بروتوكول علاجي شامل

البروتوكول العلاجي لعلاج السرطان بيتقسم لثلاث أهداف رئيسية: الشفاء، إطالة العمر، وتخفيف الألم. الأهداف دي هي الأساس اللي بيبني عليه الأطباء اختياراتهم لمسار العلاج الأنسب لكل مريض.

الشفاء هو أكتر حاجة الأطباء بيطمحوا ليها، وده رغم إنه تحدي كبير وبيحتاج وقت طويل، لكنه بقى أقرب للتحقيق مع تطور الطب وظهور طرق علاجية جديدة. النهارده الأطباء عندهم أدوات ومعرفة متقدمة بتمكنهم يفهموا السرطان بشكل أعمق، وده بيدي أمل في شفاء حالات كتير.

لما يكون الشفاء التام صعب، الهدف بيبقى إطالة عمر المريض بشكل يخليه يقدر يتعايش مع السرطان من غير ما يسيطر على حياته. الفكرة إن المريض يقدر يعيش حياته اليومية ويكمل أنشطته وأشغاله بأكبر قدر ممكن من الطبيعي.

أما لو المرض وصل لمرحلة متأخرة، هنا الهدف الأساسي بيبقى تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة الباقية. الأطباء بيركزوا على تخفيف معاناة المريض، وتوفير الراحة ليه، والاهتمام بأبسط تفاصيل حياته اللي ممكن تكون متأثرة بالمرض.

البروتوكول العلاجي ده بيحتاج تكامل بين أساليب علاج كتير زي الجراحة، العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي. اختيار الطرق العلاجية بيتغير حسب حالة المريض واستجابته وقدرته على تحمل الأعراض الجانبية.

كمان الأطباء بيشتغلوا مع فرق طبية متخصصة زي أخصائيين نفسيين، علماء أعصاب، معالجين سلوك، أخصائيين اجتماعيين، أخصائيين علاج طبيعي، أطباء أسنان، وأخصائيين علاج هرموني، وجراحي تجميل وصيادلة. الفرق دي بتساهم في تحسين فعالية العلاج وضمان رعاية شاملة للمريض، وده بيساعد على علاج الجانب الجسدي والنفسي والاجتماعي، وبيحسن من جودة الحياة ويحقق نتائج أحسن.

في النهاية، لازم المريض يبقى محور العملية العلاجية، ويتشارك في القرارات اللي تخص علاجه، عشان الخطة العلاجية تمشي مع احتياجاته وأهدافه.

ويبقى الأمل...

زي ما الست قالت ... هات عنيك و خد عينيا

تخيل معايا ان شرط وجود التوافق بين الرجل و المرآة هو توافق مقلتي العينين مع بعضهما. فعند الزواج، على الرجل ان يعطي زوجته عينا واحده لتضعها بدلا من عينها، و تعطي الزوجه عينا واحده ليضعها بدلا من عينه.

فيكون عند الرجل عينا له ينظر بها لنفسه و عينا لها تنظهر هي من خلالها، و هي بالمثل فلها عين تنظر بها لنفسها و عينا يستطيع هو ان يراقب ما تشاهده و تنظر إليه. 

هنا الرجل مش هيقدر يبص على باقي الإناث، و هي بالمثل لن تستطيع ان تنظر لباقي الرجال. و إن حدث فلن يستطيع أحد أن يكذب الآخر.

بس مش ده المشكله الكبيره، المشكله أن العين تعتبر مفتاح المخ فالعيون هنا لن تنخدع بالكلمات و لا بالأغنيات. فدائما ما تستطيع ان تقول ما يدور في العقل و يعجز اللسان عن قوله.

فهل كلام الست هنا يعتبر حقيقي ... هات عنيك و خد عينيا، يا حبيبي.

أنا عاوزك أحسن من أبوك

 

المقولة دي كتير مننا بيسمعها في حياتنا، سواء من أب أو أم عايزين الأفضل لولادهم. من الظاهر، بتبين رغبة الأهالي إنهم يوفروا لأولادهم حياة أحسن من اللي عاشوها، أو إنهم يصلحوا الحاجات اللي شايفين إنها كانت ناقصة في تربيتهم. لكن، هل المقولة دي فعلًا صحية؟ وهل هي كافية لوحدها علشان تحقق السعادة للطفل؟

أول حاجة، لازم نسأل نفسنا: إيه المقصود بالأحسن؟

هل المقصود هنا النجاح المادي؟ التعليم؟ السعادة النفسية؟ أوقات كتير، الأهل بيبصوا على نجاحات هما ماحققوهاش في حياتهم وبيحاولوا يحققوها في أولادهم، وده ساعات ممكن يخلق ضغوط على الطفل، ويخليه يحس إنه لازم يكون مثالي علشان يرضي أهله.

