الاثنين، 20 يناير 2025

تأثير قراري بالانتقال لوظيفة جديدة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية

قرار الانتقال لوظيفة جديدة كان من القرارات اللي غيرت كتير في مسيرتي المهنية وحياتي بشكل عام. كنت شغال في مكان حاسس فيه بالأمان والاستقرار، لكن مع الوقت بدأت أحس إن الفرص محدودة وإني مش بتعلم حاجات جديدة. حسيت إن لازم أعمل خطوة وأخرج من منطقة الراحة بتاعتي عشان أحقق تقدم حقيقي.

لما جاتني الفرصة، كنت متردد جدًا. مش سهل تسيب مكان تعرف تفاصيله بالكامل وتروح لشيء جديد مليان تحديات ومجهول. لكن بدأت أفكر في السؤال ده: "هل ممكن أحقق طموحي في مكاني الحالي؟" لما كانت الإجابة لا، بدأت أخطط للانتقال.

الوظيفة الجديدة كانت مليانة تحديات، ناس جديدة، ومتطلبات مختلفة. في الأول، كان فيه رهبة من إني مش هقدر أواكب المسؤوليات الجديدة، بس بعد فترة حسيت بتغيير كبير. بدأت أتعلم حاجات مختلفة، أتعامل مع زملاء بخبرات متنوعة، وأحس إني بتطور بشكل مستمر.

الانتقال مش بس فتح لي أبواب جديدة على المستوى المهني، لكنه زوّدني بالثقة في نفسي. حسيت إن المخاطرة لما تكون مدروسة ممكن فعلاً تغير حياتك للأفضل.

التجربة دي علّمتني إن الوظيفة الجديدة مش مجرد شغل، لكنها فرصة لتنمية نفسك، واكتشاف قدراتك، وتحقيق طموحاتك.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأحد، 19 يناير 2025

المال الحرام تربية


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

المال الحرام موضوع حساس جدًا، وتأثيره بيبان بشكل كبير في تربية الأولاد وفي تشكيل قيمهم وأخلاقهم. لما الطفل بيتربى في بيت مصدر دخله مش نضيف، ده بيأثر عليه من ناحيتين: أول حاجة، بيشوف أمامه نموذج بيتنازل عن المبادئ عشان الفلوس، وده بيزرع جواه فكرة إن الغلط ممكن يكون مقبول طالما فيه مصلحة شخصية. تاني حاجة، الجو اللي بيتربى فيه بيكون مليان خوف وقلق، لإن المال الحرام دايمًا بيجيب معاه مشاكل، سواء قانونية أو اجتماعية، وده بيأثر على إحساس الطفل بالأمان.

الأب والأم هما القدوة اللي الطفل بيتعلم منهم كل حاجة. لما يشوفهم بيكسبوا رزقهم بالحلال، حتى لو بسيط، بيتعلم قيمة التعب والكد والعمل الشريف. لكن لو شافهم بياخدوا طرق ملتوية عشان يجيبوا فلوس، هيبدأ يقلدهم، وده ممكن ينعكس على حياته في المستقبل، سواء في شغله أو علاقاته مع الناس. التربية هنا مش بس كلام بنقوله لأولادنا، لكنها أفعال وشكل حياة بنعيشه كل يوم.

المال الحلال حتى لو قليل بيجيب البركة، وبيزرع جو من الراحة النفسية والاستقرار في البيت. أما المال الحرام، فمهما كان كتير، بيجيب معاه مشاكل وهموم، وده بيأثر على كل أفراد الأسرة، مش بس الأب أو الأم. عشان كده لازم نكون صرحاء مع أولادنا ونفهمهم إن النجاح الحقيقي بييجي من الشغل والاجتهاد، مش من الطرق السهلة اللي بتضيع الأخلاق.

الأمانة والقيم مش بس حاجة بنعلمها لأولادنا بالكلام، لكنها حاجة لازم يشوفوها في حياتنا اليومية. لما يكبروا في بيت بيعتمد على الحلال، هيكبروا وهما عارفين إن الأخلاق غبر قابلة للتفاوض، وإن الفلوس مهما كانت أهميتها، مش أهم من الضمير والإنسانية. المال الحرام خطر على التربية، و خطر على المستقبل، لإنه بيخلق جيل مش بيحترم القوانين ولا بيقدر قيمة الشغل النضيف.



