الشخصيه الجماعيه بين الإنتماء و التضحيه

كل شريحه في المجتمع و بيبقى لها أفكارها و سلوكياتها . يعني بيبقى معروف عن الشريحه ده السلوك ده . مش مهم هنا السلوك دا صح ولا غلط ، ولا حلال او حرام . المهم انه بيميز الشريحه ده بس . وبالتالي علشان تكون منتسب للشريحه ده ، لازم تسلك نفس السلوكيات المعروفه فيها . وهي ده الشخصيه الجماعيه

طبعا الشخصيه الجماعيه بيكون تأثيرها أقوى من الشخصيه الفرديه ، يعني الأفراد الي جوا الشريحه الواحده بيحركهم سلوك جمعي واحد و مش هتقدر تغيره او تبدله بسلوك تاني و إلا هتكون منبوذ أو مطرود او حتى مقتول . وبالتالي إنتماءك هيتحدد بمدى تأثير الشخصية الجماعيه على سلوكك

السؤال بقى هنا ، هل الشخصيه الجماعيه ممكن ان تنتهي و تزول بعد زوال كل أفرادها سواءا بالطرد او بالقتل ، ولا الشخصيه الجماعيه بتبقى قوية لدرجه عدم زوالها و تنتظر إنتساب أفراد جديده و تضحيات جديده

خطوط زراعيه

في عمليه ترتيب الأرض الزراعيه عندنا طريقتين لرسم خطوط الزراعه . خطوط طوليه أو خطوط مثلثة . الخطوط الطوليه بتكون خط طويل من أول الأرض لنهايتها ، بتتحفر كلها و تتسمد كلها و بتتزرع فيها الشتلات وراء بعضها بالترتيب . بتكون المسافه بين الشتلات محسوبه على حسب إرتفاع الزرعه أو الشجره و تداخل الأغصان الجانبيه و حجم الشجره عند النمو الكامل

الخطوط الطوليه بتترسم فى اتجاه بحرى قبلى علشان الشمس و التلقيح . يعني أبدأ زراعه في الناحية البحرية من الأرض . علشان أنا عاوز الشمس تطلع على نص الشجره اليمين زي نص الشجره الشمال بالظبط ، علشان كل الشجره تتأثر بنفس درجه الحراره و مدة سطوع الشمس ، علشان الثمار تطلع متماثله . و كمان تكون أول شجره في الخط مواجهه للرياح علشان تاخد معاها حبوب اللقاح لأخر الشجر على طول الخط المرسوم

أنما زراعة الشجر بطريقة مثلثة بتكون بس في الأشجار إلى على حدود الأرض علشان بتعتبر مصدات للرياح الشديده ، فتهدأ الرياح قبل ما تخبط الشجر

الخلية الحية ... وهمية البساطه و حقيقة التعقيد

كل كائن عضوي يتكون من عنصر واحد فقط و لكن يتفاوت في عدده حسب حجمه و وظيفته . العنصر هو الخليه الحيه . خليه واحده بها كل أسرار الحياه و أسرار الموت . بسيطه في شكلها و معقده في تركيبها

فهي كائن يتغذى و يتنفس و يخرج و يعمل و يتحرك و يستجيب للمؤثرات الخارجيه و الداخليه و يتكاثر ، مثلها في ذلك مثل أرقى الكائنات الحيه تطورا

الخليه الحيه الواحده تستطيع أن تترابط مع خلايا حيه أخرى بشكل غريب ، فهم يتجمعون سويا في حيز محدود جدا و يحدث بينهم إحترام و تجاوب فيتشاركوا الغذاء و الهواء و الماء بدون جهد و بدون حروب . و تتناسق في أدوارها بدون أن يكون لهم مركز خاص فلا تعرف للواحده دورا مميزا فرديا مختلف عن جمعها

و الأغرب من كل هذا ، أنها تتكون في الأصل من عناصر غير حيه . و مع تجمع و إتحاد الغير حي ينتج الكل الحي و إن الكل الحي ليس مساويا لمجموع الغير الحي . إنها الخلية الحية

