السبت، 7 يونيو 2025

صقراً... ليس صفرًا

لما بتبص على الصقر من بعيد، بتشوفه ملك السما، قوي وجبار، جناحاته مفتوحة كأنه حاكم كل شيء حواليه.

عيونه مليانة سيطرة وعظمة، وكل حركة بتاعته بتقول: أنا فوق كل الطيور. قوته وجبروته واضحة في وقفته وطيرانه، تحس إنه مفيش حاجة ممكن توقفه أو تهزه.

لكن لما تقرب منه، وتبصله، تكتشف حاجة مختلفة. الصقر مش بعيد عن باقي الطيور زي ما كان باين، عنده نفس المشاكل اللي بتعانيها الطيور كلها. و لكن نظرة الصقر لها مختلفه.

واحدة من أكبر مشاكله هي أشرف مسؤولياته، إنه لازم يعلم صقوره الصغيرة... معنى إنك تكون صقر، و الأهم أنهم لا يكونوا أصفارا زي بقية الطيور.

لازم يزرع فيهم من أول رفرفة جناح، إنهم مش مجرد طيور، وإنهم اتخلقوا يطيروا أعلى من الخوف، أعلى من الجوع، و أعلى من الضوضاء اللي تحتهم.

لازم يفهمهم إن عيون الصقر مش بس حادة عشان تشوف الفريسة، لكن كمان عشان تميّز الطريق، وتعرف عدوهم من صاحبهم، وتختار إمتى يهاجموا وإمتى يرتفعوا ويسيبوا المعركة.

لازم يعلمهم الفرق بين الشجاعة والاندفاع، بين الهيبة والغرور، بين العلو الحقيقي، والتشبه الخايب بالطيور اللي بتنط على الأغصان وبتفتكر نفسها جميلة وهي طايرة.

لازم يحرّس عقولهم من كلام الطيور اللي بتحب الزحمة، اللي عايشة طول عمرها تدور في دوائر وتقلد بعض، ويغرس فيهم إنهم مش زيهم، ولا المفروض يكونوا.

الصقر مش بيخاف من الطيور، لكن بيخاف على صقوره من إنهم يبقوا شبههم.

عشان هيبة الصقر مش بس في جناحاته... هي في اللي بيورثه. في النُبل اللي بيسلمه للي بعده. في العزلة اللي بيختارها عن الضوضاء، وفي الكبرياء اللي بيتحمله في صمت.

هو مش بس بيطير... هو بيورّث السماء.

الجمعة، 6 يونيو 2025

موقف حسيت فيه إن مديري ظلمني وكيف تعاملت؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #العلاقات_مع_الإدارة #التواصل_مع_المديرين 


في وقت حصل موقف معين حسيت فيه إن مديري ظلمني بشكل واضح، ومكنش سهل أبداً أتحكم في مشاعري أو أتصرف بسرعة. الظلم في الشغل بيجرح أكتر لما بييجي من حد مسؤول، وده بيخليني أحس بالإحباط والظلم في وقت واحد.


لكن كنت عارف إن الرد العاطفي مش هيفيدني ولا هيحل المشكلة، بالعكس ممكن يعقدها أكتر. قررت أواجه الموقف بحكمة وقوة شخصية، مش بغضب ولا تهاون.


أول حاجة عملتها إني جمعت كل المعلومات المتعلقة بالموقف، عشان أكون واثق من حقي. بعدين طلبت فرصة أتكلم مع المدير في وقت هادئ بعيد عن الضغط اليومي، ووضحت له موقفي بطريقة واضحة ومحترمة. كنت بقول له إزاي حاسس وإن الموضوع أثر عليا في الشغل وعلى أدائي.


المهم إني كنت مركز على حل المشكلة مش تصعيدها. فسألته لو فيه حاجة ممكن أطورها أو لو كان فيه سوء تفاهم حصل. ولحسن الحظ، الحوار كان صريح وناضج، والموضوع اتحل بشكل إيجابي. المديراعتذرعن سوء الفهم، وحاول يصلح الموقف.


الموقف ده علمني درس كبير: إن الوقوف بثقة على حقي مش ضعف، وإن التواصل الواضح والصريح بيخلق فرص لحل المشاكل، وإن الظلم مش لازم يوقفك، لكن لازم تتعامل معاه بحكمة وقوة.