لما قررت أقدم استقالة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية


قرار الاستقالة كان واحد من أصعب القرارات اللي خدتُها في حياتي المهنية. الموضوع مش بس إني أسيب شغل، دي كانت مرحلة كبيرة من حياتي، مليانة شغل وتعب وذكريات. لكن في نفس الوقت، كان لازم أختار بين الراحة الزائفة والاستمرار في مكان مش مناسب لطموحاتي، أو أخاطر وأبدأ من جديد.


قبل ما أخد القرار، كنت براجع نفسي كل يوم. "هل أنا فعلاً مش مرتاح؟ هل المشكلة في المكان ولا فيّ أنا؟ وهل لو استنيت أكتر ممكن تتحسن الأمور؟" كانت أسئلة كتير بتدور في دماغي. قعدت أفكر في مستقبلي، أحسب الإيجابيات والسلبيات، وأسأل نفسي لو عندي خطة واضحة لما بعد الاستقالة.


اللحظة اللي حسيت فيها إن مفيش مجال للتراجع كانت لما أدركت إن بقائي في المكان ده بيستهلك طاقتي وحماسي من غير ما يضيف لي حاجة. حسيت إن الاستقالة مش ضعف، لكنها خطوة شجاعة عشان أحقق اللي أستحقه.


لما كتبت الاستقالة وقدمتها، كنت حاسس بمزيج غريب بين الخوف والتحرر. كنت عارف إن القرار ده ممكن يفتح أمامي فرص جديدة، لكنه كمان معناه مسؤولية أكبر وتحديات جديدة.


بعد ما استقلت، حسيت بتغيير كبير. صحيح كان فيه قلق على المستقبل، لكن كان فيه إحساس قوي بالراحة والحرية. التجربة دي علّمتني إن كل نهاية هي بداية جديدة، وإن أوقات كتير لازم نقفل باب عشان نفتح باب أكبر.


هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و جميع المقالات في البلوج الشخصي

https://amradelelnashar.blogspot.com/


السبت، 18 يناير 2025

أيها الطبيب، لا تحاول إنعاشي و لا تتركني لأموت



#مجرد_نظرة_في_الطب

في داخل إحدى المستشفيات المطلة على البحر يعتبر الطابق الأخير كاملا لأصحاب الأمراض المستعصية و التي يحتاج فيها المريض للعناية الكامله من طاقم طبي متدرب. 

يحدث أن تهب عاصفة شديدة و تتحول لإعصار يجذب معه كمية كبيره من ماء البحر لتحاصر المستشفى و تغرق الدور السفلي منها بأكمله. تغرق المستشفى في دوامة من قطع للكهرباء و نفاذ مخزون الماء و الطعام و الأدوية.

يتكاتف الفريق الطبي و يحاول توزيع المخزون على المرضى و ذويهم و لكن المشكله الكبرى كانت في الطابق الأخير، طابق اللاإنعاش، يعني لا تعيدني للحياة إذا توقف قلبي.

بعد عدة أيام من العاصفه التي دمرت المدينة كلها و حاصرت المستشفى بعد تحرك البحر ليبلعها داخله، تم توفير مراكب إنقاذ لإخراج المرضى و ذويهم و الطواقم الطبيه. و لكن تظل الأزمه في من سينقذ أولا.

تم الإتفاق بين الطواقم الطبية بوضع علامات ملونه على الناس لترتيب خروجهم فالأخضر يخرج أولا ثم الأصفر ثم البرتقالي. و الأحمر يحتاج لمساعد طبي يخرج معه و الأسود ممنوع من الخروج إلا في النهاية.

و طبعا كان اللون الأسود مصير الدور الأخير. و لكن هذه نصف المصيبة. فالنصف الآخر هي أنهم جميعا سيحتاجون لمساعدة في النزول و و الإنقاذ و لكن سيكون معظم الطاقم قد ساعد أصحاب اللون الأحمر من قبل.

للعلم هذه قصة حقيقية تمت مناقشتها في مسلسل و بالفعل تم ترك الدور الأخير كله بلا إنقاذ لمدة طويلة حتى تم خفض الماء و عودته إلى البحر ثانية.

