الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024

ثقافة تلطيف الألم

 

في الأيام اللي فاتت، بقيت بسمع كلمات منتشرة بين الناس تعكس القيم الأخلاقية والثقافية، وتنشر فكرة إن كلنا واحد. بقى المثقفين اللي بيأثروا على المجتمع متفقين إنهم يستخدموا ألفاظ تخفف من آلامنا وتخليها أهون علينا.

يعني بدل ما نقول "الصم" بقينا نقول "المعاقين سمعيًا" ، وبعدين بقت "ضعاف السمع"، وبمرور الوقت، ظهر مجتمع الصم بحد ذاته، وبقت فيه ثقافة الصم. وبقى الناس اللي بيتكلموا لغة الإشارة لهم مكانة وقدوة في المجتمع.

بنفس الطريقة، بقت فيه ثقافة للناس اللي عندهم سرطان، في كل مستويات المجتمع. سواء كنت شلت ورم صغير بعملية أو كنت بتحارب مراحل متقدمة من ورم منتشر، إنت بطل ومناضل. الأيام دي بنسمع ناس كتير بتقول "أنا نجوت من السرطان للمرة التانية".

تلطيف الألم مش مجرد تغيير في الكلمات، دي عملية عميقة بتعكس تغير نظرة المجتمع للناس اللي بيمروا بظروف صعبة. ده بيساهم في تقوية الدعم النفسي والاجتماعي، وبيأكد إن القوة والشجاعة تقدر تكون جزء من هوية أي شخص مهما كانت التحديات اللي بيواجهها.

وكمان الثقافة دي بتعزز روح التفاؤل والأمل، وبتدعم الناس في رحلتهم للشفاء أو التأقلم مع حالتهم. اللغة اللي بنستخدمها عشان نعبر عن آلامنا وتجاربنا لها دور كبير في تشكيل نظرتنا لنفسنا وللعالم حوالينا.

ثقافة تلطيف الألم بتعكس قدرة المجتمع إنه يتطور وينضج، ويعزز قيم التضامن والتعاطف، وده بيخلق مجتمع أكثر إنسانية وتفاهم.

و يبقى الأمل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق