إستيقظ الولد حوالي الثالثة صباحا، يشعر بعطش شديد، فخرج من غرفته و إتجه للمطبخ ليشرب. دخله فرآى شعاع نور قوي يدخل من الشباك
تعجب و ذهب ليلقى نظرة من الشباك على مصدر هذا الضوء العجيب. رآى أمامه في البيت المقابل لهم أجمل بنت في الوجود. إنها تشع بياضا و جمال. يخرج منها الضوء و كأنها شمس الصباح. غاص الولد في حب جمالها ثم قال في نفسه بصوت غير مسموع، ما أحلاك و ما أجمل جمالك. سمعته الفتاة ثم رفعت عينيها و نظرت إليه نظرة قاسيه ثم أغلقت شباك غرفتها بعنف
لم يعرف الولد طعم النوم في هذه الليلة و جلس يفكر فيها و يسرح في جمالها. و في الصباح ذهب لشباك المطبخ ليسرق نظرة أخرى على غرفتها لعلها فتحت شباكها
نظر من شباك المطبخ و دخل في قلبه الفزع، ما هذا، لا أرى شيئا. لا يوجد أمام الشباك إلا منزلا قديما متهالك بدون شبابيك و يبدو أنه غير مسكون. تعجب الولد من المنظر و كاد أن يخرج من شباك مطبخه يتفقد المكان بوضوح، أين إختفت غرفة الفتاة. لقد رآها بعينيه. كيف تعيش في هذا المكان الموحش و الغريب
و في المساء بعد أن نام جميع أفراد عائلته، جلس بهدوء شديد في المطبخ يسترق النظر من الشباك، منتظرا نورا يخرج من الغرفه. إنتظر حتى نام
و بعد منتصف الليل بقليل، إستيقظ على صوت همهمة غريبه، كأنه يفهمها و لكنه لا يستطيع تميز كلماتها، قفز من مكانه و نظر في الشباك. رأى البنت، رآها ثانية، دقق النظر فيما رآه هذه المره و لكنه ذهل
رأى شعرها الأصفر الناعم يتدلى من سماء حجرتها و كأنها تقف بالمقلوب و شعر بأنها تترنح للأمام و للخلف و تضع يدها حول وجهها و تتكلم بصوت منخفض جدا. شعر الولد بريبة شديدة و دخل الفزع في أحشائه و دق قلبه. تراجع و جلس على بلاط المطبخ ليفكر، ما هذا الذي أراه
حاول أن يهدأ من روعه، حاول أن يتكلم مع نفسه و لكنه لا يستطيع أن يفهم، أقنع نفسه بصعوبه أن يعاود النظر من جديد، ينظر لفتاته، لحبه. ينظر من جديد لعله يفهم لماذا تقف بالمقلوب
رفع رأسه ببطء من شباك المطبخ و لكنه لم يرى شيئا، لقد إختفت الفتاة، إختفى الضوء و إختفى الشعر الأصفر. هدء قلبه و شعر بإرتياح و لكن عينيه وقعت على عيون غريبه في ظلمة الغرفه. عيون كأنها خضراء لامعه و لكن لونها خافت، دقق النظر و أجمع تركيزه على مكان العيون
و بسرعه شديده خرج من الغرفه طائر، قفز أمامه بسرعة البرق. طائر أبيض غريب، كأنها بومه و لكنها بيضاء و عيونها خضراء. أطلقت صرخه سمعها جيدا، سمعها و كأنها تقول آدم أيها اللص سوف آتي إليك
أضاء آدم نور غرفته و جلس فيها يفكر، لم ينم في ليلته، لقد دخل الرعب في قلبه، كيف تكون بومه، و هل هي البنت، هل تتحول البومه لبنت، و كيف تكون بهذا الجمال، و لكنها .... كيف تعرف إسمي، و لماذا قالت أني لص
هدأ خوفه بعد فترة و قرر أن يستلقى على السرير لينام، أطفئ نور غرفته و إستلقى. و في هدوء الليل سمع صوتا داخل غرفته، صوتا كأنه همهمه و لكنه لا يسمعه ليفهمه.
فتح عينيه على آخرهم، إنه نفس الصوت، صوتها. إنها تعرفني، لقد قالت سوف آتي إليك و لقد جاءت، سوف تقتلني، سوف تأكلني. تجمد آدم على سريره كأنه لوح من الخشب، لا يحرك حتى جفون عينيه، يتنفس بعمق وكاد قلبه أن ينفجر
شعر بأن شيئا يمشي في الغرفه، يسمعه و لكنه لا يراه. إنه لا يريد أن يراه، سيتجمد و يتحول لصخره إذا رأى عيونها، إنها بومة الموت
هدأ الصوت و هدأ قلب الولد، نظر لباب غرفته فرآى شيئا معلقا في الظلام من سقف غرفته و كأنها ورقه مربوطه بخيط. تخرج من الورقه رائحة نفاذه و غريبه. قفز من سريره و أمسك بالورقه و فتحها فوجد فيها كلمات تشع ضوءا أخضر باهتا. مكتوب فيها لقد سرقتي و سرقت ضوئي مني، إنه ملكي أنا. لقد دخل الضوء في عينيك و يوما ما سأسترده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق