الثلاثاء، 24 يونيو 2025

لما حسيت إن ترقيتي تأخرت رغم استحقاقي لها


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #النمو_المهني #التقدم_والترقيات


لما كنت موظف، كنت بشتغل بإخلاص، وبدي أكتر من المطلوب مني، مش علشان لفت نظر أو مجاملة، لكن علشان دي طريقتي. دائما بحب أسيب بصمة.


كنت بشوف الزملاء حوالي بيتقدموا، بيترقوا، وأنا واقف في مكاني. رغم إني كنت بعمل زي شغلهم، وبرضه كنت سابق بخطوة، لكن الترقية مابتيجيش.


وفي لحظة ما، حسيت بالظلم. مش علشان الفكرة في الترقية بس، لكن علشان الإحساس إن تعبك مش واخد التقدير اللي يستحقه. كنت كل يوم بقوم من نومي وأسأل نفسي: هو أنا بشتغل ليه؟ وإمتى المقابل ييجي؟


بس الحقيقة. أنا ما استنيتش التقدير علشان أكمل. لأني اشتغلت على نفسي أكتر، وطورت مهاراتي، ووسعت فهمي، وزرعت قيمة جوايا أكبر من أي منصب أو لقب. و إستقلت ...


الترقية اللي اتأخرت، خلتني أكتشف إن قيمتي مش في اللقب، لكن في اللي بقدمه، في اللي بتعلمه، وفي بصمتي.


وفي الآخر؟ الترقية جات. في مكان تاني،  بس لما جات، ماكنتش فرحان بيها زي ما كنت فاكر، لأني كنت خلاص كبرت من جوايا، وعديت المرحلة دي.


اللي اتعلمته؟ متسيبش تأخير التقدير يكسرك، خليه يقويك. متقيسش نفسك بخطوات غيرك، امشي على خطك إنت، وثق إنك لو بتشتغل صح. فكل تأخير، له توقيت.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الاثنين، 23 يونيو 2025

محدودية الإفتتان ولامحدودية العاطفة


#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

في بداية أي علاقة زوجية، بتبقى حالة الافتتان هي المسيطرة. شعور زي شرارة كده بتخلينا نشوف الحبيب أو الحبيبة كأنهم ملاك نازل من السما. الحلو بيبقى أحلى، والعادي بيبقى مميز، والعيوب؟ ولا كأنها موجودة. بس الحقيقة اللي ما بنحبش نسمعها في الأول هي إن حالة الافتتان دي لها تاريخ صلاحية.

مع الوقت، بتهدئ الشرارة شوية، ويمكن كمان تختفي. وهنا ناس كتير بتقف وتبدأ تسأل: إيه اللي حصل؟ هو(هي) ما بقاش (ما بقتش) زي الأول ليه؟ الحقيقة هي إن الافتتان عمره محدود، وعادي جداً إنه يقل مع الوقت. دي طبيعة بشرية مش حاجة غريبة.

لكن، وهنا النقطة اللي بتفرق بين العلاقة السطحية والعلاقة الحقيقية، فيه حاجة أكبر وأعمق: اسمها العاطفة. العاطفة مابتخلصش، دي كمان بتكبر وبتتطور لو إحنا عرفنا نغذيها. العاطفة بتعتمد على الفهم، التقدير، واللحظات اللي بنبنيها مع بعض يوم ورا يوم.

في فترة الافتتان، بنحب الصورة المثالية اللي رسمناها للطرف التاني. لكن لما ده يهدئ، العاطفة بتدينا فرصة نحب الشخص على حقيقته، بعيوبه قبل مميزاته. لما نختار إننا نكون معاه حتى في لحظاتنا الصعبة، ولما نلاقي نفسنا بنعمل مجهود علشان نسعده وهو بيعمل نفس الحاجة معانا، هنا بنلاقي المعنى الحقيقي للحب.

كمان العاطفة مالهاش حدود لو إحنا عرفنا نديها الاهتمام اللي تستحقه. يعني لما نختار إننا نفضل نحاول نفهم بعض، نسمع بعض، ونحترم اختلافاتنا، بنلاقي إن علاقتنا بتتجدد كل يوم. مش شرط تكون زي الأفلام ولا القصص الخيالية، لكن هتكون علاقة فيها عمق وراحة وأمان.

