الأحد، 14 يوليو 2024

تعزيز الأنا عند طفلي و تكوين هوية مراهقته

 

تعزيز الأنا وتكوين هوية متماسكة لدى الأطفال هو أحد الأهداف الأساسية في التربية. يقول علماء التربية إن شخصية الطفل وأناه الداخلية تتشكل عبر أربع مكونات رئيسية: التفاؤل والمرونة، الإنتاجية والاستقلال، الدفء الأسري، والعلاقات الشخصية والمهارات الاجتماعية. هذه المكونات ترتبط بشكل وثيق بأداء الطفل اليومي واندماجه مع العالم من حوله.

الأطفال المرنون يظهرون توازناً في علاقاتهم وحضوراً اجتماعياً قوياً. هم قادرون على تقبل التغير بسهولة، ولديهم رغبة مستمرة في تعلم مهارات جديدة. هؤلاء الأطفال يسعون لتحقيق أهدافهم ولا يتخلون عنها إلا عند اقتناعهم بزوال أهميتها. يمتازون بالدفء الأسري والحنان، ولديهم قدرة عالية على فهم مردود سلوكياتهم، مما يسهل عليهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بوضوح.

الأطفال الذين يتمتعون بقدرة عالية على الإنتاجية والاستقلال يكونون قادرين على إتمام المهام والمشاريع بكفاءة. هذه القدرة تمنحهم شعوراً بالإنجاز والثقة بالنفس، مما يعزز من تقديرهم لذاتهم ويحفزهم على تحقيق المزيد.

الدفء الأسري يلعب دوراً محورياً في تعزيز الأنا لدى الأطفال. الشعور بالحب والدعم من الأهل يوفر للأطفال بيئة آمنة ينمون فيها عاطفياً ونفسياً. هذا الدعم يساعدهم على تطوير علاقات صحية مع الآخرين ويمنحهم الثقة اللازمة للتعبير عن أنفسهم.

تطوير المهارات الاجتماعية والعلاقات الشخصية يساعد الأطفال على التفاعل الإيجابي مع محيطهم. هذه المهارات تسهم في تعزيز شعورهم بالانتماء وتحسين قدرتهم على التكيف مع المواقف المختلفة.

يقسم علماء التربية الأطفال إلى نوعين بناءً على مكونات الأنا الأربعة: الأطفال المرنون والأطفال المنسحبون.

الأطفال المرنون: هؤلاء الأطفال لديهم توازن أكثر في علاقاتهم، وحضور اجتماعي قوي، وقدرة على تقبل التغيرات. يميلون إلى أن يكونوا مسؤولين ولديهم رغبة في تعلم مهارات جديدة وتحقيق الأهداف. يتسمون بالدفء الأسري والحنان، ويمتلكون استبصاراً عالياً بمردود سلوكياتهم، مما يجعلهم قادرين على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بسهولة.

الأطفال المنسحبون: في المقابل، الأطفال المنسحبون غالباً ما ينظرون للمستقبل بتشاؤم، ويتخلون عن أعمالهم بسهولة عند مواجهة أي مشكلة. يعانون من تقلبات مزاجية وغضب واضطراب في الأفكار، ولا يتحدثون لأحد عما يضايقهم.

عند وصول الأطفال إلى مرحلة المراهقة، تظهر هذه المكونات بشكل أوضح. الأطفال الذكور المرنون يزداد لديهم تعزيزهم لأناهم أكثر من الإناث، بينما المنسحبون منهم يكونون عرضة للإصابة بالاكتئاب بشكل أكبر. بالنسبة للإناث المنسحبات، فإنهن يميلن إلى التحكم الذاتي الشديد وعقاب أنفسهن بطرق صارمة.

السبت، 13 يوليو 2024

عندما تزوج الأبيض مع الأسود فوُلِد لونا ليس له لون



كان رجلا غريبا، هذه هي الصفة التي تخرج من وجهه، غير مريح، نظراته، طباعه، ملابسه، حتى رائحته. هذا الرجل يعشق الكلام عن النار و يرفض بشدة أي كلام عن الجنة. لطالما نظر للدين و الحياة على أنها الطريق للنار و أن عليه بكل مقدرته أن يبتعد عنها، فلا طموح لديه إلا إتقاء شرها.

