الاثنين، 21 أكتوبر 2024

لعبة غرضها النزيف

  


لعبة الغيرة والشك من الألعاب النفسية اللي ممكن الواحد يمارسها بقصد أو من غير قصد، وفي الأصل هي مش حقيقية ومبتعتمدش على أي أساس ثابت، لكن جواها خطورة كبيرة، وممكن تكون مدمرة لو ما اتعاملناش معاها بحذر. اللعبة دي بتزعزع الأمان والطمأنينة في البيت في النهاية.


لما الغيرة والشك بيدخلوا قلب الشخص، بيجرحوه جامد، وبيخلوه ينزف حب وثقة. الجروح دي مش بتقف عند المشاعر بس، دي بتأثر كمان على العقل وبتأثر على إنسانية الشخص ودوره الأساسي في الحياة. ده بيسبب هزة قوية في القيم والمبادئ، وبيخلي الشخص يتردد في الحفاظ على الأسرة واستقرارها، وفي الآخر بيأكل من رغبة الاستمرار والعطاء بصدق.


في نفس الوقت، الشخص اللي مش بيحس بالغيرة بشكل طبيعي بيبقى عنده خلل في إحساسه بقيمته ومسؤوليته. ده ممكن يعكس نقص في احترامه لشريك حياته، وقطع للروابط الروحية بينهم، وده في الآخر بيؤدي لفقدان الإحساس بالمسؤولية تجاه الطرف التاني.


الغيرة الصحية، لو كانت تحت السيطرة، بتعكس الحب والاهتمام، لكن لما تتحول لشكوك متكررة ومستمرّة، بتبقى سلاح مدمر للعلاقة. المهم نتعلم إزاي نحقق التوازن بين الحب والثقة، ونسيب الشكوك عشان نحافظ على العلاقات الإنسانية الدافية والمستقرة.

الأحد، 20 أكتوبر 2024

ما الذي نريده من الطبيب




المعروف ان الوظيفه الحقيقية للطب هو الشفاء، أو الأمل في الشفاء. فالطب وُجد ليكافح الموت و المرض. بالطبع، هذه هي الوظيفه الأساسية للطب، فدائما المرض و الموت هما العدو. و لكن العدو هنا لا يُقهر، و يفوز في النهاية.


الطبيعي أن الدخول في اي حرب مفادها هو الإنتصار و الطبيب دوره قيادة الفريق الطبي للحفاظ على المريض من الموت أو قل الحفاظ على حياة المريض أطول فترة ممكنه.


كثيرا من الأطباء يفهم هذه الفكره و يعرفها جيدا و عندما يطلبها من المرضى تكون نيته هو حثهم على إتخاذ قراراتهم بأنفسهم حسب درجة إحتمالهم، و البعض القليل من الأطباء يشجع المريض و يحثه على الإستمرار كنوع من الجهاد و المبارزة.


و لكن عندما يصبح المرض مستحكم و لا يُرجى شفاءه، فهل عند الطبيب القدرة على توجيه المريض على ترك القطار يمر، أم انه يستمر مع المريض في معاناة و هو يعرف أن الشفاء ليس بقريب.


من فضلك لا تجيب على السؤال إذا لم تكن طبيبا ...


الخميس، 17 أكتوبر 2024

الحياة كتاب إحتمالات

  


الحياة بجد كتاب كبير مليان احتمالات، كل صفحة فيه حكاية جديدة وكل سطر اختيار بيغير حاجات كتير. وإحنا ماشيين في الكتاب ده، بنلاقي حاجات تخلينا نوقف ونفكر، ونقول: "هو ده اللي أنا عايزه؟ هو ده الطريق اللي يريحني؟"


في كل لحظة بنعدي فيها، بنواجه اختيارات، بعضها صغير زي إنك تختار تاكل إيه للفطار، وبعضها كبير، زي إنك تختار شغلك أو الشخص اللي تكمل معاه حياتك. الاختيارات دي هي اللي بتشكّل حياتك وبتخليك الشخص اللي انت عليه دلوقتي. ممكن نعدي بلحظات نحس فيها إننا غلطنا، أو إننا أخدنا الطريق الغلط، بس مين عارف؟ ممكن الطريق ده يكون هو اللي بيودينا لحاجة أحسن ما كناش متخيلينها.


الحياة ماشيّة زي الكتاب اللي مش عارفينه، نعرف الصفحة اللي احنا فيها بس اللي جاي لسه في علم الغيب. بس ده مش معناه إننا مانحاولش نخطط أو نتمنّى. الأحلام والآمال هي اللي بتدينا الحماس نكمل ونحاول نكتب صفحاتنا بنفسنا. حتى لو ما وصلناش لكل حاجة، على الأقل عرفنا نحاول ونعيش.


الجميل في الموضوع إنك لما تتقبل فكرة إن الحياة احتمالات، بتشيل عن نفسك شوية ضغط. مش لازم كل حاجة تبقى كاملة، مش لازم كل حاجة تحصل بالضبط زي ما خططت لها. عيش اللحظة، واستمتع بالرحلة، وسيب الاحتمالات تفاجئك، و الأهم أنك ترضى بها.


الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

صبر و تطور

  
 
في حياتنا اليومية، بنشوف كتير من الأمثلة اللي بتوضح لنا إزاي الطبيعة بتشتغل بنظام ودقة. من أبسط الحاجات اللي حوالينا، زي النباتات اللي بنشوفها بتبدأ ببذرة صغيرة وبالتدريج تتحول لشجرة مليانة ثمار. كل خطوة في نمو النبات بتعلمنا درس عن الصبر والتطور، وبتفكرنا إن كل حاجة في الحياة بتاخد وقتها عشان توصل للمرحلة الكاملة.

في بعض النباتات، زي الكرنب، تلاقي النمو بيتم بشكل تدريجي وواضح. الورقة تطلع وبعدها التانية، وكل ما يكبر النبات تلاقي الورق يلف على بعضه لحد ما يعمل الكرنبة كاملة النمو. دي بتبقى علامة واضحة على إن النبات وصل للمرحلة النهائية من نموه.

في نباتات تانية، زي المانجو أو الجميز، تلاقي الثمار بتبدأ صغيرة وبسيطة، ومع الوقت بتكبر وتتغير في الحجم والشكل لحد ما توصل لحجمها الطبيعي وتبقى جاهزة للأكل. التغيرات دي بتوضح إن النمو مش عملية لحظية، لكنها بتاخد وقتها وبتحتاج للصبر.

الطبيعة دايماً بتعلمنا إن النمو مش بيجي مرة واحدة، لكن على مراحل، وكل مرحلة فيها تطور وتغير بسيط لحد ما نوصل للنتيجة النهائية. ده بيفكرنا إن كل حاجة في الحياة بتاخد وقتها ومش لازم نستعجل، زي ما الزرع بياخد وقته عشان يكمل نموه.

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024

ثقافة تلطيف الألم

 

في الأيام اللي فاتت، بقيت بسمع كلمات منتشرة بين الناس تعكس القيم الأخلاقية والثقافية، وتنشر فكرة إن كلنا واحد. بقى المثقفين اللي بيأثروا على المجتمع متفقين إنهم يستخدموا ألفاظ تخفف من آلامنا وتخليها أهون علينا.

يعني بدل ما نقول "الصم" بقينا نقول "المعاقين سمعيًا" ، وبعدين بقت "ضعاف السمع"، وبمرور الوقت، ظهر مجتمع الصم بحد ذاته، وبقت فيه ثقافة الصم. وبقى الناس اللي بيتكلموا لغة الإشارة لهم مكانة وقدوة في المجتمع.

بنفس الطريقة، بقت فيه ثقافة للناس اللي عندهم سرطان، في كل مستويات المجتمع. سواء كنت شلت ورم صغير بعملية أو كنت بتحارب مراحل متقدمة من ورم منتشر، إنت بطل ومناضل. الأيام دي بنسمع ناس كتير بتقول "أنا نجوت من السرطان للمرة التانية".

تلطيف الألم مش مجرد تغيير في الكلمات، دي عملية عميقة بتعكس تغير نظرة المجتمع للناس اللي بيمروا بظروف صعبة. ده بيساهم في تقوية الدعم النفسي والاجتماعي، وبيأكد إن القوة والشجاعة تقدر تكون جزء من هوية أي شخص مهما كانت التحديات اللي بيواجهها.

وكمان الثقافة دي بتعزز روح التفاؤل والأمل، وبتدعم الناس في رحلتهم للشفاء أو التأقلم مع حالتهم. اللغة اللي بنستخدمها عشان نعبر عن آلامنا وتجاربنا لها دور كبير في تشكيل نظرتنا لنفسنا وللعالم حوالينا.

ثقافة تلطيف الألم بتعكس قدرة المجتمع إنه يتطور وينضج، ويعزز قيم التضامن والتعاطف، وده بيخلق مجتمع أكثر إنسانية وتفاهم.

و يبقى الأمل ...

الاثنين، 14 أكتوبر 2024

دورة الحب ... بداية واحده و نهايات متعددة

 


قمت بسؤال عن معنى الحب بين الشريكين لعدة رجال و نساء متزوجين من سنين، بعضهم حديثا و بعضهم من عشرة إلى ثلاثين سنة.


و كان من الطريف ان معاني الحب إختلفت بين سنين الزواج. 


ففي السنين الأولى يُترجم الحب على أنه إحتياج و راحة. ثم تتراكم المعاني و تتقلب فيكون الحب عبارة عن ألفة و إرتباط. ثم تتعمق أكثر فيكون السند و الإتكاء.


كثير من الرجال بعد سنين من دوام الزواج يظنون أنهم لا يحبون زوجاتهم بنفس المعاني التي إعتادوا عليها و تعتقد الزوجات ذلك أيضا، و لكن ذلك نظرا لتعريف حب المراهقة او الحب المبني على الهرمونات و حب الإكتشاف.


في بداية الزواج يكون الحب عبارة عن شعلة و لهيب ثم تحدث دورة الحياة من أحداث و صدامات و أزمات و حلول و إتفاقات فتهدأ ثورة المشاعر و يبدأ كل شريك في إكتشاف الآخر و معرفته معرفة دقيقة. و مع كل دورة حياة تحدث، تتساقط الأقنعة بينهم و تظهر طباعهم على حقيقتها. فإما تظهر طيبة العِشرة و تستقر الحياة، او تظهر عكسها فتستحيل الحياة.