الحب الحقيقي مش إنه يبقى كله شرارة طول الوقت. الحب الحقيقي هو إنه يكبر معانا، يتشكل ويتغير مع الوقت، ويبقى أعمق كل ما عدت الأيام. افتتانك بالشخص اللي قدامك ممكن يهدئ، لكن لو فيه عاطفة حقيقية، هتفضل تدفع العلاقة دي للأمام. لأن العاطفة ببساطة... لا محدودة.

دور الانفتاح على التغيير في نجاحي بالوظيفة الجديدة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التغير_والانتقالات_في_العمل #وظيفة_جديدة


لما بدأت في وظيفتي الجديدة، كان قدامي طريقين: يا إما أقاوم التغيير وأفضل متمسك بطريقتي القديمة، يا إما أنفتح على اللي جاي وأتعامل معاه بعقل مفتوح. اخترت الطريق التاني. واخترته بكامل وعيي وقوتي.


عارف يعني إيه تكون ناجح في شغلك القديم، وليك أسلوبك وطريقتك، وفجأة تلاقي نفسك في بيئة مختلفة؟ كل حاجة حواليك بتقولك اتغير، وفي صوت داخلي بيقولك خليك زي ما أنت.


لكن الحقيقة؟ النجاح مش في إنك تفضل زي ما أنت، النجاح في إنك تعرف إمتى تتغير، وإزاي تتغير، ومن غير ما تخسر نفسك.


الانفتاح على التغيير كان سلاحي. بدأت أسمع أكتر ما أتكلم، أتعلم من اللي حوالي حتى لو كانوا أصغر مني، وأجرب طرق جديدة حتى لو مش مرتاح لها في الأول.


ما أخدتش موقف دفاعي، ما قلتش إحنا كنا بنعمل كده أحسن، لا.  قلت طب نجرب كده ونشوف، ومن التجربة للتجربة، بدأت ألاقي نفسي وسط الفريق، وأحقق نتا~ج، واشتغل بكفاءة أعلى.


التغيير ماكنش ضعف. التغيير كان شجاعة. والانفتاح ماكنش تنازل. الانفتاح كان وعي.


أنا نجحت مش علشان كنت بعرف أشتغل، لكن علشان كنت بعرف أتعلم من جديد، وأتطور، وأتشكل على حسب المكان، من غير ما أفقد هويتي.


والنهارده؟ شايف نفسي وسط الفريق كعنصر فعال، مؤثر، ومسموع. وده ماكانش هيحصل، لولا إني كنت منفتح على التغيير، ومستعد أبدأ من جديد. بعقل كبير وقلب أقوى.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الأحد، 22 يونيو 2025

العفاريت بتخاف منك يا بابا


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

كنت صغير وبخاف من الضلمة، من صوت الباب لما يزيق، من الهوا وهو بيخبط في الشباك. كنت بخاف من حاجات ملهاش ملامح. وكنت دائما أفتكر إن تحت السرير فيه عفريت، وإن الدولاب بيستخبى جواه حد، وإن الحمام بالليل بيتحول لحاجة مش طبيعية.

بس كنت أول ما أنادي: يا بابااااا، أسمع صوتك جايلي، بسمع صوت خطوتك، وباب الأوضة بيتفتح. كانت فجأة الدنيا تنور، والهدوء بيجي، والقلب بيهدئ.

كنت ببص عليك، وإنت داخل تقول:مالك يا بطل؟ و ما كنتش برد، بس كفايه إنك موجود. كفايه إنك هنا.

لما تقوللي: نام، متخفش العفاريت بتخاف مني، كنت بصدقك تماما، مش بس علشان أنا طفل، لكن علشان كنت شايف فيك حاجة ما بتتهزش، شايف فيك البطل اللي بيحارب من غير سيف، وبيكسب من غير دوشة.

يا بابا أنا كبرت دلوقتي. و بقيت أنا اللي بحوش عن عيالي العفاريت، و بقولهم بنفس نبرتك: نامو يا حبيبي، العفاريت بتخاف من أبوكم.

بس الحقيقة؟ أنا لسه لما الدنيا تضلم عليا، و لما بخاف من قرارات الحياة، و لما بأتوه بين المسؤوليات، لسه ببقى محتاج أفتكر صوتك، و أفتكر إنك كنت دائما هناك. مستني ألقاك علشان أسألك أعمل إيه. أخذ نصيحه حقيقية، من غير لف ولا دوران.

ربنا يرحمك يا أبويا، و يرحم كل أب خلى أولاده يصدقوا أن فعلا العفاريت بتخاف منه.

