إستيقظ إبن الثلاثين من نومه مبكرا على غير العادة، فقد واصل ليلة الأمس مع سهرة الأغاني الرومانسية و الحزينة. يثري على حاله و على محاولاته. يسمع القديم من حليم و الجديد من دياب
ينسج في خيالاته شكل محبوبته و كيف يحب أن يراها. مره تكون بشعر ناعم، و مرة تكون بعيون سوداء، و مرة رفيعة، و مره طويلة
يجلس مع نفسه كثيرا لا يعلم كيف يجدها و إن وجدها فكيف سيبدأ الكلام. سيناريوهات و قصص ينسجها في خياله و يفكر في ماذا سيكون كلامهم و كيف تحدث خلافاتهم و كيف سيحلوها مع بعضهم. يفكر في معاني الود و الرحمه و كيف سيكون طيب القلب معها و يشعرها بحبه و دفئ قلبه
إنه مازال يبحث عنها، يتكلم مع أمه و جيرانه و أصدقائه. هل تعرفونها، هل تعرفون أي واحدة هي حبيبتي. يرى و يسمع من الكثير و يتكلم مع الكثير و لكنه لا يستطيع أن يجدها... فقرر رسمها
أخذ ورقة و قلم و بدأ في الرسم و لما فرغ وجدها قبيحه، قبيحة في عينية، فقرر تعلم الرسم. ذهب لنادي للرسم و جلس يتعلم و يحاول و يرسم و يمزق، ثم يرسم و يمزق. إنه لا يريد أن يرسم أي واحده يراها، إنه يريد أن يرسمها هي، لا أحد غيرها
تعلم رسم العيون و الجفون و تعلم رسم الأفواه و الشفاه و رسم الأذان و الرقاب، ثم تعلم رسم الذراعين و القدمين ثم أتى الباقي و الباقي. يا لها من رسمه جميلة، إنها تكاد تنطق. نظر لها من بعيد و قال نعم إنها أنت. أنت من أريد، أنت من أحب. و لكني رأيتك من قبل، فأين يا ترى
شغلته الفكره بعمق، أين رأها و إلتصقت صورتها في قلبه و سرقته يديه و أخرجتها كرسمة على الورق، إنها حبه، حبه هو و ليس أحد غيره. غير مسموح أن يسرقها أحد منه و لا حتى يديه.أسرع ليأخذ الصورة و يمزقها، لن تسرقها يداي من قلبي ثانية، ستكوني في قلبي و عيني دائما. لابد أن أمزقك. ثم تذكر
صرخ بأعلى صوته لقد تذكرت أين رأيتها، لقد تذكرت حبيبتي، و لكن هل هذا فعلا حقيقي، هل أنت زيتونه. زيتونة الحب الوحيد لأقوى رجل في العالم. كيف سأتمكن من الحصول عليكي، كيف أسرقك منه و آخذك معي، كيف سأقاتل رجلك و أغلبه، كيف سأتجنب أن أفقدك بعد أن تذكرتك
الحل الوحيد الذي لا يوجد مفر منه هو أن أدخل بينكم كرسمة على الورق، أكون فيها الرجل الأقوى و عضلاتي هي الأضخم. أستطيع أن أتقاتل مع من يجد قوته في علبة السبانخ