المقولة دي كتير مننا بيسمعها في حياتنا، سواء من أب أو أم عايزين الأفضل لولادهم. من الظاهر، بتبين رغبة الأهالي إنهم يوفروا لأولادهم حياة أحسن من اللي عاشوها، أو إنهم يصلحوا الحاجات اللي شايفين إنها كانت ناقصة في تربيتهم. لكن، هل المقولة دي فعلًا صحية؟ وهل هي كافية لوحدها علشان تحقق السعادة للطفل؟
أول حاجة، لازم نسأل نفسنا: إيه المقصود بالأحسن؟
هل المقصود هنا النجاح المادي؟ التعليم؟ السعادة النفسية؟ أوقات كتير، الأهل بيبصوا على نجاحات هما ماحققوهاش في حياتهم وبيحاولوا يحققوها في أولادهم، وده ساعات ممكن يخلق ضغوط على الطفل، ويخليه يحس إنه لازم يكون مثالي علشان يرضي أهله.
ثاني حاجة، شخصية الطفل، كل طفل عنده شخصية مستقلة وتوجهات مختلفة. مش شرط إن الطريق اللي الأب شايفه صح يكون مناسب للابن. كل واحد فينا له أحلامه، واهتماماته، وقدراته. لما الأهل يفرضوا على ولادهم إنهم يكونوا "أفضل" بمعاييرهم الشخصية، ده ممكن يحرم الطفل من فرصة إنه يلاقي نفسه ويبني مستقبله بالطريقة اللي تناسبه.
ثالث حاجة، التربية بالمقارنة، المقولة دي بتفترض إن الطفل لازم يقارن نفسه بأبوه طول الوقت. المقارنات دي ممكن تكون مرهقة وتضغط عليه نفسيًا. الأفضل من المقارنة هو إننا نساعد الطفل يكون أفضل نسخة من نفسه، مش من حد تاني.
الأهم من "أنا عاوزك أحسن من أبوك" هو "أنا هساعدك تبقى أنت وأساعدك تطور نفسك"
لما الأهل يكونوا داعمين للطفل، ويعرفوه يكتشف مواهبه ويشجّعوه يطوّرها، الطفل هيحس إنه محبوب ومقبول، ومش هيكون محتاج يثبت حاجة لأي حد غير نفسه.
التربية الصحية بتقوم على الاحترام، والاستماع، والتوجيه، مش على فرض الطموحات أو الأحلام اللي الأهل مشيوا وراها.
كل طفل محتاج دعم وحب غير مشروط. دور الأهل هو توفير البيئة اللي تخليه يقدر يكتشف العالم بحرية، ويكون نفسه، مش نسخة معدلة من أبوه.