كان إختيارهم ألا تنعشني و لكن لا تتركني لأموت...

قرار مهني مهم وافقت عليه


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية

لما كنت موظف في مجال الصيدلة، أكتر لحظة أثرت في مسيرتي المهنية كانت لما قررت أتحمل مسؤولية منصب إداري. كنت وقتها شغال صيدلي في مستشفى، وكان شغلي الأساسي مرتبط بتحضير الأدوية والتأكد من الدقة في الجرعات. رغم إن الشغل كان مرهق، لكنه كان مستقر ومريح نسبيًا بالنسبة لي.

في يوم جالي عرض إنّي أكون مشرف مؤقت على قسم الصيدلة بالكامل. القرار كان صعب جدًا، لأن المنصب الجديد كان معناه إني هواجه تحديات أكبر، زي إدارة فريق كامل، وتحمل مسؤولية القرارات الإدارية، بالإضافة للتعامل مع ضغوط أكتر.

فضلت أفكر أيام طويلة وأسأل نفسي: "هل أنا جاهز للخطوة دي؟ هل هعرف أوازن بين الإدارة والجوانب التقنية لشغلي كصيدلي؟" كنت دايمًا خايف من إنّي أفشل أو ما أكونش عند حسن الظن.

لكن في النهاية، قررت أواجه الخوف ده. السبب الرئيسي كان إحساسي إنّي لو ما خدتش الخطوة دي، هفضل واقف في نفس المكان ومش هتعلم جديد. بداية المنصب كانت صعبة، كنت بواجه مشاكل مع تنظيم الوقت، وإدارة فريق متنوع الآراء والشخصيات. لكن مع الوقت والتعلم من المواقف، اكتشفت إن القرار ده كان نقطة تحول حقيقية.

التجربة دي علمتني حاجات كتير، أهمها إن القرارات المصيرية دايمًا بيكون فيها مخاطرة، لكن المخاطرة دي ممكن تكون البوابة لفرص أكبر وتطور مهني وشخصي.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الجمعة، 17 يناير 2025

لوز لوز أو لووز لووز


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 


في الحياة، كلنا بندخل اتفاقات وعلاقات مع ناس حوالينا، سواء كانت شغل، صداقة، أو حتى تفاهمات يومية بسيطة. بس السؤال هنا: الاتفاق ده هيكون نتيجته إيه؟ هل كل الأطراف هتطلع كسبانة "لوز لوز"، ولا هيتحول لخسارة كل الأطراف "لووز لووز"؟


أحيانًا، لما الناس يتعاونوا بحكمة ويفكروا في مصلحة بعض، الكل بيكسب. دي الحالة اللي بنسميها "لوز لوز". يعني إيه؟ يعني كل طرف بيحقق حاجة قيمة، حتى لو اضطر يتنازل عن شوية حاجات صغيرة.

مثال بسيط: لو اتنين شغالين في مشروع مع بعض وقرروا يتقاسموا الأرباح بعدل، هيكونوا كسبوا علاقة قوية، وحققوا نجاح مادي ومعنوي. في الحالة دي، الاتنين طلعوا بمكسب، بغض النظر عن التنازلات اللي قدموها


على الناحية التانية، لما كل طرف يركز على مصلحته وبس، أو يحاول ياخد أكتر مما يستحق، بيحصل الانهيار. هنا بنشوف حالة "لووز لووز"، اللي بتكون خسارة لكل الأطراف.

تخيل إنك في نفس المشروع اللي فات، بدل ما يكون فيه تفاهم وعدل، حصل طمع أو خلاف شديد على التفاصيل. النتيجة؟ المشروع فشل، والعلاقة بين الأطراف انتهت بخسارة الطرفين


الفرق الأساسي بين "لوز لوز" و"لووز لووز" هو النية والتواصل. لو كل طرف ركز على الحلول المشتركة، هيلاقوا طريق للتفاهم، وهينتهي الوضع بمكسب. لكن لو الغرور والطمع سيطروا، النتيجة هتكون الخسارة.


الحياة مش دايمًا أبيض أو أسود. لكن لو اختارنا إننا نكون منصفين ونفكر في مصلحة الكل، هنلاقي نفسنا عايشين في عالم مليان "لوز لوز"، بدل ما نبقى محاصرين في دايرة "لووز لووز".