في الشغل، مش دايمًا هتلاقي العدل بسهولة، بس أنت قدها لما تقدر تواجه، وتعرف تحافظ على احترامك لنفسك وللغير في نفس الوقت. الظلم مش نهاية الطريق، بس طريقة تعاملك معاه بتحدد مستقبلك.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الخميس، 5 يونيو 2025

أدوار الشرف ... أباء الترف و أبناء القرف


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

يسعى الآباء في جميع الأحوال إلى إسعاد أبنائهم وتربيتهم في بيئة من الرفاهية والترَف. يقول قائل: إنه كلما ازداد الآباء ترفًا، كلما ازدادت الأجيال قرفًا وضعفًا، وأصبحوا جُهّالًا ومتصارعين.

فالأجيال المُترفة تصبح مستسلمة للنعيم، وتقلّ فيها النزعة إلى القوة، ويصبح الحماس فيها للتغيير منعدمًا.

ويقول آخر: إنه كلما ازداد الآباء ترفًا، كلما علَّموا أولادهم وأعطوهم الخبرة والتجربة، فتتفتح أعينهم وأفكارهم على ألوان جديدة من المعرفة، فتزداد حياتهم ثراءً وإثراءً.

طبعًا لا مانع من التحضّر والتمدّن والترف، ولكن سوء استخدام واستغلال الترف، والمضي في الاستمتاع والإسراف، يزيد التبطل والزهد في العمل والجهد، فتفلت زمام الأمور وتضعف القوى، وتصبح الأجيال تميل إلى العجز والصراع والقرف.

النعيم سلاح ذو حدّين؛ فإما يغلب الإنسان فتكون وبالًا عليه، أو الإنسان يغلبه، فتصبح حياته أسهل وأكثر اطمئنانًا. ولنضرب مثالًا بالطعام، وهو أبسط مقومات الحياة: فتأمّل صحة من يستطيع السيطرة على طعامه، فتجده قويّ البنية، نشيطًا؛ وتأمل صحة من يسيطر عليه غذاؤه، فتجده مريضًا، هميمًا، ومعتلًا.

التنعم والترَف خاصّية من خصائص الأغنياء والفقراء، فلا فرق بينهما؛ لأنه عبارة عن نزوع وضعف عن مقاومة الرغبات والمطالب. فكم من غني يصرف أمواله على حفلاته ومجونه، والعكس، كم منهم لا يملك وقتًا للراحة، ويعمل طوال اليوم، وله بيت واحد وولد واحد!

وكم من فقير لا يملك قوت يومه، لكنه مُترف في معيشته؛ يستمتع بالجلوس طوال اليوم، ويأخذ الأكل والشرب مجانًا من الناس، ويستغلهم في الملابس والسجائر والتوصيل، ولا يملك بيتًا، ويعيش عالة على الناس، وعنده ثلاث زوجات وعشرة أطفال!

الترف سلوك وموقف من الحياة، لا مستوى اقتصادي أو مادي. ويتحدد موقف الإنسان منه عن طريق ثقافته وتربيته ونشأته الأخلاقية والسلوكية.

إزاي كنت بتقدم اقتراحاتي للمدير بثقة؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #العلاقات_مع_الإدارة #التواصل_مع_المديرين 


لما كنت موظف، اكتشفت إن تقديم اقتراحات للمدير مش بس مسألة كلام وخلاص، لكن موضوع محتاج ثقة في النفس وفهم عميق للشغل وللبيئة اللي أنت فيها. مش كل فكرة بتطلعها لازم تتقال، لكن اللي هتقدمها لازم تكون واثق إنها فعلاً هتفيد، ومش مجرد كلام على الهوا.


كنت دايمًا بحضر نفسي قبل ما أتكلم: أفكر كويس في المشكلة، أجمع بيانات وأرقام لو قدرت، وأخلي فكرتي واضحة ومحددة مش مبهمة.


وبعد كده، لما أروح أكلم المدير، كنت بتعامل بثقة مش غرور. يعني بعبر عن فكرتي كإنها حل واقعي، مش طلب أو اعتراض. كنت ببدأ بكلام إيجابي عن اللي بيتم بالفعل، وبعدها بعرض اقتراحي كإضافة ممكن تحسن الوضع.


مرة كان في مشكلة في طريقة تنفيذ مشروع، وكنت شايف إن الحل اللي بتتبعوه ممكن يضيع وقت ومجهود. حضرت اقتراحي كويس، وبعدها قدمته للمدير بكل هدوء وثقة. مديري استمع لي بعناية، وسألني أسئلة علشان يفهم أكتر، والحوار كان محترم. وفي الآخر، طبقوا جزء من فكرتي، وفعلاً شفنا تحسن كبير.