هو رجل وحيد فالصداقات مدخل للغلطات و الصديق ساحب للنار، غير مثقف فلا يقرأ حتى لا يتغير فكره و يتأثر بالملحدين. لا يحب المستشرقين و المتكلمين في الدين، صلب غير محب فلا يفتح قلبه لأحد حتى لا يجد الشيطان طريقا له.

تزوج من امرأة حنونة، عطوفة، كريمة، و لكنها حزينة، مكسورة، حاولت النجاح في زواجين و لكنها لم تستطع، تزوجته لتمسكه بتعاليم دينه فلا مرجع لأفعاله و كلامه إلا ما يفقه عن دينه.

عاشت معه في البداية و هي راضية و لكن مع مرور الأيام بدأت تفهم طباعه. إبتعدي، قاطعي لا تصاحبي، إصمتي لا تتكلمي، لا تخرجي، لا تعرفي، لا تشاهدي. ثم وصل إلى صومي لا تأكلي، صلي لا تنامي. تعبدي و تعبدي و تعبدي، فدخول النار أسهل من دخول الجنة.

نظرت لنفسها و نظرت لنفسه، تريد أن تدخل الجنه و هو يريد أن يبتعد عن النار، هما مختلفين و لكل منهم مبدأ حياة مختلف. فالوصول للجنة لا تعني الإبتعاد عن النار.

دام هذا الزواج بين اللونين حتى إمتزجوا و وصل أول لون بينهم، طفل ذكر، طبعا هو أراد أن يكون خليفته في الإبتعاد عن النار و هي إعتبرته ملاذها في الوصول للجنة. فهو سيربيه ليكون قاسيا لا يُعصر و هي ستربيه ليكون لينا لا يُكسر.

كبر الولد و أصبح يلازم والده خارج البيت و يشرب من طباعه و قول قوله و أصبح يشاركه في أفكاره. طبعا تضايقت الأم و أصرت بين نفسها على تغير إبنها و تعليمه أصول اللين. فالوصول للجنة في نظرها يتمثل في إظهار المحبة.

أصبح الولد رجلا بارا لأبيه و يشارك في عمله و بارا بأمه و يشاركها في أعمال المنزل. إختار لنفسه طريقا وسطا بينهم. إنه يسعى جاهدا للوصول للجنة و يسعى جاهدا الإبتعاد عن النار. و لكن في لحظة، دخل الشيطان في حياته فجعله يبتعد عن جنته و يجري مسرعا ناحية ناره.

وجد الأب نفسه يصبح أكثر خوفا و أكثر قساوة معه، يا إبني لا تسير ناحية النار. و وجدت الأم نفسها أكثر خوفا و أكثر لينا، يا إبني لا تبتعد عن الجنة. و لكن الإبن أصبح ضالا، لا يريد الإهتداء. فقد عاش عمره ممزقا بين طرفين بعيدين في تفكيرهما و المسافه كبيره بين وجهتي نظرهما. أصابه الشك في تفكيرهما و أراد أن يكون مختلفا عنهما.

رأى لنفسه طريقا أقل ضغطا و أقل مسؤولية، طريق الحرية. سيبتعد، سيظل بعيدا عن أبيه و عن أمه و عن كل تعاليم دينهم في البيت. سيجرب بنفسه، سيحارب الأفكار، سيترك ما يجبره، و سيتحرر.

الخميس، 11 يوليو 2024

الإستثنائية و الإنتهازية

 

لقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن الكثير من الشباب يسعى لتغيير بعض المفاهيم المعروفة إلى مفاهيم جديدة، تستدعي فهمهم الكامل لأهمية الاعتماد على النفس وكيفية تحقيق أحلامهم وفهم شخصياتهم.

يحاول الشباب بناء ثقافة شخصية أكثر استقلالية، وتجهيز أنفسهم للانخراط في مجال العمل بصورة فردية وأكثر تنافسية. نتيجة لهذه الثقافة، تم استحداث معاني جديدة للفشل تعتمد على: قلة الشغف، انعدام الطموح، وعدم القدرة على استغلال الفرص. وفق هذه النظرة، أصبح البحث عن الاستثنائية هو الطريق الوحيد الناجح لتحقيق مكانة في المجتمع وسوق العمل.

