الأحد، 1 سبتمبر 2024

نفسك تطلع إيه لما تكبر؟

 

سألت إبني يوم، "نفسك تطلع إيه لما تكبر؟" بصلي بعينه الواسعة الجميلة وفكر لحظة، وقال لي: "بابا، نفسي أكون زيك!" ضحكت وقلت له: "وأنا بقى نفسي تشوف نفسك وتختار اللي تحبه."

الأطفال ساعات بيكونوا شايفين دنيتهم من خلالنا، وبيقلدونا في حاجات كتير. لكن المهم نديهم المساحة إنهم يكتشفوا نفسهم ويختاروا الطريق اللي يناسبهم. ممكن إبنك يقول لك إنه عايز يبقى دكتور، مهندس، أو حتى رائد فضاء. المهم نسمع له ونشجعه، ونفهمه إن مفيش حاجة مستحيلة طالما هو مؤمن بنفسه وبيسعى لتحقيق حلمه.

ولازم كمان نفتكر إن الطريق للنجاح مش لازم يكون مرسوم من الأول، ساعات أحلامنا بتتغير مع الوقت. خلينا ندعم ولادنا إنهم يجربوا حاجات جديدة، وميخافوش من الفشل، لأن كل خطوة هيتعلموا منها حاجة جديدة.

مهما كان الاختيار، اللي يهمنا إنهم يكونوا مبسوطين وراضين عن اللي بيعملوه. وإحنا هنا علشان نساعدهم، نشجعهم، ونقول لهم دايماً إننا فخورين بيهم. لأن في النهاية، مش المهم إحنا نفسنا يطلعوا إيه، لكن الأهم هما نفسهم في إيه.

السبت، 31 أغسطس 2024

الأشجار لا تعرف القبلات!!



كل صباح أجلس في شرفتي الصغيرة التي تغطيها شجرة كبيرة، بأوراقها الكبيرة وأغصانها الكثيرة. تمتلئ بالعصافير، وعندما أنظر لها وأمعن النظر أستطيع أن أراهم متلاصقين بجانب بعضهم ومختفين وسط الأوراق والأغصان. أتابع أصواتهم وأرى جمال الكون فيهم.

لفت انتباهي عصفوران بين مجموعة عصافير على غصن، يتلاقيان بمنقاريهما وكأنهما يتصافحان أو يتبارزان، أو ربما يتبادلان القبلات. عجيب أمر العصافير، فهل وجدت مناقيرهم للتبارز وهم رمز الحب؟ لا أعتقد. تابعت الأمر باهتمام أكبر، فرأيت العصفورين يطيران معًا وكأنهما وقعا في العشق، يطيران بتناغم وانسجام. إذن فالعصافير تعرف القبلات. كيف لا تعرف وهي كل الجمال.

أخذت أبحث عن طيات الجمال والحب في كل مكان في الشجرة. فجذبني تلاحم أغصانها. نعم، إن أساس محبة العصافير نابع من حب الأغصان لبعضها. لو لم تكن الأغصان تحب بعضها لما استطاعت العصافير أن تقف عليها وتظهر حبها وتتبادل قبلاتها.

لكن الأشجار لا تعرف القبلات، بل تعرف ما هو أعظم منها؛ حبها ينبع من كثرة العناق الحادث تحت ظلالها. العناق هو المرحلة الأسمى في الحب، حيث يتم التلاقي الحقيقي. وإذا تأملت الطبيعة، ستجد أن حبها المتبادل قائم على العناق. فالسحاب في حالة عناق، والأمواج في حالة عناق، وأشعة الشمس تعانق كل الأرض.

الحب في كل الموجودات يكمن في حب العناق. وعندما تقتنع بذلك، ستجد أشكالًا كثيرة من العناق، كعناق الأقلام مع الكلمات، وعناق الألوان مع الفرش، وعناق الأصوات مع الألحان.