لما حسيت إني بدأت من الصفر في شغل جديد


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التغير_والانتقالات_في_العمل #وظيفة_جديدة


أكتر لحظة بتختبر فيها نفسك بجد، هي لما تسيب مكان كنت فيه نجم، وتروح شغل جديد تحس فيه إنك رجعت أول السطر. بتبدأ من الصفر، والكل بيبص لك كأنك لسه متخرج، حتى لو كان عندك خبرة سنين.


أنا عديت اللحظة دي، وحسيت بيها بكل تفاصيلها. داخل المكان الجديد، لا حد عارف أنا مين، ولا حد فاهم أنا كنت إيه. الأسامي مش مألوفة، السيستم مش واضح، وطريقة الكلام فيها رموز مش مفهومة. وبالرغم من كده،  ما خفتش.


آه، كان فيه لحظة إحباط. لحظة سألت فيها نفسي: أنا ليه بسيب مكانعندي فيه خبرة، و أجي هنا أبدأ من تحت؟ بس الرد جالي من جوايا: علشان اللي عايز يكبر بجد، لازم يمر من هنا، من بداية جديدة تختبر قوته من غير أي مجاملة.


بدأت أتعامل مع كل حاجة على إنها فرصة تعليم. كل موقف درس، وكل عقبة خطوة. بطّلت أقارن بين القديم والجديد، وركزت على اللي قدامي. ماستسلمتش للإحساس إني مش في مكاني، وخليت كل يوم يعدي وأنا باثبت إني إضافة، مش مجرد موظف جديد.


اللي اتعلمته؟ إنك لما تبدأ من الصفر، متنساش إنك جاي بخبرة، مش فاضي. وده الفرق بين اللي بيقع في أول الطريق، واللي بيكمل ويعمل لنفسه مكان جديد من غير ما ينسى هو مين.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


السبت، 21 يونيو 2025

مش بصريخ و لا بصواريخ


#بقايا_أفكاري 

في يوم كده، صحينا من النوم، الدنيا فيه مكتومة، مفيش هواء. لا في نسمة بتهز الستارة، ولا في نفس يملى الصدر، ولا بقى في حتى صوت للمراوح.

الكوكب كله من غير هواء، كإنه زهق و قال كفاية. بس مش بأعلى صوت، قالها بهدوء قاتل. قفل المحبس المجاني، اللي محدش واخد باله منه. وقف حركة الهوا.

الناس نزلت الشوارع تدور على الهوا زي المجانين، وكل واحد بيبص للسماء و هو مخنوق كأنه بيستعطفها. الأمهات بتدعي، الأطفال مش قادره تتنفس، الكبار بيكحوا وكأنهم بيطلعوا آخر رمق. 

محدش فاهم حاجة. فيه حاجة أغرب من العادي. الكوكب من غير هوا. 

الكوكب زهق، آه، زهق من الصريخ اللي مالي السما، و من الصواريخ اللي بتخرب الأرض، من الحروب اللي مالهاش آخر، ومن الكره اللي بقى بيمشي بين الناس و بقى طبيعي. 

الناس الأول خافت، بعدين سكتت، وبعدين بدأت تدور. و فجأة، لقوا الهوا في الجناين. تحت الشجر، جنب الورد، حوالين زرع بسيط الناس كانت ناسيه وجوده. واحد حط كرسي تحت شجره، وابتدى يتنفس. و التاني نزل على رجله و نام في وسط الزرع.

الناس فهمت. الهوا موقفش. الهوا هرب. هرب من صريخنا، من صواريخنا، من كراهيتنا، و راح يستخبّى وسط الهدوء،و وسط الزرع. 

ومن هنا بدأت القصة تتغير. اللي كان بيبني سور، بقى بيغرس شجرة. اللي كان بيشتم، بقى بيزرع. اللي كان بيبص بكره، بقى يبص للجناين ويقول: إحنا إزاي نسينا نعيش؟ الأسطح بقت خضراء، البلاكونات بقت جناين، والشوارع بدأت تبتسم.

ماحدش نسى يوم ما الكوكب قرر أن الهوا يقف. بس كلنا اتعلمنا إن الهوا مش حق مضمون. الهوا محتاج تعاون، والتعاون محتاج سلام. والسلام بيبدأ بزرعة، بشجرة، بجناين مفتوحة، مش بصريخ، ولا بصواريخ.