ثاني حاجة، شخصية الطفل، كل طفل عنده شخصية مستقلة وتوجهات مختلفة. مش شرط إن الطريق اللي الأب شايفه صح يكون مناسب للابن. كل واحد فينا له أحلامه، واهتماماته، وقدراته. لما الأهل يفرضوا على ولادهم إنهم يكونوا "أفضل" بمعاييرهم الشخصية، ده ممكن يحرم الطفل من فرصة إنه يلاقي نفسه ويبني مستقبله بالطريقة اللي تناسبه.

ثالث حاجة، التربية بالمقارنة، المقولة دي بتفترض إن الطفل لازم يقارن نفسه بأبوه طول الوقت. المقارنات دي ممكن تكون مرهقة وتضغط عليه نفسيًا. الأفضل من المقارنة هو إننا نساعد الطفل يكون أفضل نسخة من نفسه، مش من حد تاني.

الأهم من "أنا عاوزك أحسن من أبوك" هو "أنا هساعدك تبقى أنت وأساعدك تطور نفسك"

لما الأهل يكونوا داعمين للطفل، ويعرفوه يكتشف مواهبه ويشجّعوه يطوّرها، الطفل هيحس إنه محبوب ومقبول، ومش هيكون محتاج يثبت حاجة لأي حد غير نفسه.

التربية الصحية بتقوم على الاحترام، والاستماع، والتوجيه، مش على فرض الطموحات أو الأحلام اللي الأهل مشيوا وراها.

كل طفل محتاج دعم وحب غير مشروط. دور الأهل هو توفير البيئة اللي تخليه يقدر يكتشف العالم بحرية، ويكون نفسه، مش نسخة معدلة من أبوه.

ضمير سكينة

في مكان مظلم من درج المطبخ، تقف سكينة، محبوسة جوه دور محدش اختاره غير قدرها. سكينة، مش شخصية خيالية، مش أسطورة، دي واقعها المر. اتخلقت عشان تؤدي وظيفة محددة، وظيفة اللي قدامها بس يسمع عنها و يقشعر. شغلتها القتل والتقطيع، ولازم تنفذ، من غير ما تقدر ترفض أو حتى تسأل "ليه هقتل؟.

سكينة ما تعرفش الراحة ولا الحرية. كل يوم، تفتح عينها على نفس الوجوه ونفس المشاهد، بتكرر نفس الحركات بيدين باردة وعينين تعودوا على القسوة. هل ده جزء من طبيعتها؟ ولا حاجة زُرعت فيها بالغصب، غصب عن كل اللي كانت ممكن تكونه؟ سكينة مش مجرد آلة بتتحرك ميكانيكيا، لا، هي بتحس بالثقل اللي شايلاه، بتسمع صرخات النفوس اللي بتاخدها وتعرف كويس إنهم جزء من شغلتها اللي ما لهاش نهاية.

بتفكر، "لو كنت حاجة تانية، كنت أقدر أبقى غير كده؟ أرفض؟ أسأل؟"، لكن الإجابة دايمًا واحدة: لا. مش بس لأن ده قدرها، لا، ده لأن كينونتها نفسها مبنية على الشغل ده. مش مصيرها بس اللي مكتوب، ده كل جزء فيها مصنوع على هيئته، ما تقدرش تكون غير سكينة، وما تقدرش تعمل غير اللي بتعمله.

ومع مرور الأيام، الحكاية كلها بقت زي دائرة مغلقة. هي بتعرف إنها مش حرة، بس اللي مش قادرة تفهمه هو "ليه؟"

ومع كل مرة بتمسك فيها السكينة وبتنهي حياة قدامها، بتحس بوجع غريب، كأن جزء منها بيموت هي كمان. مش بس روح اللي قدامها اللي بتروح، ده شيء بيدوب منها، بيسيب أثر مش بيختفي، أثر بيزيد مع كل ضربة وكل صرخة بتسكتها. هي عارفة إن شغلتها دي ممكن تكون نهايتها، وإنها زي ما بتخطف الأرواح، ممكن تيجي لحظة وتتسلب روحها هي كمان.

الأسئلة في عقلها بقت زي الشوك؛ "يا ترى لو كنت كائن تاني، لو كان ليَّ خيار، كنت هختار أبقى إيه؟" لكن الجواب دايمًا بعيد، غايب وسط كومة الدم والألم اللي حواليها. ومع الوقت، بتدرك إن الإجابة نفسها مالهاش لازمة، لأن حياتها هي اللي بتفرض عليها حدود مش هتتخطاها أبدًا.