في تلك اللحظة، شعرت بأنني بحاجة إلى أن أكون جزءًا من هذا التناغم الطبيعي. بدأت أتمعن أكثر، وأجد أن هناك درسًا عميقًا في هذا العناق الكوني، ليس فقط في الأشجار والعصافير، بل في كل شيء حولي. تساءلت: كيف يمكن للإنسان أن يتعلم من الطبيعة هذا الفن البسيط والعميق في آن واحد؟

العناق ليس مجرد اقتراب بين جسدين، بل هو تلاقٍ بين الأرواح. هو تواصل صامت يحمل في طياته مئات الكلمات التي تعجز عنها الألسن. إنه الفهم العميق والصمت المتبادل الذي لا يحتاج إلى تبرير. وتمامًا كما تعانق الأغصان بعضها البعض لتمنح العصافير مكانًا للحب والعيش، يجب علينا نحن البشر أن نعانق بعضنا البعض بالحب، بالدعم، بالفهم.

وفي خضم هذه التأملات، أدركت أن العناق يمكن أن يكون شفاءً. في لحظة العناق، يمكن أن تذوب الأحزان، وتتلاشى المخاوف. يصبح العالم أقل قسوة، والحياة أكثر دفئًا. إنه تذكير بأننا لسنا وحدنا، وأن هناك دائمًا من يقف بجانبنا.

وهكذا، بينما أراقب الأشجار والعصافير في صمتها المتناغم، أدركت أن الطبيعة تحمل في طياتها أسرارًا تتجاوز الكلمات. أسرارًا يمكنها أن تعلمني كيف أعيش بسلام مع نفسي ومع الآخرين. فالحب ليس مجرد كلمات أو قبلات، بل هو عناق الروح للروح، والإنسان للطبيعة، والطبيعة للكون بأسره.

الخميس، 29 أغسطس 2024

التفاؤل بالحياة والتعايش مع الصعوبات

 

الحياة رحلة مليانة تحديات ومواقف صعبة، وكل يوم بيجيب لنا حاجة جديدة نحتاج نتعامل معاها. علشان نقدر نعدي من التحديات دي، لازم يكون عندنا نظرة إيجابية، وحب حقيقي للحياة. التوجه ناحية الحياة مش مجرد كلمة، ده موقف بنعيشه يوم بيوم، يعني تكون دايمًا مستعد تواجه أي حاجة بعزيمة وإصرار، وتخلي التفاؤل جزء من حياتك.

لما الواحد يكون متفائل، بيشوف الدنيا بشكل مختلف. مش بس بيحس إن حالته النفسية أحسن، لكن كمان بيبقى بعيد عن المشاكل النفسية والجسمانية اللي ممكن تأثر عليه. التفاؤل بيخلي الواحد يحب نفسه وحياته أكتر، وده بينعكس على تصرفاته وأفكاره بشكل إيجابي. وعلى الناحية التانية، لو التفاؤل قل، القلق والاكتئاب بيزيدوا، وده بيأثر على كل حاجة في حياتنا.

التعايش مع الصعوبات بقى موضوع مهم جدًا. التعايش معناه إنك تقدر نفسك وتعرف إزاي تتحمل وتواجه الصعوبات. كل واحد فينا عنده قدرات مختلفة بيقدر من خلالها يتعامل مع المشاكل اللي بتواجهه. الحكاية دي بتعتمد على طبيعة المشاكل وطبع الشخص نفسه. كمان، التعايش بيعني إنك تكون صادق مع نفسك، وتقدر تعيش في سلام ورضا مع حياتك مهما كانت الظروف.

الهدف من كل ده إننا نحاول دايمًا نرفع من مستوى التفاؤل اللي جوانا، ونربطه بالإقبال على الحياة. التفاؤل هو اللي بيدينا القوة إننا نستمر، والتعايش بيخلينا نقدر نتعامل مع الصعوبات بدون ما نفقد تقديرنا لذاتنا. لما نحقق ده، هتبقى نفسيتنا أقوى، والقلق هيقل، وهنقدر نعيش حياتنا بحب وسعادة أكتر.

