باب لنفسك و أب لنسلك

لكل إنسان مجموعه من الأدوار إللي بيؤديها في حياته سواء مع نفسه أو مع مجمتعه. زي مثلا أنك تكون إبن و صديق و جار و زوج و أب و زميل عمل. لكل دور من هذه الأدوار مقاييس و خصال منها العالي و منها (الواطي). الخصال ده عبارة عن أبواب و مداخل للشخصية يتمسك بها الإنسان و يتشخص بها في مواقف و يقاومها في مواقف أخرى حسب ثقافته و أهوائه

في مجموعة من خمس خصال بيؤثروا على الشخصية و على القرارات سواء في الحياة الشخصية أو الأسرية أو الإجتماعية. خمس خصال بتحدد مدى ميلك إلي الوقوع في الكرب النفسي و الأفكار الغير عقلانية و الإستجابات الزائدة و قدرتك على إسعاد نفسك و محاوطة نفسك بمن يسعدك و مدى تحملك لإكتشاف ما هو غير مألوف و مدى إنجذابك للتغير و تحدد أفكارك و مشاعرك و إنفعالاتك تجاة أي علاقة بتواجهها

الخصلة الأولى هي درجة توافقك مع ثباتك الإنفعالي يعني القلق و العصبية و الوسواس من ناحية و الهدوء و الإسترخاء و الأمن و الرضى عن النفس من ناحية تانية

و الثانية هي قدرتك على التفاعل مع الأشخاص و التعرف عليهم فتجد إنسان إجتماعي و نشيط و ثرثار و متفائل و مرح و تجد إنسان آخر منسحب و متحفظ و متشكك

الخصلة الثالثة هي التلقائية و الإهتمامات يعني في واحد محب للإستطلاع، واسع الإهتمامات، مبدع، خيالي و غير تقليدي و في واحد تاني تقليدي، واقعي، و تحليلي

و الخصلة الرابعة هي السماحه و خاصة في العلاقات الشخصية زي مثلا رقة القلب، حسن الخلق، الصدق، الأمانة، التعاون، الصراحة و الإستقامة أو طبعا العكس زي الخشونة، القسوة، الإنتقام، المراوغة و الأنانية

آخر خصلة و هي إللي بتقيس قدرة الفرد على توجيه سلوكه ناحية هدف بيحدده لنفسه يعني منظم، واثق في نفسه، مجتهد ، مثابر، طموح، مرتب أو فاقد للهدف، كسول، متهاون، ضعيف الإرادة و ميال للمتعة دون الجد

من المهم جدا أنك تعرف تحدد مكانك في كل خصلة و تحاول على قدر إستطاعتك أن تقيسهم في أولادك فتختار لنفسك و تحسن من نسلك

الشيطان الذي تعرفه خير من الملاك الذي لا تعرفه

في كل مجتمع سواء كان مجتمع متقدم أو متدني توجد له أساليب خاصة بالحكم سواء سياسية و إجتماعية و إقتصادية و حتى دينية. مؤسسة المجتمع هي نتاج هذا النظام و أهل الحكم فيه و سلطاتهم و أحزابهم. و معروف بينهم طرق الوصول إلى قلبه و عقله سواء بطرق شرعية أم غير شرعية. و يدخل في ذلك أيضا نظام التجارة و وسائل التعامل المالي سواء أكانت شريفة أم غير شريفة

في مثل إنجليزي بيقول الشيطان الذي تعرفه خير من الملاك الذي لا تعرفه لو طبق على مؤسسة المجتمع فيدل على حرص رجال هذه المؤسسة على المحافظة عليها ثابتة و حث المحكومين بإتباع أساليبها القانونية الصارمة بدون حذف أو تعديل و من يحاول التغير تصبح نهايته محتومه فيلجأ الناس إلى الهروب من الظلم الموجه عليهم إلى التظالم فيما بينهم

طبعا الغرض الأساسي من هذا الحال هو إحداث حالة من الركود و الجمود في المجتمع. و بطبيعة الحال من يفقد الشغف في التقدم يتأخر و تسوء حالته و ينحط مستواه فيزداد الفقر و الظلم و السرقة و تكثر الفاحشة و تنهك الأنفس من كل الجوانب

هذا ما يحدث دائما في المجتمعات الظالم حكامها حيث يطبع فيها الناس على الغش و الفهلوة و الفحش و العنف و يربوا أولادهم على هذا المستوى المتدني من الأخلاق فيشب الطفل منهم على جواز السرقة و الرشوة و تصبع عنده عادة لن يغيرها و سيورثها لأطفاله بطرق أكثر تدني

فهل الشيطان الذي تعرفه خير من الملاك الذي لا تعرفه

أوراق الربيع

أوراق النباتات عبارة من مجموعة من الخلايا الخاصة جدا و بتكون متحورة من خلايا اللحاء للفرع الجانبي . ترتيب الورق و توزيعه على الفرع بيختلف حسب الزرعة سواء ترتيب فردي أو زوجي أو متعدد ، توزيعه حلزوني أو متوازي أو تبادلي