السر الحقيقي؟ ثق في نفسك، حضّر كويس، واعرف الوقت المناسب للكلام، وحافظ على احترام الإدارة حتى لو فكرتك مختلفة.


لما بتدي اقتراحاتك بثقة وبطريقة مدروسة، بتدي لنفسك ولللي حواليك فرصة النجاح، وبترفع من قيمتك كموظف مش بس بين زملائك، لكن كمان قدام الإدارة. مش بس بتشتغل، لكن بتساهم فعلًا في تطوير الشغل.


الثقة مش بتتولد من فراغ، بتتعمل، ومع كل تجربة بتقوي أكتر. فأهم حاجة تبدأ، وتحاول، وما تخليش خوف النقد يوقفك. لأن في الآخر، اللي بيخاف يقول مش هيتغير، واللي بيتكلم بثقة بيصنع الفرق.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأربعاء، 4 يونيو 2025

الشجرة اللي سابت ثمرتها تقع


#إدارة_نباتية 

الشجرة ما بتمنعش الشمس، وما بتخبيش الضل، تمد جذورها في الأرض، وترفع فروعها للسماء، وتفضل ساكتة. 

تعدّي عليها المواسم، وتفهم الوقت من غير ساعات، وكل سنة تطلع ثمار جديدة. تديها من عصارتها، من صبرها، من حياتها، تشيلها على فروعها، تحميها من الريح، وتفضل معاها لحد ما تكبر وتنضج، وتبقى الثمرة جاهزة... تسقط.

الشجرة ما بتحاولش تمنعها، ما بتشدهاش ليها، ولا تندب لحظة الفُراق، تسيبها تقع بكل هدوء، كأنها كانت مستنياها تخلص الرحلة دي لوحدها. 

الثمرة بتقع مش لأنها فسدت، لكن لأنها استوت، بقت جاهزة تبدأ حياتها بعيد عن حضن الفرع، يمكن تزرع نفسها، يمكن تاكُلها الأرض، يمكن تبقى شجرة كمان. 

و الشجرة؟ ما بتزعلش، وما بتبكيش، بتفضل واقفة، تمد فروعها من تاني، وتحضن ثمار جديدة جاية في السكة.

الشجرة ما بتسألش عن اللي مشي، وما بتندهش من اللي جه، هي بس بتعرف توقيت النضج، وتعرف إمتى تخلي ثمرها يقع أو يقف على رجله.

أهمية التفاهم مع الإدارة في تحسين الأداء


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #العلاقات_مع_الإدارة #التواصل_مع_المديرين 


لما كنت موظف، كنت دايمًا بآمن إن مش كل حاجة محتاجة أوامر، وفي فرق كبير بين إنك تشتغل عشان المدير قال كده، وبين إنك تشتغل لأنك فاهم الهدف، ومتفق معاه، ومقتنع إنك شريك في النجاح.


في شغلي، التفاهم مع الإدارة مكانش رفاهية… ده كان أداة نجاح. كنت دائمًا حريص إن يبقى فيه مساحة للكلام، للتفسير، للنقاش. لما المدير يكون شايف إنك مش بس منفّذ، لكن كمان بتفكر، وبتسأل، وبتفهم "ليه"، بيبدأ يحترمك بطريقة مختلفة.


مرة اشتغلنا على مشروع، وكان فيه ضغط. الزملاء بدأوا يتوتروا، وكل واحد بيشتغل من غير ما يبص حواليه. ساعتها، قررت آخد خطوة وأتكلم مع الإدارة. قلتلهم ببساطة: "الموضوع محتاج شوية وضوح أكتر، وخطة زمنية أدق، وكمان محتاجين نفهم تأثير شغلنا ده على الصورة الكبيرة."


رد فعلهم؟ كان مبهر. عملوا ميتينج مصغّر، ووضحوا التفاصيل، وابتدينا نحس إننا بنشتغل سوا مش لحساب حد تاني. الأداء اتحسن، الروح رجعت، والمشروع نجح.


التفاهم مع الإدارة بيقلل التوتر، بيساعد في تقليل الغلط، وبيخليك تحس إنك مش ترس صغير، لكن ضلع مهم في المنظومة.

كل ما كان فيه تواصل حقيقي، كل ما كنت بتلاقي نفسك بتنتج أكتر، وبتفكر أحسن، وبتحب شغلك أكتر.


لو انت موظف، حاول دايمًا تسعى للفهم مش بس للتنفيذ. ولو انت مدير، افتح الباب للتواصل، لأن الفريق اللي فاهم الهدف هو الفريق اللي هيوصّل له، مش اللي بس بيجري وراه.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/