتير من الأحيان، كنت أواجه تحديات بسيطة لو كان فيه تواصل أفضل، كانت هتتتحل بسهولة. وأحيانًا لما كنت أتخيل إن كل واحد بيشتغل لوحده، كنت أكتشف إنه النجاح في الشغل بيكون نتاج تعاون فريق كامل.

المرونة مع التغيير كانت كمان من الدروس المهمة. في بداية مشواري، كنت بخاف من التغيير، خصوصًا لما يتم إدخال سياسات أو أدوات جديدة. لكن مع الوقت، فهمت إن التغيير مش دايمًا حاجة سلبية، وأحيانًا هو فرصتك لتطوير نفسك وتعلم مهارات جديدة. اتعلمت إن مش كل حاجة بتستمر زي ما هي، وإنه مهم تبقى مستعد لكل جديد.

وأكيد ماينفعش أتكلم عن الدروس من غير ما أذكر أهمية التحمل والصبر. فيه أيام كنت بتحط كل مجهودك وفي الآخر ما تحسش إنك حققت النجاح اللي كنت بتتوقعه. لكن مع مرور الوقت، اتعلمت إن النجاح مش دايمًا بيجي بسرعة، وأن الصبر والمثابرة هما المفتاح.

الخبرة الحقيقية مش بس في إنك تتعلم من نجاحاتك، لكن كمان من أخطائك. لما كنت بواجه أخطاء، كنت بحاول أتعلم منها بدل ما أكررها، وده كان بيساعدني إن أكمل وأتحسن أكتر.

الدروس دي كلها شكلت شخصيتي المهنية وخلتني أكون أكتر استعدادًا لأي تحدي ييجي قدامي. ودي كانت بعض الحاجات اللي حاولت أشاركها مع زمايلي الأصغر مني، عشان كل واحد يقدر يتعلم من أخطاء غيره ويحسن من نفسه باستمرار.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الخميس، 8 مايو 2025

الولاء... معنى أكبر من الحياة والموت


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

كل واحد فينا عنده إحساس داخلي بالخوف من المجهول، وأكبر مجهول في حياتنا هو الموت. إحنا عارفين إننا فانيين، بس فكرة إدراك الفناء دي بتكبر مع الوقت، كل ما الإنسان بيعيش تجارب أكتر وبيواجه مواقف فيها خطر، كل ما وعيه بحتمية الموت بيزيد.

لو سألت أي حد حواليك، صغير أو كبير، هتلاقي إنهم كلهم في وقت من الأوقات مرّوا بتجربة حسّوا فيها بقرب الموت، وده بيثبت حاجتين: أول حاجة إن الموت فكرة مش بعيدة عن حد، وتاني حاجة إن إدراكنا ليه بيزيد مع الزمن والتجارب.

بس الغريب إن في ناس بتشوف الموت كأنه هدف في حد ذاته، بيعتبروا إنه الوسيلة الوحيدة إنهم يعيشوا الحياة اللي بيتمنوها بس مش قادرين يحققوها وهم أحياء. بعضهم بينتحر, و بعضهم بيقاتل علشان غاية وطنية، وبعضهم بيبحث عن الشهادة كغاية دينية، والمجتمع غالبًا بيمجّد النوعين دول من الموت وبيعتبر أصحابهم قدوة ومثل أعلى.

طيب، فكر معايا… لو عندك بيت آمن، فيه كل اللي تحتاجه، هتلاقي نفسك بتزهق وعاوز تخرج منه؟ هتسأل نفسك: "هو الحياة دي تستحق إني أعيشها؟"
الإجابة هنا بتعتمد على حاجة أساسية فينا كلنا، وهي إننا محتاجين نحس إن حياتنا لها معنى، وإن فيه حاجة تستحق إننا نعيش علشانها، حتى لو الحاجة دي كانت بسيطة زي تربية حيوان أليف والعناية بيه، أو كبيرة زي الإيمان بمبدأ أو فكرة.

وهنا ييجي مفهوم الولاء. الولاء هو إنك تدي لحياتك قيمة من خلال حاجة أكبر منك، حاجة تديها وقتك وجهدك وحتى تضحي علشانها. الولاء هو عكس الأنانية، لأن الإنسان لو كان عايش بس علشان نفسه، عمره ما هيلاقي معنى لحياته، ووقتها الموت هيكون مجرد نهاية باردة ومرعبة.

طيب، سؤال تاني: هل يهمك إيه اللي هيحصل في الدنيا بعد ما تموت؟ لو كنت مهتم بس بنفسك، المفروض متفرقش معاك الحياة بعدك هتبقى عاملة إزاي، بس الحقيقة إننا كلنا بنهتم، وبنقلق على اللي هنسيبهم ورانا.

عشان كده، الحل إن الموت ما يبقاش فكرة مرعبة، هو إننا نحس إننا جزء من حاجة أكبر، إن حياتنا تكون مرتبطة بغيرنا، وبقضية أو هدف يستحق إننا نعيش عشانه.

المعنى الحقيقي للحياة بييجي لما ندرك إن وجودنا مش منفصل عن الآخرين، وإننا بنشارك في حاجة بتكمل الصورة الأكبر. الولاء للوطن، للدين، للأسرة، أو لأي قضية نبيلة، هو اللي بيدينا الإحساس إن حياتنا مش مجرد سلسلة أحداث عشوائية، و لكن جزء من قصة كبيرة لها معنى.

لما بنلاقي المعنى ده، خوفنا من الموت بيقل، وبنقدر نعيش بشجاعة وأمل، لأننا بنحس إن حياتنا لها قيمة وإننا سنترك أثر، حتى بعد ما نمشي.

لما شعرت بالحنين لذكريات العمل بعد الإستقالة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #نهاية_المسيرة_المهنية #الإستقالة_والوداع

بعد ما قدمت استقالتي وخرجت من دايرة الشغل اللي كنت فيها سنين، افتكرت إن الحياة هتبقى أهدى وأسهل، ويمكن أكون محتاج راحة شوية. بس الحقيقة؟ اللي ما كنتش متوقعه هو الإحساس اللي جه بعدها… الحنين.

الحنين للمكتب اللي كنت بخشه كل يوم، للروتين اللي كنت ساعات بزهق منه، لكن لما بُعدت عنه حسيت قد إيه كان له قيمة. حنيت للقعدة على الكرسي بتاعي، للقهوة الصبح وسط الزمايل، للهزار اللي بيكسر التوتر، وحتى للاجتماعات اللي كنا بنطلع منها بأفكار جديدة.

كل مرة أعدي من جنب المكان أو ألاقي رسالة من زمايل الشغل القدام، بحس بإني سايب ورايا حياة كاملة. الذكريات كانت أكتر من مجرد شغل… كانت تفاصيل يومية بتعمل لحظة إنسانية حقيقية. كنت بلاقي نفسي باسأل: "يا ترى الدنيا عاملة إيه عندهم؟"، أو "فلان لسه قاعد في نفس المكتب؟".

بس برغم الحنين، كنت دايمًا ممتن للمرحلة دي، ومبسوط إني عشتها واتعلمت منها. يمكن الحنين علامة إن المكان كان له تأثير كبير فيا، وإن العلاقات اللي اتبنت فيه كانت حقيقية.

الحنين مش ضعف… ده بس جزء طبيعي من نهاية مرحلة جميلة في حياتك. ويمكن ده اللي بيخلي كل بداية جديدة يكون ليها طعم ومعنى لما تكون مبنية على ذكريات صادقة.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأربعاء، 7 مايو 2025

الشجر.. الكائن الأكتر إيمانًا


#إدارة_نباتية 

عارفين؟ ساعات كتير ببُصّ على الشجر وأحس إنه أهدئ من كل البشر، وأقرب لربنا من ناس كتير. الشجر ما بيعترضش، ما بيشتكيش، ما بيهربش من مكانه، حتى لو كان في وسط صحراء، أو على جبل عالي، أو في مكان ملوث. بيفضل واقف، ثابت، ورافع راسه للسماء.

الشجر بيُوحّد ربنا بطريقته. كل يوم بيوجع ورقه للنور، ويفرد فروعه للرياح، ويشرب الميّه اللي ربنا قسمها له، حتى لو نقطة. ما بيقولش "ليه المطر قليل؟" أو "ليه الغذاء قليل؟"... بيسلّم أمره ويكمّل نموّه، على قده.

ولو حصل و حد حاول يقطع منه فرع؟ ما يصرخش، وما يحقدش، بالعكس... يكمّل و يعيش بالفروع اللي فاضله، ويمكن يطلع فرع جديد من مكان القطع. سبحان الله، كأن عنده يقين إن الرزق مش في الفروع، الرزق من فوق، من ربنا.

واللي أكتر من كده؟ الشجر بيدي خيره لكل اللي حواليه، للإنسان، وللطير، وللحيوان، حتى لو حد آذاه، بيظل كريم. ما بيمنعش الظل عن اللي قعد تحته، وما بيبخلش بالهوا، ولا بالثمر، وده قمة الرضا.

إيمان الشجر مش بالكلام، إيمانه بالفعل. الشجر ما بيسألش،ليه؟ ولا إمتى؟... بيسيبها على ربنا، ويعيش اليوم بيومه. وده اللي ناقص في ناس كتير: الرضا، والتسليم، والثقة في حكمة ربنا.

يمكن لو اتعلمنا من الشجر شوية، نرتاح. نبطل نقلق على بكرة، ونبطّل نتمرد على اللي مشينا فيه. يمكن وقتها قلوبنا تروق، ونقرب من ربنا بإيمان صامت... زي الشجر.