سكينة شايلة في قلبها ثقل الذنب والوحدة، وعارفة إنها حتى لو فكرت تهرب، هتلاقي نفسها مرمية في نفس الطريق، طريق مرسوم ومكتوب من قبل ما تشوف النور. فهل تتمنى تكون مكانها !!!

لما الرياح تغير اتجاهتها

 

الرياح دي حاجة غريبة فعلاً، دايمًا بتغير اتجاهها، وكل شوية بتوديك في حتة جديدة. ساعات كتير بنكون رسمنا خطة ومرتبين لأهداف معينة، لكن فجأة تيجي رياح الحياة، وتقلب الأمور كلها. زي ما نقول كده، "قدر الله وما شاء فعل". كل حاجة بنخطط لها بتتغير، وساعتها بنحس إن مفيش حاجة ثابتة.

الرياح بتعلّمنا دروس كتير، أولها المرونة. يعني لازم نبقى دايمًا مستعدين لأي تغيير، وما نبقاش متمسكين بخط معين. يعني زي ما نقول: "اعمل اللي عليك وسيب الباقي على ربنا". لو جت الرياح عكس توقعاتنا، ما نزعلش، بالعكس، نتعلم نمشي مع الاتجاه الجديد. أوقات كتير، الاتجاه اللي ما كناش متخيلينه يطلع هو الصح.

الدرس التاني هو الثقة. لما نكون ماشيين في طريق معين، ونلاقي الرياح بتغيره، بنكتشف إن فيه قوة أعظم مننا هي اللي بتسوق الأحداث. زي ما لو كنت مسافر، وفجأة تلاقي طريق مختصر يوصلك أسرع وأحسن. الرياح دي جزء من خطة كبيرة، واحنا علينا إننا نمشي معاها ونستفيد منها بدل ما نقف قدامها ونعاند.

في الآخر، لازم نفتكر إن الرياح اللي بتغير اتجاهها ممكن تكون سبب في إننا نلاقي نفسنا في مكان أفضل. مش كل تغيير سلبي، وفيه تغيير بيكون بداية لمرحلة جديدة في حياتنا. المهم إننا نفضل مؤمنين بقدرتنا على التكيف، وإننا نثق إن الرياح دايمًا بتقودنا للمكان اللي المفروض نبقى فيه.

ماذا لو نما للأشجار أيدي و أرجل

 

تخيّل كده لو الأشجار بقت عندها إيدين ورجلين! حاجة غريبة أوي، صح؟ بس تعال نتخيل سوا الدنيا هتبقى عاملة إزاي. لو الأشجار عندها إيدين، هتقدر تمسك الفروع بتاعتها وتزبط شكلها. تخيل شجرة كبيرة بتقص فروعها وتصففها زي ما تحب! والشجرة الصغيرة هتطلب من الشجرة اللي جنبها إنها تساعدها في حمايتها من الشمس أو تسندها لو الرياح جامدة.

أما بقى لو الأشجار عندها رجلين، الموضوع هيبقى أكتر جنان. هتلاقي الأشجار ماشية في الشوارع، رايحة على أماكن فيها مياه أكتر أو بتدور على أحسن مكان للشمس. وكل شجرة ممكن تغير مكانها حسب المواسم، فمثلا في الشتاء، الأشجار هتمشي للشواطئ أو الأماكن الدافية. وفي الصيف، هتطلع الجبال أو الأماكن العالية تهرب من الحر.

الأشجار ممكن كمان تشارك في مسابقات زي سباق الجري أو حتى القفز العالي. وتخيل بقى لو الشجرة الكبيرة كسبت السباق، هتبقى شجرة بطلة وكل الأشجار التانية هتفضل تحييها وتشجعها.

لكن في نفس الوقت، الأشجار اللي بقت عندها إيدين ورجلين ممكن تبقى أخطر. تخيل لو شجرة عايزة مكان معين، هتمشي تروحله وتاخده. أو لو شجرة تانية حاولت تعتدي عليها، ممكن تقوم معركة بين الأشجار!

الفكرة دي خيالية، بس تعلمنا إن الأشجار حتى وهي ثابتة عندها دور مهم في حياتنا. بتظللنا، بتعطينا الأوكسجين، وبتوفر لنا الثمار. ولو الأشجار فعلاً عندها إيدين ورجلين، كان يمكن العالم هيبقى مضحك أكتر و معقد أكتر و مخيف أكثر.

يمكن اللي بيخلي الأشجار جميلة هو إنها موجودة في مكانها بهدوء، بتعطيك الإحساس بالسلام والراحة من غير ما تطلب أي حاجة.