الأب يعمل في إحدى الدول العربيه ، مسافر لوحده . و الزوجه مع أولادها الثلاثه في مصر بتتابع حياتهم و دراستهم . و في إحدى الأجازات ، أصبحت الأم حامل في بنت . وسط رفض كبير من الأب لإكمال هذا الحمل
و بعد الولادة أصرت الأم على الذهاب مع الأب لعدم قدرتها على رعية الأطفال الأربعة لوحدها . و كان الأب يرفض بشدة لعدم قدرته على توفير مكان مناسب لهم جميعا في الغربه . و لكن تحت إصرار الأم ، وافق الأب و أخذهم للغربه
بعد السفر بسنتين ، أصيبت البنت الصغرى بإلتهاب في اللوزيتين فأخذت مضاد حيوي و لم يعطي مفعول و إستمرت السخونه في الإرتفاع . فإتحجزت في المستشفى و بعد عمل صورة دم كامله ، إكتشفوا إصابتها بسرطان الدم . و لم يكن أمامهم إلا النزول إلى مصر للعلاج في التأمين الصحي لأن في الغربه العلاج غالي جدا
و عند دخول الطفله لمستشفى التأمين ، أصيب الأب برفض التصديق أن بنته عندها سرطان دم و أخذ يردد أنا بنتي معندهاش سرطان ، هي عندها مرض في العظم بس مش سرطان . وكان الحل الوحيد لتهدأته ، أنه سيأخذ الطفله لمستشفى أخرى للكشف عليها و التأكد من صحة التشخيص . فوافق الأطباء و أقر بذلك في ورق رسمي
ولكن وسط الجموع و الأب يحمل طفلته على يديه و عند باب المستشفى ، إنهارت الأم و جلست على الأرض تلطم وجهها و تصرخ بأعلى صوتها و تقول إنت مش عاوزها تعيش ، إنت عاوز تموتها ، من وهي في بطني و إنت مش عاوزها ، إنت رايح بيها على فين ، هتدفنها يعني دلوقتي و هي لسه مماتتش . طبعا الناس إتجمعت و الأمن مسك الرجل و منعه من الخروج و الأم تصرخ و تقول هاتولي بنتي
و لكن نظرا لإمضاءه على ورق رسمي بالخروج ضد النصيحه الطبيه و نظرا لأنه ولي الأمر فخرج من المستشفى . و إنهارت الأم و بدأت في إطلاق الشتائم لمنعه من الخروج فقال لها الأب ، إسكتى أو هطلقك ، فإنهالت عليه بالضرب، فطلقها . طلقها وسط جموع الناس و الطفله على يديه و خرج و أختفى و الأم صمتت و راحت في إغماءه طويله
و بعد مرور عدة ايام جاء الرجل بالبنت على يديه و حالتها الصحية سيئة و كادت أن تموت من شدة السخونيه . فأدخلت المستشفى سريعا ولكن بما أنها طفلة فسريرها وسط عنبر الأطفال و يجب أن يكون المرافق هي الأم . فكلمنا الأب و قال مفيش حد هيرضى يقعد بيها غيري . أنا بس ، الكل بعد عني من ساعة ما طلقتها
فطلبت الأم في التلفون و قلت لها تعالي المستشفى فالبنت هتتحجز و هتبدأ كيماوي . فردت عليا و قالت ، لا مش هاجي ، دي بنته لوحده يشربها، فنظرت للتلفون و مش مصدق نفسي
المهم ، البنت إتحجزت في الرعاية المركزه فقط لإنقاذ حياتها و بدأت علاجها الكيماوي ثم جاءت الأم و إنتقلت لعنبر الأطفال و إستمرت بالعلاج حتى إنتهت ثلاث سنوات مع المرض
الأن الطفله عمرها ١٠ سنوات بكامل صحتها و عافيتها، و الأب و الأم منفصلين
و يبقى الأمل ...