أما بالنسبة لمكان ظهور الورقة على الفرع ، فالجميل إنه سهل التنبئ به و حسابه و كمان معرفة عدد الأوراق التي ستظهر في كل فرع و تقدر تعرف نوع الورقه و عمرها بمجرد النظر . و من هنا هتقدر تحدد عمر الزرعه و كمان حالتها الصحية

الزرعه تفرز مادة شمعية لتحيط بأوراقها من أعلى و من أسفل . الطبقة ده مش على الورق بس ، هتلاقيها كمان بتغلف كل مكان بيستخدم للتنفس أو لتبادل الغازات و السوائل . الطبقه ده تعتبر لها دور كبير جدا في حماية الورقه من العوامل الجوية و الأتربة و عكس أشعة الشمس

الفكرة هنا إن الزرع يستطيع أن يعيش بدون أوراقه و لكنه سيظل ساكنا بدون حياة كما يحدث في أوقات الخريف و لكي يحيى من جديد و يصل لربيعه يجب أن ينتج لنفسه الأوراق التي تلائم حياته

كل الطرق تؤدي إلى ...

مش أي حد يعرف يهرب من الموت، و لكن السرطان إستطاع الهروب. السرطان عنده القدره إنه يتحكم في ميكانيزم الموت داخل خلاياه، بيوقفه و يمنعه من العمل

مخلوق بداخل كل خليه حية عادية طريقة لموتها، متبرمجه يعني لوحدها أو بإختيارها مش مهم، المهم إن السرطان عرف السر و كمان عرف يوقفه

و علشان نقدر عليها و نموته لازم نتخطى معرفته و نعيد إحياء ميكانيزم الموت بداخله من تاني، بس المره ده هيكون بالقوة و بالغصب. و لكن دائما العنف بينتج عنه عنف و الطيب هيموت مع الخبيث، بس هي دي الحرب السرطانية

في كذا نوع من تفعيل ميكانيزم الموت الداخليه للسرطان، في طريقة الإلتهام الذاتي apoptosis يعني الخلية تأكل نفسها و تحلل أجزائها الداخلية. و في طريقة تخلي الخلية تأكل جارتها و تموتها إسمها entosis. و الطريقة الثالثة عن طريق عملية نخرها أو تفجيرها و إسمها necroptosis

مش مهم إزاي هنعيد تشغيل هذا الميكانيزم سواء بالأدوية الكيماوية أو بالإشعاع، المهم إننا يجب أن نحترس من الوقوع في فخها، فتكون نهايتنا مربوطة بنهايتها

و يبقى الأمل

أولاد مقتولة ... بيوت مقتولة

دائما بسأل نفسي هو ممكن أب و أم يقتلوا أولادهم . يعني زمان كنا بنسمع عن الوأد، بس الأيام ده إكتشفت إنه أيوا ممكن الأب يقتل بنته و يقتل إبنه و يقتل الأسرة كلها كمان . القتل هنا مش إهدار للحياة و لكن إهدار لسبب الحياة

يعني جوا البيت تلاقي الأب و الأم منفصلين ، باعدين عن بعض ، كل واحد منهم بيؤدي دوره و هو كارهه و كاره للتاني . الأب بيربي أولاده على الكذب و الخيانة و الأم بتربيهم على الخبث و الإنتقام . هم كدا بيربوهم على الكره ، كره نفسهم أولا و كره أبوهم و أمهم و كره بيتهم و كره عيشتهم و كره مجتمعهم

الأولاد إلي إتربتوا على الكره و الكراهية مش هيطلعوا ملائكة و لا هيعرفوا يعيشوا عيشه سوية . الأولاد دول إتقتلو و هما لسه عايشين و بقوا أموات في عيون أنفسهم و لما يكبرو هتكون بيوتهم زيهم مقتوله

المدرسة مفر للإنبساطية و ملجئ للإنطوائية

الشخصية الإنبساطية عبارة عن شخصية مرحه ، إجتماعية و محبة للحفلات. بيقدر صاحب هذه الشخصية التعرف على أصدقاء جديدة و دائما يهتم بتأثير اللحظة. إنما الشخص الإنطوائي غالبا بيكون هادئ، متحفظ في أفعاله و قليل المرح. الشخص دا يفضل الحياة التابعة لنظام معين و قوانين ثابته

الطفل صاحب الشخصية الإنطوائية تجده أكثر حساسية للألم و من السهل أن يتعب و يرهق، تجده محب للمدرسة و معتبرها ملاذ لأنه سهل ينعزل فيها و يختبئ. و العكس في الأطفال الإنبساطين فهم يعتبروا المدرسة مكان لتقيد الحرية و فيها فرض و إجبار على الطاعة و صعب جدا فيها المرح

دائما تشير الدلائل على أن الإنبساطيون أكثر تأثرا بالمكافئات و أن الإنطوائيون أكثر تأثرا بالعقاب. فمن هنا يأتي دور مهم للمربين و المدرسين للتعامل مع طبيعة الطفل الإنبساطي أو الإنطوائي لأن معدل الإحتكاك بينهم أعلى من أي مكان و المدرسة هي المكان إللي من خلاله هيكون الطفل شخصيته و هيتعامل من المجتمع طوال عمره