الطبيعي أن الفن ينقلنا من عالم الواقع إلى عالم خيالي يفصلنا عن طبيعتنا و عن كل ما هو موجود في لحظتها و يخرجنا عن ذاتنا . و العكس صحيح تماما في العالم الأخلاقي ، فالأخلاق دائما تأمرنا بالتمسك بطبيعتنا الإنسانية و أن ننظر إليهما بعين الواقع الحقيقي الذي نحياه لتحسينه
و لكن من دعائم الثقافة الأخلاقيه هي أيضا حث الفرد على الخروج من ذاته و العمل على دعم الروابط الجمعية للمجتمع الواحد
على ذلك يتضح أن الفن لا يصرفنا عن الحياة الأخلاقية نتيجة الخروج عن ذاتنا و لكن لأنه يصرفنا عن الحياة الواقعية و الحقيقية التي نحياها . فوجه الشبه بينهما هو إخراجنا عن ذاتنا و وجه الإختلاف هو أن الثقافه الفنيه تربطنا بالخيالات و الثقافه الأخلاقيه تربطنا بالواقع
و بالتالي لا نستطيع أن نقارن العادات التي تنميها الثقافة الفنية بالعادات الأخلاقية إلا مقارنة جزئية . ولا نستطيع أن نأخذ الأخلاق من جانب فني لأن ثقافه الأخلاق تدعوا للنظر إلى القبح و البؤس لنوجد الدواء بينما الثقافه الفنيه تدعوا للتأمل و الحلم
في النهاية التربية المعتمده على الناحية الفنيه فقط تنتج أجيال يقتصر سموها الأخلاقي على الخروج من ذاتها و الدخول في الأحلام الجميله فيصبح عندهم مثل عليا خامله و غير فعاله وقد تصل لكونها غير واقعيه