وبالتالي، أصبحت معاني الاستثنائية مجردة من القيم الأخلاقية والإنسانية، وأصبح من المسموح تسلق زملائك وأقرانك لاقتناص الفرص منهم. أصبحت الوصولية فضيلة يتشبع بها الشباب للتسابق نحو مراتب الترقي الوظيفي.

لم يعد مهمًا أن تكون لك سمعة طيبة بين الناس أو سيرة جيدة بين الزملاء، بل الأهم هو أن تكون استثنائيًا (أو انتهازيًا) لتثبت قدرتك على الوصول والتحدي واستحقاق الاستثمار في تطويرك، وهذا يعتمد كليًا على مدى قربك من رؤسائك وأصحاب الأعمال.

هذه النظرية تستند على فكرة أن الإنسان يتعرض لقوتين متضادتين في حياته يحاول التملص بينهما: القوة القهرية الجبرية من ناحية، والقوة الناعمة والإغراءات من ناحية أخرى. فأي من القوتين تستطيع أن تضغط لتشوه مفاهيم الشرف والأمانة لتحولها إلى انتهازية أو استثنائية؟ الشخص الناجح في التملص من بينهما يعيش حياته بهدوء، بعيدًا عن أن يكون قاهرًا لمتابعيه أو موظفيه أو حتى أولاده.

أتمنى أن نتذكر أن القيم الأخلاقية والإنسانية هي الأساس الذي نبني عليه حياتنا. النجاح الحقيقي يأتي عندما نحافظ على نزاهتنا ونحترم الآخرين في رحلتنا نحو تحقيق أحلامنا. و نبقى أوفياء لقيمكم، ويجب علينا ان نتذكر أن الاستثنائية الحقيقية تتجلى في قدرتكم على التمسك بالحق والعدالة في مواجهة التحديات.

الأربعاء، 10 يوليو 2024

كميات محسوبه

 

تعتبر عملية تغذية الزرع من العوامل الرئيسية في زيادة الإنتاجية الزراعية، يعني الزرع المضاف له مغذياته في اوقاتها و بكمياتها المحسوبة، تتضاعف فيه الإنتاجية، و تقاوم فيه الأزهار عوامل الرياح و الشمس المجهدين، و تستطيع الأغصان حمل ثقل الثمار بدون ان تنكسر او حتى تنثني.

عملية التغذية تعتمد على نوع السماد و تركيز المواد المخلوطة فيه، و حتى على كمية الماء المضافه اليه لتذويبه، و الاهم هو معدل رى الزرع المضاف اليه السماد، فيكون رى تنقيط ام رى بالغمر.

من نظرة أخرى، تختلف نسبة المكونات في كل نوع سماد على حسب تركيبته الكيميائية. فكل نوع يعطي في النهاية تركيز مختلف، مع عدد شحنات سالبة و موجبة في التربة.

مثلا عند إضافة الفوسفات للتربة، ستجد حوالي سبعة أنواع سماد فوسفات. تجد مثلا صخور الفوسفات المكونة من كالسيوم فوسفات و تعطي عند ذوبانها حوالي ثلث الكمية فوسفات و الباقي كالسيوم مع ايونات هيدروكسيد، اما سماد السوبر فوسفات فيعطي في التربة ثلثين الكمية فوسفات و الباقي كالسيوم فقط. و تجد انواع اخرى كالفوسفات احادي البوتاسيوم و ثلاثي البوتاسيوم و فوسفات الامونيوم.


و عند اضافة البوتاسيوم، عليك ان تختار بين كلوريد البوتاسيوم صاحب ال 50% تفكك، او سالفات البوتاسيوم، او نترات البوتاسيوم، او هيدروكيد البوتاسيوم صاحب ال 70% تفكك، او سالفات البوتاسيوم احادي الماغنسيوم صاحب اقل معدل تفكك. و هكذا لكل نوع مغذي. 

طبعا هنا التغذية تعتبر تغذية غير عضوية، بمعنى انها مركبات كيمائية، تصنيعية، لها عوامل تحكم جودتها، فتختلف جودة نفس نوع السماد على حسب المصنع و المورد. فتجد سماد درجة اولى و اخر درجة ثانيه حتى درجة عاشرة.

في الاخر عليك ان تعرف ان السماد يحتوي على العناصر الكبرى الاساسية في النمو و التزهير و التجذير فقط و عليك اضافة العناصر الصغرى معه كالبورون و الزنك و النحاس و المولبيديوم.