الأربعاء، 28 أغسطس 2024

من البداية لحد النهاية



الحياة زي الزرع، كل حاجة بتبدأ صغيرة، بتكبر وتتطور مع الوقت. لما بنزرع بذرة في الأرض، بتحتاج صبر وعناية. نفس الحكاية في حياتنا، كل حاجة كبيرة كانت في يوم من الأيام صغيرة، محتاجة وقت وجهد عشان تكبر وتطرح ثمار.

البذرة بتتحط في الأرض، وتاخد وقت عشان تنبت. بتقابل صعوبات في التربة، بتحارب عشان توصل للشمس، نفس الحكاية في حياتنا، الطريق مش دايماً سهل، بنواجه تحديات، بس دي اللي بتقوينا وتخلينا نقدر نكمل.

بعد ما البذرة تنبت، بتبدأ تكبر شوية بشوية، وتطلع أوراق وأغصان. الحياة بتمشي بنفس الطريقة، كل يوم بنتعلم حاجة جديدة، بنتغير، وبنكبر. الشجرة ما بتكبرش في يوم وليلة، وكمان إحنا مش بنوصل لكل حاجة بسرعة، بنحتاج صبر، تركيز، وإصرار.

وفي النهاية، الشجرة اللي بدأت ببذرة صغيرة بتطرح ثمار، وبتطلع بذور جديدة. الحياة برضه كده، كل حاجة بنعملها، كل مجهود بنبذله، بيسيب أثر، بيدي نتيجة، وبيخلق فرص جديدة. 

الزراعة بتعلمنا إن مافيش حاجة بتيجي بسهولة، وإن اللي بينمو ببطء، بينمو بقوة. الحياة بتحتاج صبر وعناية، زي الزرع بالضبط. وكل مرحلة فيها ليها جمالها، من البداية لحد النهاية، ومن النهاية لبداية جديدة.

الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

ثورة الكوكيز: بين تمرد المريض ودور الطبيب الإنسان


في حياة كل مريض، بيكون فيه لحظات صعبة بيمر بيها، خصوصًا بعد الشفاء من مرض طويل أو حالة مزمنة. اللحظات دي مش بس بتحتاج لعلاج طبي، لكنها كمان بتحتاج لاهتمام خاص بالجانب النفسي والإنساني للمريض. في الفترة دي، المريض بيحتاج مش بس لدكتور يشخص حالته ويكتب له علاج، لكن لدكتور إنسان يقدر يفهم معاناته ويحتوي مشاعره. العلاقة بين المريض والطبيب بتبقى مليانة تحديات، ويمكن أحيانًا تتحول لصراع بين الرغبة في الشفاء والتمرد على القيود، وهنا بيظهر دور الطبيب الإنسان اللي بيقدر يوازن بين العلاج والحفاظ على كرامة المريض وإنسانيته.

في بعض الأحيان، الإنسان بيثور على حاجات بسيطة جدًا في حياته، رغم إن الثورات في العادي بتيجي لما حد بيضغط على حريته أو رأيه. بعد ما الواحد بيخف من مرض، بيحتاج فترة نقاهة علشان يرجع توازن جسمه، سواء في مستوى السكر، ساعات النوم، كمية المية، ضغط الدم، التنفس، أو حركة العضلات. بس ساعات بيبقى تحقيق التوازن ده صعب جدًا، وبيحتاج إرادة قوية من المريض وأهله. ومع مرور الوقت، الأهل ممكن يلاقوا نفسهم مضطرين يضغطوا عليه، وده في الآخر بيؤدي لثورة.

الثورة دي ممكن تبدو صغيرة، بس هي في الحقيقة رفض لأساليب القمع والتقييد، مش علشان رأي أو حرية، لكن علشان منع قطعة كوكيز مستخبية تحت السرير. الكوكيز دي بالنسبة للمريض اللي عنده سكر عالي مش مجرد حتة حلوى، هي رمز للحرية والتمرد. 

