عزل و لصق

في نوع من الفطريات و الفيروسات يستطيعوا الدخول إلى داخل عروق الخشب في الشجر و إستغلالها في النمو و الإنقسام و إستغلال إمتداد هذه عروق في كامل الشجرة لتسهيل الحركة بداخلها و أيضا الخروج منها لإصابة شجرة أخرى

هذه الأنواع من الإصابات ليس لها حل علاجي في الشجر فلا يستطيع إفراز مواد لقتلها و هي بداخله و لكنه يقوم بعمل طريقة مختلفه للحفاظ على حياته و حياة باقي الأشجار

تقوم الأشجار بإفراز مادة لاصقة، تلصق عروق الخشب ببعضها و تسد بها العروق المصابة و تحبس المتطفل بداخلها فلا يستطيع الإنقسام و لا يستطيع الخروج. سيلتصق المعتدي و المتطفل في نفسه و سيموت

طبعا هنا الشجرة ستفقد جزء من خشبها لعزل و لصق هذا المتطفل و لكنها تعتبر تضحية جانبية في مقابل التضحية بحياتها و حياة أخواتها من بعدها

السر وراء جين ال HER2/neu

كل خلية حية بيكون عليها مستقبلات خارجيه أو داخليه بيكون وظيفتها إستقبال الإشارات من بقيت الخلايا ، يعني مثلا المخ يبعت رسالة للعضلات عن طريق هرمون أو الكلية تبعت رسالة للعظم عن طريق إنزيم و هكذا . معنى كدا إن الجسم بيتكلم مع بعضه عن طريق إشارات تحفز المستقبلات الموجوده على الخلايا المقصوده

في طفرة جينيه بتحصل و بتخلي نوع من المستقبلات الموجوده على الغشاء الخارجي لخلايا الثدي إسمها HER2 و بتكون مسؤوله عن تحديد عدد الإنقسامات إللي هتحصل للخلية عن طريق إشارات هرمونيه. في الطبيعي عدد المستقبلات لا يتعدى الألاف و لكن في الخلية السرطانيه العدد بيزداد لإثنين مليون مستقبل

معنى كدا إن هيحصل خطأ و إختلال في معدل الإنقسامات إلي هتحصل للخلية السرطانيه. و هيكون فيه إستجابة مفرطة للإشارات الهرمونية المحفزة الإنقسام. و بالتالي تتكاثر الخلايا السرطانية بصورة كبيره و يزداد عددها بطريقه رهيبة و سرعة جنونيه

و بالتالي فالأدوية الموجه ناحية هذه الطفرة و التي تستطيع إغلاق ملايين المستقبلات، تمنع الخلايا السرطانية من الإنقسامات و بالتالي تستطيع تحجيم الورم

و يبقى الأمل

بيت الزوجية

من يعمل لا بد أن ينتج . و تتوزع الأدوار في العمل حسب الشخصيات و الاستعدادات النفسية . وكل إنسان يجب أن يأخذ حقه و يحتل المكانه التي يستحقها

البيت ليس تنظيف و طبخ و غسل . هذه أشياء بسيطة لا تحتاج لذكاء و تعليم ومهارات و أي إنسان يستطيع أن يعملها ، رجل كان أو إمرأه . هذه الواجبات غير مرتبطه بنوع و لا بخبره و لا بلون . البيت هو شئ آخر

البيت هو إعداد نفسي، مؤسسه و قيمه . هو إدارة أخلاقيه . و المرأه في بيتها كالمايستروا في فرقته .هو قائد يعزف لحنا، الكل يقتدي به و ينسجم في موج اللحن مع بقية الجماعه

البيت إدارة علاقات و أفكار، تنشئه و تربية، عقول و نفوس و سلوك قبل أن تكون أجساد . البيت متابعة و نمو و قدرات، مواهب و تعليم، علم و ثقافه و طيبه، وعي و دراية و إهتمام . البيت هو كل شئ و هو بداية كل شئ و نهاية كل شئ