و على حسب إرادة المزارع، فأي عملية تسميد سينتج عنها بيئة داخلية تعيش فيها الزرعة، فإما تقوى و تواجه، أو تضعف و تموت.

الثلاثاء، 9 يوليو 2024

أين هي



المعروف أن جسم الإنسان عبارة عن خلايا متراصه بجانب بعضها لتؤدي مجموعه من وظائف، مزروعه بداخلها. و أن لكل نوع مجموعة من الجينات التي تعمل بطريقة أوتوماتيكية، لتنتج خواص لنوع النسيج و العضو التي تكونه. و أيضا المخ فهو يعتبر عضو من أعضاء الجسم و هو عبارة عن خلايا متراصه بجانب بعضها أيضا بقية الأعضاء.


فكرة أن جميع خلايا الجسم مجرده من التفكير و الإراده، و أنها كالكمبيوتر مثلا تحتاج لمن يشغلها و يجعلها تعمل وظيفه معينه بتسلسل معين في وقت معين فكرة تعتبر صحيحة.


ماذا لو كنا نعتقد خطأ بهذه الفكره، و أن هناك مجموعه من الخلايا التي تتحكم فعليا في كل خلايا الجسم. 


ماذا لو كانت هذه الخلايا هي من يتحكم في كل الخلايا الأخرى. أين سيكون مكانها؟ إنها لا تحتاج لمكان كبير و لا لعظام تحميها، إنها قد تكون بأي مكان. فأين هي؟


الاثنين، 8 يوليو 2024

الميلاد الجديد في الزواج ... توافق الأرواح وتكامل الشخصيات


هل الإنسان يولد من جديد عندما يتزوج؟ هل هو ميلاد يكتمل فيه معنى الحياة؟ وهل بيت الزوجية هو الأرضية المناسبة لإبراز هذا الميلاد الجديد؟ هل الميلاد يحدث للطرفين أم لطرف واحد والآخر يكون بمثابة الوالد أو الوالدة؟

في الحقيقة، بين الزوجين لا يوجد ميلاد جديد بمعنى أن الرجل ليس والداً للمرأة، والمرأة ليست والدة للرجل. نحن مختلفون ولكل منا سماته وشخصيته، لكننا متوافقون وأرواحنا تكاملت مع بعضها.

جوهر الزواج وبناء بيت عائلي يحتاج إلى شخصيات مختلفة في السمات ولكن متطابقة في الجوهر وفي العطاء والتواضع. فالخير لا يجتمع مع الشر في البيت، والعطاء لا يجتمع مع الأنانية والبخل، والتواضع لا يجتمع مع حب النفس ونرجسيتها.

الفكرة هنا هي القدرة على معرفة جوهر شخصية الطرف الآخر وتحديد مدى تطابقها مع جوهر شخصيتك. هذا التوافق في الجوهر والعطاء والتواضع هو ما يحقق القبول والأمان، ومن ثم تنشأ الرغبة والتسليم والاستمرار.

الزواج هو رحلة يشارك فيها الطرفان، رحلة تتطلب الصبر والتفهم والتضحية من أجل بناء علاقة قوية ومستدامة. ليس فقط من خلال توافق السمات الشخصية، بل من خلال الالتزام المتبادل والاحترام العميق. في هذه الرحلة، يتعلم كل طرف من الآخر، ويتطوران معاً، يكبران سوياً ويكتشفان أعماق جديدة في شخصياتهما.

العلاقة الزوجية تتطلب تواصل دائم وتفاهم مشترك. قد تكون هناك تحديات وصعوبات، ولكن القدرة على تجاوزها والتغلب عليها معاً هو ما يعزز الروابط بين الزوجين. إن الميلاد الجديد ليس في تغيير جذري للشخصية، بل في القدرة على النمو والتكيف والتعايش بسلام وسعادة مع شريك الحياة.

إن الزواج الناجح هو الذي يجمع بين الشخصيات المختلفة، ويجعل منها نسيجاً واحداً متكاملاً. إنه شراكة حقيقية تعتمد على الحب والاحترام والتفاهم. فكلما زاد التوافق في القيم والمبادئ، كلما زادت فرص النجاح والاستقرار والسعادة في الحياة الزوجية.

x