البيت

 

أكثر حاجه الراجل بيحبها في بيته هي الهدوء، هدوء الجو و الهدوء النفسي . و أكثر حاجه الست بتحبها في بيتها هي السكينة . و أكثر حاجه الاطفال بيحبوها في البيت هي الإنتماء ، الإنتماء للأب و للأم و للبيت

الراجل هو المسؤل عن إحساس السكينة للست و الست هي الي بتهيئ الهدوء للراجل . و هما الاتنين الي بيعطوا للاطفال إحساس الإنتماء

الأطفال لما يتربوا على الإنتماء لأبوهم و أمهم و يحسوا بالهدوء مع أبوهم و يحسوا بالسكينة مع أمهم ، يطلعوا أطفال أسوياء ، و عندهم قدرة على تأسيس بيوت مليانه راحه و سعاده

وازع

الأطفال بيبقوا محتاجين يمشوا في حياتهم بوازع ، نوع من أنواع التفكير العكسي يعني ، من خلاله يقدروا يفكروا و يقرروا يعملوا الصح او الغلط

الوازع ده بيتحط جواهم من التربيه ، و التجربه ، و التوجيه . الوازع ممكن يكون ديني ، ممكن يكون إجتماعي ، و ممكن يكون إنساني المهم إن الأطفال يكون لهم مرجعيه يقدروا يعتمدوا عليها و يثقوا فيها . الأطفال بيبقى تفكيرهم مغلف بتفكير الأب و الأم و بيبقى لهم حرية محدوده ، بس لما بيكبروا بيبقى عندهم كل الحرية ، حرية التصرف ، حرية التفكير ، و حرية الإختيار

أنا هنا مش بتكلم عن الوازع المبني على الخوف ، الخوف من المصير ، او الخوف من نتيجة الفعل ، لا ، أنا بتكلم عن إمكانية التراجع او على الأقل الإستعداد للتراجع وخاصة لو عن فعل يؤدي لأضرار من غير لازمه علشان كدا الأطفال إلي بيبقى عندهم وازع و طريق مختارينه في تفكيرهم ، بيدخلوا في صراعات أقل خطوره من أصحابهم . و ممكن كمان يكونوا قدوة لأصحابهم

مفارقة بين مسلسل بالطو و كتاب "لأن الإنسان فان - الطب و ما له من قيمة"

مفارقة غريبة جدا بين الطبيب المصري الذي كتب المسلسل و بين الطبيب الأمريكي الذي ألف الكتاب , كلاهما طبيب و كلاهما مر على نظام للرعاية الصحية. أحدهما مر بأحداثا عسيرة لا تمت للطب بأي صلة ولكنها كانت عقبات شديدة الوطأة عليه لممارسة طبه و الأخر مر بأحداث عسيرة تقع ضمن سيطرة طبه . و عندما يأتى الأمر إلى الحقائق فإن الناس دائما تتوقع أن تحصل على المستحيل

يكشف الطبيب المصري عن مقدار الخلل الرهيب الموجود في نظام الرعاية الصحية و خاصة في المناطق البعيدة عن الحضر و التي يبتعد الناس فيها عن المنطق العلمي و يسيروا وراء أعينهم و ألسنتهم و أهوائهم. فعلى الطبيب أن يلبي رغبة المريض أو رغبة عائله حتى و لو كانت عكس ما تعلم و عكس ما يعرف. بينما يكشف الطبيب الأمريكي منظور أخر عن المعاناة التى يسببها إهمال الطب لرغبات المرضى التى قد يرغبون فيها فيما وراء مجرد الحفاظ على الحياة

كلاهما يستحوذا عليك و يدخلا اليأس في قلبك و لكن أحدهما أكثر بؤسا و أكثر بأسا فيظهر لنا كيف أن الهدف النهائى ليس الحصول على موت ناجح وإنما الحصول على حياة ناجحة وهى الحياة التى تستمر حتى آخر لحظة