نزعة كذب خفيفة

يمتاز بعض الأطفال الصغار بالخيال الواسع و عدم معرفة الحد الفاصل بين الحقيقة و الخيال لأن عقلهم ينمو بسرعة أكبر من إكتساب الخبرات و المهارات التي تساعدهم على التفريق

فعندما يرى الطفل صورة في كتاب أو مشهد في التلفزيون لحيوان و لكنه في صورة غير حقيقية يتمسك بها في عقله و تصبح حقيقة لديه . و عندما يمسك بلعبة على شكل إنسان يتصور أنه صديقه و يلعب معه كأنه حقيقي

و مع تجاوب الأطفال مع المؤثرات و الصور و الكلمات يزداد خيالهم إتساعا و تتكون لديهم مشاعر ترتبط بهم . فيبدأوا بتوهم الأشياء على أنها حقيقية و يتخيلوا أشياء لم تقع و يروونها على أنها مرئيه فيتكلموا بها و يحكوا عنها كأنها حقيقة

و عندما يكتمل عندهم القدر الكافي من الوعي للتفريق بين الخيال و الحقيقة يتعمد بعضهم الكذب . و هنا الكذب يعتبر كذب خفيف لا يضر و غير مؤذي و لكن وجب إكتشافه و تقويمه في بدايته

الأخلاق بين الدين و القانون

هل الأخلاق نابعه من الدين ام أنها نتيجة تطبيق الدين ؟

يعني هل الي عنده أخلاق بيبقى عنده دين ، و العكس ، هل الي عنده دين ، بيبقى عنده أخلاق . طبعا مفيش ثوابت ، بس انا بتكلم عن المنطلق العام . يعني الناس تتعلم الدين فبالتالي تتعلم الأخلاق ، ام تتعلم الأخلاق فبالتالي تتعلم الدين

هل الأخلاق المنظمه للتصرفات إتوجدت علشان نعبد بها ربنا (الكامل في صفاته) ، ام وجدت لتنظيم العلاقات بين الناس و بعضها و بالتالي نعيش ضمن قوانين إلاهية . يعني هل الأخلاق سلوك إنساني بحت و الوصايا الربانيه ما هي إلا لترتيب العلاقات و التصرفات . و الثواب و العقاب يكون رباني

وهل القانون الإنساني قادر على إستيعاب الأخلاق كسلوك مفروض ، و هل كل ما هو قانوني بيكون أخلاقي ، و العكس ، هل كل ما هو أخلاقي بيكون قانوني . أم القانون إتوجد لخلق دائره من التصرفات يحررها و يقيدها لفئات معينه من المجتمع على حساب فئات أخرى

عقد شجرية .... مقاومة الأسر و الكسر

يقوم بعض التجار بعمل مزارع من أجل إنتاج الأشجار بكثافه شديدة، تعيش هذه الأشجار في ظروف غير طبيعية، تعيش ملاصقه لبعضها و تتغذي بأنواع محدده من المغذيات، و نظرا لكونها تحت الأسر فإنها لا تنتج أي ثمار و عدد أوراقها قليل و أغصانها ضعيفه

يقوم مُلاك هذه المزارع بزرع كل أنواع الأشجار و تربيتها لإنتاج الخشب. فيقوموا بتقطيع الخشب من على ساق الشجره كل دورة تكوين و يتركوها لتعاني من آثار القطع حتى تولد لنفسها غطاء آخر من الخشب. فتنظر للأشجار تجدها كإنها ممزقه و مرقعه

هؤلاء التجار هم المسؤلين عن صناعة الورق فكل صناعة تحتاج لخشب ذو طبيعة خاصة و لكن صناعة الورق يدخل فيها كل أنواع الخشب حتى الأخشاب الرديئة. يوجد نوعين من الخشب، خشب صيفي قاسي و خشب شتاء لين فالأوراق اللينة و الخفيفة تصنع من اخشاب الشتاء و الأوراق المتينة الغير قابلة للتقطيع و الأوراق الغير قابلة للثني تصنع من أخشاب الصيف القاسية

