هي كانت بيضاء، جميلة، عفية، ملامحها جريئة، تتدفق منها الحيوية و النشاط، و لكنها رفيعة. تعمل في النهار و زوجة و أم في الليل. راضيه بحالها و فرحة بحياتها الهادئة و الهانئة.
هو كان طويلا، عريضا، خشن الملامح، مربع الوجه، فكه السفلي عريض، يأكل كثيرا و يشرب كل عصير البيت. يتشجأ و يتثاءب بصوت عالي.
يحبها و تحبه، عندهم طفلين جميلين، سعداء في البيت جميعا. يوميا قبل ميعاد النوم تجلس العائلة الأربعة مع بعضهم و يجمعهم حضن جماعي دافئ و يتبادلوا القبلات و يتمنون لبعضهم الأحلام السعيدة.
يدخل الأطفال ليناموا و يجلس الزوجين مع بعضهما بعض الوقت في هدوء و ينسجموا في فيلم أو موسيقى أو قراءة. يحدث هذا كل يوم ثم يناموا. و في الصباح تستيقظ الأم و تحضر الفطور و يستيقظ الأب و يساعد أولاده.
و في إحدى الأيام إنتظرت الزوجة و الأولاد أباهم ليأتي و يأكلون عشاءهم، و لكنه إتصل ليخبرهم بأنه سيتأخر قليلا، فإجتماع طارئ في العمل لوجود عطل يجب إصلاحه قبل الصباح. تفهمت زوجته و لكن حزن أولاده و أنكروا الحضن المسائي و تبادلوا قبلات النوم ببرود.
كانت هذه المره الأولى التي لا يكون معهم و لم تكن الأخيره. فالرجل أصبح يغيب عن البيت مرتين أو ثلاثة أسبوعيا، و ظلت زوجته تواسي أولاده و تحاول أن تجد العذر لغيابه. حتى حدث في يوم حادث ...
رن هاتفها ليلا من رقم غريب، فزوجها في المستشفى، لم تصدق نفسها و إرتعبت. وضعت الأولاد عند جارتها و إنطلقت للمستشفى و عند وصولها لغرفته رأته متكسرا، متهشم الرأس و الصدر. ذهلت لحال زوجها و بكت بشدة حتى هدأتها الممرضه بأنه حي يرزق و لكنه يجب أن يبتعد عن البقر و الجاموس فترة من الوقت.
نظرت لها بتعجب و إشمئزاز، كيف تقول هذا عن زوجها و أبو أولادها و حبيبها و مصدر دفئها. و لكنها تركتها لتجلس بجانب حبيبها.
نام الرجل المتهشم، فأخذت الزوجه هاتفه و فتحت ملف الصور فيه لترى أولادها، فنيتها طيبة. و لكنها وجدت مجموعة من الصور يظهر فيها زوجها و هو مع جاموسه. صور كثيره مع نفس الجاموسه.
جاموسه حقيقية، بيضاء، جميلة، عفية، ملامحها جريئة، تتدفق منها الحيوية و النشاط و لكنها بدينة.