طفل نصف أمين

الأمانة خلق مكتسب ، بيتربى الطفل عليه من صغره . بيتربى على رعاية حقوق ربنا و رعاية حقوق الناس و كمان حقوق نفسه

من الأول و من صغره يبدأ يتعلم الأمانه في أداء التكاليف الربانيه زي وحدانية الله و أداء الصلاة و الصوم بالطريقة زي ما ربنا أمرنا بها بدون زيادة أو نقصان . و يتعلم معاها أمانة الحفاظ على بيته و أخواته و جيرانه و أمانة المجالس و نقل الكلام . و الأمانة المرتبطة بالأموال زي أمانة البيوع و الديون و الودائع و الوصايا

رسالة رسولنا عليه الصلاة والسلام [أد الأمانة لمن ائتمنك و لا تخن من خانك] لازم تكون هي محور رئيسي من حياتهم و محور في تربيتهم

الفكرة هنا إن الطفل علشان يتربى على صفة صعبة كدا زي الأمانه هيكون محتاج إرادة قوية لأن الأمانة مشقه و متعبة و محتاجه صبر . و المهم إنه يلاقي قدوة أمينه حوله تساعده و تدعمه و يصدق فيها المعنى الكامل للأمانه . و الأهم من كل دا يكون عنده رفقه من نفس عمره علشان يعلموا بعض و يفكروا بعض و يسندوا بعض

لأن الطفل لو فقد إرادته أو حصل و فقد الثقه في قدوته و ملقاش حد يسنده و يشجعه من نفس عمره هيتحول الموضوع معاه إلى صراع فكري و ديني و هيتشكل في النهاية طفل نصف أمين

بين الخُلق و التَخلُّق إرادة و إختيار

الخلق هي السجية و الطباع و بتكون مربوطة في النفس و تصدر عنها أفعال بدون تفكير . إنما التخلق عبارة عن تكلف و تحديد من الإنسان ليبين رد فعل محسوب و غير طبيعي لنفسه

طبعا زي ما في الخلق حسن و سيئ ، كمان في التخلق حسن و سيئ. يعني الإنسان يختار أن يفعل فعل حسن أو فعل سيئ و يكون مسؤولا و مدركا لإختياره

و بالتالي من السهل جدا على أي إنسان المداومة على أفعاله الأخلاقية المطبوعه فيه و لكن من الصعب على المتخلق المداومه فالطبع يغلب التطبع . ولكن بما أن الأخلاق فعل مكتسب شأنه كشأن المهارات العضلية و الحركية ، فبالتكرار و الصبر تتغير الإراده و يصبح الإختيار فعلا فطريا

حلقات من شخصيات

في عالم الأشجار لا تتميز كل شجرة بشخصية مختلفه عن مثيلاتها فالكل يمر بدورات نمو تعتبر متشابهة إلا القليل منهم يقع تحت ظرف محدد

في العموم هذا التشابه يظهر في ترتيب حلقات النمو الخشبي بداخل السيقان الرئيسية للشجر. فكل ظرف تمر به الشجرة يظهر تأثيره في حلقة النمو، و كل تصرف تقوم به الشجرة يتم تسجيله أيضا في الحلقة

و بالتالي ممكن نعتبر ان الحلقات عبارة عن تاريخ مسجل للظروف و التصرفات على مر الزمن. قد يصل هذا الزمن لعقود كاملة. و علشان تعرف تفهم و تحلل تصرفات الأشجار هتكون محتاج تتعلم الأول لغتهم و شخصياتهم و طرق تصرفهم

و يا سلام بقى لو تتبعت نمو نفس نوع الشجر من منطقة للتانيه، هتقدر تعرف و تتأكد أن فعلا الحلقات ده بتدل على الشخصيات

خلايا جذعية و لكنها سرطانية

الخلايا الجذعية عبارة عن خلايا تمتلك القدرة على تجديد نفسها إلى ما لا نهاية فهي خلايا أساسية و تعتبر خالدة حيث تظل تنقسم بإستمرار لتكون أعداد كبيرة من الخلايا الجذعية الوليدة. و مع الوقت و عند تكوين الجنين تتحول الخلايا الوليدة في كل نسيج إلى خلايا جذعية متخصصه و لها هوية محدده و وظيفة ثابتة . و بمجرد إكتمال النمو النهائي للجنين تؤدي الخلايا الجذعية دورا مهما في إستبدال الخلايا التالفة أو إنتاج خلايا مساعده في نفس النسيج

و لكن هل يكون السرطان عبارة عن خلية جذعية أساسية أو وليدة و لكن إنحرفت عن طريقها التقليدي و الطبيعي. من وجهة النظر الغير تقليدية ده تلاقي أن الخلية السرطانية الجذعية إكتسبت طفرات من الإنقسامات المتعددة إللي بتحصل للخلايا و تحولت من كونها عادية إلى سرطانية

معنى كدا إن الخلايا الجذعية السرطانية هيكون عندها نفس مقدرة الخلايا الجذعية العادية على توليد خلايا نسيجية متنوعة زي العظم و الجلد و الدم مع بقية الخلايا المكونه للورم نفسه. و كمان بيكون عندها القدرة على الإنتشار نتيجة تكوين خلايا نسيجية سرطانية لها نفس الشكل الخارجي للخلايا النسيجية العادية

هنا هيفضل نفس السؤال من غير إجابة، و هو من أين أتت الخلايا الجذعية السرطانية، هل بدأت حياتها كخلايا جذعية عادية و تعرضت للطفرات فتسرطنت أم أنها خلايا عادية و جن جنونها و إختارت أن تنحاز للجانب السرطاني أم أنها خلايا سرطانية أصبحت قادرة على تغير هويتها و تنازلت عن تطورها و أصبحت جذعية

عمارة الزوجية

أثناء بناء أي عماره بيلزم الأمر الأول حفر في الأرض علشان نعمل أساسات . و طبعا الأساسات بتتعمل على حسب المخططات المستقبلية يعني هتعلي العمارة كام دور

و أثناء عملية الحفر هتلاقي حاجات غير متوقعه ، زي صخره لازم تتكسر ، ماء جوفيه لازم تتشفط و تنشف ، شوية مشاكل يعني بس لها حلول

طبعا هيصاحب الحفر تعب و مجهود و مصاريف بس لما بتخلص المرحله ده تقدر تبني براحتك و تعلي الأدوار وانت مطمن على الأخر

فتح بيت زوجيه بقى عامل كأنك هتبني عماره، لازم الأول تختار الأرض إللي هتبني فيها لأنها دائمه و صعب جدا تغيرها. و بعد كدا لازم تكون واثق أن إللي بتحفر معاك هتكون قد الحفر و كمان عاوزه و فاهمه مشاق الحفر و تكاليفه من وقت و مجهود

و بعد ما ترموا الأساسات إللي إتفقتوا عليها تطلعوا بالدور الأول. و يتفتح البيت و يتجهز للبناء و التعليه. ومع كل طفل هنعلي دور و نجهزه لإستقباله. وكل ما الغلاوة و العشره زادت ، كل ما تشطيب البيت بقى أحسن و البيت بقى أدفئ

البحث هو البداية

تعتبر خاصية البحث من أهم الخصائص التي يتعلمها الطفل بالفطرة. فمن خلاله يستطيع إكتشاف العالم من حوله و التأقلم مع المتغيرات . و مع النمو و التعقل تتحول خاصية البحث إلى تطلع و تفكير و تنقيب في كل شئ و البحث عن المجهول و تظل معهم ملكة الخيال و الإستغراق في عالم من التصور و السؤال

و عند النضج يتحول بعض الأطفال إلى التوسع في التخيل و التجربة فيَكونوا بذور للمكتشفين و المخترعين . و منهم من يتجه إلى تصور عالم أحسن و محاولة تحقيقة فيكونوا بذور للمصلحين و أصحاب الدعوات أو يكونوا شعراء و قصصيون

الفكرة هنا إن النزوع إلى التغيير و الأحلام و الإكتشاف و الإبتكار و إنشاء الصور هو بداية صناعة أطفال تمتاز بالجرأة و عندهم الإستعداد لتقبل المتغيرات بصورة أكثر سلاسة و لكن يجب تعليمهم الأخلاق لمنع تحولهم لطريق المخربين العباقره