قديما كان القطن هو المادة الرئيسية لتنصيع الورق و لكن جودته كانت ضعيفة و أسعاره عالية. و مع الوقت نجح المصنعين في تحويل الخشب لورق، و لكن واجهتهم عدة مشاكل منها أنه لا يمكن تقطيع الخشب بدون قطع الشجرة بأكملها، و الخشب الناتج لونه أصفر و غير شفاف، و أحبار الكتابة لا تلتصق به و لا تدوم عليه. و بالتالي أصبحت جودة الأوراق الخشبية ضعيفة و سمعتها سيئة

و بعد عدة تجارب إستطاع الكيميائيين بعد تعريضه لمواد معينة غيرت لونه إلي شفاف و لجعل الحبر يمسك في الورقه و يظهر و يستمر لفترة طويلة كان عليهم أن يضيفوا مواد حمضية للخشب. و لكن مع الوقت تتأكسد هذه المواد و يظهر للورق رائحة كريهة جعلت الناس يبتعدوا عن ورق الخشب من جديد إلى أن تمت معالجة المشكله بمزيج من المواد القلوية المعالجة للحموضه

و هنا تحول تفكير الناس إلى الزراعه المكثفة للأشجار لإستغلالها في إنتاج جميع أنواع الخشب ثم يقوموا بتقشيرها كل دورة و لكن تبقى الأشجار صامده و لكنها لن تبقى صامته لهذا الأسر و هذا الذل لفترة طويلة و لكنها تقاوم و تقف بشموخ و تحارب من أجل حريتها و تفرض على هؤلاء المزارعين قبولها و تركها مع خشبها

الشجر يعرف تماما كيف ينشئ خشبه و كيف يكونه من جديد و عندما أدرك أن الإنسان قادر على أسره و كسره، نظم لنفسه خشب من نوع جديد، نوع ليس ردئ بالنسبه له و لحياته و لكنه أردئ من أن يستخدمه الإنسان لإنتاج الورق

في العموم إنتاج الخشب في الشجر يعتمد كليا على إتجاه نمو الشجره، الطبيعي أن تنمو الساق لأعلى ضد الجاذبية و الخشب يتكون دائريا لأعلى بفعل هذا الوضع. و لكن نتيجة تغيرات طبيعية أو تجريبية كمن يربط ساقا و يثنيها في إتجاه آخر غير طبيعي لنموها. هنا تقوم الشجره بتكوين نوع آخر من الخشب، يسمى بخشب الضغط بحيث تجده يزداد سمكه عند مناطق التأثير عليه بالضغط و يخف في مناطق الضغط القليل

طبعا هذا النوع من الخشب لا يستمر في النمو مع الساق الجديدة و لكنه يرجع للنوع الأصلي للشجره عندما تعدل الساق زاوية نموها لتكون لأعلى ضد الجاذبية. و لكن التشوه الناتج ينتج خشب ذو طبيعه خاصه من حيث قدرته على تشرب الرطوبه و تحمل الحراره. يستطيع هذا النوع الإنضغاطي من الخشب تشرب كمية كبيره من الماء و الإنضغاط لسمك أقل من الخشب العادي بعد إخارج الماء منه و لكنه أقل قدرة على تحمل الأحمال و الشد فيسهل كسره

هنا الأشجار المتلاصقه تقوم بربط جذوعها مع بعضها لتكون الخشب الإنضغاطي، كما أنها تقوم بعمل عقد ربط متسلسلة ليستمر الخشب الإنضغاطي في التكوين فلا يعرف بنو البشر أن يقطعوه و لن يستفيدو منه

و بالتالي إستطاع الشجر عمل الثورة بصمت على فعل من أفعال الإنسان حاول فيها إستغلاله غصبا و رغما عنه و إستطاع فك أسره و الحصول على حريته