وهنا يبان دور الطبيب الإنسان، اللي دوره مش بس في إنه يشخص الأمراض أو يكتب روشتة. الطبيب الإنسان بيفهم إن الشفاء مش بس للجسم، لكنه كمان للروح والنفس. لما يشوف المريض مضطرب أو ثائر، ما بيعتبرش ده تمرد من غير سبب، بيشوفه صرخة احتجاج على الواقع الصعب. وبدل ما يلجأ للقمع، بيحاول يبني ثقة مع المريض، يشرح له أهمية العلاج بشكل يحترم كرامته وإنسانيته.

الطبيب الإنسان بيشوف في كل مريض قصة فريدة تستحق إنها تتسمع. وبدل ما يحطم رمز الكوكيز، بيحاول يفهمه ويتعامل معاه، ويحول العلاج لرحلة شفاء حقيقية، مش مجرد صراع مستمر. وفي الآخر، دوره إنه يبقى رفيق وداعم للمريض في رحلته، يساعده يرجع توازنه بطرق بتعكس التعاطف والإنسانية، علشان العلاج ما يبقاش مجرد إجراء طبي، لكنه علاقة إنسانية حقيقية مبنية على التفاهم والاحترام.

الاثنين، 26 أغسطس 2024

زوجة أحلى من العسل

 

الناس دايماً بتتكلم عن الحب والجواز وكأنها حاجات سهلة، لكن اللي بيخوض التجربة هو اللي يعرف الحقيقة. الجواز مش بس كيميا بين اتنين، ده مشاركة في كل حاجة: فرح، حزن، ضحك، ودموع. ومن هنا بيجي دور الزوجة اللي بتكون مش بس شريكة حياة، لا، ده بتكون الصديقة، والحبيبة، وأوقات كتير بتكون البطل اللي ورا الكواليس.

فيه نوعية زوجات كده زي العسل و أحلى منه كمان، وجودهم في الحياة بيخلّي كل حاجة أحلى وأجمل و أسهل. لما تلاقي واحدة منهم في حياتك، إنت فعلاً محظوظ. طيب إيه اللي بيميز الزوجات دول؟ خليني أقولك:

الحنية من غير مقابل
الحنية عند الزوجة دي بتكون حاجة طبيعية، بتديها من غير ما تستنى مقابل. تحس إنها بتعرف إنت محتاج إيه من قبل ما تقول، سواء كان كوباية شاي بعد يوم طويل أو حضن دافي لما تكون الدنيا مش ماشية.

الصبر والتفهم
مفيش حياة بتخلو من مشاكل أو ضغوط، لكن الزوجة الحنينة بتعرف تصبر وتتفهم. بتعرف تدور على الحلول بدل ما تزيد المشاكل. بتكون دايماً جنبك، بتسمعك وبتدعمك.

الضحك والدعابة
الضحك هو مفتاح أي قلب، والزوجة اللي تعرف تضحكك حتى في أصعب الظروف هي كنز. بتكون دايماً بتخفف عنك وبتديك طاقة إيجابية تخليك تشوف الحياة من منظور تاني.

الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة
بتفكر في كل حاجة، من أصغر التفاصيل لأكبرها. سواء كانت تفضيلاتك في الأكل أو أكتر الأغاني اللي بتحبها. الاهتمام ده بيخلّيها دايماً جزء منك، وتلاقي نفسك بتعتمد عليها في كل حاجة.

القلب الكبير
الزوجة دي بتكون أمينة على قلبك، بتعرف تحافظ عليه وتراعيه. بتعرف تحبك بصدق وبتعرف تسامح لما تغلط، بس الأهم إنها بتعرف ازاي تحتويك وتخليك دايماً حاسس بالأمان.

الزوجة ده مش بس بتكون جميلة من بره، لكن جمالها الحقيقي بيكون في روحها وفي اللي بتقدمه للحياة الزوجية. بتكون نبع حب وحنان مش بيخلص، ودايماً بتخلي البيت مليان دفا وراحة.

لو لقيت الزوجة دي في حياتك، حافظ عليها وخليك دايماً تديها الحب والاهتمام اللي تستحقه، لإنها فعلاً أحلى من العسل.